بالفعل رب ضارة نافعة.. وقول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..) كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم الجمعة الموافق 21-7-2017 خطاب تاريخي خاطب العقل والوجدان؛ وخاطب كل صاحب عقل وضمير.. وإنسانية وأخلاق.. خطاب وكلمة دعت إلى شحذ الهمم، والدفع للعمل والإنتاج وبناء الوطن، وإعادة الروح لكثير من الأرواح المتكلة والمتكاسلة والمحبطة!
قراءة الخطاب بلغته العاطفية والعقلية أو العملية تستدعي منا جميعا كمواطنين على مختلف المستويات من درجة وزير إلى أقل درجة وظيفية، ومن كل مواطن ومقيم كل في موقعه وتأثيره، بأن تكون الهمم أعلى، والرؤية أوضح، ووضوح الغايات والأهداف القائمة على خطط واضحة وسليمة ومحددة، وجعل المصلحة العامة للوطن هي الأهم والتي تنطلق من حركة عجلة العمل والإنجاز والاستثمار.. والتعليم.
انطلاقا من خطاب سموه حفظه الله، يجب على كل مسؤول قراءة الخطاب بعمق وفهم وجعل خطاب الأمير مبدأ رئيسيا للعمل وإعادة الرؤية في كثير من الأمور، وجعلها رؤية للانطلاق الصحيح تحت ظل ظروف جعلت كل شيء قل شأنه أو كبر مهما بل غاية في الأهمية للوطن وحمايته وتقدمه.
فالأزمة أكدت أهمية العمل والتكاتف، والأهم تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والتي تمثلها وزارة التربية والتعليم العالي، وجامعتنا الوطنية جامعة قطر في اتاحة الفرص للمواطنين الراغبين في استكمال دراساتهم العليا بمجالات تسهم في بناء الدولة، وخلق جيل جديد من الأكاديميين والباحثين، والأهم إيجاد مراجع علمية تسهم في التعليم والبناء، وبمتطلبات لا تكتفي ان تجعل الجامعة تحقق مركزا متقدما دوليا.. دون النظر لأمور أهم أكاديميا وإداريا، على سبيل المثال اتباع متطلبات الدراسة باللغة الإنجليزية فقط، بجعلها من ضمن الجامعات المتقدمة، وإنما السعي الجاد لجعل اللغة العربية هي الأساس للدراسة وليس وضع العقبات باللغة الإنجليزية.. واتاحة فرصة الدراسة بأي من اللغتين رغم حرص قيادتنا بالتوجه للدراسة والمخاطبات باللغة العربية. والاهتمام بالمؤسسات التعليمية والبحثية والإعلامية التي تضمن حرية التعبير والحصول على المعلومة.. مثلث مهم جدا في تطور الدول وسعيها لخلق وإيجاد القدرات المؤهلة.
دعوة سمو الأمير بالحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة، والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية.. هي مطلب وأمنية وحلم للكثيرين من الكفاءات الوطنية التي للأسف تم تهميشها وركنها وعدم الاستفادة من خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية العالية وخبرة سنوات، وحكم عليها بالبطالة وعدم الاهتمام بها، ودفع أعمار وطاقات شابة للتقاعد المبكر رغم حاجة الوطن لهم!
افتقاد القيادة القادرة والمؤثرة على اكتشاف نقاط القوة في موظفيها واستثمارها الاستثمار الأمثل، وهو الاستثمار في التنمية البشرية التي تسهم إسهاما أساسيا وقويًّا في التنمية الدائمة للدولة، بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب بالبعد عّن العلاقات والمعارف التي تكون سببا للتكاسل في سهولة الوصول وجعل هدف المنصب دون الإنتاجية ودون خبرة هي الهدف للأسف!
آخر جرة قلم: العمل تحت خطط مستقبلية وبديلة، والعمل لسنوات لا تعتمد على العيش فقط برفاهية؛ وإنما العمل الجاد لبناء الدولة، وحفظ حقوق الأجيال القادمة.. بحسن الاستثمار والعمل لتستمر الحياة وحركة تقدم الوطن.. باتباع سياسة الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار وتنويع مصادر الدخل؛ وأهمية جعل الجميع من بنوك محلية ورجال أعمال يقفون ويسهمون في بناء الاقتصاد الوطني وتوجيه الاستثمارات إلى الداخل، والذي تبين أهمية ذلك في ظل الظروف التي يمر بها وطننا.. الكراسي لا تدوم.. وما يبقى العمل والإنتاج الجاد، وما ترك من عمل وإنتاج ينتظر من يكمله ليستمر وجود الوطن وتميزه.. والأهم استقلاليته وسيادته وحريته على كافة الأصعدة.
بقلم : سلوى الملا
Comments
Post a Comment