الاثر الثقافي للمفكر العالمي الدكتور حسن عبد الله الترابي(3) ---- الترابي صاحب مشروع التجديد--- -بقلم- حاتم بابكر عوض الكريم
الاثر الثقافي للمفكر العالمي الدكتور حسن عبد الله الترابي(3)
الترابي صاحب مشروع التجديد -بقلم- حاتم بابكر عوض الكريم
يؤمن الدكتور الترابي رحمه الله بعالمية الحضارة الانسانية وعالمية الاسلام وقدرة الاسلام المستمرة على مسارات التاريخ ويعزي تخلف المسلمين وتاخرهم ي مجلات الحضارة المادية يرجع الى ضعف صلتهم الديناميكية بجوهر الدين من حيث الفهم والاستجابة لقيمه ومبادئه وروحه الحية هنا لابد من الاشارة الى ان الدكتور الترابي يعزي عدم مواكبة المسلمون للتطورات العلمية التكنولوجية يعود لعوامل ذاتية لهذا جع الى نقد ومراجعة المفاهيم السائدة ومقارنتها بالاصل ( القرآن والسنة) ما يحتم تحرير الفقه والفكر والدين من الاتباع الاعمى التقليد فقد وقف الدكتور الترابي بموضوعية حازمة ضد الاتجاهات الداعمه للاستبداد والتسلط والرافضة للمعرفة والعلم والتطور التكنولوجي.
تصلح الدكتور الترابي رحمه الله في مشروعه التجديدي مع مواكبة الضارة الحديثة واخذ منها دون انغلاق او تبعية وكشف قصوراتها ونقاط ضعفها وسيئاتها فاكد على ضرورة الارتقاء بالبنيات الاجتماعية الثقافية ن حيث طرائق التفكير والافتاء وحذر من عصبية المذاهب وتطرف التنظيمات فقد اوضح ان عملية التجديد تعني له انتاج وعي ديني جديد متصالح مع العلم والحضارة وقادر على الوجود ومواكبة سنن التطور.
لم ينظر الدكتور الترابي رحمه الله الى شكاليات النهضة و التطور غي منظور سجالي عدائي مع الغرب لم انه لم ير ان الحالة الثقافية المعرفية الدينية غي الغرب اقرب فقد كانت له ملاحظاته الصارمة في هذا الاطار فقد اكد ان التطور العلمي هو لاجدى نغعا للمسلمين واقدر على ايصالهم الى الحضارة والذاتية من هنا نغسر دعمه للتآصيل في اطار التحديث كما رفض المقارنة الضمنية والعلنية بين قيم الحداثة والاصالة فقد دعا الى الاخذ بايجابيات الحضارة الغربية والتعامل معها كمنتوج انساني برز من التراكم فالسؤال الجوهري في فكر الترابي ما هي اسباب تخلف وتراجع المسلمين في مجالات الحضارة المادية والروحية؟ وما السبيل للنهوض والتطور والارتقاء؟ فاجابة الترابي على هذا السؤال اتاحت له انتاج نسق مستقل بذاته دغع بالمسلمين لاستشراف المستقبل من التعارض العقائدي المفقر الى دائرة الانتاج والابداع المثري ومن التقليد الاعمى للماضي والحاضر المختلف الى خلق المستقبل اي الى رحاب التجديد.
تجاوز الترابي رحمه الله غي غكره المعارضة المستمرة الشكلية بين القديم والحديث الى الكشف عما يكمن وراءها من قيم ومفاهيم ومبادي ونظرات وماتجيش به من محتوى ومضمون ومواقف واهداغ وغايات لهذا تحفظ دوما فحول المسائل الزارعة للفوضى والارباك النظري والمفاهيمي كالتداخل بين العلم والعلمانية والعقل والعقلانية...الخ لهذا لم يربط مغهوم التجديد مفهوم الحداثة او المعاصرة فقد دفع في اطروحته النظرية والعملية لاعلاء دور العقل لهذا كانت استنتاجاته عميق ناضجة وعملياتيه فقد اكد تلازم الديني والزمني في الاسلام واستحالة الفصل بينهما فقد رفض فرضية التعارض المطلق بين الحداثة والاصالة ذلك لادراكه ان مفهوم التعارض المطلق يعطي الحداثة علامات العقلانية والديمقراطية والتقدم والانتاجية والابداعية وبالتالي تصبح للاصالة علامات الجهل والخراغة والركود والتسلط والحكم الاهوتي
الدكتور الترابي ارتقى بمستوى البحث الاجتماعي والاجتماعي التاريخي غي طار مشروع التجديد غفد قاد الانظا للتامل غي مستويات العلاقات المعقدة بتاثيرها وتاثرها غي جدلية تبادل دائم مما شجع للنظر في قوانين التطور من خلال الاصل العقدي وادراك السنن وآلية حركته المستمرة من الجزئي للكلي حيث حركة تبادل الرموز ثم انبعاثها او جمودها او غنائها غاحضارة غي نظر الترابي كينونات متحولة ومتبادلة تولد وتتطور وتموت ويعاد انتاجها.
الترابي في نقده لتراث الماضي الفكري والفقهي لم يتعامل مع النظرات والافكار والمغاهيم كثابت قائم لايتغير من الابد الى الازل بل تعامل الى استنطاقها واستلهامها وابراز ماهو حيوي فيها وماشاخ وعى عليه الزمن ومهو تاريخي متحرك ومتحول على امتداد الماضي والحاضر والمستقبل فالنقد الفكري في مشروع الترابي رحمه الله انه معالجه للواقع غي ضوء لاصل( القرآن والسنة) لهذا ارى انه لم يعزل الدين عن المحيط الوجودي وحقل العلاقات المتحركة في الزمان والمكان غكان حريا به انيكتشف عجز العقل للنخب المسلمة عن ايجاد الحلول للمسائل الكبرى بما فيها مسالة قيادة الحياة بقوة الدين فقد ابرز موضوعات التجديد وقضاياه واكد على اهمية احداث تبدل في ادراك المسلمين وهنا فصل بين مرحلتين:
- مرحلة ماقبل الغزو الاستعماري المباشر
- مرحلة مابعد الغزو الاستعماري المباشر والغزو الغكري الثقافي
لهذا استطاع الترابي رحمه الله الموازنة بين التكيف مع الحضارة المعاصرة والاحتفاظ بالذاتية الاسلامية كما انه من خلال اطروحته النظرية وممارسته العملية رفض القطيعة لان القطيعة افضت الى تهميش المسلمين وثقافتهم لهذا دعا الى الوعي بالذات اي فهم القاعدة الروحية والعقلية التي ينطلق منها الفكر المسلم الراهن واسس عليها اطروحة نطرية وعملية قادت الى بروز نسق تدين شخصي ومجتمعي.
الوعي بالذات المسلمة في فكر الترابي جوهري بل هو بداية كل وعي واصل كل ممارسة فكرية لهذا خرج من شقاق الوعي وفوضاه وتخبطه الاعمى اى الالتزام بالجماعة ووحدتها وتطورها لهذا كان يضغط الابديل للمسلمين غير دينهم الذي عليهم تنميته والارتقاء بالسلوك فيه ذلك لانه كان يدرك ن هذا العصر هو عصر الحروب العلنية والخفية حول: العقل والدين والسياسة والمفاهيم والثقافة والفقهة....الخ نستطيع ان نقول ان الدكتور الترابي في مشروعه للتجديد استطاع ان يزيل التباس المغاهيم بين ابناء امة الاسلام وتخفيف القطيعة الناجمة عن تعصب وتطرف المذاهب والمراجع والاراء واطروحات السلف والفقهاء فكل تلك ظلت في مستوى من المستويات مصدر للنزاع والاشتباك والمواجهة.
مشروع الترابي التجديدي فيه تاكيد ان هناك حرب مواجهة مع الذات المسلمة في جوانب الفكر والفقه والضمير والعقيدة لاشك انها حرب معرفية تتصل بالجهود لصياغة المستقبل وحماية الذات المسلمة من التمترس حول التنظيمية والمذهبية والعقدية التي تعمي عن حقيقة الخطر فقد سعى الترابي رحمه الله في مشروعه للتجديد في مصالحة المسلم الفرد مع نفسه بالعوده لله اولا ومع ذاته الاسلامية فاخذ يفكر باعتباره جزء من الامة المسلمة هذا مايدفعه لادراك زمانه والتعامل مع الانسان باعتباره واقع موضوعي فمشروع الترابي في جانبه العملي قاد الى هجر المعارك الذاتية والصراعات العقدية بين المسلمين.
في هذ العرض الموجز لاندعي ان مشروع الترابي للتجديد قد اكتمل بالاجابات النهائية الشافية الواغية ومعالجته لكل قضاياه المطروحة فالوقائع العنيدة تقول ان مشروع الترابي الغكري فتح الباب غي الاجتهاد في الفن والثقافة والفكر....الخ بعيدا عن النقد الجزافي السلبي الشكلي مانع الرؤية الموضوعية فتنحرف الاهداغ والغايات
الترابي صاحب مشروع التجديد -بقلم- حاتم بابكر عوض الكريم
يؤمن الدكتور الترابي رحمه الله بعالمية الحضارة الانسانية وعالمية الاسلام وقدرة الاسلام المستمرة على مسارات التاريخ ويعزي تخلف المسلمين وتاخرهم ي مجلات الحضارة المادية يرجع الى ضعف صلتهم الديناميكية بجوهر الدين من حيث الفهم والاستجابة لقيمه ومبادئه وروحه الحية هنا لابد من الاشارة الى ان الدكتور الترابي يعزي عدم مواكبة المسلمون للتطورات العلمية التكنولوجية يعود لعوامل ذاتية لهذا جع الى نقد ومراجعة المفاهيم السائدة ومقارنتها بالاصل ( القرآن والسنة) ما يحتم تحرير الفقه والفكر والدين من الاتباع الاعمى التقليد فقد وقف الدكتور الترابي بموضوعية حازمة ضد الاتجاهات الداعمه للاستبداد والتسلط والرافضة للمعرفة والعلم والتطور التكنولوجي.
تصلح الدكتور الترابي رحمه الله في مشروعه التجديدي مع مواكبة الضارة الحديثة واخذ منها دون انغلاق او تبعية وكشف قصوراتها ونقاط ضعفها وسيئاتها فاكد على ضرورة الارتقاء بالبنيات الاجتماعية الثقافية ن حيث طرائق التفكير والافتاء وحذر من عصبية المذاهب وتطرف التنظيمات فقد اوضح ان عملية التجديد تعني له انتاج وعي ديني جديد متصالح مع العلم والحضارة وقادر على الوجود ومواكبة سنن التطور.
لم ينظر الدكتور الترابي رحمه الله الى شكاليات النهضة و التطور غي منظور سجالي عدائي مع الغرب لم انه لم ير ان الحالة الثقافية المعرفية الدينية غي الغرب اقرب فقد كانت له ملاحظاته الصارمة في هذا الاطار فقد اكد ان التطور العلمي هو لاجدى نغعا للمسلمين واقدر على ايصالهم الى الحضارة والذاتية من هنا نغسر دعمه للتآصيل في اطار التحديث كما رفض المقارنة الضمنية والعلنية بين قيم الحداثة والاصالة فقد دعا الى الاخذ بايجابيات الحضارة الغربية والتعامل معها كمنتوج انساني برز من التراكم فالسؤال الجوهري في فكر الترابي ما هي اسباب تخلف وتراجع المسلمين في مجالات الحضارة المادية والروحية؟ وما السبيل للنهوض والتطور والارتقاء؟ فاجابة الترابي على هذا السؤال اتاحت له انتاج نسق مستقل بذاته دغع بالمسلمين لاستشراف المستقبل من التعارض العقائدي المفقر الى دائرة الانتاج والابداع المثري ومن التقليد الاعمى للماضي والحاضر المختلف الى خلق المستقبل اي الى رحاب التجديد.
تجاوز الترابي رحمه الله غي غكره المعارضة المستمرة الشكلية بين القديم والحديث الى الكشف عما يكمن وراءها من قيم ومفاهيم ومبادي ونظرات وماتجيش به من محتوى ومضمون ومواقف واهداغ وغايات لهذا تحفظ دوما فحول المسائل الزارعة للفوضى والارباك النظري والمفاهيمي كالتداخل بين العلم والعلمانية والعقل والعقلانية...الخ لهذا لم يربط مغهوم التجديد مفهوم الحداثة او المعاصرة فقد دفع في اطروحته النظرية والعملية لاعلاء دور العقل لهذا كانت استنتاجاته عميق ناضجة وعملياتيه فقد اكد تلازم الديني والزمني في الاسلام واستحالة الفصل بينهما فقد رفض فرضية التعارض المطلق بين الحداثة والاصالة ذلك لادراكه ان مفهوم التعارض المطلق يعطي الحداثة علامات العقلانية والديمقراطية والتقدم والانتاجية والابداعية وبالتالي تصبح للاصالة علامات الجهل والخراغة والركود والتسلط والحكم الاهوتي
الدكتور الترابي ارتقى بمستوى البحث الاجتماعي والاجتماعي التاريخي غي طار مشروع التجديد غفد قاد الانظا للتامل غي مستويات العلاقات المعقدة بتاثيرها وتاثرها غي جدلية تبادل دائم مما شجع للنظر في قوانين التطور من خلال الاصل العقدي وادراك السنن وآلية حركته المستمرة من الجزئي للكلي حيث حركة تبادل الرموز ثم انبعاثها او جمودها او غنائها غاحضارة غي نظر الترابي كينونات متحولة ومتبادلة تولد وتتطور وتموت ويعاد انتاجها.
الترابي في نقده لتراث الماضي الفكري والفقهي لم يتعامل مع النظرات والافكار والمغاهيم كثابت قائم لايتغير من الابد الى الازل بل تعامل الى استنطاقها واستلهامها وابراز ماهو حيوي فيها وماشاخ وعى عليه الزمن ومهو تاريخي متحرك ومتحول على امتداد الماضي والحاضر والمستقبل فالنقد الفكري في مشروع الترابي رحمه الله انه معالجه للواقع غي ضوء لاصل( القرآن والسنة) لهذا ارى انه لم يعزل الدين عن المحيط الوجودي وحقل العلاقات المتحركة في الزمان والمكان غكان حريا به انيكتشف عجز العقل للنخب المسلمة عن ايجاد الحلول للمسائل الكبرى بما فيها مسالة قيادة الحياة بقوة الدين فقد ابرز موضوعات التجديد وقضاياه واكد على اهمية احداث تبدل في ادراك المسلمين وهنا فصل بين مرحلتين:
- مرحلة ماقبل الغزو الاستعماري المباشر
- مرحلة مابعد الغزو الاستعماري المباشر والغزو الغكري الثقافي
لهذا استطاع الترابي رحمه الله الموازنة بين التكيف مع الحضارة المعاصرة والاحتفاظ بالذاتية الاسلامية كما انه من خلال اطروحته النظرية وممارسته العملية رفض القطيعة لان القطيعة افضت الى تهميش المسلمين وثقافتهم لهذا دعا الى الوعي بالذات اي فهم القاعدة الروحية والعقلية التي ينطلق منها الفكر المسلم الراهن واسس عليها اطروحة نطرية وعملية قادت الى بروز نسق تدين شخصي ومجتمعي.
الوعي بالذات المسلمة في فكر الترابي جوهري بل هو بداية كل وعي واصل كل ممارسة فكرية لهذا خرج من شقاق الوعي وفوضاه وتخبطه الاعمى اى الالتزام بالجماعة ووحدتها وتطورها لهذا كان يضغط الابديل للمسلمين غير دينهم الذي عليهم تنميته والارتقاء بالسلوك فيه ذلك لانه كان يدرك ن هذا العصر هو عصر الحروب العلنية والخفية حول: العقل والدين والسياسة والمفاهيم والثقافة والفقهة....الخ نستطيع ان نقول ان الدكتور الترابي في مشروعه للتجديد استطاع ان يزيل التباس المغاهيم بين ابناء امة الاسلام وتخفيف القطيعة الناجمة عن تعصب وتطرف المذاهب والمراجع والاراء واطروحات السلف والفقهاء فكل تلك ظلت في مستوى من المستويات مصدر للنزاع والاشتباك والمواجهة.
مشروع الترابي التجديدي فيه تاكيد ان هناك حرب مواجهة مع الذات المسلمة في جوانب الفكر والفقه والضمير والعقيدة لاشك انها حرب معرفية تتصل بالجهود لصياغة المستقبل وحماية الذات المسلمة من التمترس حول التنظيمية والمذهبية والعقدية التي تعمي عن حقيقة الخطر فقد سعى الترابي رحمه الله في مشروعه للتجديد في مصالحة المسلم الفرد مع نفسه بالعوده لله اولا ومع ذاته الاسلامية فاخذ يفكر باعتباره جزء من الامة المسلمة هذا مايدفعه لادراك زمانه والتعامل مع الانسان باعتباره واقع موضوعي فمشروع الترابي في جانبه العملي قاد الى هجر المعارك الذاتية والصراعات العقدية بين المسلمين.
في هذ العرض الموجز لاندعي ان مشروع الترابي للتجديد قد اكتمل بالاجابات النهائية الشافية الواغية ومعالجته لكل قضاياه المطروحة فالوقائع العنيدة تقول ان مشروع الترابي الغكري فتح الباب غي الاجتهاد في الفن والثقافة والفكر....الخ بعيدا عن النقد الجزافي السلبي الشكلي مانع الرؤية الموضوعية فتنحرف الاهداغ والغايات
Comments
Post a Comment