صحيفة الجريدة – عدد اليوم الثلاثاء 28/7/2015
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
عجز الصامتين ... ؟ !! - - هيثم الفضل
عندما ينتشر خبر ما في أحد نوافذ التواصل الإلكتروني ، كما حدث يوم أمس فيما يختص بإمكانية حدوث أزمة في الدقيق و شح شديد في الخبز في مقبل الأيام القادمة ، و لا يقوم مسئول حكومي بنفي الخبر أو شرح ملابساته ، فلن يعني ذلك بالنسبة إلى عامة الناس من البسطاء أو حتى النخبة غير أن الخبر صحيح مائة بالمائة ، إذ لم يعُد لدى معظم أبناء الشعب السوداني وقت كاف و لا متسع ( عقلي ) أو حتى ( نفسي ) .. للخوض في التحليل السياسي و الإقتصادي لمجريات الأخبار اليومية التي تترى كل يوم في الواتساب و الفيسبوك و غيرهما من مواقع التواصل الإلكتروني ، و للحقيقة و نسبة لما أحدثته التطورات الجذرية و المذهلة في مجال النشر و الإعلام ، بالقدر الذي جعل جهات كثيرة غير أجهزة الدولة الرسمية قادرة على نشر الأخبار ( الصحيحة و الكاذبة ) .. وجب على جهات الإختصاص الرسمية أن تكون جاهزة و متوثبة لتصحيح مسارات الخبر و الإعلان خصوصاً في المواضيع الحساسة التي تمس جوهر حياة الناس و ضرورياتهم اليومية الملحة ، فسرعة إستجابة الجمهور لما هو ( مخيف ) من أخبار غير رسمية لا يمكن أن تقارن بما يتم بثه من اخبار ( مفرحة ) أو تدعو للتفاؤل ، و أقترح على الحكومة أن تُنشئ إدارة فنية أو غرفة عمليات تكون مهمتها ( درء) و إحتواء الاخبار الكاذبة أو حتى الصادقة و التي يحتاج نشرها إلى تخطيط يتعلق بزمان و مكان نشرها ، و ذلك للسيطرة على الآثار السالبة التي يمكن أن تنتج عن ( الإشاعة ) ، أو نشر الخبر الصحيح في غير زمانه و مكانه الصحيح ، و بالرغم من أن الخبر السابق ذكره قد إنتشر بصورة مذهلة و لا غرابة في ذلك فمضمونه يتعلق بضرورة يومية قصوى هي الخبز ، إلا أن الكثيرين لم يلتفتوا إلى الأمر بجدية ، و إعتبروه مجرد محاولات ( مستحدثة ) لخلق ندرة في سلعة الدقيق بالأسواق ، ربما بغرض إفادة بعض المستوردين ( أصحاب الحظوة ) .. من حالة الشح التي يمكن أن تحدث في مضمار الدقيق حالما ( هجم ) الناس على شرائه من الأسواق بكميات تفوق حاجتهم الطبيعية خوفاً من عدم الحصول عليه غداً أو بعد غدٍ ، و لطالما كان المواطن المغلوب على أمره بقلة الحيلة و ضيق ذات اليد بسبب الغلاء الفاحش و رفع الدولة يدها و إلتزامها عن الدعم الحقيقي و ( الفاعل ) للخدمات الضرورية و التي يأتي في مقدمتها التعليم و التداوي ، سيظل على الدوام لديه الجاهزية النفسية لتصديق كل سوء متوقع و يمكن أن يحدث ، فالناس أصبحوا على إستعداد لتقبل كل المرارات بعد أن فاض بهم كيل الهزائم اليومية التي ترافق سير نضالهم اليومي من أجل لقمة عيش شريفة ، و قائمة الخذلان تطول ، بدءاً من الكهرباء التي صرّح وزيرها أن لا مناص من زيادة تعرفتها ، ونهايةً بنفس المآل فيما يختص بأزمة المياه ، و سياسة الدولة ( الواهمة و الحالمة ) .. المتعلقة برفع يدها عن تحديد و مراقبة الأسعار و ترك السوق لحرية العرض و الطلب .. لك الله أيها المواطن المسكين ( تجوع يقطعوا من لحمك و يدوك ).
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
عجز الصامتين ... ؟ !! - - هيثم الفضل
عندما ينتشر خبر ما في أحد نوافذ التواصل الإلكتروني ، كما حدث يوم أمس فيما يختص بإمكانية حدوث أزمة في الدقيق و شح شديد في الخبز في مقبل الأيام القادمة ، و لا يقوم مسئول حكومي بنفي الخبر أو شرح ملابساته ، فلن يعني ذلك بالنسبة إلى عامة الناس من البسطاء أو حتى النخبة غير أن الخبر صحيح مائة بالمائة ، إذ لم يعُد لدى معظم أبناء الشعب السوداني وقت كاف و لا متسع ( عقلي ) أو حتى ( نفسي ) .. للخوض في التحليل السياسي و الإقتصادي لمجريات الأخبار اليومية التي تترى كل يوم في الواتساب و الفيسبوك و غيرهما من مواقع التواصل الإلكتروني ، و للحقيقة و نسبة لما أحدثته التطورات الجذرية و المذهلة في مجال النشر و الإعلام ، بالقدر الذي جعل جهات كثيرة غير أجهزة الدولة الرسمية قادرة على نشر الأخبار ( الصحيحة و الكاذبة ) .. وجب على جهات الإختصاص الرسمية أن تكون جاهزة و متوثبة لتصحيح مسارات الخبر و الإعلان خصوصاً في المواضيع الحساسة التي تمس جوهر حياة الناس و ضرورياتهم اليومية الملحة ، فسرعة إستجابة الجمهور لما هو ( مخيف ) من أخبار غير رسمية لا يمكن أن تقارن بما يتم بثه من اخبار ( مفرحة ) أو تدعو للتفاؤل ، و أقترح على الحكومة أن تُنشئ إدارة فنية أو غرفة عمليات تكون مهمتها ( درء) و إحتواء الاخبار الكاذبة أو حتى الصادقة و التي يحتاج نشرها إلى تخطيط يتعلق بزمان و مكان نشرها ، و ذلك للسيطرة على الآثار السالبة التي يمكن أن تنتج عن ( الإشاعة ) ، أو نشر الخبر الصحيح في غير زمانه و مكانه الصحيح ، و بالرغم من أن الخبر السابق ذكره قد إنتشر بصورة مذهلة و لا غرابة في ذلك فمضمونه يتعلق بضرورة يومية قصوى هي الخبز ، إلا أن الكثيرين لم يلتفتوا إلى الأمر بجدية ، و إعتبروه مجرد محاولات ( مستحدثة ) لخلق ندرة في سلعة الدقيق بالأسواق ، ربما بغرض إفادة بعض المستوردين ( أصحاب الحظوة ) .. من حالة الشح التي يمكن أن تحدث في مضمار الدقيق حالما ( هجم ) الناس على شرائه من الأسواق بكميات تفوق حاجتهم الطبيعية خوفاً من عدم الحصول عليه غداً أو بعد غدٍ ، و لطالما كان المواطن المغلوب على أمره بقلة الحيلة و ضيق ذات اليد بسبب الغلاء الفاحش و رفع الدولة يدها و إلتزامها عن الدعم الحقيقي و ( الفاعل ) للخدمات الضرورية و التي يأتي في مقدمتها التعليم و التداوي ، سيظل على الدوام لديه الجاهزية النفسية لتصديق كل سوء متوقع و يمكن أن يحدث ، فالناس أصبحوا على إستعداد لتقبل كل المرارات بعد أن فاض بهم كيل الهزائم اليومية التي ترافق سير نضالهم اليومي من أجل لقمة عيش شريفة ، و قائمة الخذلان تطول ، بدءاً من الكهرباء التي صرّح وزيرها أن لا مناص من زيادة تعرفتها ، ونهايةً بنفس المآل فيما يختص بأزمة المياه ، و سياسة الدولة ( الواهمة و الحالمة ) .. المتعلقة برفع يدها عن تحديد و مراقبة الأسعار و ترك السوق لحرية العرض و الطلب .. لك الله أيها المواطن المسكين ( تجوع يقطعوا من لحمك و يدوك ).
Comments
Post a Comment