Skip to main content

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ .. ﺁﺧﺮ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ · ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ .. ﺁﺧﺮ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻡ · ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ

نتيجة بحث الصور عن صور شخصية الصادق المهدي
ﺑﺸﺮﻭﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻼﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ، ﻭﺇﺟﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ . ﺣﻴﺚ ﺃﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺳﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﻴﻦ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ . ﻭﻫﻮ
ﻧﻬﺞ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻴﻪ ﺳﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ . ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺗﺮﻙ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ
ﻟﺴﺎﻋﺪﻩ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺩ ﺗﻮﺭﺷﻴﻦ .. ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﻔﻆ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ،
ﻭﺗﺮﻙ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻳﻪ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻧﺸﻘﺎﻗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﺒﻪ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ، ﺑﺪﺍﻓﻊ
ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺚ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ . ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ
ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺞ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺳﻠﻄﺔ
ﺃﺑﻮﻳﺔ ﻗﺎﺑﻀﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺘﻴﻦ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻣﻤﺎ
ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﻭﺳﺪ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺪﻩ ﺑﺎﻟﻤﺒﺪﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻣﻦ
ﺧﺎﺭﺝ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻭﻻﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺒﻚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻠﻴﻞ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ . ﺃﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻫﻮ
ﺁﺧﺮ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺟﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻣﻤﺎ ﻭﻓﺮ ﻟﻪ
ﻓﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﺨﺮﻳﺠﺎﺕ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ
ﻣﺴﺖ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ .. ﻭﻧﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﺴﺘﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺨﻠﻔﻪ ﻟﻠﻤﺰﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ
ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﻣﺤﺒﻴﻪ ﻭﻣﺆﻳﺪﻳﻪ . ﻓﻬﻞ
ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺃﻡ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺘﺨﺮﻳﺠﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻛﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ . ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﺖ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺆﻫﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻓﻜﺮﺓ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺭﻣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺖ ﺍﻟﺠﺐ ﺗﻤﺤﻞ
ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ . ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ .
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻳﻤﻴﺰﻫﺎ ﻓﺎﻋﻼﻥ : ﻓﺎﻋﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ
ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ . ﻭﻓﺎﻋﻞ
ﺭﻭﺣﻲ ﻳﺴﺘﻤﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ . ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻠﺪﺍﺭﺱ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺟﺪﻱ ﻟﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﻣﺎﺯﺝ ﺑﻔﺮﺍﺩﺓ ﻣﺪﻫﺸﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻫﻲ ﻣﻮﺭﻭﺙ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﺘﻨﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﺨﺰﻭﻥ ﻛﺒﻴﺮ،
ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ، ﻭﺗﺮﺍﺙ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮ ﺑﺎﻷﻗﻮﺍﻝ
ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ﻭﺍﻷﻣﺜﺎﻝ . ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺒﺮﺍً ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺃﻫﻞ
ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻋﻦ ﺭﻓﺾ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭﻳﺔ ﺣﺴﺐ
ﻭﺻﻔﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً "ﺍﻧﺤﻨﺎ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ
ﺃﺑﻴﻨﺎ ﺩﻭﺕ ﻛﻲ ." ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺗﺒﺨﻴﺲ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺘﺮﻭﻝ
ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ " ﺃﺣﻼﻡ ﻇﻠﻮﻁ " ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻋﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﻮﺳﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﻭﻳﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ
ﻗﺎﻝ " ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻤﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻄﻌﻢ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﻮﻳﺔ ﺑﻤﻠﻌﻘﺔ
ﺳﻜﺮ . " ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭﺍﻧﻀﻤﺎﻣﻪ
ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﺭﻳﻬﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻧﻪ
" ﻛﻤﻦ ﺍﺳﺘﺒﻖ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻔﻄﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺬﺑﻴﺢ . " ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺴﺘﺸﻬﺪﺍً
ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺹ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺿﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ "ﺍﻟﻔﺸﻰ ﻏﺒﻴﻨﺘﻪ ﺧﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ." ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ، ﻫﻲ ﺃﺣﺪ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﺑﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻐﺎﻟﺒﻮﻥ ﻧﺰﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻓﻘﺪ
ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻝ ﻧﺸﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﻠﺖ، ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻜﻲ ﺧﻮﺍﺟﺔ ﺣﻴﺚ
ﻳﻠﺒﺲ ﺟﻨﺎﺡ ﺃﻡ ﺟﻜﻮ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻳﺠﺎﺩﻟﻬﻢ
ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺜﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻣﻮﺳﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻓﺮﺓ . ﻭﺗﻜﺸﻒ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻄﻨﻌﻪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻡ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻝ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺣﻮﺍﺭﺍً ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ
ﺷﻴﺨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﺤﺒﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﻃﺎﺭﺕ ﺷﻔﻘﺎً ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻊ ﻏﻴﻤﺎً
ﻭﺳﻨﺎً ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮﺭﻱ . ﻓﻴﻠﻐﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﺰ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ
ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻭﻫﻮ ﻋﻘﻠﻪ ﻭ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ . ﻭﺷﺒﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺩﺩﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻓﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻟﻮ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﺤﻤﺎﺭ ﻟﻔﻌﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ . ﻭﻓﺎﻕ
ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﺐ ﻣﺆﺧﺮﺍً ﻹﺣﺪﻯ ﻧﺎﺷﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻟﻮ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ
ﺗﻜﻔﺮ ﻟﻜﻔﺮﺕ . ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻸﺳﻒ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻘﻔﺎً ﻟﻠﻤﻜﺎﺟﺮﺓ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺣﺮﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻻ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ .
ﻭﺣﺴﺐ ﻭﺻﻒ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ
ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﻪ ﻗﺴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﺣﺠﺐ
ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪﺓ ﻓﻤﺎﺗﺖ ﺳﻬﻮﺍً
ﻭﺗﺮﺻﺪﺍً . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺮﺿﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺑﻪ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﺗﻨﺒﺖ ﻗﺎﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﺏ . ﻭﺃﻧﺘﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ
ﻛﻮﺍﺩﺭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﺭﺗﻀﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻮﺭﺓ
ﻣﺴﺘﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ . ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﺃﺑﻮﻩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻘﻠﺪﺍً ﻻ ﺃﺻﻴﻼً . ﻭﻟﻜﻦ
ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﻠﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﻀﻤﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺘﺤﻤﻞ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻷﻧﻪ ﺳﺪ
ﺍﻟﺮﺍﻓﺪ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﻭﻫﻮ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .
ﻭﻫﻮ ﻗﺪ ﺍﺭﺗﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﻭﺍﺧﺘﻄﻬﺎ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﺑﻞ ﻭﻳﻘﻠﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ . ﻓﻲ ﻇﻞ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻧﺤﺴﺮ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪ ﻭﻋﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺯ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺃﺑﻮﻳﺎً ﻗﺎﺑﻀﺎً . ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﺑﻮﺗﻘﺔ
ﻳﻨﺼﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﻃﺎﺋﻔﻲ
ﻣﺘﺮﻫﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ . ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺃﻓﺮﻍ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻬﺎ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺃﺑﻮﻱ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻳﻘﻞ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ . ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ
ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻬﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ . ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﺑﺮﺯ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ . ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﺗﻌﺎﻓﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺠﻔﻴﻒ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﺴﺘﻨﺴﺦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺴﺘﻬﻠﻚ
ﻣﻘﻮﻻﺗﻪ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﻮﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺘﻜﻠﺲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، ﻭﺧﻤﻮﺩ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻟﻼﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻺﻟﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﺪﻓﻖ ﻋﻄﺎﺅﻩ
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻲ ﺑﺘﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻣﺌﻴﻦ . ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ
ﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺻﻤﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﻮﻋﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻴﻈﻞ
ﻫﻮ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺬ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ
ﻟﺘﻈﻞ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻞ ﻧﺰﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .
ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺨﺼﻴﺼﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﺳﻂ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﺮﺍﺭ
ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺗﺸﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﺓ . ﻓﻔﻲ ﻣﻮﻗﻒ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﺭﻳﻜﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﺪﻳﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﻌﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﺼﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً ﻷﻛﻠﻪ . ﻭﻳﺴﺘﻔﻴﺾ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﺪﻳﻮﻙ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺖ ﻣﺜﻞ ﺩﻳﻚ ﺍﻟﻌﺪﺓ .
ﻭﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﻣﺎ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﺃﻭ
ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻦ . ﻓﻘﺪ
ﺳﺒﻖ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻧﻘﺪ ﺃﻥ ﺷﺒﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻬﺎ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺜﻞ " ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﻠﻔﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻤﻮﺱ ﻟﺘﻄﻬﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ " ﺃﻱ ﺃﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻻ
ﻳﻌﻄﻴﻪ، ﻭﺭﻏﻢ ﻃﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻭﻏﻠﻈﺔ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﻮﺑﻞ
ﺑﺤﻤﻠﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﺣﻴﺚ ﺭﻣﺎﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﻭﻛﺴﺎﺩ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ
ﻭﻋﺠﺰ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﺫﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺩﻕ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺕ . ﻭﺭﻏﻢ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﺰﻋﻴﻤﻴﻦ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻗﺪ ﺳﺠﻞ ﺗﻔﻮﻗﺎً
ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻭﺑﻠﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺄﻭﺍً ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎﺗﻪ ﻣﺜﺎﺭ ﺗﻨﺪﺭ
ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻬﺮﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻄﺮﺍﻓﺘﻬﺎ .
ﺇﻥ ﻧﺰﻋﺘﻪ ﻟﻠﻤﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻓﻲ
ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺼﺒﻎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻳﺎﺕ . ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﻔﺮﺯ ﻛﺜﻴﺮﺍً
ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ .ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻟﻴﺲ
ﺑﺪﻋﺎً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺧﺎﻟﺪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ
ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻨﺎﻭﺋﻴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﻮﺍﻗﺔ ﻣﺮﺗﺒﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺑﻚ
ﻟﻐﻴﺮﻩ ..ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻞ ﺃﺑﺴﻂ ﺧﻼﻓﺎﺕ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ . ﻭﻭﺻﻔﻪ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺷﺒﻴﻪ
ﻭﻣﻮﺍﺯٍ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺗﺮﻭﺗﺴﻜﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻭﺇﺻﻼﺡ
ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻲ ..ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﺩﻟﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺪﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ .. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺇﻥ ﺑﻪ ﻳﻘﻴﻨﺎً
ﺛﺎﺑﺘﺎً ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﺍً ﻭﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ، ﻟﺬﺍ ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ
ﺑﺎﺳﻤﻪ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻔﻪ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻋﻤﺮ ﻧﻮﺭﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
ﻟﺨﺎﺻﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ
ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺮﻍ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻣﺔ ﺃﺻﻞ،
ﻭﻋﺮﺍﻗﺔ ﻧﺴﺐ ﻭﻓﺮﺻﺔ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﺸﻞ
ﺣﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺃﻭﻻ ﺑﺎﺑﺘﺪﺍﺭﻩ ﻣﻊ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً، ﻷﻧﻪ ﺩﻋﺎ ﻓﻲ
ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﻤﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﺐ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻏﺬﻯ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﺤﻪ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ
ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻗﺮﻧﻖ ﻣﻨﺪﻭﺣﺔ ﻟﻤﻦ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ . ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻻﻣﺘﻼﻙ ﺃﻱ ﻟﻌﺒﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻪ ﻟﻴﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻜﺴﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻔﻮﺭ .. ﻭﻫﻮ ﻭﺻﻒ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﻣﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﻇﻼﻝ
ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻭﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻮﻓﻲ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻻﻧﻄﻮﺍﺋﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ .
ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﺮﻣﻮﻕ ﻋﻜﻒ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﺾ
ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺪﻋﻲ ﺗﻘﻤﺺ ﺭﻭﺡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻭﺇﻟﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻴﺰ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﺫ
ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ . ﻭﺻﻔﻪ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﻣﻌﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﺧﺘﺰﺍﻟﻴﺔ ﺇﺫ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺣﻜﻤﻪ
ﺑﺎﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻋﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻭﻋﺸﺎﺋﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺃﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ
ﻓﺄﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ . ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺑﺘﺮﺳﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺘﺮﺩﺩﺓ
ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺳﻤﺔ، ﻭﻗﺪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺎﻧﻐﺴﺘﻮ
ﻓﻲ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎً ﺃﻥ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺟﺬﻭﺭﺍً ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ . ﻳﺼﻔﻪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺨﻀﺮﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻧﻤﻮﺫﺝ
ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻐﺮﻳﺰﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ، ﻭﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ، ﻭﺷﺒﻬﻪ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ . ﻭﺳﺎﻕ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﺇﺫ ﻗﻄﻊ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻏﺮﺩﻭﻥ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ
ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻘﺐ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺠﻴﺐ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻦ ﻗﺼﻔﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻙ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻟﻤﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ .ﺿﻤﻦ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻌﺪ
ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1976 ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ
ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻦ ﻭﺃﻭﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻦ ﺇﺫ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ . ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺨﻀﺮﻡ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺭﻏﻢ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻻ
ﻳﻨﺴﻰ ﺛﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭﻟﺪﻳﻪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻓﻄﺮﻱ ﻟﺴﺤﻖ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺯﻋﻪ
ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻔﻲ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ
ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ . ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻟﻴﻢ ﺑﺎﺗﻲ ﺳﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ " ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻳﺤﺮﺹ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ
ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻣﻌﻘﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻪ . ﻟﻬﺬﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ."ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺩ . ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺗﺮﺑﻴﻊ
ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ . ﻳﺼﻔﻪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺭﺟﻞ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺬﻩ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﺇﺫ
ﺍﺭﺗﻀﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﻻﻋﺒﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ . ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺤﻲ ﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ،
ﺇﻧﻪ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ﻷﻥ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻨﻚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﻳﻠﻮﻱ ﺫﺭﺍﻉ ﺃﻗﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺭﻓﺾ ﻧﺼﻴﺤﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﻋﻨﻪ : ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺘﻠﻰ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﻫﻮ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺎﻓﻠﻴﻦ . ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺠﻞ
ﻣﻘﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ : ﺇﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻬﻢ
ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺴﺮﻭﺍ ﺳﻴﻔﻪ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻱ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻮﻩ ﺑﺴﻴﻒ ﻣﻦ
ﺧﺸﺐ ﻭﻗﺎﻝ " : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﻬﺠﺔ
ﻳﻮﻣﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺗﻨﺤﻰ ﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻷﻋﻠﻤﻪ ﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ." ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻌﺮﺿﺎً ﺑﻪ ﻭﺑﺼﻬﺮﻩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺻﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ، ﺇﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺻﺎﻝ . ﻓﺮﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ
ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﺘﺤﻲ ﻗﺎﺋﻼً " ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﻋﻼ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺻﻨﻢ
ﻫﻮﻯ - ﻣﺸﻴﺮﺍً ﻟﻠﻤﺤﺠﻮﺏ - ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ
ﺭﺋﻴﺲ ﺧﺎﺭﺝ ﻗﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ "
ﺳﺌﻞ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻟﻴﺒﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ، ﻓﻲ ﻧﺪﻭﺓ ﻋﺎﻣﺔ
ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪ ﺟﻮﻥ ﻗﺮﻧﻖ ﻓﺮﺩ
ﻗﺎﺋﻼً : ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﻞ ﺃﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﻗﺮﻧﻖ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1983
ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺑﺪﻋﻤﻪ ﻭﺗﺴﻠﻴﺤﻪ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﻧﻤﻴﺮﻱ ﻭﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ
ﺭﺟﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻣﺨﻠﺺ . ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻗﺎﺋﻼ : ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻣﺎﻋﺮﻓﻨﺎ ﻗﺮﻧﻖ ﻭﻟﻮﻻ ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ ﻟﻤﺎ ﺩﻋﻤﻨﺎﻩ . ﻭ ﺃﻭﺿﺢ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺈﻳﻘﺎﻑ
ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻟﻘﺮﻧﻖ .
ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﻣﻴﺰ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﺃﻧﻪ
ﻣﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺘﺎﺕ ﻭﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻳﺎﺕ . ﻳﻘﻮﻝ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻗﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻣﺮﺟﻮﺡ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻟﻮ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻤﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﺨﻼﻓﺘﻪ ﻷﻧﻪ ﺃﺿﺎﻉ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﻫﻮ
ﺭﻭﺣﻬﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﻣﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺇﻋﻼﺀ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ . ﻳﺮﻱ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﻤﺨﻀﺮﻡ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻏﺮﺍﻫﺎﻡ
ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ " ﻣﻮﺕ ﺣﻠﻢ " ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺼﺼﻪ ﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻟﻤﻨﺎﺻﺮﺗﻪ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﻓﺘﺮﺓ ﻧﻀﺎﻟﻪ ﺿﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻱ، ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻳﺪﺭﻙ
ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺿﻌﻪ ﻛﺰﻋﻴﻢ ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ﻣﺤﺪﻭﺩ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﻳﺬﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .
ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺇﺑﺮﻳﻞ 1985 ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﺁﺭﺍﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺪﻫﺶ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﻦ ﺩﻗﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ
ﻟﻠﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ
ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ . ﻓﻘﺎﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻜﺘﻴﺎﺑﻲ ﺃﺣﺪ
ﻓﺤﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﺮﺯ ﺑﻜﻞ ﺃﻟﻖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻧﻔﺤﺔ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ
ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﺭﺗﺠﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ "ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ :"
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ...
ﻣﻜﺎﺀ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻭﺣﺞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺇﻟﻴﻚ ﻧﻔﺎﻕ ..
ﻭﺍﻗﻄﻊ ﺣﺪ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺭﻫﺎﻧﺎ
ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺛﻢ ﺗﺮﺍﻫﻢ ﺳﻤﺎﻧﺎ ..
ﻭﺛﻢ ﻳﺸﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻮﺛﺎﻕ
ﻟﺘﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ﺳﻮﻕ ..
ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻧﺖ
ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺎﻡ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﻓﺎﻕ
ﺳﺘﻌﺮﻑ ﺍﻧﻲ ﺻﺪﻗﺘﻚ ﻧﺼﺤﻲ ..
ﻭﺍﻧﻲ ﺍﺣﺒﻚ ،
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻠﻞ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ
ﻣﻨﺰﻟﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ، ﻭﻟﻴﺘﻪ ﺟﻠﺲ
ﻷﻥ ﻧﺒﻮﺀﺓ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪ ﺻﺪﻗﺖ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻨﺚ ﺑﻄﻼﻗﻪ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻥ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺍﺭﺗﺒﻂ
ﺑﺒﺸﺮﻳﺎﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺩﻑ ﻳﻮﻡ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺇﺫ ﺭﺃﻯ ﺃﺣﺪ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﺃﻥ
ﻣﻬﺎﺟﺮﺍً ﺳﻴﺎﺗﻲ ﻣﻦ ﻛﺒﻜﺎﺑﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ . ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻣﻤﺎ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ . ﻗﺎﻝ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻏﺎﺯﻱ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻋﻮﺩﺗﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺇﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ﻷﻃﻠﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻘﺐ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ .
ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻲ ﺑﺎﺭﺯ ﺃﻥ ﺃﻣﻴﺰ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ " ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺫﻛﻴﺔ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ . ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻃﻠﺤﺔ ﺟﺒﺮﻳﻞ
ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻩ ﺍﻟﻘﻴﻢ " ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ " ﺇﻧﻪ
ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺟﺬﺑﻪ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ، ﻭﺷﺒﻬﻪ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻛﻴﻨﺪﻱ . ﻭﺃﺷﺎﺭ
ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻠﻞ ﻟﻼﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻪ
ﻭﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ . ﻭﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ
ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ .ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻼﺷﻲ ﻭﻳﻘﻞ ﻛﺴﺐ
ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ . ﻓﺠﺪﺩ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ
ﻟﻠﺤﺰﺏ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﺗﻪ ﺣﻴﺚ ﻇﻞ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﻼﻝ
ﻋﻬﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ .
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ . ﻳﺤﺒﻪ ﺃﻗﻮﺍﻡ
ﻭﻳﺘﺪﻟﻬﻮﻥ ﺑﻪ، ﻭﻳﻜﺮﻫﻪ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﻳﻐﺘﺎﻇﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﻤﺖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .
ﻓﺮﻏﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ، ﻭﻫﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺠﺰﺍﻓﻲ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻛﻨﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻧﺎﺟﻊ ﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻳﺪﻩ، ﻭﻋﻔﺔ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺻﻔﺘﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻷﺑﻮﻳﺔ
ﻭﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺘﻪ ﺍﻷﺻﻴﻠﺔ ، ﻭﻧﺰﻋﺘﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ، ﻷﻧﻪ ﻇﻞ
ﻳﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻓﻌﻞ ﺃﺣﻤﻖ ﻳﺠﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ
ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ..ﺇﻥ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﻟﻠﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺗﻬﺎﻣﺎً ﻇﺎﻟﻤﺎً ﻷﻥ ﺗﺮﺩﺩﻩ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺣﻜﻤﺔ .. ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﻜﺎﺭﻳﺰﻣﻴﺘﻪ ﻭﺳﻂ ﺣﺰﺑﻪ
ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺊ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﻟﻨﺸﺮ
ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ
ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﻙ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻏﺮﺍﻫﺎﻡ ﺗﻮﻣﺎﺱ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺰﻟﻖ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺮﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ
ﺑﻌﺪ ﻋﻤﺮ ﻣﺪﻳﺪ ﺳﻴﺪﺭﻙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻱ ﺑﺤﺮ
ﻃﻤﻰ، ﻭﺃﻱ ﻧﻮﺭ ﺧﺒﺎ ، ﻭﺃﻱ ﺭﻛﻦ ﺍﻧﻬﺪ ﻭﺃﻱ ﻓﺮﺍﻍ ﺗﺮﻙ، ﻭﺃﻱ
ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺗﻼﺷﺖ . ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺆﺩﺑﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻭﻟﻢ
ﻳﺴﺠﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ . ﻭﻳﻄﺮﺯ
ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ .
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺗﺤﻮﻻﺕ
ﺃﻋﻤﻖ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻗﺪﺍﺭ ﺯﻣﺎﻧﻪ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺟﻴﻠﻪ . ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﺎﺭﺽ
ﺯﻋﺎﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻃﻴﻠﺔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﻘﻮﺩ، ﻣﻤﺎ
ﺃﻗﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺪﺩ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻴﻘﻮﻥ ﺑﺰﻋﺎﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ
ﻭﻣﻨﺎﻛﻔﻴﻪ، ﺳﻴﺪﺭﻛﻮﻥ ﻭﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﺃﻱ ﻧﺠﻢ ﺃﻓﻞ، ﻭﺳﻴﺒﻜﻮﻥ
ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻌﻞ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ
ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﺤﻞ ﺟﺪﻝ ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺗﺄﺭﻳﺨﻬﻢ
ﻣﺤﻔﻮﺭًﺍ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ .
ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺯﻋﻴﻢ ﺁﺧﺮ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺎﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻭﺣﺰﺏ ﺍﻷﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﻣﺔ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ
ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﻣﻨﺒﻊ ﻭﺟﺪﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ، ﺑﻞ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺴﺒﻪ
ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻮﺳﻮﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ . ﻳﻮﺍﺟﻪ
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﺟﻬﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﻃﻼﺳﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺳﻠﻄﺘﻪ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﺼﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﺭﺍﺕ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻓﺄﺿﺎﻉ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻷﻱ ﺁﺣﺪ
ﻛﺎﺭﺯﻣﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ .ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻆ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﻭﺃﻥ ﻳﻮﺍﺻﻞ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﻭﺃﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻟﻠﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻭﻳﺔ
ﻭﺗﺠﺪﻳﺪﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ . ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺠﺪﺩ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺯﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ
ﻓﻲ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﺳﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﺣﺘﻤﺎً ﻋﻠﻰ
 ﻣﻦ ﻳﺨﻠﻔﻪ

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...