اعتقال 1050 شخصاً وأوغلو يتحدث عن «تغيير التوازن» في المنطقة
تركيا تتلطى خلف «داعش» وتصّوب نحو الأكراد |
دورية لقوات أمن تركية لدى مداهمة منازل وشن حملة اعتقالات في أنقرة أمس (أ ب)
|
تاريخ النشر: الثلاثاء 28 يوليو 2015
عواصم (وكالات) قصفت الدبابات التركية أمس، قرية تسيطر عليها القوات الكردية في شمال سوريا مما أوقع أربعة جرحى في صفوف المقاتلين الأكراد، في وقت شنت المقاتلات التركية غارات جديدة على القواعد الخلفية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في خطوة وصفت بأنها «عدوان»، أنهى قطعياً الهدنة بين الحزب والحكومة التركية. وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن العمليات العسكرية التركية ضد تنظيم «داعش» ومتمردي «الكردستاني» قد تؤدي إلى «تغيير التوازن» في سوريا والعراق، مؤكداً اعتقال 1050 شخصاً في مداهمات استهدفت عناصر «داعش» وحزب العمال، وسط استمرار الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل شرطي في مواجهات عنيفة مع المتظاهرين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن «عدة قذائف أطلقتها دبابة تركية سقطت على قرية زور مغار التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في ريف عين العرب (كوباني) في محافظة حلب على الحدود التركية»، مشيراً إلى إصابة 4 مقاتلين وعدد من سكان القرية. وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الحادث هو الأخطر الذي تستهدف فيه قوات تركية مناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية في سوريا. وقال الناشط السوري الكردي مصطفى عبدي إن «القصف يأتي بعد إعلان تركيا الحرب على (داعش) وعلى حزب العمال الكردستاني». وأضاف: «الآن وحدات حماية الشعب الكردية تتعرض للهجوم من قبل تنظيم داعش وتركيا». وفي شمال العراق، شنت المقاتلات التركية، غارات جديدة على القواعد الخلفية لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أربع طائرات «إف-16»من قاعدة ديار بكر في جنوب شرق تركيا، قصفت أهدافاً في هاكورك في جبل قنديل شمال العراق، حيث قواعد المتمردين الأكراد، وفق قناتي «سي إن إن - تورك» و«إن تي في»الإخباريتين. ووصف حزب العمال الكردستاني الغارات والقصف التركي أمس بأنها «عدوان» وأنها جعلت الهدنة في حكم المنتهية. وأعلن مسؤول في الحكومة التركية أمس، أن العمليات العسكرية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق لا تستهدف أكراد سوريا. وأضاف المسؤول، طالباً عدم كشف اسمه، أن «العمليات العسكرية الجارية تهدف إلى القضاء على المخاطر الموجهة ضد الأمن القومي التركي»، مؤكداً أن «وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وسواها ليست ضمن أهداف عملياتنا العسكرية». من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي أمس، أن العمليات العسكرية التركية ضد «داعش» وحزب العمال الكردستاني يمكن أن تؤدي إلى «تغيير التوازن» في سوريا والعراق. وأضاف أن «وجود تركيا قادرة على استخدام القوة بشكل فعال، يمكن أن يؤدي إلى تغيير التوازن في سوريا والعراق وكل المنطقة، يجب أن يكون العالم مدركاً لذلك». وتابع قائلاً: «لن نرسل قوات برية إلى الأراضي السورية، لكن لا نريد أن نرى (داعش) بالقرب من الحدود التركية». وبرر أوغلو العملية العسكرية ضد «داعش» بالهجوم الانتحاري في سروج قبل أسبوع، وتابع: «نريد التأكد من أن التنظيم يدفع ثمناً غالياً لمقتل 32 شخصاً حتى لا يعيد الكرة أبداً». وأضاف: «إذا لم نرسل قوات برية، وهو ما لن نقوم به، فإن علينا حماية بعض العناصر من المعارضة السورية المعتدلة الذين يتعاونون معنا على الأرض»، موضحاً أن العمليات ضد حزب العمال الكردستاني تهدف إلى «إعادة فرض النظام» في تركيا. وأعلن رئيس الحكومة أن بلاده اعتقلت 1050 شخصاً في حملة مداهمات استهدفت مجموعات متشددة منها تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني، وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري اليسارية. وأضاف أن ما بين 50 و60 من المعتقلين أجانب. بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمس: «توصلنا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وسنفتح قواعدنا العسكرية. تركيا ستنضم بفعالية إلى الهجمات الجوية والمعركة ضد داعش». وأضاف: «نسعى لإقناع أعضاء التحالف الدولي بأهمية وضع استراتيجية محددة وشاملة لمحاربة واقتلاع (داعش)»، مؤكداً أن «هذا التنظيم ومجموعات إرهابية أخرى تشكل خطراً على أمن تركيا». وشدد في الوقت ذاته: «نحن لم نقل يوماً إن عملية مفاوضات السلام انتهت، لكن حزب العمال الكردستاني لم يحترمها يوماً». وقال إن المتمردين الأكراد «اغتنموا الوضع في المنطقة مع بدء تركيا التصدي لداعش وكثفوا هجماتهم وأنشطتهم الإرهابية في تركيا»، مضيفاً «لذلك علينا أيضاً أن نضرب أهدافاً لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق». في غضون ذلك قتل شرطي تركي بمواجهات عنيفة مع متظاهرين من اليسار المتشدد في حي غازي في إسطنبول. وقالت وكالة أنباء الأناضول الحكومية، إن الشرطي توفي في المستشفى متأثراً بإصابة خطيرة بالرصاص في أثناء تنفيذ الشرطة توقيفات في هذا الحي، الذي تواصلت فيه الاحتجاجات والمواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. واعتقلت قوات الأمن التركية 15 شخصاً معظمهم أجانب، وأفادت وكالة الأناضول أن فرق شعبة مكافحة الإرهاب في أنقرة دهمت منازل في حي حجي بيرام في منطقة أولوص، واعتقلت 15 مشتبهاً بهم، بينهم 11 أجنبياً.
Comments
Post a Comment