Skip to main content

اقتحام الاقصى بين «خراب الهيكل» والموات العربي--------- رأي القدس

اقتحام الاقصى بين «خراب الهيكل» والموات العربي

رأي القدس
ياله من مشهد ملحمي يهز صاحب أي ضمير حي بغض النظرعن جنسيته او عقيدته. وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل على رأس مجموعات من المستوطنين وقوات من الشرطة مدججين بالسلاح، وتحت غطاء من القنابل، يقتحمون بأحذيتهم الثقيلة باحات المسجد الاقصى، فيما تقاومهم جموع المصلين باجسادهم مطلقين الهتافات المناصرة للمسجد الأسير.
وفي غضون ذلك  تم احتجاز الحافلات المتوجهة من الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى، وتم انزال الركاب عند مدخل مدينة القدس المحتلة الذين قاموا بالتظاهر احتجاجا على احتجازهم ومنعهم من الدخول.
واقتحمت قوات الاحتلال للمرة الثانية المصلى القبلي وأطلقت قنابل الصوت على المعتكفين، في حين انتشر المئات من عناصرها في أنحاء المسجد الأقصى لحماية مجموعات المقتحمين.
ولم تراع الشرطة احدا أو قيما انسانية او اخلاقية في عدوانها، إذ ضربت المسنين والنساء في الداخل والمرابطين عند باب السلسلة، واعتقلت  5 شبان وسيدتين مقدسيتين، وأصيبت حارسة في المسجد الأقصى وامرأة في رأسها جراء تعرضها لقنبلة صوتية، وأخرى أغمي عليها، عدا عن حالات الاختناق من قنابل الغاز.
لقد تحول المسجد الاقصى إلى ساحة معركة حقيقية خلفت دمارا واسعا، إلى جانب 16 جريحا فلسطينيا واربعة مصابين من جنود الاحتلال، في انتهاك صارخ لقدسيته، ودليل جديد على كذب مزاعم سلطات الاحتلال بالحفاظ على المقدسات وضمان حرية العبادة.
وقبل أيام من الاقتحام الدامي، وامعانا في استفزاز الفلسطينيين نشرت احدى المستوطنات شريط فيديو يتضمن اساءات بالغة لنبي الاسلام محمد (صلعم)، وظهر محتواه في الصحف الاسرائيلية امس تكريسا لاهانة المسلمين في كل مكان.
وبالأمس تكررت الاساءات للرسول داخل الحرم نفسه على ايدي زائر يهودي، قالت الشرطة الاسرائيلية انها قامت بتوقيفه «للتحقيق بعد ان قام بخرق النظم المعمول فيها هناك، مع اخراجه من المكان، في ظل مواصلة تشديد الشرطة على عملها لاحباط  اية محاولة من قبل اي طرف كان للقيام باعمال استفزازية ما، او الاخلال بالنظام(…)». وبالطبع لم تقل الشرطة كيف تمكن ذلك المتطرف من الدخول اصلا بهذه المواد المسيئة للاسلام، فيما يجري تفتيش صارم ومهين للمسلمين عند ابواب الاقصى، ناهيك عن منع من هم دون الخمسين من الصلاة فيه، وحجز هويات من يسمح بدخولهم.
انه عدوان مستمر بل ومتصاعد مع سبق الاصرار والترصد بدعوى احياء ذكرى «خراب الهيكل» المزعوم، اما الهدف الحقيقي فالاهانة والاستفزاز، والتمهيد لتقسيم الحرم القدسي الشريف كما فعل الاحتلال من قبل في الحرم الابراهيمي.
وانقسمت ردود الافعال العربية بين «تصريحات انشائية» من بعض العواصم والجامعة العربية، لا تساوي ثمن الحبر الذي طبعت به، وصمت مريب من اغلبية عربية سواء رسمية او شعبية ربما لم تجد ما تقوله. وعلى صعيد الردود الرسمية اكتفى وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد استقباله صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بالتأكيد على «أهمية الحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للقدس الشرقية ورفض كافة محاولات تهويدها وضرورة توفير الأمن للمقدسيين ومُنِع الاقتحامات المتكررة لساحة الحرم القدسي الشريف ووقف كافة الأنشطة غير القانونية في الاراضي الفلسطينيّة» دون ان يكلف نفسه عناء الاحتجاج على ما حصل ولو من باب ذر الرماد في العيون.
اما عريقات فلم يختلف موقفه كثيرا وان كان تباهى بأن السلطة اكتسبت عضوية 523 منظمة دولية بعد ان اصبحت عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما الحكومة الأردنية فادانت الاقتحام، وطالبت إسرائيل بتحمل مسؤولياتها، باعتبارها «القوة القائمة بالاحتلال»، لكنها اكتفت بالتوصل إلى «كشف خارق» مفاده أن «انتهاك قدسية المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على حراسه وعلى المصلين، هو انتهاك لمشاعر جميع العرب والمسلمين، ومن شأنه أن يؤدي إلى مزيد من مشاعر العداء»(…).
وبالطبع لا تتورع سلطات الاحتلال عن استغلال هذه المعطيات من موات وصراعات في العالم العربي، لتحولها إلى ضوء أخضر يقربها مع كل اقتحام من تحقيق الهدف النهائي بالاستيلاء على أولى القبلتين وثالث الحرمين. وباستثناء أولئك المرابطين حوله، والمستعدين على مدار الساعة لأن يفدوه بأرواحهم، هل أصبح من المبالغة القول ان العرب والمسلمين ربما اصبحوا مهيئين لذلك اليوم الأسود؟
رأي القدس

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...