إرهاب الدول العظمى يدعى: «فيتو»!
رأي القدس
مضحكة كثيرا هذه الحرب التي تشترك فيها دول العالم جميعها، وفي بعض الأوقات ضد بعضها البعض، تحت يافطة «مكافحة الإرهاب» فيما ينجو كبارها من العقاب مهما عظمت جرائم قياداتهم ومهما ارتكبوا من فظائع تعجز التنظيمات الإرهابية «العادية»، في أغلب الأحيان، عن مقاربتها.
إسرائيل، على سبيل المثال، هي من أكثر الدول الإرهابية على الأرض حماساً لـ»مكافحة الإرهاب»، وتعميم مظلته بحيث لا تشمل «مكافحة» الفلسطينيين فحسب بل المسلمين أيضاً، بصفتهم حاملين لجين الإرهاب بالوراثة أو أنهم يرضعونه مع حليب أمهاتهم. إرهاب اسرائيل محمود وغير خبيث على عكس «إرهاب» من يقاومها، و»أصدقاؤها» كثر بحيث «تتفلتر» القرارات الدولية وتصمم لمساواة المجرم بالضحية، وإذا حصل ووصلت القضية إلى مجلس الأمن الدولي فسيف حق النقض (الفيتو) الأمريكي جاهز لإسكات الضحية ووأدها حية.
روسيا التي، من بين كل الدول الحليفة لإسرائيل، وجدت أن عليها طمأنة تل أبيب أمس حول الاتفاق النووي مع إيران، ورفعت حق النقض (الفيتو) خاصتها الأربعاء الماضي ضمن مساهمتها العالمية في تحصين نفسها من العقاب، والعجيب أنها استخدمته لمنع إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن إسقاط طائرة ماليزية في شرق أوكرانيا رغم أنها تدعي أن خصمها، الحكومة الأوكرانية، هي التي أسقطتها.
في هذه الجريمة وحدها قتل صاروخ «إرهابيّ» واحد 298 شخصاً غالبيتهم أوروبيون واستراليون، أي أن دماءهم ليست رخيصة على حكوماتهم، وليسوا من الشعوب التي يسمح بقتل أفرادها بالمئات، كما حصل في ساحة «رابعة العدوية» في مصر، أو بقصفهم بالبراميل المتفجرة والغازات الكيميائية، كما يحصل في سوريا، أو دفنهم في مقابر جماعية كما يفعل الإرهابيون و»مكافحو الإرهاب» في العراق.
يتفوّق هذا العمل الإرهابيّ على أعمال أخرى وحشية تنسب أو ترتكبها تنظيمات كـ»الدولة الإسلامية» و»القاعدة»، فتلك الجماعات تقتل عادة من تعتبرهم خصومها السياسيين أو الدينيين، أما إسقاط طائرة مدنية تحمل ركابا لا علاقة لهم بالنزاع الحاصل (فلا هم روس ولا أوكرانيون) فإرهاب من طراز أعلى مطوّب باسم قوى عظمى كأمريكا وروسيا.
وزيرة خارجية استراليا انتبهت إلى المفارقة التاريخية العالمية الجارية، وإلى التشابه الفاضح في سلوك الدول العظمى مع تصرفات التنظيمات الإرهابية (غير الحكومية) فنددت في جلسة التصويت على القرار بالموقف الروسي قائلة إنه «في عالم يتزايد فيه عنف المجموعات الإرهابية والعناصر غير الحكومية (…) لا يمكن تقبل أن ينحي مجلس الأمن نفسه عن معاقبة هؤلاء الذين أسقطوا طائرة مدنية»، بينما قالت ماليزيا بلسان وزير النقل فيها إن المجلس «وجه رسالة خطيرة حول الإفلات من العقاب».
الإرهاب، إذن، نوعان: إرهاب «حكومي»، ويمكن، إذا كان أصحابه في مجلس الأمن، أو في قائمة الدول النووية، النجاة من عواقبه، وإرهاب «خاص» تتبارى الحكومات، نظرياً، على مكافحته، ولا مانع، أثناء ذلك، من استخدامه ذريعة لتكميم شعوبها وتكبيلها بالقوانين القمعية ومنع حقوقها وحرياتها، أو توظيفه، حيثما شاءت الحكومات، لقمع شعوب أخرى، فتحت هذه اليافطة يمكن أن تمرّر كافة الشرور.
وقد يكون الإرهاب «الخاص» للتنظيمات «غير الحكومية»، ضمن هذا المنظور، احتجاجاً على احتكار الكبار للإرهاب «الحكومي»، ومحاولة من صغار المجرمين للمزاحمة على سوق القتل العالمي.
إسرائيل، على سبيل المثال، هي من أكثر الدول الإرهابية على الأرض حماساً لـ»مكافحة الإرهاب»، وتعميم مظلته بحيث لا تشمل «مكافحة» الفلسطينيين فحسب بل المسلمين أيضاً، بصفتهم حاملين لجين الإرهاب بالوراثة أو أنهم يرضعونه مع حليب أمهاتهم. إرهاب اسرائيل محمود وغير خبيث على عكس «إرهاب» من يقاومها، و»أصدقاؤها» كثر بحيث «تتفلتر» القرارات الدولية وتصمم لمساواة المجرم بالضحية، وإذا حصل ووصلت القضية إلى مجلس الأمن الدولي فسيف حق النقض (الفيتو) الأمريكي جاهز لإسكات الضحية ووأدها حية.
روسيا التي، من بين كل الدول الحليفة لإسرائيل، وجدت أن عليها طمأنة تل أبيب أمس حول الاتفاق النووي مع إيران، ورفعت حق النقض (الفيتو) خاصتها الأربعاء الماضي ضمن مساهمتها العالمية في تحصين نفسها من العقاب، والعجيب أنها استخدمته لمنع إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن إسقاط طائرة ماليزية في شرق أوكرانيا رغم أنها تدعي أن خصمها، الحكومة الأوكرانية، هي التي أسقطتها.
في هذه الجريمة وحدها قتل صاروخ «إرهابيّ» واحد 298 شخصاً غالبيتهم أوروبيون واستراليون، أي أن دماءهم ليست رخيصة على حكوماتهم، وليسوا من الشعوب التي يسمح بقتل أفرادها بالمئات، كما حصل في ساحة «رابعة العدوية» في مصر، أو بقصفهم بالبراميل المتفجرة والغازات الكيميائية، كما يحصل في سوريا، أو دفنهم في مقابر جماعية كما يفعل الإرهابيون و»مكافحو الإرهاب» في العراق.
يتفوّق هذا العمل الإرهابيّ على أعمال أخرى وحشية تنسب أو ترتكبها تنظيمات كـ»الدولة الإسلامية» و»القاعدة»، فتلك الجماعات تقتل عادة من تعتبرهم خصومها السياسيين أو الدينيين، أما إسقاط طائرة مدنية تحمل ركابا لا علاقة لهم بالنزاع الحاصل (فلا هم روس ولا أوكرانيون) فإرهاب من طراز أعلى مطوّب باسم قوى عظمى كأمريكا وروسيا.
وزيرة خارجية استراليا انتبهت إلى المفارقة التاريخية العالمية الجارية، وإلى التشابه الفاضح في سلوك الدول العظمى مع تصرفات التنظيمات الإرهابية (غير الحكومية) فنددت في جلسة التصويت على القرار بالموقف الروسي قائلة إنه «في عالم يتزايد فيه عنف المجموعات الإرهابية والعناصر غير الحكومية (…) لا يمكن تقبل أن ينحي مجلس الأمن نفسه عن معاقبة هؤلاء الذين أسقطوا طائرة مدنية»، بينما قالت ماليزيا بلسان وزير النقل فيها إن المجلس «وجه رسالة خطيرة حول الإفلات من العقاب».
الإرهاب، إذن، نوعان: إرهاب «حكومي»، ويمكن، إذا كان أصحابه في مجلس الأمن، أو في قائمة الدول النووية، النجاة من عواقبه، وإرهاب «خاص» تتبارى الحكومات، نظرياً، على مكافحته، ولا مانع، أثناء ذلك، من استخدامه ذريعة لتكميم شعوبها وتكبيلها بالقوانين القمعية ومنع حقوقها وحرياتها، أو توظيفه، حيثما شاءت الحكومات، لقمع شعوب أخرى، فتحت هذه اليافطة يمكن أن تمرّر كافة الشرور.
وقد يكون الإرهاب «الخاص» للتنظيمات «غير الحكومية»، ضمن هذا المنظور، احتجاجاً على احتكار الكبار للإرهاب «الحكومي»، ومحاولة من صغار المجرمين للمزاحمة على سوق القتل العالمي.
رأي القدس
- Get link
- Other Apps
Comments
Post a Comment