فاليوم 10 و مقتل بائع الكتب- محمد علوان
روايتان عراقيتان صدرتا في توقيت واحد ، ربما في أسبوع واحد ، امتلكتا حضورهما الهام والقوي في بورصة البيع في شارع المتنبي ، فلاول مرة يتخلص الكاتب من مشكل الاهداءات حيث بدأ الطلب عليهما في شارع المتنبي وبدأتا بالانتشار بين المختصين بالرواية من الكتاب او من طلبة الجامعات والكثير من المهتمين بالقراءة ، وحققتا مبيعات رائعة في بغداد والمحافظات واتوقع أن يستمر الطلب عليهما ... الاولى رواية خضير فليح الزيدي " فاليوم 10" والثانية رواية سعد محمد رحيم " مقتل بائع الكتب " الموضوع يدلل بمجمله مهما كان تأثير رواية على اخرى في سوق البيع والطلب في شارع المتنبي ، فهو يدلل على علو كعب الرواية العراقية وهيمنتها جماليا وتقنيا .. فاليوم 10 رواية مهمة استطاع كاتبها الروائي خضير فليح الزيدي أن يمسك باهتمام القارىء من السطر الاول من المدخل وصولا الى النهاية ، وهكذا هي الروايات المهمة ، تمسك بالقارىء وتشده اليها عبر حرفنة وموهبة لاأعتقد أن الاستاذ خضير فليح الزيدي يحتاج الى أن اشير اليها ، فهو ومنذ كتابه الهام " تاريخ أول لسلة المهملات " ومرورا برواياته المهمة " خارطة كاسترو " ومدوناته المكانية الهائلة " الباب الشرقي " " ابن شارع " وفندق كويستيان " واطلس عزران " وصولا الى " فاليوم 10 " اقول استطاع خضير ان يخط لنفسه اسلوبا خاصا به في عالم الرواية العراقية .. أجل " الرواية العراقية " التي نبحث عنها .. الرواية العراقية التي تنافس بل نافست الرواية المصرية والمغربية والجزائرية ... احداث الرواية التي تتمحور على حدث هام ومفصلي في تاريخ العراق وهو احتلال الموصل والتي تبدأ أحداثها يوم 10/6/2014 وما يمكن أن يتركه تأثير سقوط أعرق مدينة عراقية بيد عصابات داعش وتأثيرات هذا الاحتلال على شخصيات الرواية " العقيد غسان " الذي يصاب بالخرس والبكم لانه لم يحتمل مهانة انسحابه من الموصل ، ويبحر بنا الروائي عبر الشخصيات الهامة في الرواية سلام العراقي العائد من كندا ومن خلاله يبدأ غزل الرواية يهب نفسه للقارىء بيسر وجمال نادرين .. الكثير من الشخصيات التي يهيمن عليها الهاجس ذاته .. هاجس الخوف من الاتي والانغمار في لعبة الدخول خلف ستار التخدير للتخلص من قسوة الواقع المر .. " سأعود للرواية بشكل اوسع في مقال منشور قريبا فهي من الروايات العراقية المهمة والتي سيبقى تأثيرها على القارىء راسخا لسنوات وهكذا هو ديدن الروايات الناجحة . أما رواية سعد محمد رحيم فاعتقد أنها تمثل انتقالة كبيرة في حرفية هذا الروائي الهادىء الذي ابدع لنا " غسق الكراكي وترنيمة أمرأة والكثير من المجاميع القصصية والكتب الفكرية الهامة .. " مقتل بائع الكتب " رواية تقنيات فنية عالية استطاع أن يوصل من خلالها الروائي احداث كبيرة تدور في مدينة عراقية تمتد منها خيوط السرد عبر مدونات تعتمد تقنية رواية داخل رواية او مايسميه نقادنا " الميتافكشن " ندخل حميمية الحب والعلاقات الانسانية والمواقف الفكرية المتقاطعة خيوط تمتد من بعقوبة الى كل مدن العراق والعالم باريس بلغراد وغيرها الكثير عبر محاولات لتقصي تاريخ محمود المرزوق الذي يمثل تاريخ اغلب العراقيين .. محمود المرزوق الذي اغتيل في اواخر عمره وكانت حادثة اغتياله بوابة لعرض فكرة المشاريع المؤجلة لاغتيال الوطن الذي تضمره مليشيات غامضة تهيمن على الشارع والمدينة ، لاتمتلك الا تهيئة مشروع الاغتيال الكبير للجمال والحب والمعرفة . الروايتان تستحقان الكثير من التحليل والدراسة ...
روايتان عراقيتان صدرتا في توقيت واحد ، ربما في أسبوع واحد ، امتلكتا حضورهما الهام والقوي في بورصة البيع في شارع المتنبي ، فلاول مرة يتخلص الكاتب من مشكل الاهداءات حيث بدأ الطلب عليهما في شارع المتنبي وبدأتا بالانتشار بين المختصين بالرواية من الكتاب او من طلبة الجامعات والكثير من المهتمين بالقراءة ، وحققتا مبيعات رائعة في بغداد والمحافظات واتوقع أن يستمر الطلب عليهما ... الاولى رواية خضير فليح الزيدي " فاليوم 10" والثانية رواية سعد محمد رحيم " مقتل بائع الكتب " الموضوع يدلل بمجمله مهما كان تأثير رواية على اخرى في سوق البيع والطلب في شارع المتنبي ، فهو يدلل على علو كعب الرواية العراقية وهيمنتها جماليا وتقنيا .. فاليوم 10 رواية مهمة استطاع كاتبها الروائي خضير فليح الزيدي أن يمسك باهتمام القارىء من السطر الاول من المدخل وصولا الى النهاية ، وهكذا هي الروايات المهمة ، تمسك بالقارىء وتشده اليها عبر حرفنة وموهبة لاأعتقد أن الاستاذ خضير فليح الزيدي يحتاج الى أن اشير اليها ، فهو ومنذ كتابه الهام " تاريخ أول لسلة المهملات " ومرورا برواياته المهمة " خارطة كاسترو " ومدوناته المكانية الهائلة " الباب الشرقي " " ابن شارع " وفندق كويستيان " واطلس عزران " وصولا الى " فاليوم 10 " اقول استطاع خضير ان يخط لنفسه اسلوبا خاصا به في عالم الرواية العراقية .. أجل " الرواية العراقية " التي نبحث عنها .. الرواية العراقية التي تنافس بل نافست الرواية المصرية والمغربية والجزائرية ... احداث الرواية التي تتمحور على حدث هام ومفصلي في تاريخ العراق وهو احتلال الموصل والتي تبدأ أحداثها يوم 10/6/2014 وما يمكن أن يتركه تأثير سقوط أعرق مدينة عراقية بيد عصابات داعش وتأثيرات هذا الاحتلال على شخصيات الرواية " العقيد غسان " الذي يصاب بالخرس والبكم لانه لم يحتمل مهانة انسحابه من الموصل ، ويبحر بنا الروائي عبر الشخصيات الهامة في الرواية سلام العراقي العائد من كندا ومن خلاله يبدأ غزل الرواية يهب نفسه للقارىء بيسر وجمال نادرين .. الكثير من الشخصيات التي يهيمن عليها الهاجس ذاته .. هاجس الخوف من الاتي والانغمار في لعبة الدخول خلف ستار التخدير للتخلص من قسوة الواقع المر .. " سأعود للرواية بشكل اوسع في مقال منشور قريبا فهي من الروايات العراقية المهمة والتي سيبقى تأثيرها على القارىء راسخا لسنوات وهكذا هو ديدن الروايات الناجحة . أما رواية سعد محمد رحيم فاعتقد أنها تمثل انتقالة كبيرة في حرفية هذا الروائي الهادىء الذي ابدع لنا " غسق الكراكي وترنيمة أمرأة والكثير من المجاميع القصصية والكتب الفكرية الهامة .. " مقتل بائع الكتب " رواية تقنيات فنية عالية استطاع أن يوصل من خلالها الروائي احداث كبيرة تدور في مدينة عراقية تمتد منها خيوط السرد عبر مدونات تعتمد تقنية رواية داخل رواية او مايسميه نقادنا " الميتافكشن " ندخل حميمية الحب والعلاقات الانسانية والمواقف الفكرية المتقاطعة خيوط تمتد من بعقوبة الى كل مدن العراق والعالم باريس بلغراد وغيرها الكثير عبر محاولات لتقصي تاريخ محمود المرزوق الذي يمثل تاريخ اغلب العراقيين .. محمود المرزوق الذي اغتيل في اواخر عمره وكانت حادثة اغتياله بوابة لعرض فكرة المشاريع المؤجلة لاغتيال الوطن الذي تضمره مليشيات غامضة تهيمن على الشارع والمدينة ، لاتمتلك الا تهيئة مشروع الاغتيال الكبير للجمال والحب والمعرفة . الروايتان تستحقان الكثير من التحليل والدراسة ...
Comments
Post a Comment