... وأين هو الوطن ؟؟
السرالسيد
للكلمات كما للناس مقامات وأقدار ومصائر وأسئلة وأفراح وأحزان..الوطن تلك المكانة ومنذ أن عرف الإنسان التاريخ وعاش فيه وعاش معه وعاش به, تقاسمها الحب والجحود,الحزن والفرح, الخيانة والوفاء, الظلم والعدل, فالوطن ظل هكذا دائما ساحة لاختبار قيم الذين يعيشون فيه فهنالك البلدة الطيبة وهنالك القرية الظالم أهلها والبئر المعطلة والقصر المشيد.. للوطن تعريفات كثيرة وحوله أنتجت مقاربات عديدة ولكنه وفى كل الأحوال هو ذلك الفضاء الذي يعيش فيه أناس بعينهم,يسائلهم ويسائلونه لأنه في الأخير هو المكان الذي يختبرون فيه حيواتهم ومالاتهم..الوطن ليس الجغرافيا والحدود وليس الذاكرة المشتركة..ليس التاريخ, انه كل ذلك وأكثر,فهو البيت الذي يعرف من يخونه ويحس بمن يحبه ولأنه كذلك لا يأخذ استقامته وشموخه إلا وللعدالة وللشراكة في السلطة والثروة ولتمكين ثقافة المواطنة والحقوق حضور وفعل, فالوطن أحيانا جحيم, والوطن أحيانا فظ..جاء في نهج البلاغة: " ليس بلد بأحق بك من بلد, خير البلاد ما حملك" وجاء ايضا:
" الغنى في الغربة وطن, والفقر في الوطن غربة"...كتب شاعرنا عالم عباس:
هل القميص ما نلبس أم كفن؟
وأينا الفطن؟
هذا المقهقه الغارق,
في ضحكته,
أم السادر في الأوهام والوسن؟
وطن,
وطن,
كان لنا وطن!
وكتب الشاعر العراقي الشهير مظفر النواب:
وايقظتنى ريح الشباك على وطني
يا وطني وكأنك في غربة
وكأنك تبحث في قلبي
عن وطن أنت ليأويك
نحن الاثنان بلا وطن يا وطني.
وكتب شاعرنا محمد عبد الحي:
من ترى يمنحني
طائرا يحملني لمغاني وطني.
هكذا هو الوطن دائما,حضور ساطع في السر والعلن, يختبئ في الشعر والأغنيات, ويجهر في الصمت والاحتجاج,..قاموسه الثر يتشكل من الأمان والدفء,الهجرة والخروج,المنفى والاغتراب,اللجوء والنزوح,الثورة والإصلاح,الغزو والتضحية, ثم الحنين, الحنين, الحنين, ذلك الشعور الغريب, الغامض,الواضح الذي يعلو ويهبط على موجة من شجن,.. هنا لا أجد تعبيرا في وصف هذا الشعور ارق وأعمق مما كتبه الناقد المغترب صديق محيسى في روزنامة الشاعر كمال الجزولى في جريدة الرأي العام ذات حنين جارف فقد كتب:" كما للخريف رائحة الدعاش والعشب والشجر المبتل فان للستينيات عبق البراءة والخبرة البكر والطيبة المفعمة بالمودة..كان عصرا رقيقا كجدة عطوف يغمر صدرها الحنان, وكانت ود مدني مسرح صبانا وحاضنة فقرنا ترقد على ضفة النيل الغربية كظلال وارفة تناغم أشجارها ولم تكد عيوننا تتفتح على حقائق الحياة,حتى بدأنا نتعلم أن نكون ثوريين في عالم تتشكل نطفة الثورة في رحمه..كان الشعر والثورة توأمان يأسران قلوبنا ويؤججان أخيلتنا بعالم جديد ينشلنا من وهدة الفقر إلى رحاب الاشتراكية...."
..وأين هو الوطن؟
السرالسيد
للكلمات كما للناس مقامات وأقدار ومصائر وأسئلة وأفراح وأحزان..الوطن تلك المكانة ومنذ أن عرف الإنسان التاريخ وعاش فيه وعاش معه وعاش به, تقاسمها الحب والجحود,الحزن والفرح, الخيانة والوفاء, الظلم والعدل, فالوطن ظل هكذا دائما ساحة لاختبار قيم الذين يعيشون فيه فهنالك البلدة الطيبة وهنالك القرية الظالم أهلها والبئر المعطلة والقصر المشيد.. للوطن تعريفات كثيرة وحوله أنتجت مقاربات عديدة ولكنه وفى كل الأحوال هو ذلك الفضاء الذي يعيش فيه أناس بعينهم,يسائلهم ويسائلونه لأنه في الأخير هو المكان الذي يختبرون فيه حيواتهم ومالاتهم..الوطن ليس الجغرافيا والحدود وليس الذاكرة المشتركة..ليس التاريخ, انه كل ذلك وأكثر,فهو البيت الذي يعرف من يخونه ويحس بمن يحبه ولأنه كذلك لا يأخذ استقامته وشموخه إلا وللعدالة وللشراكة في السلطة والثروة ولتمكين ثقافة المواطنة والحقوق حضور وفعل, فالوطن أحيانا جحيم, والوطن أحيانا فظ..جاء في نهج البلاغة: " ليس بلد بأحق بك من بلد, خير البلاد ما حملك" وجاء ايضا:
" الغنى في الغربة وطن, والفقر في الوطن غربة"...كتب شاعرنا عالم عباس:
هل القميص ما نلبس أم كفن؟
وأينا الفطن؟
هذا المقهقه الغارق,
في ضحكته,
أم السادر في الأوهام والوسن؟
وطن,
وطن,
كان لنا وطن!
وكتب الشاعر العراقي الشهير مظفر النواب:
وايقظتنى ريح الشباك على وطني
يا وطني وكأنك في غربة
وكأنك تبحث في قلبي
عن وطن أنت ليأويك
نحن الاثنان بلا وطن يا وطني.
وكتب شاعرنا محمد عبد الحي:
من ترى يمنحني
طائرا يحملني لمغاني وطني.
هكذا هو الوطن دائما,حضور ساطع في السر والعلن, يختبئ في الشعر والأغنيات, ويجهر في الصمت والاحتجاج,..قاموسه الثر يتشكل من الأمان والدفء,الهجرة والخروج,المنفى والاغتراب,اللجوء والنزوح,الثورة والإصلاح,الغزو والتضحية, ثم الحنين, الحنين, الحنين, ذلك الشعور الغريب, الغامض,الواضح الذي يعلو ويهبط على موجة من شجن,.. هنا لا أجد تعبيرا في وصف هذا الشعور ارق وأعمق مما كتبه الناقد المغترب صديق محيسى في روزنامة الشاعر كمال الجزولى في جريدة الرأي العام ذات حنين جارف فقد كتب:" كما للخريف رائحة الدعاش والعشب والشجر المبتل فان للستينيات عبق البراءة والخبرة البكر والطيبة المفعمة بالمودة..كان عصرا رقيقا كجدة عطوف يغمر صدرها الحنان, وكانت ود مدني مسرح صبانا وحاضنة فقرنا ترقد على ضفة النيل الغربية كظلال وارفة تناغم أشجارها ولم تكد عيوننا تتفتح على حقائق الحياة,حتى بدأنا نتعلم أن نكون ثوريين في عالم تتشكل نطفة الثورة في رحمه..كان الشعر والثورة توأمان يأسران قلوبنا ويؤججان أخيلتنا بعالم جديد ينشلنا من وهدة الفقر إلى رحاب الاشتراكية...."
..وأين هو الوطن؟
Comments
Post a Comment