Skip to main content

29نوفمبراليوم الذي أقرت فيه دول العالم حل الدولتَين

اليوم الذي أقرت فيه دول العالم حل الدولتَين

في مثل هذا اليوم قبل 69 عاما، قرّرت الأمم المتحدة إقامة دولة إسرائيل ودولة عربية على أراضي الانتداب البريطاني. الأمريكيون، الحلفاء البارزون لإسرائيل، كانوا يخشون من إقامة الدولة اليهودية

29 نوفمبر 2016, 
متظاهرون إسرائيليون يحتفلون بعد قرار التقسيم في الأمم المتحدة (ِAFP)
متظاهرون إسرائيليون يحتفلون بعد قرار التقسيم في الأمم المتحدة (ِAFP)
مضى اليوم 69عاما منذ قرار الأمم المتحدة لإقامة دولتين على أراضي الانتداب البريطانيّ في فلسطين: دولة يهودية، ودولة عربية. بعد عدة شهور من إصدار القرار، أصبح قيام دولة إسرائيل اليهودية حقيقة. بينما لا تزال دولة فلسطين العربية تنتظر إقامتها، حتى بعد 69 عاما على الصراع.

منذ أن أعطت عصبة الأمم بريطانيا الحقّ بفرض الانتداب على فلسطين (أو أرض إسرائيل، كما تُسمّى من قبل اليهود)، عملت ما لا يقل عن سبعة لجان بريطانية ودولية وحاولت أن تقرر ماذا سيكون الحلّ الدائم لقطعة الأرض هذه، التي يتقاتل عليها اليهود والعرب.
البريطانيون يضيقون ذرعا بفلسطين
بعد كلّ جولة من العنف: منذ أحداث 1921، أحداث 1929 الثورة العربية الكبرى بين عاميّ 1936 - 1939، وصلت لجان بريطانية لتتحقّق من الأوضاع في البلاد. اقترح معظمها، بصيغة ما، تقسيم البلاد إلى دولتين، ولكن أيضًا تقييد الهجرة اليهودية وشراء الأراضي من قبل اليهود.
في فترة الحرب العالمية الثانية، 1939 - 1945، هدأت قليلا المعركة على تقسيم البلاد على ضوء الحروب التي جرت في أوروبا. ولكن في عام 1945، استأنف الجانبان الصراع بكامل قوّته. أدرك البريطانيّون، الذين حكموا البلاد، بأنّهم بعد سنوات من الاضطرابات والصراعات من كلا الطرفين، لن يستطيعوا الاستمرار في السيطرة على الأرض. قُتل في الأعوام الواحدة والثلاثين للانتداب البريطاني على الأراضي أكثر من 550 جنديًّا بريطانيًّا من قبل المسلّحين الفلسطينيين واليهود.
كان الوضح في البلاد متفجّرا. غضب اليهود من البريطانيّين لأنّهم لم يسمحوا للاجئي الحرب العالمية الثانية والهولوكوست بإيجاد مأوى في البلاد. وغضب العرب من البريطانيّين واليهود لأنّهم كانوا يخشون من السيطرة اليهودية على البلاد. وغضب البريطانيّون من اليهود والعرب على ضوء تزايد أحداث العنف.
اليهود يتعاونون، والعرب يقاطعون وينقسمون
كانت اللجنة الأخيرة التي عملت في المجال، والتي صوّتت الأمم المتحدة على قرارها في 29 تشرين الثاني هي لجنة اليونسكوب (UNISCOP). كلّفت الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك اللجنة بدراسة قضية الانتداب البريطانيّ.
جلس في لجنة اليونسكوب 11 ممثّلا، من أستراليا، كندا، الأوروغواي، جواتيمالا، البيرو، إيران، الهند، السويد، هولندا، تشيكيا ويوغوسلافيا. كان هناك استعداد وسعادة من الجانب اليهودي للتعاون مع المجتمع الدولي، وقد وفّر لها الوقت لإجراء المحادثات مع كبار زعماء الاستيطان اليهودي في البلاد. كان على رأي المتحدثين موشيه شاريت، والذي أصبح لاحقا وزير الخارجية الأول ورئيس الحكومة الثاني لدولة إسرائيل.
قاطع الفلسطينيون من جانبهم محادثات اللجنة ولم يكونوا مستعدين إطلاقا لسماع إمكانية تقسيم البلاد. بسبب رفض الفلسطينيين للتعاون، قابلت اللجنة ممثّلين من المملكة الأردنية وسوريا. وبالإضافة إلى ذلك، فقد زارت مخيّمات اللاجئين اليهود بعد الحرب العالمية في أوروبا، وتأثرت من أوضاعهم. لدى انتهاء المحادثات، قرّر معظم أعضاء اللجنة بأنّه ينبغي إنهاء الانتداب البريطانيّ فورا، وتقسيم الأراضي إلى دولة يهودية ودولة عربية.
كان الشعب الفلسطيني بدرجة كبيرة ضحية لأزمة قيادة خطيرة، على النقيض من القيادة الصهيونية التي كانت مرتّبة ومنظّمة بشكل جيّد
كان الشعب الفلسطيني بدرجة كبيرة ضحية لأزمة قيادة خطيرة، على النقيض من القيادة الصهيونية التي كانت مرتّبة ومنظّمة بشكل جيّد. مقابل اليهود الذين كانوا يطلبون بشكل مستمرّ ومنّظم إقامة دولة، لم يكن لدى الفلسطينيين قيادة حقيقية. كانت "اللجنة العربية العليا" في الواقع تجمّعا للمخاتير المحليّين، الواقعين تحت رحمة سائر الدول العربيّة الدكتاتورية. وقد شلّ النزاع المحلّي بين عائلتي النشاشيبي والحسيني هو أيضًا القيادة الفلسطينية الضعيفة أصلا.
دافيد بن غوريون (GPO)
دافيد بن غوريون (GPO)
وفقا للاقتراح، كان ينبغي أن تبقى المدن المقدّسة: القدس وبيت لحم، تحت السيادة الدولية. وكان من المفترض أن تقيم كلّ واحدة من الدولتين نظاما ديمقراطيا، ووضع دستور يضمن حقوق الإنسان والمواطن لجميع السكان. كان يُفترض أن تشمل الدولة اليهودية - التي كانت ستقوم على 55% من الأراضي - 600,000 يهودي ونحو 500,000 عربي. بالمقابل، كان من المفترض أن تشمل الدولة العربية - التي كانت ستقوم على بقية الأراضي - 725,000 من العرب و 10,000 يهودي فقط.
الدراما في واشنطن والتصويت الحاسم
يعلم كل من يهتم بالسياسة في الشرق الأوسط اليوم أنّ الولايات المتحدة تقدّم دعما شبه تلقائي للسياسة الإسرائيلية، وتجهّز دولة إسرائيل بالأسلحة الأحدث والأفضل. لم يكن الأمر كذلك في أواخر عام 1947، عندما أوصت الخارجية الأمريكية بعدم الموافقة على قرار التقسيم.
ومفتاح فهم الموقف الأمريكي تجاه إقامة دولة إسرائيل كامن في فهم العلاقات الدولية بين كلا الإمبراطوريّتين حينذاك، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. فمن جهة، أراد كلّ من الأمريكيين والروس حلّ مشكلة اللاجئين اليهود في أوروبا، الذين قوّضوا استقرار القارّة.
قد هدّد سفير مصر في الأمم المتحدة، يوسف هيكل باشا، اليهود بشكل صريح: "إذا قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين فستتحمّل مسؤولية ذبح أعداد كبيرة من اليهود"
ومن جهة أخرى، كان في الولايات المتحدة من ظنّ أنّ قرار التقسيم والحرب التي ستندلع عقبه سيؤهّل الشرق الأوسط للسيطرة السوفياتية الشيوعية، والتي يخشى منها الأمريكيون كثيرًا. ومع ذلك، كان الرئيس الأمريكي هاري ترومان محتاجا للدعم السياسي من يهود الولايات المتحدة.
كان الحلّ الذي أقرّته الولايات المتحدة هو الدعم المتحفّظ وغير المتحمّس للقرار، دون إقناع دول أخرى بالانضمام إليها. كان اليهود بحاجة إلى المزيد من الإقناع الكبير من أجل الحصول على غالبية من ثلثين على قرار التقسيم، والذي كان من الضرورة الموافقة عليه. وقد عمل اللوبي الصهيوني، الذي كان حريصا على تحقيق تطلّعاته في إقامة دولة يهودية من خلال الموافقة الدولية، بسبل لا هوادة فيها لتحقيق الغالبية المطلوبة.
ومن جهته مارس العالم العربي هو أيضا ضغوطا كبيرة من أجل عدم إعطاء اليهود الحقّ في إقامة الدولة. فقد هدّد سفير مصر في الأمم المتحدة، يوسف هيكل باشا، اليهود بشكل صريح:
"يعيش مليون يهودي بسلام في مصر وفي سائر بلاد المسلمين ويتمتّعون بجميع حقوق المواطن. وبالتأكيد فهم لا يرغبون بالهجرة إلى فلسطين. ولكن إذا نشأت دولة يهودية فلن يستطيع أحد تجنّب المتاعب. ستندلع الاضطرابات في فلسطين، ستنتشر في جميع البلاد العربية وربّما تؤدي إلى حرب عرقية. إذا قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين فستتحمّل مسؤولية الاضطرابات الأكثر خطورة وذبح أعداد كبيرة من اليهود".
الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني 1947 (صورة من موقع الكنيست الإسرائيلي)
الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني 1947 (صورة من موقع الكنيست الإسرائيلي)
ولكن الضغوط الصهيونية كانت أكبر من تهديدات الدول العربيّة. صوّتت 33 دولة، على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، بالإضافة إلى السويد، النرويج، بولندا، فرنسا، ومعظم دول أمريكا الجنوبية لصالح القرار. 13 دولة فقط صوّتت ضدّ القرار، ومن بينها جميع الدول العربية والإسلامية: لبنان، مصر، سوريّا، العراق، السعودية، اليمن، باكستان، تركيا وإيران. وامتنعت عشر دول عن التصويت.
الفرح في إسرائيل، والغضب في فلسطين
استجابت الجموع في إسرائيل بالفرح المنفجر والذي لم يكن بالإمكان إيقافه. كان الاعتراف العالمي بالدولة اليهودية، حتى لو كانت دولة صغيرة، إنجازا لا يُصدّق بالنسبة للشعب اليهودي. وتتحدث روايات تاريخية كثيرة من تلك الفترة عن الرقص في شوارع المدن اليهودية، وعن الاحتفالات التي استمرت حتى الصباح أمام أعين الجنود البريطانيين المندهشة.
وفي الجانب الفلسطيني، الذي رفض كما ذكرنا التعاون مع أي اقتراح لتقسيم البلاد، لم يضيّعوا الوقت في الحداد على القرار الفاضح بنظرهم، وخرجوا للمعركة. بعد يوم من قرار الأمم المتحدة شنّ عرب فلسطين حربا شاملة. كانت الكلمة الفصل للعرب في الأشهر الأولى من ذلك، وكان يبدو أنّ الحرب ستزيل أي احتمال للدولة اليهودية في إسرائيل. بعد مرور عام ونصف فقط، في أواسط عام 1949، بعد حرب حصدت الكثير من الضحايا من جميع الجيوش العربية، أصبحت دولة إسرائيل واقعا موجودا، حتى يومنا هذا.
ويبدو أنّ الفلسطينيين الذين كانوا عام 1947 ضحية لعجزهم على التوحّد تحت قيادة متفق عليها، لا يزالوا ممزّقين منذ ذلك الحين وحتى اليوم بين رغباتهم المتعارضة.
في سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي تمزّقوا بين الحسينيين والنشاشيبيين كما تمزّقوا بين مؤيدي الشعب الفلسطيني وبين رؤيا "سوريا الكبرى". في سنوات السبعينيات تمزّقوا بين الملك الأردني الحسين ومنظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات. والشعب الفلسطيني اليوم ممزّق بين الضفة الغربية وغزة، بين فتح وحماس. ولا يزال الاستقلال الفلسطيني في الأفق البعيد.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe