مساعدات الإغاثة تتدفق على عدن والأمم المتحدة تتوقع «معركة كبرى» في تعز
«التحالف» يوقف الغارات و«الحوثيون» يخرقون الهدنة |
خزان نفط لمتمردي الحوثي استهدف بغارة لـ «التحالف» في عمران (رويترز)
|
تاريخ النشر: الثلاثاء 28 يوليو 2015
عقيل الحلالي، بسام عبدالسلام، وكالات (صنعاء، عدن، الرياض) التزم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الهدنة الإنسانية المعلنة لمدة 5 أيام في اليمن عبر وقف الغارات الجوية بشكل تام، بينما خرقها الحوثيون وحلفاؤهم من قوات المخلوع علي عبدالله صالح عبر قصف مدفعي عنيف في تعز ومأرب وأيضاً عدن التي شهد محيط مطارها الدولي سقوط 3 صواريخ «كاتيوشا»، بالتزامن مع استمرار تدفق مساعدات الإغاثة، حيث وصلت أمس ثاني طائرة إماراتية تحمل مساعدات طبية ومعدات خاصة بتأهيل المطار، كما وصلت سفينة سعودية محملة بمساعدات غذائية وطبية إلى ميناء عدن، فيما قام المنسق الإنساني للأمم المتحدة يوهانس فان در كلاو بأول زيارة من نوعها إلى المدينة، حيث اطلع على الدمار الذي أحدثه المتمردون، والأوضاع الإنسانية. وقال مدير مطار عدن المهندس طارق عبده لـ«الاتحاد»، «إن معدات وأجهزة جديدة وصلت عبر الطائرة الإماراتية، إضافة إلى المساعدات السابقة الأسبوع الماضي، التي تضمنت سيارات إطفاء وتنظيف وآليات خاصة بأرضية المطار»، لافتاً إلى أن مساعدات أخرى ستصل خلال الأيام المقبلة عن طريق البحر لإعادة نشاط المطار بشكل طبيعي، مشيراً إلى أن الفريق الفني الإماراتي الموجود منذ أسبوعين، ويضم خبراء ومهندسين ذوي كفاءة عالية يعمل على إعادة تأهيل المطار لاستقبال طائرات الإغاثة، وكذلك اليمنيين العالقين في الخارج، ضمن خطة متكاملة مع الحكومة اليمنية. وقال المنسق الأممي بعد لقاء مع وفد الحكومة اليمنية ضم وزير النقل بدر باسلمة، ووزير الأشغال العامة وحي أمان، ومحافظ عدن نايف البكري «إن زيارته هدفها معرفة الاحتياجات الإنسانية والمعاناة وإيصال رسالة تضامن مع سكان عدن لإعادة بناء مدينتهم العريقة». وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «إنه رأى جثثاً ملقاة في الشوارع، وإن أحياء بأكملها تعرضت لأضرار أو للدمار، لكن المعركة انتقلت شمالاً وما يسمع بين الحين والآخر عن غارات جوية شمال وغرب المدينة هدفه دفع الحوثيين بعيداً عن المدينة التي ستتخلص خلال الأيام المقبلة من خطر تجدد القتال». ورأى فان در كلاو أن الظروف مواتية بما يكفي لعودة الأمم المتحدة، وأن المسؤولين الحكوميين الذين بدأوا العودة في الأيام الأخيرة يعتقدون أنه لا خطر من قيام الحوثيين بشن هجوم مضاد، وأضاف: «يبدو أن المعركة الكبرى الآن تتعلق بتعز»، وأضاف: «نحن نحتاج على وجه السرعة تخليص المنطقة من الصراع مع وقف الأعمال العسكرية حتى يمكن لشاحنات الإغاثة دخول المدينة». ودعا وزير النقل اليمني إلى دور أكبر للأمم المتحدة في إيصال المساعدات الإغاثية إلى عدن، موضحاً أن مطار وموانئ المدينة أصبحت جاهزة لاستقبال المساعدات. فيما قال البكري: «إن سكان المدينة الذين عاشوا حصاراً شاملاً من قبل المليشيات ينتظرون دوراً كبيراً للأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية»، مطالباً المنسق الإنساني بأن يكون وفريقه أول شهود عيان دوليين على حجم الدمار الذي تعرضت له عدن جراء الحرب الظالمة. وأكدت السلطات المحلية في عدن أن الأوضاع في المحافظة عادت تدريجيا للاستقرار وبات بإمكان سكانها الذين نزحوا منها خلال الفترة الماضية العودة إلى ديارهم. مناشدة المجتمع الدولي والدول العربية التحرك السريع لإعادة بناء ما دمرته الحرب خاصة في مجال البنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء. وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة علي الأحمدي «إن خدمات المياه ستعود إلى كريتر والمعلا وسط المدينة خلال يومين في حين تحتاج عودة التيار الكهربائي إلى أيام». إلى ذلك، لفت البكري إلى اعتراف العديد ممن قبض عليهم من متمردي الحوثي في عدن والتواهي بأن إيرانيين دربوهم على مختلف أنواع الأسلحة، وأنه تم ضبط الكثير من الأجهزة وبعض الأشرطة التي تعود إلى الإيرانيين. كما أشار إلى أن عناصر المقاومة رصدوا العديد من الإيرانيين في لحج المجاورة وسط تحدث مصادر قبلية «عن أن المتمردين أقدموا منذ فترة على وضع المعتقلين السياسيين لديهم وأبرزهم وزير الدفاع محمود الصبيحي في جبهات القتال الأمامية كدروع بشرية». وذكر سكان ومصادر في المقاومة الشعبية لـ(الاتحاد) أن متمردي الحوثي وصالح خرقوا قرار وقف النار منذ بدء سريانه فجرا حيث قصفوا بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا أحياء سكنية في شمال عدن ومحيط المطار، الأمر الذي دفع المقاومة والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي للقيام بعملية خاطفة لتطهير وتمشيط الجيوب المتبقية للمتمردين في مديرية دار سعد. وأضاف هؤلاء «أن المقاومة نجحت في تطهير المجلس المحلي في المديرية وجبهة الفيروز القريبة، وجولة الكراع على الطريق المؤدي إلى محافظة لحج». وخرق متمردو الحوثي وصالح الهدنة أيضاً في الضالع، حيث قاموا بقصف عشوائي لمناطق سكنية شمال المحافظة. وقال سكان لـ«الاتحاد»، إن المتمردين لم يلتزموا أيضا بوقف القتال في تعز وواصلوا قصف الأحياء السكنية في العديد من المناطق بالتزامن مع احتدام المواجهات مع المقاومة، خصوصاً شمال المحافظة، وذكروا أن القصف الحوثي العشوائي طال مناطق «عصيفرة»، «الروضة»، و«التحرير» المكتظة بالسكان، إضافة إلى حارتي «السعيد» و«عمار بن ياسر». وقتل 30 عنصراً من متمردي الحوثي وصالح و6 من المقاومة، بمواجهات عنيفة بين الطرفين في جبل صبر ومديرية «مشرعة» شمال تعز، وسط تنديد المجلس التنسيقي للمقاومة بجرائم المتمردين الممنهجة ضد أبناء المحافظة لاسيما إعدام الجرحى وتنفيذ اعتداءات وحشية ضد المنازل والممتلكات. وقال «إن جرائم الحوثيين طالت المدنيين دون أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات أسرى وجرحى الحرب وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف». وانتهك المتمردون قرار الهدنة أيضاً في مأرب، حيث شنوا هجمات مباغتة على مواقع المقاومة في شمال وغرب المحافظة. وقال مسؤول محلي، إن المتمردين خرقوا الهدنة في الدقائق الأولى لبدء سريانها، مشيراً إلى اندلاع معارك عنيفة في جبهتي «الجفينة» و«المخدرة» خلفت 11 قتيلاً بينهم 9 حوثيين. كما قتل 5 حوثيين وأصيب 8 آخرون في كمين نصبه مسلحون من المقاومة في بلدة «نصاب» بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وقتل 12 حوثياً وأصيب 17 بجروح في هجومين للمقاومة في صنعاء و عمران الشمالية. ولم يشن التحالف العربي أي غارات جوية في أول أيام الهدنة. وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في مأرب صالح الأنجف: «إن طائرات التحالف لم تشن غارات». وقال عضو المكتب الإعلامي للمقاومة في تعز عبدالعزيز الصبري «إن المحافظة لم تعرف الهدنة إلا من طرف واحد وهو الطيران أما مليشيات الحوثي فلم توقف عملياتها».
Comments
Post a Comment