على الحكومة أن تعترف بأن هناك معارضة شعبية للعديد من السياسات والقرارات والقوانين
حسنين كروم
القاهرة ـ «القدس العربي»: تراجع كثيرا اهتمام الغالبية بالحادث المأساوي لغرق ثمانية وأربعين شخصا في النيل، في حادث اصطدام صندل بمركب في منطقة الوراق في محافظة الجيزة، رغم مواصلة الصحف الصادرة أمس الاثنين 27 يوليو/تموز الاهتمام به، خاصة قرارات رئيس الوزراء بعد اجتماعه بوزراء النقل والداخلية والتنمية والبيئة، ومدير إدارة النقل في القوات المسلحة، وإصدار عدد من القرارات منها، إيقاف حركة الصنادل في القاهرة الكبرى، التي تضم القاهرة والجيزة والقليوبية، من غروب الشمس إلى شروقها حتى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، ومنع البواخر من استخدام مكبرات الصوت في إذاعة الأغاني أثناء رحلات النزهة والتفتيش عليها للتأكد من التزامها بمعايير الأمن والسلامة.
وقد أخبرنا أمس زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في
«المصري اليوم» بأنه ذهب لمقابلة مسؤول كبير فسمعه يقول لسكرتيرته التي جلست على مكتبه:
- اللي مستغرب له يا جيجي إزاي حوادث الإهمال دي كلها تحصل مع أننا شعب منظم بطبعه
- فردت عليه: زي ما أحنا كده شعب متدين بطبعه.
ولم تهتم الغالبية أيضا ببعض الأخبار رغم أهميتها لها، ومنها الاتفاق بين وزارة التموين ومؤسسة البتول السودانية الحكومية، على توريد البتول لحوما سودانية مجمدة، مقابل توريد شركات وزارة التموين لها سلعا غذائية وعصائر من إنتاجها، وذلك لطرح اللحوم في المجمعات الاستهلاكية الحكومية بأسعار مخفضة.
كذلك خبر الإعلان اليوم الثلاثاء عن نتائج العلاج بالسوفالدي لمرضى فيروس الكبد. أما الاهتمام الرئيسي للأغلبية فاتجه إلى مباريات كرة القدم، وعمل مكاتب تنسيق القبول في الجامعات للمرحلة الأولى، والتشغيل التجريبي الناجح للملاحة في القناة الجديدة، تمهيدا لافتتاحها رسميا في السادس من الشهر المقبل، وتوقع إعلان النظام عن مشروعات قومية أخرى، سيتم تنفيذها بسرعة، كما حدث في مشروع القناة الجديدة. واستمرار الموجة الحارة وصمود وزارة الكهرباء في مواجهتها، وكذلك أنباء التقدم للحصول على الوحدات السكنية الجديدة. كما تراجع كثيرا الاهتمام بالعمليات الإرهابية ومقتل الكثير من الإرهابيين في سيناء، وبالشائعات عن الخلاف المصري السعودي بسبب سوريا واليمن، والتطورات المتوقعة في المنطقة بعد اتفاق إيران على رفع الحظر الاقتصادي عنها وموافقتها على التخلي عن برنامجها لزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم. وإلى بعض مما لدينا….
وقد أخبرنا أمس زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم في
«المصري اليوم» بأنه ذهب لمقابلة مسؤول كبير فسمعه يقول لسكرتيرته التي جلست على مكتبه:
- اللي مستغرب له يا جيجي إزاي حوادث الإهمال دي كلها تحصل مع أننا شعب منظم بطبعه
- فردت عليه: زي ما أحنا كده شعب متدين بطبعه.
ولم تهتم الغالبية أيضا ببعض الأخبار رغم أهميتها لها، ومنها الاتفاق بين وزارة التموين ومؤسسة البتول السودانية الحكومية، على توريد البتول لحوما سودانية مجمدة، مقابل توريد شركات وزارة التموين لها سلعا غذائية وعصائر من إنتاجها، وذلك لطرح اللحوم في المجمعات الاستهلاكية الحكومية بأسعار مخفضة.
كذلك خبر الإعلان اليوم الثلاثاء عن نتائج العلاج بالسوفالدي لمرضى فيروس الكبد. أما الاهتمام الرئيسي للأغلبية فاتجه إلى مباريات كرة القدم، وعمل مكاتب تنسيق القبول في الجامعات للمرحلة الأولى، والتشغيل التجريبي الناجح للملاحة في القناة الجديدة، تمهيدا لافتتاحها رسميا في السادس من الشهر المقبل، وتوقع إعلان النظام عن مشروعات قومية أخرى، سيتم تنفيذها بسرعة، كما حدث في مشروع القناة الجديدة. واستمرار الموجة الحارة وصمود وزارة الكهرباء في مواجهتها، وكذلك أنباء التقدم للحصول على الوحدات السكنية الجديدة. كما تراجع كثيرا الاهتمام بالعمليات الإرهابية ومقتل الكثير من الإرهابيين في سيناء، وبالشائعات عن الخلاف المصري السعودي بسبب سوريا واليمن، والتطورات المتوقعة في المنطقة بعد اتفاق إيران على رفع الحظر الاقتصادي عنها وموافقتها على التخلي عن برنامجها لزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم. وإلى بعض مما لدينا….
يوليو وعبد الناصر
وإلى أبرز ما نشر عن خالد الذكر وثورة يوليو/تموز وأوله سيكون للزعيم السوداني ورئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي ورأيه نقله عنه زميلنا وصديقنا أحمد المسلماني من الحوارات التي أجراها معه ونشر هذا الجزء يوم الأربعاء في «المصري اليوم» قال الصادق المهدي بعد أن هاجم الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بسبب ما اعتبره انحيازا منه للكتلة الشيوعية بزعامة الاتحاد السوفييتي: «أما الثورة المصرية 1952.. فقد كانت ضرورة، كان هناك احتياج لتغيير جذري في مصر، البلاط استطاع أن يدمرّ الأحزاب السياسية ويجعلها تدور في الفراغ.. جعل الإرادة الانتخابية في مصر تدور في العدم.. إذا الوفد فاز بالأغلبية يحل الملك البرلمان، وإذا أراد الملك تكليف حزب أقلية بتشكيل الحكومة يستطيع. لقد أفرغ النظام الملكي الديمقراطية من جوهرها وأفرغ دستور 1923 من محتواه هذه حقيقة.. والحقيقة الثانية هي الوجود البريطاني، فقد جعل الوجود البريطاني المسرح السياسي المصري كله تحت نوع من الوصاية، ثم جاءت الحقبة المزعجة 1948.. وأداء الجيوش العربية السيئ وضياع فلسطين.. كانت هناك ضرورة لقيام ثورة أو حركة راديكالية تعبر عن الرغبة في تغيير هذا كله، لكن ثورة 23 يوليو -على ضرورتها- رهنت نفسها، وفي وقت مبكر جداً، للحرب الباردة، هذا كان أخطر شيء، كانت هناك عوامل دفعت لذلك بالطبع، إذ كانت الحرب الباردة حقيقة كبيرة في العالم في ذلك الوقت، لقد وقعت الثورة المصرية في خطأين خلقا لها في النهاية مشاكل كبرى.. وقعت في خضم الحرب الباردة، وعدم وجود مشروع واقعي للتعامل مع الملف الإسلامي. والملف الإسلامي ملف لا بد من إيجاد معادلة للتعامل معه خارج نطاق الأمن، هو مشكلة ثقافة فكرية.. مشكلة هوية.. يحتاج إلى قامة فكرية أكبر للتعامل معه. لكن الدخول في قلب الحرب الباردة بالانحياز التام للسوفييت والتعامل مع الملف الإسلامي كأنه ملف أمني.. خلقا عاملين هما أهم ما خلقا من مشكلات للثورة المصرية. إن «عبد الناصر» تطلع لقيادة القومية العربية، وقد تطلع لذلك من دون ذخيرة فكرية مناسبة، وكانت هذه الذخيرة الفكرية موجودة عند حزب البعث. وهنا عثر عبد الناصر على البرنامج القومي.. أي أن البرنامج القومي لم يكن جزءاً من استعداد عبد الناصر الفكري، لكنه عثر عليه من البعث، لكن البعث دخل في مزايدات مع عبد الناصر.. وقد بدا الأمر بينهم كأنه مقايضة.. هم أعطوا عبد الناصر فكرهم، وهو أعطاهم سياساته وكنت دائماً أقول للناصريين: أنتم كنتم محتاجين للتعامل مع الملف الإسلامي، ليس فقط باعتباره خطراً على الأمن».
مصطفى النحاس يرفض الاعتراف
بباكستان بعد انفصالها عن الهند
بباكستان بعد انفصالها عن الهند
وفي حقيقة الأمر اندهشت جدا من السيد الصادق المهدي، لا بسبب آرائه أو تحليله للوضع ولكن من المعلومات التاريخية التي استند إليها في الخروج بالنتائج التي انتهى إليها، رغم ثقافته وإطلاعه الواسع ومعايشته لهذه الفترة أيضا، بالإضافة إلى أن أحداثها معلنة أولا بأول فور وقوعها للجميع، أي ليست مدفونة في وثائق لا يعلم بأمرها إلا القليلون، ولا أعرف كيف قام بإعادة ترديد حكايات أمريكا وبريطانيا وفرنسا والرجعية العربية وقتها بأن خالد الذكر حوّل مصر إلى دولة تابعة للاتحاد السوفييتي تدور في الفلك الشيوعي واستخدام اتهامات صريحة مثل قوله «الدخول في قلب الحرب الباردة بالانحياز التام للسوفييت»، من دون أن يقدم دليلا واحدا على ترديد الاتهامات التي كانت تروجها أمريكا والغرب والرجعية العربية وقتها، لتبرير سياسات الأحلاف العسكرية التي كانت تدعو إليها، بحجة محاصرة الشيوعية وتعمد عدم ذكر الوقائع التي تنفي اتهاماته، وهي تزعم مصر والهند واندونيسيا لحركة عدم الانحياز لأي من الكتلتين الشيوعية أو الغربية، والوقوف على الحياد الإيجابي ورفض سياسات الأحلاف العسكرية. كما تجاهل أيضا الخلافات والصدامات بين مصر والاتحاد السوفييتي حول عبد الكريم قاسم في العراق وزعيم الحزب الشيوعي في سوريا خالد بكداش، بالإضافة إلى أن علاقات مصر الاقتصادية مع أمريكا والغرب كانت قوية، وتمت إقامة عدد من المشروعات الاقتصادية بالتعاون معهم مثل، شركات البترول والأدوية وتطوير مصانع النسيج. وكانت ألمانيا الغربية أول من أنشأ شركة الحديد والصلب في حلوان، بواسطة شركة كروب التي أنشأت أيضا كوبري الجامعة في القاهرة، وأول شركة لتجميع السيارات في مصر أنشأتها شركة فيات الإيطالية، وهي شركة النصر للسيارات، بل أن برنامج المعونة الأمريكية كان مستمرا حتى عام 1965. أما قضية تزويد الجيش المصري بالسلاح فقد رفضت بريطانيا تزويده بها باستثناء سرب من الطائرات النفاثة وعدد من دبابات سنتريون قبل ثورة يوليو، وهددت حكومة الوفد من 1950 – 1952 بعقد صفقة أسلحة مع تشيكوسلوفاكيا، وأعلن ذلك وزير الدفاع وقتها مصطفى نصرت. كما قام وزير الاقتصاد السوري وقتها معروف الدواليبي بمطالبة مصر بقيادة الدول العربية بالدعوة لعقد تحالف مع الاتحاد السوفييتي وشراء الأسلحة منه، كطريق وحيد لمواجهة إسرائيل، بعد أن رفضت أمريكا وبريطانيا طلبات مصر شراء السلاح منها، وهذه الدعوات والمطالبات معلنة ومنشورة في صحف عامي 1950 – 1951، وبعد قيام ثورة يوليو جددت مطالب شراء السلاح، فرفضت بريطانيا وأمريكا إلا بعد توقيع مصر على الدخول في الأحلاف العسكرية وهو ما رفضته مصر، وسبق لحزب الوفد رفضه أيضا تنفيذ قرار للأمم المتحدة بدخول الحرب ضد كوريا الشمالية، بعد أن هاجمت كوريا الجنوبية وقالت مصر رسميا أنها حرب لا لعلاقة لنا بها ونحن على الحياد وبالتالي فمن غير المتصور ألا يكون الصادق المهدي ملما بهذه المعلومات.
أيضا لا أعرف ما الذي يقصده بالملف الإسلامي، وكأن مصر كانت دولة غير إسلامية تعيش فيها أقلية مسلمة. ومرة أخرى فترة الحركة الوطنية المصرية منذ ثورة مارس/آذار 1919 كانت ضد خلط الدين بالسياسة، ورفض إقامة الدولة على أساس ديني، وهو ما أدى إلى رفض الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد، أن يرفض الاعتراف بباكستان دولة بعد انفصالها عن الهند، وقال ذلك علنا عام 1947 لمؤسس باكستان محمد علي جناح، عندما زار مصر وحرص على مقابلة النحاس، رغم أنه كان خارج الوزارة باعتباره زعيما للشعب وطلب منه مباركة قيام باكستان باعتباره زعيما مسلما، وفوجئ محمد علي جناح بغضب شديد من النحاس وقاطعه وقال له بصوت مرتفع «إسمع أنا لست زعيما مسلما، أنا زعيم وطني وأكبر خطأ انفصالكم عن الهند. جزء في الشرق وآخر في الغرب، تفصل أراضي الهند بينهما وعلاقتنا بالهند وطيدة وغاندي استفاد من ثورة 1919، وتفاصيل هذه المقابلة بالنص موجودة في كتاب الذكريات السياسية لإبراهيم فرج، والسيد الصادق المهدي اطلع عليه بالتأكيد لأنه احتوى على وثائق نشرت للمرة الأولى عن السودان. المهم أن هذه السياسة استمرت بعد قيام ثورة يوليو/تموز، رغم أنه تم قبلها الاعتراف بباكستان كدولة، لكن العلاقات بينهما وبين مصر ظلت متوترة بسبب انضمامها للأحلاف العسكرية بقيادة أمريكا، واستمرار علاقة مصر بالهند وتطورها، كما استمر دعم مصر للثوار اليونانيين في قبرص ضد الاحتلال البريطاني، وإمداد حركة المقاومة بقيادة الجنرال جريفاس بالسلاح والدعم السياسي للأسقف مكاريوس، ورفض موقف تركيا والقبارصة الأتراك المسلمين.
أيضا لا أعرف ما الذي يقصده بالملف الإسلامي، وكأن مصر كانت دولة غير إسلامية تعيش فيها أقلية مسلمة. ومرة أخرى فترة الحركة الوطنية المصرية منذ ثورة مارس/آذار 1919 كانت ضد خلط الدين بالسياسة، ورفض إقامة الدولة على أساس ديني، وهو ما أدى إلى رفض الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد، أن يرفض الاعتراف بباكستان دولة بعد انفصالها عن الهند، وقال ذلك علنا عام 1947 لمؤسس باكستان محمد علي جناح، عندما زار مصر وحرص على مقابلة النحاس، رغم أنه كان خارج الوزارة باعتباره زعيما للشعب وطلب منه مباركة قيام باكستان باعتباره زعيما مسلما، وفوجئ محمد علي جناح بغضب شديد من النحاس وقاطعه وقال له بصوت مرتفع «إسمع أنا لست زعيما مسلما، أنا زعيم وطني وأكبر خطأ انفصالكم عن الهند. جزء في الشرق وآخر في الغرب، تفصل أراضي الهند بينهما وعلاقتنا بالهند وطيدة وغاندي استفاد من ثورة 1919، وتفاصيل هذه المقابلة بالنص موجودة في كتاب الذكريات السياسية لإبراهيم فرج، والسيد الصادق المهدي اطلع عليه بالتأكيد لأنه احتوى على وثائق نشرت للمرة الأولى عن السودان. المهم أن هذه السياسة استمرت بعد قيام ثورة يوليو/تموز، رغم أنه تم قبلها الاعتراف بباكستان كدولة، لكن العلاقات بينهما وبين مصر ظلت متوترة بسبب انضمامها للأحلاف العسكرية بقيادة أمريكا، واستمرار علاقة مصر بالهند وتطورها، كما استمر دعم مصر للثوار اليونانيين في قبرص ضد الاحتلال البريطاني، وإمداد حركة المقاومة بقيادة الجنرال جريفاس بالسلاح والدعم السياسي للأسقف مكاريوس، ورفض موقف تركيا والقبارصة الأتراك المسلمين.
«الناس لازم تفتكر إننا في حالة حرب حقيقية»
وفي العدد نفسه من «المصري اليوم» أخبرنا زميلنا أحمد النجمي أن الأساطير لم تمت والدليل الرواية الثالثة عن الرئيس السيسي: «اكتسى وجهه بملامح شديدة الجدية حين نظر إلى شاشة هاتفه الجوال ورأي اسم المتصل، طلب إلى رجال مكتبه أن يتركوه بمفرده قال لهم: «محدش يدخل عليّ» كان ذلك في نحو الثامنة مساء، عبثا حاولا معرفة من اتصل بالرئيس، من دون جدوى، لكن ثمة ما كان في انتظارهما يزيدهم دهشة على دهشتهم، التقى الاثنان في صلاة الفجر، هكذا اقتضت الظروف في لقاء سري للغاية ليس متاحا لأقرب المقربين إلى الرئيس الإعلام محظور، أي تسريب لنبأ اللقاء لن يكون مسموحا به قال الرئيس لرجاله الليلة سنصلي الفجر بعد ساعات في مسجد جمال عبد الناصر في شارع الخليفة المأمون، صلى ركعتي تحية للمسجد، اتخذ مجلسا جانبيا مع رجل أسمر نحيل إلى حد ما طويل، ووصلت بهم الدهشة إلى مداها، أن هذا الرجل كان يرتدي الزي نفسه تماما، الجلباب الأبيض والعباءة السوداء، كانت ثمة ربع ساعة متبقية على أذان الفجر، قال الرئيس السيسي للحرس أنا قاعد مع الراجل ده محدش يزعجنا. وانخرط الرئيس والرجل في حوار جانبي هامس لا يسمعه أحد، حتى أن المصلين الذين أخذوا يتوافدون على المسجد لم يلاحظوا أن هذا هو الرئيس السيسي ودخلوا في صلوات تحية المسجد. اتسعت ابتسامة السيسي تهلل وجهه بمجرد أن خلا بهذا الرجل قال له السيسي: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيك يا زعيم»، ولم يكن الرجل سوى «جمال عبد الناصر» ينتظر السيسي في المسجد قال له ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إزيك يا عبد الفتاح السيسي: أنا ما صدقتش نفسي لما شفت الرقم على الموبايل أنا سعيد أنك افتكرتنا. ناصر: «وهو أنا كنت نسيتكم؟ السيسي: «ده من حسن حظي وحظ المصريين لأن فيه كلام كتير عاوز أخد رأي سيادتك فيه . ناصر: «الأول عاوز أباركلك». السيسي: على أيه؟ ناصر: «على المعركة العظيمة اللي حصلت في سينا من 3 أسابيع، هو ده الشغل المضبوط يا عبد الفتاح، عجبتني أوي كمان إنك لبست الزي العسكري تاني، كان لازم الناس تفتكر إننا في حالة حرب حقيقية، الناس كانت محتاجة أنك تلبس الزي العسكري جدع يا عبد الفتاح. السيسي: « ومكافحة الفساد؟ ناصر: «طبعا لازم تشوف تجارب الدول الصديقة في الموقف نفسه، شوف بوتين صديقك عمل أيه في روسيا مع رجال الأعمال، شوف استرد معظم فلوس البلد المنهوبة منهم ازاي واللي ما رجعش الفلوس يا إما نفاه يا إما سجنه وأنت عندك قوانين تسمح بكده. السيسي: «أنا فعلا بفكر في ده، يمكن الأسلوب مختلف لكن الهدف واحد إنما مكافحة الفساد في رأيي أول خطوة حقيقية على طريق التنمية. ناصر: «مجتمع النص في المئة رجع تاني من أيام الانفتاح بتاع السادات ومبارك لازم تخلص منه يا عبد الفتاح الباشاوات ماليين البلد. السيسي: «بس رجال الأعمال مش كلهم وحشين. ناصر: « طبعا أعمل فرز فورا.. قبل ما نقوم نصلي «مبروك ع القناة يا عبد الفتاح ده عمل عظيم وأعظم ما فيه أنه تم بأيد مصرية ومن جيوب المصريين». السيسي: «ح تحضره يا زعيم؟ ناصر: «ح أحاول مهما كانت الظروف أكيد ح أحضره «استيقظ الرئيس السيسي من نومه، كان الاهتمام يعلو وجهه بعد دقائق كان يجلس في مكتبه يكتب في أوراقه عددا من القرارات المهمة، دب النشاط في هذه الناحية من القصر الجمهوري، بعد الفجر مباشرة كان الرئيس يترجم ما رآه في هذا الحلم الذي جمعه بالزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر إلى قرارات ستغير وجه الحياة في مصر».
الفرق بين الزعيمين العسكريين عبد الناصر والسيسي
هذه رواية النجمي التخيلية وأتعجب من الرئيس السيسي أن يقول لعبد الناصر إزيك يا زعيم، وكان عليه أن يقول له إزيك يا خالد الذكر كما أن خالد الذكر دعم من دون أن يقصد اتهام الصادق المهدي بأنه انحاز للاتحاد السوفييتي بقوله للسيسي «شوف بوتين صديقك عمل أيه في روسيا مع رجال الأعمال»، لكن المشكلة هنا أمام زميلنا النجمي أن زميله محمد شميس في «المقال» يوم السبت لم يقتنع بما جاء في حلم الرئيس السيسي وأوضح أن هناك خلافات بينه وبين خالد الذكر قال عنها: «إذا قارنا بين ذكرى الاحتفال بثورة 23 يوليو/تموز الآن وذكرى الانتقال بثورة 30 يونيو/حزيران منذ أسابيع قليلة، سنلاحظ أن هناك اختلالا كبيرا بينهما في الاهتمام بالجانب الثقافي، ورغم أن رئيسي مصر اللذين توليا حكم البلاد خرجا من المؤسسة العسكرية، فإن هناك فرقا شاسعا بين اهتمام الزعيم جمال عبد الناصر حاكم مصر، وممثل 23 يوليو، والرئيس عبد الفتاح السيسي ممثل ثورة 30 يونيو، في الجانب الفني. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، في عام 1953 أي بعد نجاح ثورة يوليو بشهور بسيطة، أنتجت مصر ما لا يقل عن 62 فيلما سينمائيا، طبقا لإحصاء علي أبو شادي في كتابه «وقائع السينما المصرية»، أما في العام الماضي وبعد شهور بسيطة من نجاح ثورة 30 يونيو، أنتجت مصر 14 فيلما فقط بالتمام والكمال. أيضا من الأمور المؤسفة أن القائمين على إدارة الدولة المصرية لا يفهمون معنى القوة الناعمة من الأساس، على الرغم من أنهم يتحدثون عنها دائما في أحاديثهم الصحافية، ولكن أفعالهم تقول عكس ذلك، ولنا عبرة في منع فيلم «حلاوة روح»، يجب أن نؤكد على أن القائمين على ثورة يوليو علموا جيدا أهمية الفن والصناعات الإبداعية فقاموا بإنشاء المسارح ودور العرض السينمائية في جميع محافظات مصر، بشكل منتظم، إلى جانب اهتمامهم بإنشاء قصور ثقافية في الأحياء الشعبية، لكي ينموا الثروة الحقيقية التي يتميز بها الشعب المصري، بل قاموا بدعم الفنانين وتبنيهم واستخدموهم في الكثير من الأحيان لتحفيز وحشد الشعب للمشاريع القومية التي كانت تقوم بها الدولة المصرية في هذه الفترة الزمنية الفارقة، أما الآن وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نجد تجاهلا تاما للفن والفنانين».
معركة جبريل
والآن إلى ما تبقى عندنا من معركة القارئ محمد جبريل، حيث سنغلق بها ملف هذه القضية ذلك أن زميلنا في «الجمهورية» ضياء دندش قال يوم الثلاثاء الماضي عن جبريل ودعائه في ليلة القدر: «الفضائيات تطالب بمحاسبة وزير الأوقاف للسماح لهذا «الشويخ» مدعي الإيمان، وكانت المصيبة أنه كان سيؤم المصلين في اليومين التاليين، ولكن تم إيقافه في اليوم التالي ويا للـ»العجب» ذهب «جبريل»، وخسارة فيه ذلك الاسم الطاهر، نسبة لسيدنا جبريل، إلى مطار القاهرة مغادرا أو هاربا إلى لندن، ولكن هأ وهأ وهأ والبلد فيها قانون والدولة عادت، ليجد اسمه ممنوعا من السفر أو الصرف مش هتفرق ليجر أذيال الخيبة عائدا لقصره الفخيم، الذي بناه من فلوس الاتجار بقراءة القرآن والحفلات والمناسبات في دول الخليج العربي. سرحت لدقائق وأنا أشاهد الفضائيات وإذا بي أفيق على سؤال يهاجمني ودموعي على خدي من الرعب ماذا لو وقفت خلف هذا «الشويخ» ليلة القدر وهو يدعو على بلدي وشعبي وجيشي، يا نهار أسود، هل كنت سأردد خلفه «آمين»؟ ولأنني لم أكن سأؤمن على خرفاته هل كان سينفع أن أسلم وأخرج من الصلاة ولا أكملها. وارتاحت نفسي قليلا لأنني اعتقد أن دعوات هذا «الشويخ» لن يقبلها الله لأنه لم يكن يكشف صدره او شعره وهو يدعو».
يحرمون ولي الأمر من أي دعاء بالصلاح
والمشكلة أن جبريل لم يكن وحده لأن زميلنا في «الأهرام» أنور عبد اللطيف أخبرنا في يوم الثلاثاء نفسه أن زميلا لجبريل كان في مسجد آخر قال عنه: «لاحظت أن كلاهما لم يدع بالاستزادة أو البركة في أي عمل جيد في مصر، وكلاهما يحرم ولي الأمر من أي دعاء بالصلاح، ولو بأن يوفقه الله للعمل بكتاب الله وسنة نبيه، ربما لأنه لا يعترف بولي الأمر أصلا، ورغم أن كليهما حدد بالاسم فساد الإعلام وفساد الأعمال لم يتطرق بالدعاء للجيش والشرطة بأن ينصرهم الله في مواجهة أعداء الوطن على الحدود أو يدعو لشهداء الوطن أو للحكام بالتوفيق في المشروعات الصالحة للبلاد والإنسانية، وتذكرت أيضا أن خطيب الرماية اعتاد عدم الكلام أو الدعاء في السياسة بشكل صريح. وما حدث في الرماية ومصر القديمة حدث بشكل آخر في مسجد كريستال عصفور وأن الخطيب أبدع في الدعاء الروحاني، لكنه تعمد دغدغة مشاعر الشباب «المظلوم» ودعا لمن سماهم «حراس العقيدة» ولم يدع بتأييد حراس الوطن في جيش مصر. ومن استعراض مضمون دعاء إمام مسجد الرماية، ودعاء الشيخ جبريل يبدو أن هناك رسالة مشتركة ربما تكون في جوامع أخرى عن فساد الإعلام والأقلام، وجاهلية الحكم وأن الشهداء هم «حراس العقيدة» وليس شهداء الجيش الذي يحميه ويحمي وطنه! ألست معي في أن هناك فرقا بين أن يخرج المصلون من ليلة القدر وقد اغتسلت نفوسهم وتطهرت بالرحمة والخشوع وبين أن يخرجوا كرات من لهب على استعداد للموت والحرق والاستشهاد والانفجار في «المجتمع الكافر».
توقفوا عن استخدام
شماعة الإخوان
شماعة الإخوان
إذا علقنا كل مشكلة في البلد على رقبة الإخوان، فقد يعفي ذلك بعض المسؤولين من اللوم مؤقتا، لكن في المقابل إذا صدقنا تلك الشماعة، فالمعنى الخفي أن هذه الجماعة صارت عملاقة وقادرة على التأثير في كل الأزمات والقضايا، وبالتالي لا يحق للمسؤولين الادعاء بأنها فقدت شعبيتها أو جماهيريتها أو تأثيرها. هذا ما بدأ به عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» مقاله مواصلا القول: «قبل يومين اتهم خلف الزناتي نقيب المعلمين جماعة الإخوان بأنها تقف خلف دعوات التظاهر الخاصة بالاحتجاج على قانون الخدمة المدنية، جازما كما قالت صحيفة «الوطن» يوم الأحد الماضي «نحن متأكدون من ذلك بتسجيلات موثقة».
تراهن جماعة الإخوان على أن أي مشاكل للحكومة مع الشعب بشأن القضايا المعيشية والاقتصادية قد تصب في صالحها، وبالتالي ستسعى للمشاركة في كل هذه الاحتجاجات، وسوف ترتكب الحكومة خطأ فادحا إذا صدقت أو بررت أن الإخوان يقفون بالفعل خلف كل هذه الاضطرابات العمالية والاجتماعية. مرة أخرى إذا كانت الجماعة قادرة على تجييش كل هذه القطاعات للاحتجاج على قانون الخدمة المدنية، فالمعنى الوحيد أنها لاتزال القوة الأكبر في مصر. تقديري الشخصي أن كل ذلك ادعاءات، ومن يتعلل بها فإنه يساعد الجماعة من دون أن يدري. المؤكد أن الجماعة لا تزال موجودة ولم تتبخر، ولايزال لديها أنصار ومريدون وخلايا نائمة بالكامل، أو نصف نائمة، لكن الأكثر تأكيدا أنها فقدت الكثير من تأثيرها، وغالبية كوادرها غير المحبوسين، إما هاربون أو مطاردون او مشغولون بزيارات السجون أو إعالة أسر المحبوسين .الحقيقة المرة التي يجب على الحكومة أن تعترف بها وتتعامل معها بشجاعة أن هناك معارضة شعبية للعديد من السياسات والقرارات والقوانين. هذا أمر منطقي وطبيعي، وموجود في العالم كله. مواجهة ذلك يكون بالتعامل مع أصول المشكلات، والاستماع إلى وجهة نظر المحتجين والتفاوض معهم، وليس الاكتفاء باتهام جماعة الإخوان بأنها هي التي تحرض الناس على الاحتجاج!».
تراهن جماعة الإخوان على أن أي مشاكل للحكومة مع الشعب بشأن القضايا المعيشية والاقتصادية قد تصب في صالحها، وبالتالي ستسعى للمشاركة في كل هذه الاحتجاجات، وسوف ترتكب الحكومة خطأ فادحا إذا صدقت أو بررت أن الإخوان يقفون بالفعل خلف كل هذه الاضطرابات العمالية والاجتماعية. مرة أخرى إذا كانت الجماعة قادرة على تجييش كل هذه القطاعات للاحتجاج على قانون الخدمة المدنية، فالمعنى الوحيد أنها لاتزال القوة الأكبر في مصر. تقديري الشخصي أن كل ذلك ادعاءات، ومن يتعلل بها فإنه يساعد الجماعة من دون أن يدري. المؤكد أن الجماعة لا تزال موجودة ولم تتبخر، ولايزال لديها أنصار ومريدون وخلايا نائمة بالكامل، أو نصف نائمة، لكن الأكثر تأكيدا أنها فقدت الكثير من تأثيرها، وغالبية كوادرها غير المحبوسين، إما هاربون أو مطاردون او مشغولون بزيارات السجون أو إعالة أسر المحبوسين .الحقيقة المرة التي يجب على الحكومة أن تعترف بها وتتعامل معها بشجاعة أن هناك معارضة شعبية للعديد من السياسات والقرارات والقوانين. هذا أمر منطقي وطبيعي، وموجود في العالم كله. مواجهة ذلك يكون بالتعامل مع أصول المشكلات، والاستماع إلى وجهة نظر المحتجين والتفاوض معهم، وليس الاكتفاء باتهام جماعة الإخوان بأنها هي التي تحرض الناس على الاحتجاج!».
إصلاح العدالة أولا
وأخيرا الى مقال رئيس تحرير جريدة «المصريون» محمود سلطان وقوله في مقاله الذي عنونه بـ» على «السيسي أن يختار: إصلاح العدالة أو انتصار الإرهاب» «يروى أن «الجراح بن عبد الله» والي خراسان كتب إلى عمر بن عبد العزيز: «أن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك».. فكتب إليه عمر: «.. أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر فيه أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم والسلام». وفي تقرير مترجم، لموقع «ساسة بوست»، تحدث عما إذا كانت الديمقراطية تصلح في مصر، أو ما إذا كان الفساد المستشري يسمح بولوج مصر إلى تجربة أكثر ديمقراطية.. يقول التقرير: يبدو الإصلاح المؤسَّسي في ظل وضع مصر القائم بالطبع مُستحيلًا بسبب الفساد المستشري.. ولكن إذا كُنَّا نعتقد أنَّ هيئات الدولة فاسدة – وهي كذلك في مصر، إذن علينا صياغة آلية للعدالة الانتقالية، من دون اللجوء إلى وسائل عقابية وإقصائية تُخِل بجوهر الديمقراطية والعدالة. ويتابع التقرير: اللجوء إلى العدالة وسط كل هذا الفساد المستشري والممارسات السُلطوية هو الأمل الوحيد الباقي في إحياء مسار مصر الديمقراطي، لأنَّه لا يمكن سوى لسُلطة قضائية مُستقِلة نزيهة أن تضمن حماية بقية القيم الديمقراطية. إذا آمن الناس بنظامهم القضائي ووثقوا فيه، ستتآكل دائرة العنف تدريجيًّا وستتراجع الحاجة إلى المواجهة العنيفة تراجعًا كبيرًا، فاللجوء إلى المحكمة أسهل من قتل الأعداء (بمن في ذلك مسؤولو الدولة) وأسرع وأكثر فعالية. ويضيف: ومن ثم فالمناداة بإصلاح قضائي والعمل على إجراءات للعدالة الانتقالية بغض النظر عن متى يتغيَّر النظام الحاكم هي أولوية قد تُصلِح التلف وتساعد على تعزيز نضال مصر من أجل الديمقراطية. الخُلاصة ـ كما يراها التقرير ـ أنَّ غياب النزاهة والإنصاف في مؤسَّسات الدولة لا يُعطي للأفراد الحق في تنفيذ العدالة بشروطهم الخاصة، لأنَّنا ببساطة – بوصفنا أفرادًا – نفتقد للنزاهة والإنصاف نفسيهما. فستحجب عوامل مثل العواطف وتضارب المصالح والنزعات الشخصية رؤيتنا وتُضلِّل حُكمنا، ومن ثم تصل بالمجتمع إلى موقف أكثر التباسًا، فجريمة القتل التي تُرتكَب في حق أحد الأطراف ستُنتج رغبةً قوية في الانتقام عند الطرف الآخر ومن ثم تجر المجتمع إلى دائرة لا نهائية من حمامات الدم. إذا استطاعت جماعات المعارضة المصرية بذل جهود حقيقية غير مُدمِّرة لإصلاح النظام القضائي وتنظيمها، مع العمل على مشروعٍ شامل للعدالة الانتقالية، سيمكنها حينها إنعاش مسار مصر الديمقراطي واستعادته. أمَّا إذا كان القصاص الأعمى يفوق الرغبة في تحقيق العدالة الحقيقية، فعلينا أن نتوقَّع انتصار العنف والخروج عن القانون».
حسنين كروم
- Get link
- X
- Other Apps
Comments
Post a Comment