Skip to main content

فتحي عبد العزيز محمد ----------البهلوان وفتاة " اليونمايدس " ..


البهلوان وفتاة " اليونمايدس " ..
" الحكمه تتحدث " 
( قاس ولطيف , خشن ,وشفاف
واثق وغريب , قذر ونقي
مجنون وحكيم :
كل هذه الاشياء انا
واود ان اكون
حمامه, افعى وحمار
في نفس الوقت )
نيتشه : Nietzsche
-1-
لا كفوت ولا لفوت :
أذكر ذلك اليوم وعندما قلت ولاختى " حكمات " :
ـ سئمت من عصبيه الاجنبيات وعجرفتهم الزائدة والغير محتملة أو مبررة على الاطلاق , ثم تعاليهم الاجوف والممقؤت لى شخصيا , صراحة أتعبونى وأرهقونى جدا , وأبتزونى كثيرا وبطلباتهم والتى تفوق الخيال وكل احتمال " , ولأواصل :
ـ ثم تهديداتهم المتكرر بالانفصال الكامل , وفى كل صغيرة وكبيرة ثم ويلات ذلك كلة من سحب الجنسية ومصادرة الاولاد والذين لم يوجدوا لى أصلا والابعاد الفوري , وأرسلوني وكما أنت ترى الان والى شيخوختي مبكرا جدا " .. 
ـ .. بل حقيقى أريدها هذة المرة بنت بلد قنوعه وصبوره و" عينا ملانة تب .. ودغري كدا " , ولا كفوت ولالفوت وكما يقول شيخنا ود " تكتوك " نفسة حلال المشبوك ", أما أمي وبفنجريتها المعروفه وبلسانها الذى يطول الأقربين والابعدين , تفتخر بى دائما وتقول وسط صويحباتها وعندما يسألوها عن عمري :
ـ " وأنتوا يا بنات أمي .. دايره أحدثكن انتوا ولدى " ظافر " دا .. دكتورالاقتصاد الدولى واللغات الأجنبية كلها .. قايلنوا ولد بتين .. ماهوا .. آخر بطانتى .. ومن مواليد الثمانينات ولادتوا .. كانت فى أول حكومة " سوار الدهب " .. بس شعره الابيض دا وراثه من خيلانى " الشلاليه .. ", ولتواصل بعدها : 
ـ وهى نفسها " بسمة " .. وياسبحان الله الم تكن بنت أختي " سلوي " لزم فهى وفى الحسبه الم تكن أختى بنت خالتى وبنت عمت أبوي وسرنا كمان طوالي , ولكن وين يجدوا لها أهلها عريس كفو مثل ولدي دكتور " ظافر " وهو على زمنا دا أصبح العريس اللقطه زاتوا عدم .. وذى لبن الطير خليها تحمد ربها ساكت بية ولوتقدم ليها رسمى وكدا .. , ولتواصل يومها قائلة وفى تصميم وعناد :
ـ وانتوا قائلني أسع واقفه عليها هى " العزبه " وعلى أمها وبس ؟؟اا , .. لا لا والف لا , .. وصحيح ولدهم " شاكر " الان أصبح باشمهندس بترول كبير ورحلهم ومن الثورات وليجاورونا بشارع الستين , وحالتهم العامه أتحسنت شديد , وبنتها الان زي ما بقولوا أتخرجت مهندسة أتصلات قدر الضربة وبشركة زين , ومنتدبينها للعمل بمنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى بالخرطوم .. , وبتصرف ماهيتا وبالعملة الاجنبية .. حوالى خمسة ألف دولار وغير الامتيازات وو.. والعرسان حولها يطاقشوا وبالصفوف دا وراء دى .. 
ـ ولكن قولوا لى وركزونى ؟اا كيفن ترفض كمان ولدي " ظافر" ؟؟ اا , الكبير وجعيص .. والاستاذ المشارك بجامعة السودان وغيرها من جامعات العالم الكبير والفسيح .. 
ـ واللة مسخرة بنات كمان يا أخوانى .. واللة زمن بقي صعب شديد .. ثم ثانيا قولوا ليهم .. أستغفر اللة وأختشوا وما ترفسوا النعمة برجليكم .. , وأنزلوا الناس اماكنهم والتى أنزلهم اللة بها .. " ثم ثانيا أنا " شادية بنت سيد أحمد " والزمن طويل .., ولتواصل :
ـ " ودلوكت بفتش ليه لزواجه مريحه شرطا من بنات العز والراحات .. عشان شنوا يسندا الليلة وهى بكره تسندوا , هى بحقها وهو بحقوا ويمشوا الاتنين لقدام ولا كلامي دا أعوج يا " الرجأ " يا أختي .. " , ليضحكنا سويا ولتواصل حديث الونسه الشيق بينهم , بينما أجد وعلى الخط الاخرى أختي " حكمات " ذاك اليوم تبشرنى قائله وبكل ثقه وأتتها :
ـ ولكن أنا غير يا دكتور .. عندى ليك مفاجاءه تجنن .. عروسه زي القمر مكملة وسودانيه مية المية ومن مواليد بريطانيا العظمى , وبجنسيتها كمان .. وصديقة بنتى " نادين " بجامعة الاحفاد .. , وهى الان فى أجازة بلندن مع عمتها لزيارة عائلتها , المقيمة بالطبع هناك وستعود للبلاد الاسبوع القادم .. , وهي تكاد تصغرك بعشره سنوات كانت أمها زميلتي وصديقتي الروح بالروح .. بعلوم الخرطوم فى الثمانيات ولجمالها الباهر ورقتها المتناهيه , تزوجها وهى طالبه معيد بالجامعة شاب نابغه , ولكنه متزمت ولم يتركها لاكمال دراستها , وهاجر بها عنوه وسريعا وخلت بعدها الجامعة خلاء .. , ولاوروبا ولعشرات السنين ولم تعد مرة أخرى , وبنتها " نارمين " قطعه منها جمال ورقه وأدب وهى وبالمناسبة . بنتها الوحيده والمدلله وشيك وتمام التمام .. وأبوها ماشاء الله شريك وفى ثالث أكبر أبراج الخرطوم , وشىء أملاك فى شارع شمبات والمغتربين والرياض والواحه .. " , بل وحتى أنا نفسى بصراحة شديده لم أكن فى أمسي الحاجة ولزوجة على كل هذا القدر , وبكل هذة السماحه والثراء والمواصفات التعجيزيه والخياليه والتى يسيل لها اللعاب , وأنما ما أريدها زوجه عاديه وبنت بلد ومستورة حال وملتزمه ببيتها وأولادها , وعينها ملانه والسلام .. ؟؟ " , فأنا وعلى الرغم من اننى أستاذ جامعى ولكننى صراحة متواضع , ولا أمد يدى أو أتطلع لما فى آيدى الغير .. ولا أملك خاتم سليمان وكل شىء مع الزمن ملحوق , ولكن لا حياة فيمن تنادى مع بنات اليومين دي المأمرحمنات .. ولأقول لهم : 
ـ وأنا نفسي أستعجب حقيقة .. ولله درك وحتى وبعد كل هذة السنوات والصولات والجولات أعود لاتزوجا هكذا , وفى بلدي وتقليديا .. وهذا بالطبع ما كنت أحسبه حتي من سابع المستحيلات ؟؟اا" " , وأصبح الان وللاسف حقيقه تمشي بيننا , وهم يغالطوني وحتى فى مثل هذة المسلمات المفروق منها تماما وليقولوا لى جازمين :
ـ حتى أسع البروفسيرت والدكاترة زملاءك ديل كلهم .. , وكل الناس ولحدي أسع ولى بكرة بتزوجوا كدي وبالطريقة دى .. طريقة الترشيح .. , ولو أنت عايز غير كدا أنت حر .. وبعدين حتندم وتسف التراب وتقول ياريت .. وياريت .. وحيث لا ينفع الندم .. يا دكتور ؟ اا . 
-2-
فتاة قرية اليونمايد ..
أما صديقتها المحاميه المتدربه فقد لامتها وأكالت لها أشد أنواع التقريع ذاك اليوم , وعندما شكت لها حالها الذى يرثاء له , وبلا زيف او خداع وبصراحة متناهيه , ولتقول لها بالتالى وهى متسائله ومستغربه :
ـ ثم وأنت المهندسه الفاهمه وخريجة تقنيات ألاتصالات البعيدة المدى وبجامعة الجزيرة وبجلالة قدرك , ولما تجربين المجرب الا تعلمي بأن من جرب المجرب فقد هلك أو ندم " , بل وهذا بالطبع أكيد اا .. والسلام على من أتبع الهدي " , ثم ماهى سواء ثواني لتستدرك لحديثها قائله :
ـ ثم باشمهندس " ساطع " نفسه كان على أيامها منظم شديد وشيك وعليه القيمه , وكان شاريك ودونهم كلهم وواضعك فوق فوق .., والله كان نعمهه ولكن حسدوك فيه .. ساي وعديل كدا ؟؟اا .. ثم قولى لى حقيقي كيف أضعتيه ومن بين يديك وتفسخي كتابك منه , وبالمحكمة والا غير رجعه .. وتأخذين مهما كان لقب عازبه ومطلقه , وتتركيه فى غفلة زمن لقمه سائغه لعديمة الضمير " أبتهال ".. أنه الزهول والجنون بعينه ؟اا " , ولتواصل وهى تنظر بعيدا وبحرقه :
ـ وهى بالطبع هكذا ومنذ ان عرفناها .. وكمان وأذا ما رجعتى معى للذاكره وللوراء قليلا .. , فحتى هى جارتنا وزميلتنا وفى أيام صباها وصغرها الباكر الم تكن هى النمرودة الخسيسه والوحيده بيننا .., والتى كانت تتحايل وبشتى الطرق والمكائد والتى يندي لها الجبين , وعلي أي بنت أحسن منها ولتأخذ كتبها ومجلاتها وحاجياتها وتغالطها وعلى عينك ياتاجر .., أم الان فأصبحت شىء آخر تماما وغول ووباء مستشرى لاتعرف صداقه ولأجيره ولا حتى إنسانية .., غير مصلحتها وبس واللة حرام البتعمل فيه دا ؟اا ", يومها فقط فضفضت لها هى وبكل شىء وقالت لها ولتضعها وفى كامل الصورة والتى أوجدت نفسها فيها , ودموع الاسئ والحيره تكاد تقطر من عينيها قائله : 
ـ أسمعي يا أنت قصتي الان ومعه وهو الآخر وبالذات كامله وبلا تزويق او أى رتوش .., حقيقة كنا يا " شاهيناز " نسكن فى بيت أجره بالثورة بالنص " المهداوى " مع والدي اللة يرحموا شيخ جزارين سوق أمدرمان المزواج , والإيجار الغالي يقطم ظهرنا , وأخى الاكبر تخرج باشمهندس بترول وهو متطلع وطموح ولا يتنازل بسهولة عن حقه البين , وللصعودا والى أعلى درجات السلم الوظيفى . وعندما ظهر البترول بـ " هجليج " , كان بطلا قوميا جبارا كهرقل والعماليق فأكتشف لوحدة العديد من الابارالضخمة , فاعطوه الأجانب والذين يعمل معهم صراحه ولمجهوداتة الكشفية الجبارة حافز تشجيعي أومكافاءه سخيه واحدة توازى أوتعادل أنتاج بئر بترول برلنت العادي أو مزيج النيل الاغلى , تساؤى مجهوداتة الكشفية الخارقه للعاده والعديدة , فانتقلنا بين عشيه وضحاها وبالقفز بالزانه ومن أمدرمان الثورات القديمة ورأسا للرياض , وقلب المشتل وشارع أوماك وبجوار الشرقي , ومكاتب بعثة قوات الأمم المتحدة للسلام وعملت بها فيما بعد منتدبه من شركة زين , فانا أولا وأخيرا جارتهم وأنا الاحق .. بالتوظيف وكما أن المثل بيقول ليك من جاور السعيد يسعد .. , ولتصمت لبرهة زمن ثم تواصل قائله :
ـ يومها لا أدرى من أين وكيف رانى هو نفسة ولاول مره , كان عائدا وللتوه من أوروبا , وهو جارنا اللدود وقريبنا وسرنا , وأنا لا أعلم بان كل ذلك كان بتدبير وتخطيط وتحريض ومن والدته , يومها كنت أرتدى زى اليونميدس العسكري المخطط والمميز , وشارات دولية وخوذات القبعات الزرقاء المميزة , وهو يرتدى تى شرت أبيض عادي والجنز الا وربى الاسكندنافى السماوي الغامق والمميز فتتبعنى خطوة بخطوة , حتى أشفقت على نفسى وحتى البوابة الرئيسه , لاجتازها بسرعه ويجيتازها هو ألآخر بسرعة أيضا وعنوة وليبرز بطاقته الممغنظة وجنسيته المزدوجة الماني / سوداني , فهو متعاون كخبير لمكتب الترجمة والخدمات المساندة وأنا ضابطة اتصالات بعيدة المدى ولايشق لى غبار ومنتدبه وكممثل وحيد ولشركة زين ـ السودان , فتعارفنا ووقع فى غرامي وحبى وكما يقول وهو يكبرني بسنوات , وقد زحف ذاك الشيب ليملئ فوديه , وبحيله بسيطة جدا كعبلته أنا وزميلتي , ليسرع مشفقا ولطلب يدى من وألدى .
جاء كعادته وككل صباح ليسأل عنى فأجابته زميلتى " لبنة " قائله :
ـ أنها الان بأجازة عرضية وربما تفكر للتحضير لخطوبتها لابن عمها المزعزم , وستنقل أيضا وللعمل بالقرب معه وببرج بترودار , فطلب رقمي الخاص منها وليفأجى الأسرة بطلب زيارة سريعه , ومساء نفس اليوم هو وأهلة , حتى والدي والذى كان يتجاهل فكرة الاستعجال وبعد فشل زيجتي الاولى أو أرتباط بالنسابه والاقربين من أبناء أعمامى وخالاتي بالذات , لخبثتهم ولطمعهم الواضح والشديد وفى الاستحوازعلى راتبي الدولارى بالزواج , ولكنه فأجاني وأنا المتحفظة دائما وعلى أى شىء , وبأن يعطيه والدي الان وعلي غير المتقع وبعد أن شاورني بموافقته السريعة والضمنية قائلا لأهله وهو لايبالى :
ـ " .. عديلة ..وقولوا أنشاء اللة خير " , أما هو المحظوظ وما أن سمع ذلك كله حتى وأنتهزها فرصه مواتيه تماما وليتمم الزواج وبين يوم وليلة , وبين حائر من الاهل ومستعجب من الجيران والمعارف ويقول لهم :
ـ أنا كدا سريع وجاد وفى كل شىء .. , وما دام مقدر وعندي كل شىء متوفر وبسم اللة ماشاء اللة , فلما التاجيل والتأخير .. , ثم المثل بيقول كمان خيرالبر عاجلة , أما أبى المبهور والمعجب بشخصيته الطاغية والفذة فى الاقناع والشديدة الحضور , يقول بأنه جارنا أولا وسرنا فى الحسبه وغير كدا ما دايرين حاجة , وحتى أمى تقف فى صفه وتقول :
ـ حتى أهلهم جيرانا ونسابتنا فى البلد , هم من الجزيرة " حنك " أولاد " صبير " شرق ونحن أولاد " جاويش " غرب .. " , وأبوك من زمان قال لوجاك أى راجل داقى سدرة من البلد .. ما بتوقف وما بصبحك يا العزبه ولبكرة أبدا .." , ولتضيف يومها قائلة : 
ـ وبعد دا ما برجأ شورتك أبدا .. وبعقد ليك وبمسكك ليهو فى يدوا وقصبا عنك .. داير أبوك يفرح بيك وباولادك وقبل ما يتوسد الهادية .. , وأنت بنته الوحيدة منى .. , , بل بعدها صرخ بأعلى صوته وهو يعبى فى الطبنجة الليلتوا مزمجرا تلك الليلة الليلاء والتى هاج فيها وماج وهو عالى المزاج تماما وهو يقول :
ـ أنا " أبوزرد " أنا معروف .. سداد ثغور وفجج أنا " أب كريك "نفسة ومقلاع الحجج واللجج , بنتى تعصانى وما تسمع كلامى .. واللة وحرم دا كلام تانى .. وغريب علينا وعجيب خالص وأصلوا ما سمعتوا قبل كدا ؟اا" , بل ومحزرا ومتوعدا ولاول مرة :
ـ كمان شوف ليك مسخرة بنات ..يا " سكينة " , ثم ثانيا بنتك دى هى بتعرف مصلحتها أكثر مننا .. ونحن جزارين وفى سوق اللة أكبر .. , وبنعرف البلد وغطاها .. " 
ـ وبس قول ليها دا الرافضاهوا دا .. وعشان وأقع من السماء سبعة وقعات .. وبلعب بالبيضة والحجر عايزنوا وهو بالذات عريس ليها .. ولبنتك سدره الما منقدره أم عينا بيضاء عشان مش يدلعها يقدها ليها عينا كمان .." , ليصمت ثم يحدجها بنظرة أطارت صوابها :
ـ بنتك الفصيحة اللميضة دى .. وعشان باشمهندسة خلاص عاجباها نفسها تب .. وشطبتنا تماما من نظرها .. ولا بعد دا ما مالين عينها .. يعنى ولا شنوا.. بس اللة ساكت يحضرنا زمانا .. , وليواصل :
ـ واللة داير أقول ليك حاجه يا " سكينة " كمان , واللة بنتك دى ولو ماساى .. كانت بالمرة عملت ليها فى السماء الاحمر دا طاقة .. اا.., وليقول بامتعاظ وحرقة :
ـ أنا عندى يا ناس زيها كم ومن نسواني .. تسعة بنات ربيتهم وعلمتهم وزوجتهم ورجالهم وأولادهم الدكاترة والمهندسين .. غير بتك وطنقعتها ماشفتا ولا رايت أبدا .. أبدا .. اا " وليواصل بتوجد وحسرة وحيرة :
ـ بس اللة ساكت يحضرنا زمانا مقصوفة الرقبة .. طاوعناها كتير خالص .. ـ تقول يوم دا شين .. دا طويل .. وكمان دا شخصيتة باهتة .. ودا ضلة قصير .. " , ثم التفت مرتعبة أترجاها لعل وعسى أن تهدئ من روعة , وهى بالعكس تقف معة قلبا وقالبا وتقول لى : 
ـ صحيح وكلوا القالوا أبوك دا فى مصلحتك .. , ثم ثانيا داير يفرح بيك وعمرك الان خمسة وعشرين أويزيد ودى ما حصلت فى عائلتنا بنت تطلق وتعرس , ودا عريس مكمل ومن كل شىء , .. وأبوك بعدا دا حالف ما يعزرك أبدا .. أبدا .. , وحيعرسوا ليك وفى نفسك .. والا سينفضك بكرة وفى المحكمة ويتبراء منك .. وحيقول للناس دى لا بنتوا ولا بعرفا .. وانت عارفة أبوك كويس ودا كوم .. والجى كوم تانى ؟؟؟اا ..
ـ .. ثم ثانيا نسيتى أخوانك " دراسي " و" تاى الله " متزمتين وأمخاخهم ناشفه وملتزمين شديد .. وحيسالونى كيف عرفها وقولى لينا , وين كمان شافا وهل بيناتن يعنى قصة حب وكدا ؟؟اا , .. أو أى حاجة من النوع دا عشان نكسر رقبتها ونستريح منها عديل ؟اا , وهم عارفاهم جزارين عينهم قوية .. وسكينهم فى ضراعهم راعفه بالكرم وفنجرين تب .. " , ثم وهو نفسة العريس المنتظر والمحظوظ وعندما قالت لة أمة بأن أبوها وأخوتها وبهذه الدرجه من الحميه والفراسه وسالوا عنك , وقالوا ليهم العزال بانة قادم للتوه من أوربا نفسها , وملتزم وبلعب كمان بالبيضه والحجر قالوا يومها كلهم :
ـ مرحب بيه .. وحرم موافقين عليه تب .. وعلى طول .., ودا بس كلة عشان قالوا ليهم بلعب بالبيضه والحجر.. وحنعرسوا ليها وفى نفسا " ولاننى أسترقت السمع وهم جيرانا وعرفت كل ذلك يومها قلت لاختى " حكمات " وللوالده :
ـ واللة دا هو النسب والحسب ولا بلاش ,, اا", البشرف والبرفع الراس والبفتش عليه والعايزوا بالضبط .. .. شنوا قبيلة لاشق ولا طق .. وتسد عين الشمس كمان .. اا" . 
-3-
هدف مشروع ..
ذاك العصير قال لى وهو يفضفض عن غبن مفارقته لها المستتر وقبضة للريح أو السراب بعدها , والذى يحسبه الظمأن ماء أو أثر بقيع , كان كل شىء يا صديقي يسير عل قدم وساق وكأنة قدرا مقدورا ومحتوم , ولأنة لاتوجد ميادين بالمعنى المفهوم ,وساحات رحبه وبشارع أوماك ولكي أقطع المسافة الطويلة راجلا وسيرا على الاقدام , لامتداد ناصر أوبرى فضلت الانتظار والركون لاى حافلة أوحتى ركشة وبجوار سوبرماركت " فال القمر " , والمواجة تماما ولشارع الشرقى ولاستطلع وبجانب خفى طبيعة أمرها وهى تطالع يومها وفى كشوفات الوظائف والتوظيف , بمكتب لجنة الاختيار للخدمة العامة لمعرفة موقف صديقتها وبنت خالتها " رشا " ومن التصفيات الاخيرة لوظائف سكرتيرين ثوالث بالخارجية , فلم تجد الإعلان فتتراجع عائدة للمحطة لأخذ الحافلة للخرطوم , ولكننى وفى ومضة أخرى خفية تماما أتابع أحاديث والغاز أولئك النفر من الشباب المتبطلين الممجوج , والذين يجلسون الهوينا مواجهين لنا , عندها فقط ظهرت لها فجاءة وأخذنا سويا الحافلة ولموقف " جاكسون ", وليذهب بعهدها كل من الى مبتغاة أنا لبحري وهى لامدرمان الثورات , وليتنى لم أفعل ولكننى مرغم المصيبة بداء همسهم ولكزهم , ولبعضهم البعض يتواصل تباعا وبطريقة تخرج حتى على اللطف والكياسة واللياقة , التى يفتقدها حقيقة بعض شباب هذة الأيام والمتعنطزين على حاصى الفاضى , وهمهماتهم والتى أكاد أحس بسحقهم حتى الممقوت لتواجدي المادي , والذى كان حقيقة وبلا مغزى أمعنى .. وهى تبيع وتشترى فيهم بنظراتها الشاردة البعيدة , وهى تتصنع بغنجها الانثوى الملفت والغير مقصود الا بمن فى قلبه مرض , لينزل أحدهم بلفة بمحازات صالة الحج والعمرة بشارع أفريقيا العريض والفسيح , مودعا الآخرين وهو يهمس لاحدهم وببجاحة مزرية ومحرضا :
ـ العبها وللنهاية .. وعلى الطائر فالهدف مشروع تماما " , أنتفضت تماما ولانقض علية بقبضتي , ولكننى أتراجع فى الحظة الاخيرة وعندما لمحتها هى الاخرى ولاول مرة تتصبب عرقا أستحيا وحرجا , لتصرفها الطائش والممقوت والغير مرحب بة أصلا ومع أمثال هذة الشرزمة الدهماء , قالت لى بعدها خجلا وعندما عاتبتها وبأشد ما يكون العتاب :
ـ ما ذنبى يا أنت .. وأذا ما كنت جميلة وذات حضور والق وكما يقولون منقطع النظير .. ويحير ؟؟اا " , قلت لها :
ـ ثم الم أقل لك من يومنا الاول تحجبي .. ولو على أستحياء .. , ولا تطمعيهم فأنت الان كلك عورة , وللتوة تذكر زيارتنا لذاك الفقير الضرير ونحن نسالة فى مسالة الإنجاب الملحة الان , ولكنة أستنفد كل حيلة معى وليقول لى مناصحا ولآخر مرة :
ـ تمتع بها وهكذا يا هذا .. وفيها عوجا قديم قدم أمنا حواء ولو ذهبت لتقومه لكسرته ... , ثم صرخا محرضا ومن كانوا حتى وهم يستمعون للا جابة من التلفاز :
ـ وكسرها " طلاقها " وهو أبغض الحلال لله .." مفهم يا أبن أدم .. " بل قالها وعلى ما أذكر.. بضجر كبير .
-4-
نجوم بطعم الظهيرة ..
بل وحتى وعندما تبكى الان فأنها بالطبع أنما تبكى حظها العاثر معك انت الآخر بالذات , والمتنور والمتفتح حتى أنك لم تصغي تماما أو تستمع لتوسلاتها كما ينبغي , أو وكما يفترض منك ولشخص متعلم وقالوا مستنير بثقافة أوربية بحته وعايش جل حياتك فى أوروبا , فهل تسرعتم الاثنين عندما كنتم وبالطبع لم تأسف وهى بائنة الان تماما , بل وأحقاقا للحق جعلتها يا أنت نهبا لسؤال الشمات والقيل والقال , بل وانت الرجل المزواج نفسك تقول : 
ـ " وهل السؤال أو الكلام هذة الأيام بفلوس .. , ثم القاعدة الحقانية تقول دائما أى خطاء يفسر لصالح المتهم , بل أضحيت انت الان تماما , خصما وحكما وعلى سمعتها والثقة المفترضة والمتبادلة بينكم . 
ـ " ثم وأنت الأخر وبجلالالة قدرك تستأهل كل هذا الذى يجرى لك معها , ومع نسوانك كلهم الآخريات .. 
ـ شوف عينى وسمع أضانى تدللهم وتدلعهم ولدرجة الغباء .. وعوتهم على الراحات وأن يأخذوا كل شىء .. ولا يعطوك أى شيء مقابل ذلك .. لاقيمه ولا حتى كبير أعتبار .. , فليس هكذا تورد الإبل يا دكتور .. " , هكذا أنبرت لك أمك أولا ثم أخواتك جميعهم ومن خلفها , ولتواصل قائلة وباستهجان :
ـ البنت دى غريبة بيناتكن .. ما تتعبوها ما تزعلوها .. , ثم 
ـ بنت الناس دا أمانة فى زمتكم .. ادوها شغل أخف من خفيف سامعين .. ـ عشان كدا لازم يبهدلوك .. ويوروك نجوم الليل وفى عز الظهيرة .., ولتواصل وبحزم :
ـ أهلنا أولاد الريف بيقولوا المرأة من أول يوم تمسكا دربا العديل .. وتضبح ليها قطة بعدها تمشى ذي الخيط .. سمعت ولا أكرر .. زى الخيط من أيدك دى لايدك دى أو لاتتزوج أصلا .. " , ثم حتى هى والتى أغدقت عليها من كل شىء سببا , وأعطيتها ما تمنت وما لم تتمنى وبلا من ولا أذى .. باللة ماذا هى أعطتك .. ولا شىء , نست بنت الاكابر الواصلين وفى ساعة زمن كل شىء كان بينكم .
-5-
المغرور والفتاة الحديقة ..
ذاك اليوم نظرت اليها وكانى أراها لاول مرة , كانت جميله بحق وفى تجبر وعناد , وبأصرار شديد على الفراق , فهى تقول حتى كبرياءها لم تعد تستحمل بالمزيد وأمام كل هذا الذى يحدث لها , ولكن يبدوا أنها حسمت باكرا علاقتي المتارجحة معها نهائيا , ولا رجعة فى ذلك لهذا أعطيتها فى نيتي طلاقها المبيت وبأسرع ما كانت تتوقع , واحسبها ستقول لهم وبملئ فيها :
ـ واللة أنت أبن ناس .. أعطيتني طلاقي ولم تتعبني وتجرجنى بالمحاكم أبدا " , ولأقول لها وأنا أحسب بأننى سأرفع من معنوياتها :
ـ " سوشي " الاخرى .. , يقولون لطالما كتب البستاني .. على باب الحديقة مرارا وتكرارا " .. عفوا لا تقصفوا الزهور.. ولكن الريح .. لاتعرف القراءة .. اا" .. , ثم وبذات المنطق قلت لها وهى أيضا واجمة .. وربما غير مصدقه أبدا :
ـ أنت بالحق " الفتاة الحديقة " .. , وأى كلمة يأس ..لا .. لا, لأخر مرة أنتبهت لنفسها وقالت لى متهكمة وببرود متصنع :
ـ بالحق أنت ... مغرور .." 
وعندما التفت اليها ولأخر مرة , وجدتها تجمع فى شنطة ملابسها وحاجياتها الشخصية , وتقول لامها :
ـ ماما .. أرجوكم أطلبوا لى منة ورقه طلاقي .. , وفورا وبالمحكمة وأذا لم يعطيها لكم بأخوى وأخوك .. ولتواصل قائلة وبكثير ثقة وأعزاز :
ـ " ثم أتركوه يذهب بحاجياته الشخصية كلها .. , فأنا لن أشغل بة بالى وفكري مرة أخرى , .. ثم ثانيا الا تعلمون بأننى منقولة وظهيرة الغد جوا , وراسا ولرئاسة القبعات الزرقاء لابيى أو نيالا .. , لتصمت لبرهة لتقول :
ـ أما عنواني الدائم والجديد يامامي .. فهو وبلا أدنى تحفظ .. , دارفور معسكر " كلمة " اليونمايدس .. وبس .. , وأنا الان فى الحسبه أمراة مطلقه ومتنازله له وعن كل شىء وحتى عن كافة حقوقي .. , فلاشىء حقيقي يربطني بة بعد اليوم .. ما أريدوه منه يا أمي فقط أرسال ورقة طلاقي وبس .., حظي كدا معه هو الآخر ؟؟ اا ..
ـ .. وكفيت وأوفيت .. وكما يقولون ..,أعمل شنوا يعنى مع المكتوب .. 
ـ والدنيا حظوظ .. , وأنا دائما وابدآ متفاءله .. وممكن حظي بكره يكون أحلى .. .
تمت ,,,
فتحي عبد العزيز محمد
ـ سوداني
جدة ــ باب مكة ـ سوق البدو
6/8/2015م

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...