Skip to main content

يؤاف شاحام---- بداية عصر ترامب وعكاشة

بداية عصر ترامب وعكاشة

المقولة الشهيرة والتي بحسبها فإنّ الشيء الأهم في السياسة هو الصراخ بأعلى صوت ممكن كي تُسمِع صوتك، وصلت إلى مستوى متطرّف جدا سواء في مصر أو في الولايات المتحدة بشخصية رجلين لا يكفان عن التكلم

14 ديسمبر 2015, 17:510
عكاشة وترامب (AFP)
عكاشة وترامب (AFP)
إنها قصة رجلين، على الرغم من أنه من المعروف أنهما لم يلتقيا أبدا، فوجه الشبه بينهما أكبر من الاختلاف. حتى لو كانا قد التقيا، لا يبدو أنهما سيستطيعان التحدث معًا لأنّ أحدهما يتحدث الإنجليزية فقط والثاني لا يعرف سوى العربية. ولكن بشكل أساسي فاللغة التي يتحدثان بها هي نفس اللغة - لغة المسرح، المبالغة، الوطنية المطلقة والأنانية.

والآن لم نعد نعتبرها نكتة. فبحسب جميع الاستطلاعات وبخلاف جميع التوقعات، ما زال ترامب المرشح الرائد للحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، ويقدّم عكاشة نفسه كمرشّح شرعي لرئاسة البرلمان المصري.
ويمكن اعتبارهما على أنهما بمثابة نكتتين، حيث أصبحا بشكل غير واضح وغير متوقع فجأة قضية جادّة جدا. حتى قبل عام، كان دونالد ترامب مليونيرا متغطرسا ومبهرجا فقط. وحتى قبل شهرين، كان توفيق عكاشة إعلاميا غير منضبط وصارخًا فقط وحتى هو نفسه لا يتعامل مع كلامه بجدّية.
والفرق الأهم بين الرجلين، هو أن عكاشة يحاول أن يرسم حدودا بين الإعلامي عكاشة وبين النائب عكاشة. وقد اعترف مؤخرا أن الشخصية التي ظهرت على شاشات التلفزيون في قناة الفراعين قامت بذلك بهدف التأثير على الجمهور وتغيير وجهات نظره تجاه الأحداث الراهنة. إذا كان الأمر كذلك فربما يمكن أن نتوقع بأنّ الشخص الذي اتقدت النار في عينيه عندما تنبأ بجميع نبوءاته الكاذبة، على سبيل المثال، عندما تحدث عما سيحدث بتاريخ 13-13-2013 الوهمي، ليس هو نفس الشخص الذي سيكون رئيسا للبرلمان.
وبخصوص ترامب؟ هل يمكن لأحد ما أن يفكر بمرشح جادّ لرئاسة الولايات المتحدة يصرّح بطريقة شديدة جدا وخطيرة ضدّ شريحة سكانية كاملة من ملايين المسلمين في بلاده؟ وبخلاف عكاشة يبدو وكأن ترامب غير قادر حتى على التلميح إلى تغيير متوقع في تصرفاته. على العكس، كلما تقدّم السباق الرئاسي ازداد حبّ ترامب لنفسه أكثر فأكثر.
كيف يحدث هذا الأمر؟ كيف انزلقت السياسة من أيدي الزعماء الجادّين، المعتدلين والمتعلّمين لتصل إلى أيدي المبالغين والصارخين؟ دائما وأبدا، كانت المقولة التي بحسبها فإنّ الشيء الأهم في السياسة هو أن تصرخ بصوت أعلى من صوت الجميع، كي تُسمِع صوتك. ولكن الآن، أصبح الصراخ ليس مجرّد وسيلة لإسماع الرأي، وإنما هو الأساس.
لا يمكننا أن ندعي إزاء أشخاص مثل ترامب وعكاشة بأنّ الجموع تسير خلفهما انطلاقا من الاعتقاد بأنهما أفضل زعيمين. تعود الملامة إلى الشعب والإعلام، الذين تركوا الكوميديا والتهريج يدفعان الجدّية والوقار جانبا، والذين ينغرون تاركين مسألة الاهتمام بأمورهم بين أيدي المغرورين والمنافقين أكثر بدلا من أن يختاروا الأشخاص الأكثر ملاءمة.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe