Skip to main content

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل --------(وطن الجدود ) كافية و وافية .. !!

صحيفة الجريدة
سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
(وطن الجدود ) كافية و وافية .. !!

في الوقت الذي تناضل فيه الكثير من الأقلام في ساحة الإعلام الثقافي و الفني من أجل محاربة التغوُّل على حقوق الغير ، و الحد من ظاهرة قعود الكثير من الفنانين الشباب عن الإبتكار و التجديد و الإنتاج بفعل إجترار و تكرار أغاني عمالقة الفن الذين سبقوا ، مما أقعد بمسيرة الأغنية السودانية و أعاق تطورها و جنوحها نحوالتجديد ، يُفاجئنا الشاعر المطبوع الفاتح حمدتو بغزو أدبي جديد يطعن هذه المرة في خاصرة القصيدة الوطنية السودانية ( وطن الجدود ) لمحمد عوض الكريم القرشي ، و التي أعتبرها شخصياً ملحمة وطنية صادقة و كاملة الدسم في ( شكلها و معناها ) و لا تحتاج لأي نوع من الإضافات أو المعالجات ، شاهدتها تُبث مباشرةً عبر شاشة قناة أنغام الفضائية في إحتفال تكريم برنامج نجوم الموسم للعام 2016 ، و قدمت المذيعة هذا النشيد دون ذكر مؤلفها صاحب السبق في إبداعها و إكتفت بالإشارة إلى أن الأغنية تم إعادة صياغتها بنفس اللحن عبر إضافة حوالي 12 بيتاً شعرياً من تأليف الأستاذ حمدتو ، هذا الرجل الذي لا نشكك في شاعريته و حسه الإبداعي المرهف و قدرته على الإنتاج و التعاون مع كثير من الفنانين الشباب الذين حققوا نجاحاً باهراً و ملحوظاً على الساحة ، غير أن واجبات الحق الأدبي و الملكية الفكرية تحتم أن يتم إستئذان صاحب النص أو ورثته أو وكيله القانوني ، هذا من ناحية و من ناحية أخرى نؤكد على عدم قناعتنا الشخصية ( بإبتداع ) هذا المسلك الجديد في قضية التحلق حول إبداعات الغير ، لقناعتنا بأنه لا يفيد تقدم مسيرة القصيدة الغنائية ، فالساحة محتاجة إلى الجديد بكل مكوناته الشكلية و الضمنية ، و ما مضى من إبداع جميل فقد مضى و وجب علينا أن نحفظه في قالبه الأصلي و بمواصفاته التي أخرجها به صانعوه الأوائل ، لأن في ذلك حفظ للتراث و منع للتزوير ، كما أن الإضافة في مواعين الغير في أغلب الأحيان لا تستطيع أن تُعبِّر عن شخصياتهم الفنية ومعارفهم الفكرية تعبيراً حقيقياً ، فمحمد عوض الكريم القرشي قال قصيدته الشامخة ( وطن الجدود ) و أشعلها ألقاً لحنياً و موسيقياً الفنان القامة عثمان الشفيع ، و قدَّماها للجمهور فتذوقها و رفع من مقامها حتى تخلَّدت و بقيت تلهب مشاعرنا الوطنية حتى يومنا هذا ، وقصتها أيي ( وطن الجدود ) وجب أن تقف ههنا ، ليبدأ مبدعونا من شعراء و فنانين و ملحنين مسيرتهم الخاصة عبر أفكارهم و إبداعهم الشخصي ليواصلوا المسيرة على نفس المنوال ، لا و ألف لا لفتح باب في هذا المضمار الحساس ، فكل ظاهرة تبدأ ببدعة ، فإن إنكفأ الشعراء المعاصرون في مجال الأغنية على ( موضة ) التنقيب في الأشعار الخاصة بأغنياتنا الناجحة و الخالدة ليُعملوا عليها معالجاتهم و إضافاتهم وقعنا في نفس الشرك الذي نعاني منه الآن و المتعلق بمكوث كثير من الفنانين الشباب و غير الشباب أزماناً عديدة و سنين طويلة في محطة تقليد الكبار .. دعوا ما خلَّدته الأمة من أشعار غنائية و أتحِفونا بجديدكم ، بغير ذلك لا ضمان لمستقبل الإبداع الشعري و الغنائي في ىالسودان .

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe