فى حالة كونى بائعة سندوتشات جامعية:
الزمان رائحة انقلاب... 1991
المكان حيث أغلقت كل الدروب والمنافذ التى تناسب التخصص الأكاديمى وان تكون شهادة درجة الشرف فى الاعلام محض ورقة تتحكم فيها اهواء السياسة وتلغيك من دائرة المهن التى تحترم مجهودك وانسانيتك. ان تكون جريرتك وعيك السياسى المختلف مع توجه سياسات السلطة المنطلقة منذ بداياتها فى (التمكين)، تمكين من تريدهم واقصاء من لا تريدهم وكنت ضمن هؤلاء وأن تدفع ثمن ذلك غاليا. كانت حسرتى لاتوصف فماذا افعل بشهادتى التى كافحت طويلا ومريرا لاجلها؟ مرت الخمسة اعوام التى اعدت فيها امتحانات الشهادة السودانية لاتحصل على مجموع يؤهلنى لدراسة الصحافة والاعلام، مرت كل التفاصيل الحزينة والمؤملة، الانكسار والنهوض، الاحباط والامل، الحزن والفرح. هذه الثنائيات فتقت ارادتى ورميت بذرتها فى كل الدروب التى مشيتها. مصيرى هو جزء ضئيل من مصير الكثيرات والكثيرين من جيلى اللآتى والذين دفعوا ثمن نشاطهم السياسى غاليا سواء بالاحالة الى الصالح العام او الاعتقالات او التشريد من البلد. كنت احبس الدمعات فى مآقى العناد والمشيئة والرغبة فى الوصول الى هدفى. كيف والطريق مسدود بدبابات الاقصاء؟ كيف ولا افق على ارض الواقع؟
لاحت صور امهاتى ونساء كوستى بالحلة الجديدة وبائعات السوق الصغير وكفاحهن اليومى بصبر لاجل الحياة الكريمة، صورة النساء العاملات فى اسرتى كانت بمثابة تَوَغُّن يزيح عنى كل تلكوء واحباط. خديجة بنت خالتى آمنة وهى تصحو مبكرة لتعجن ملح روحها فى دقيق امنياتها بتوفير لقمة للبنات اليتيمات رباب ورحاب، تفوح رائحة الكعك الذى تقوم ببيعه فى المدرسة وتضعه بطريقة منظمة ودقيقة فاقت النحل فى دقته. وخالتى ذات نفسها تعمل مثل امى عاملة فى مدرسة وامى فى مؤسسة زراعية، يذهبن للعمل بعد ان يقمن باعمال صباحية مثل عمل الخبز البلدى المعروف (بالكسرة) لبيعه. مشهد جدتى من أبى وعزيمتها فى البيع والشراء فى السوق الصغير بمدينة كوستى وكل النساء العاملات كن دلافين للعزيمة وللتفكير بذكاء وايجاد حلول لكل ازمة، نساء دلافين للذاكرة وصحوة للحاضر الاليم الذى أعيشة. بيت الجيران كان بمثابة روح القيام من التقوقع داخل الذات الحزينة، مشهد عم الزبير خميس يصحو مبكرا يحمل منجله ليشذب حدائق بلدية كوستى ومشهد (آدم ديسكو) يحمل ادواته عاملا بصبر وباجر زهيد ليخيط ماتفتق من احذيتنا او ليصنع لنا احذية من عجلات العربات التالفة، يعالجها باتقان لتصبح بقدرة حلم وارادة الى حذاء عرف باسم (تموت تخلى). طاف وجه الخالة مكة خلف الله بابتسامتها الآسره وهى ترمى السلام فى الطريق فيتمهد، وتلك المرأة التى قدمت الى كوستى لتبيع (بروشها) المصنوعة من جرائد النخيل، كنت فى صغرى اتابع حركة اصابعها وهى تضفرها لتصنع منها سجادا للصلاة او لحنة العرس. أمى وخالتى آمنة شقيقتها الاكبر كن يقمن ايضا بتمشيط شعر النساء وخاصة العروس التى كانت تبرع فيها خالتى بتركيز بديع يتطلب صمتا رائعا. صوت جدى حاصرنى يومها وكنت على شارع النيل احمل كتبى واحلامى وافكر فى الخلاص. سمعته ينادينى لاساعده فى عمل (الصعوط) ، رأيته جالسا على (عنقريب) على مظلة من القش.
وجهها الحزين يلاحقنى باصرار وهى تبيع (المريسة) لاجل ان تدرس بناتها الاربعة وظلت تقاوم المطاردة فهى اتت من ظهر البلاد الذى انقسم مؤخرا و(المريسة) لاتعنى لها سوى انها غذاء مفيد للبدن.
كل هذه الصور الاليفة سندتنى وكأنها تمهد لى الدرب وكأن ابتسامتهن تقول لى هيا لتعملى مايقيك شرور الزمان لحين يمن الله عليك بمهنة تناسب تخصصك والى حينها علقى شهادتك ودرجة الشرف التى انجزتى بها دراستك على عنق الفضاء، ان الغد سيكون لك. علقتها على يد (حاجة حواء) بائعة الفول المدمس وكم اسكتت جوعى بحبات منه. يومها خطرت لى الفكرة ان اسأل بعض من زميلاتى وزملائى بالدبلوم العالى ما اذا موافقين ان اعد لهم سندوتشات للفطور بسعر معقول وبالتالى استطيع ان امول دراساتى العليا وانجز الدبلوم العالى وفوق ذلك ان اوفر مايساعد ولو قليلا جدا فى توفير سعر المواصلات وان لا امد يدى وان اعيش موفورة الكرامة. اول الموافقات على فكرتى كانت صديقتى هويدا يوسف والتى اعتادت على افكارى المجنونة. فى الطريق الى الداخلية فى حى نمرة ثلاثة وكانت لموظفات فى مؤسسات مختلفة وطرحت الفكرة الى صديقتى الجميلة انصاف خلف الله، كانت تهدر بانسانية عطبرة، ضحكت من الفكرة ولكنها شدت من ازرى وابدت استعدادها لتشترى سندوتش فطورها منى.
ليس ذلك فحسب بل قامت بدعم شراء بعض المواد مثل الباذنجان والفول المصرى والخبز وشرائح الجبنة، كان الطريق فسيحا والحياة حفية بصديقاتى واصدقائى و (حبيبى). ضحكته الهادئة فسحت فى فيافى وجدانى ندى الضحكات المجلجات وكأننا وجدنا الكنز، كنز الحياة والقدرة على الاحتفاء بها، لم يمنعنا من ذلك الواقع القاسى وكونه محالا للصالح العام بعد عام قضاه فى المعتقل مع الكثيرين، ثمه حزن يجول فى عينيه فسيرة الشهيد على فضل كانت تفيض فى المكان وتنشد للحياة ولنا.
المكان حيث أغلقت كل الدروب والمنافذ التى تناسب التخصص الأكاديمى وان تكون شهادة درجة الشرف فى الاعلام محض ورقة تتحكم فيها اهواء السياسة وتلغيك من دائرة المهن التى تحترم مجهودك وانسانيتك. ان تكون جريرتك وعيك السياسى المختلف مع توجه سياسات السلطة المنطلقة منذ بداياتها فى (التمكين)، تمكين من تريدهم واقصاء من لا تريدهم وكنت ضمن هؤلاء وأن تدفع ثمن ذلك غاليا. كانت حسرتى لاتوصف فماذا افعل بشهادتى التى كافحت طويلا ومريرا لاجلها؟ مرت الخمسة اعوام التى اعدت فيها امتحانات الشهادة السودانية لاتحصل على مجموع يؤهلنى لدراسة الصحافة والاعلام، مرت كل التفاصيل الحزينة والمؤملة، الانكسار والنهوض، الاحباط والامل، الحزن والفرح. هذه الثنائيات فتقت ارادتى ورميت بذرتها فى كل الدروب التى مشيتها. مصيرى هو جزء ضئيل من مصير الكثيرات والكثيرين من جيلى اللآتى والذين دفعوا ثمن نشاطهم السياسى غاليا سواء بالاحالة الى الصالح العام او الاعتقالات او التشريد من البلد. كنت احبس الدمعات فى مآقى العناد والمشيئة والرغبة فى الوصول الى هدفى. كيف والطريق مسدود بدبابات الاقصاء؟ كيف ولا افق على ارض الواقع؟
لاحت صور امهاتى ونساء كوستى بالحلة الجديدة وبائعات السوق الصغير وكفاحهن اليومى بصبر لاجل الحياة الكريمة، صورة النساء العاملات فى اسرتى كانت بمثابة تَوَغُّن يزيح عنى كل تلكوء واحباط. خديجة بنت خالتى آمنة وهى تصحو مبكرة لتعجن ملح روحها فى دقيق امنياتها بتوفير لقمة للبنات اليتيمات رباب ورحاب، تفوح رائحة الكعك الذى تقوم ببيعه فى المدرسة وتضعه بطريقة منظمة ودقيقة فاقت النحل فى دقته. وخالتى ذات نفسها تعمل مثل امى عاملة فى مدرسة وامى فى مؤسسة زراعية، يذهبن للعمل بعد ان يقمن باعمال صباحية مثل عمل الخبز البلدى المعروف (بالكسرة) لبيعه. مشهد جدتى من أبى وعزيمتها فى البيع والشراء فى السوق الصغير بمدينة كوستى وكل النساء العاملات كن دلافين للعزيمة وللتفكير بذكاء وايجاد حلول لكل ازمة، نساء دلافين للذاكرة وصحوة للحاضر الاليم الذى أعيشة. بيت الجيران كان بمثابة روح القيام من التقوقع داخل الذات الحزينة، مشهد عم الزبير خميس يصحو مبكرا يحمل منجله ليشذب حدائق بلدية كوستى ومشهد (آدم ديسكو) يحمل ادواته عاملا بصبر وباجر زهيد ليخيط ماتفتق من احذيتنا او ليصنع لنا احذية من عجلات العربات التالفة، يعالجها باتقان لتصبح بقدرة حلم وارادة الى حذاء عرف باسم (تموت تخلى). طاف وجه الخالة مكة خلف الله بابتسامتها الآسره وهى ترمى السلام فى الطريق فيتمهد، وتلك المرأة التى قدمت الى كوستى لتبيع (بروشها) المصنوعة من جرائد النخيل، كنت فى صغرى اتابع حركة اصابعها وهى تضفرها لتصنع منها سجادا للصلاة او لحنة العرس. أمى وخالتى آمنة شقيقتها الاكبر كن يقمن ايضا بتمشيط شعر النساء وخاصة العروس التى كانت تبرع فيها خالتى بتركيز بديع يتطلب صمتا رائعا. صوت جدى حاصرنى يومها وكنت على شارع النيل احمل كتبى واحلامى وافكر فى الخلاص. سمعته ينادينى لاساعده فى عمل (الصعوط) ، رأيته جالسا على (عنقريب) على مظلة من القش.
وجهها الحزين يلاحقنى باصرار وهى تبيع (المريسة) لاجل ان تدرس بناتها الاربعة وظلت تقاوم المطاردة فهى اتت من ظهر البلاد الذى انقسم مؤخرا و(المريسة) لاتعنى لها سوى انها غذاء مفيد للبدن.
كل هذه الصور الاليفة سندتنى وكأنها تمهد لى الدرب وكأن ابتسامتهن تقول لى هيا لتعملى مايقيك شرور الزمان لحين يمن الله عليك بمهنة تناسب تخصصك والى حينها علقى شهادتك ودرجة الشرف التى انجزتى بها دراستك على عنق الفضاء، ان الغد سيكون لك. علقتها على يد (حاجة حواء) بائعة الفول المدمس وكم اسكتت جوعى بحبات منه. يومها خطرت لى الفكرة ان اسأل بعض من زميلاتى وزملائى بالدبلوم العالى ما اذا موافقين ان اعد لهم سندوتشات للفطور بسعر معقول وبالتالى استطيع ان امول دراساتى العليا وانجز الدبلوم العالى وفوق ذلك ان اوفر مايساعد ولو قليلا جدا فى توفير سعر المواصلات وان لا امد يدى وان اعيش موفورة الكرامة. اول الموافقات على فكرتى كانت صديقتى هويدا يوسف والتى اعتادت على افكارى المجنونة. فى الطريق الى الداخلية فى حى نمرة ثلاثة وكانت لموظفات فى مؤسسات مختلفة وطرحت الفكرة الى صديقتى الجميلة انصاف خلف الله، كانت تهدر بانسانية عطبرة، ضحكت من الفكرة ولكنها شدت من ازرى وابدت استعدادها لتشترى سندوتش فطورها منى.
ليس ذلك فحسب بل قامت بدعم شراء بعض المواد مثل الباذنجان والفول المصرى والخبز وشرائح الجبنة، كان الطريق فسيحا والحياة حفية بصديقاتى واصدقائى و (حبيبى). ضحكته الهادئة فسحت فى فيافى وجدانى ندى الضحكات المجلجات وكأننا وجدنا الكنز، كنز الحياة والقدرة على الاحتفاء بها، لم يمنعنا من ذلك الواقع القاسى وكونه محالا للصالح العام بعد عام قضاه فى المعتقل مع الكثيرين، ثمه حزن يجول فى عينيه فسيرة الشهيد على فضل كانت تفيض فى المكان وتنشد للحياة ولنا.
تقع الداخلية بالقرب من حديقة القرشي وكنت أقتسم مع تلك الموظفة الرقيقة المرتبة تلك (البرندة), احتملت صحوي المبكر حيث ما فتئت سُبل عيشي جبارة, احتملت وشوشة الزيت وأنا أرمي عليه الطعمية التي أقوم ببيعها لزيادة مواعين الرزق لا بل أنها تضامنت معي وقامت بالاتفاق مع بعض زملائها وزميلاتها على أن تجلب لهم بعضاً من السندوتشات. وكانت أميرة الصادق توزع معى بعض السندوتشات أيضاً لموظفي إحدى الشركات، فعلتها بمحبة وتضامن حقيقى وأقوم بتوزيع الباقي في معهد الدراسات الإضافية. هكذا تضامنت معى البنات الجسورات والاولاد الوسيمون، ابتسامة الانتصار علت كل وجوه البنات فى الداخلية والفرحه بتناول ماتبقى من الوجبه نتناوله معا بمحبة ثم نترافق انصاف وانا الى المكتبة القبطية فالطعمية والفول وسلطة الباذنجان لم تكن سوى وسيلة لتحقيق النجاح فى الدبلوم العالى.
لن انسى وقفة استاذى الانسان البديع د. الطيب حاج عطية، عفانى من الرسوم الدراسية، هكذا تتشابك اصابع الافق الانسانى وهكذا شهقت بسمة الانتصار وضاءة فى قلبى الذى ضخ فيه كل هؤلاء معنى الحياة.
كنت اشتاق كثيرا الى يوم الجمعة لانه اليوم الوحيد الذى لن اضطر فيه الى النهوض والدنيا ليل وانفاس البنات ترتبنى واحس بانى انام مثلهن، كنت احن الى اغطى نفسى وانام ملء جفونى ولكن.. كان عزائى بانى متدثرة بدفء من حولى وانى عيونى تنام فى مآقهين الحالمة بالمستقبل والوظيفة واغانى الحصاد وأغنية تتردد فى اطراف الحلم واناء الامينة: (حققنا احلامنا والعاشق عقباله).
كانت اكثر الايام قسوة حين تمطر، فقطرات المطر تطال موقد النار الذى يعرف سر حكايتى وحكايات بنات منسيات فى الارياف والمدن البعيدة. يومها بكيت ودمعت عيون انصاف وكانت الفرحة الكبرى حين عدت من الجامعة اجرجر تعبى مع فضاء احلامى العظيمات ان يكون هناك موقد كهربائى قامن البنات الجميلات بشرائه، انكفاءتى فى ذلك اليوم المطير جعلهن يتدبرن امر دمعاتى.
هكذا هدر ملح العزيمة والارادة والرغبة فى التغيير وفى خلق الفرح من كل الركامات وحديقة القرشى تشهد على ضحكاتنا والفتنا وتماسكنا.
لاحقا تفاكرت مع امين محمود (زوربا) وقلت الفكرة للخالة رقية والدة أمين وأمى بانى ساقوم بعمل الشاى و(الزلابية) وبيعها امام البيت فى حى القوز. بالفعل قمت بتنفيذها على ايام معدودة وكانت تجربة مختلفة وثرة اتناول تفاصيلها فى الجزء الثانى من هذه السيرة.
التجربة التى قالت بالدليل القاطع لماذا الانسان مشروعى وجمال دربى فلولاهم لما مضيت خطوة الى الامام. وكان الدرس الأبلغ بان تلك الايادى التى حاولت ان تسد الشمس فى طريقى وطريقى جيلى سمعتنى اغنيها تلك الاغنية التى حفظت كلماتها والتى تغنيها فرقة الطريق العراقية وكتب كلماتها توفيق ذياد:
أهون ألف مرة
أن تدخلوا الفيل بثقب ابرة
وأن تصيدوا السمك المشوي بالمجرة
أهون ألف ألف مرة
لن انسى وقفة استاذى الانسان البديع د. الطيب حاج عطية، عفانى من الرسوم الدراسية، هكذا تتشابك اصابع الافق الانسانى وهكذا شهقت بسمة الانتصار وضاءة فى قلبى الذى ضخ فيه كل هؤلاء معنى الحياة.
كنت اشتاق كثيرا الى يوم الجمعة لانه اليوم الوحيد الذى لن اضطر فيه الى النهوض والدنيا ليل وانفاس البنات ترتبنى واحس بانى انام مثلهن، كنت احن الى اغطى نفسى وانام ملء جفونى ولكن.. كان عزائى بانى متدثرة بدفء من حولى وانى عيونى تنام فى مآقهين الحالمة بالمستقبل والوظيفة واغانى الحصاد وأغنية تتردد فى اطراف الحلم واناء الامينة: (حققنا احلامنا والعاشق عقباله).
كانت اكثر الايام قسوة حين تمطر، فقطرات المطر تطال موقد النار الذى يعرف سر حكايتى وحكايات بنات منسيات فى الارياف والمدن البعيدة. يومها بكيت ودمعت عيون انصاف وكانت الفرحة الكبرى حين عدت من الجامعة اجرجر تعبى مع فضاء احلامى العظيمات ان يكون هناك موقد كهربائى قامن البنات الجميلات بشرائه، انكفاءتى فى ذلك اليوم المطير جعلهن يتدبرن امر دمعاتى.
هكذا هدر ملح العزيمة والارادة والرغبة فى التغيير وفى خلق الفرح من كل الركامات وحديقة القرشى تشهد على ضحكاتنا والفتنا وتماسكنا.
لاحقا تفاكرت مع امين محمود (زوربا) وقلت الفكرة للخالة رقية والدة أمين وأمى بانى ساقوم بعمل الشاى و(الزلابية) وبيعها امام البيت فى حى القوز. بالفعل قمت بتنفيذها على ايام معدودة وكانت تجربة مختلفة وثرة اتناول تفاصيلها فى الجزء الثانى من هذه السيرة.
التجربة التى قالت بالدليل القاطع لماذا الانسان مشروعى وجمال دربى فلولاهم لما مضيت خطوة الى الامام. وكان الدرس الأبلغ بان تلك الايادى التى حاولت ان تسد الشمس فى طريقى وطريقى جيلى سمعتنى اغنيها تلك الاغنية التى حفظت كلماتها والتى تغنيها فرقة الطريق العراقية وكتب كلماتها توفيق ذياد:
أهون ألف مرة
أن تدخلوا الفيل بثقب ابرة
وأن تصيدوا السمك المشوي بالمجرة
أهون ألف ألف مرة
أهون ألف مرة أن تطفئوا الشمس
أهون ألف مرة أن تحبسوا الرياح
ان تشربوا البحر وأن تنطقوا التمساح
أهون ألف مرة
من أن تميتوا باضطهادكم وميض فكرة
وتحرفونا
عن طريقنا الذي اخترناه
قيد شعرة
كنت اعرف انها مرحلة فى حياتى وسوف اشق طريقى، طريق مهدنه امهاتى فى حراكهن الانسانى النبيل ونساء المدينة التى علمتنى ان امتشق فرس الارادة واصهل بالامتنان لكل من غرس وغرست فى دربى بذور التحدى والاصرار.
أهون ألف مرة أن تحبسوا الرياح
ان تشربوا البحر وأن تنطقوا التمساح
أهون ألف مرة
من أن تميتوا باضطهادكم وميض فكرة
وتحرفونا
عن طريقنا الذي اخترناه
قيد شعرة
كنت اعرف انها مرحلة فى حياتى وسوف اشق طريقى، طريق مهدنه امهاتى فى حراكهن الانسانى النبيل ونساء المدينة التى علمتنى ان امتشق فرس الارادة واصهل بالامتنان لكل من غرس وغرست فى دربى بذور التحدى والاصرار.
============
الفصل الاخير فى أنثى الانهار.
الفصل الاخير فى أنثى الانهار.
Comments
Post a Comment