الى: ماليا النور
فكرت بابتدار الرسالة بكلمة "افتقدك" كما جرت العادة. لكن بما انني اكتبُ إليك، انتِ الرافضة لسطوة الحُضور الفيزيائي عبر اصرارك الجميل لاستباحة مخيلتي كيفما شئتِ، فساتعمد تفادي المقدمات المُملة.
يُقال ان المرء عدو لما يجهل. وبما انني جاهل تقريبًا، ولا املك سوى حُبي الجُم للأدب، ساكتب لكِ عن الأدب دائماً. وافترض بالطبع معرفتكِ بالأدب، لانني لا اريدُ تعريفها (أكره التعريفات والسعي المهموم للبشر لسجن مفهومٍ مرواغ و ثائر كالأدب في قلاع اللُغة الصارمة). أريد ان اخبركِ، لما كل هذا الحب المتطرف للأدب.
طالما مجدت على مدار السنوات، كل ما هو مُختلف (مهما يكن معنى كلمة الإختلاف) وشاذ. أول ما جذبني للأدب، لغُته غير المألوفة De-familiarized التى تضفي سحر ومعني للظاهرة البائسة المسمى الحياة. لغُته [الغريبة]، وهي نتاج [عُنف مُنظم ومتعمد ضد اللغة العادية] بتعبير علم الالسنيات، تمردها على لغة العوام، اللغة العادية [بكل ما تحمل كلمة عادية من دلالات غير عادية] كانت ولا زالت مصدر حبي العظيم - حتى الآن. ولا انسى ايضا افتتاني بامر آخر اكثر غرابة في لغته، اعني امكانيته لدفعي دائما لعلاقة اكثر حميمية مع الحياة رغم البؤس، وصعوبة توقع نتائجها.
عزيزتي ماليا. طالما عجزت عن سبر اغوار النفس البشرية، جنوحها الفطري وتفانيها العظيم في ممارسة [التبييش و الخستكة] بتعمد أحيانا لقتل الأمل والجمال!
دائما ما أجدني في وضع حرج من سلوك البعض تجاه الأدب. مثلاً، لماذا الإصرار على تأويل النصوص باستصحاب تجاربنا و مخاوفنا في الحياة؟! ألا يمكننا الوقوف على مسافة مقدرة بعيداً عن النص اثناء القراء لضمان تأويلا محايد [رغم ان الحياد نوع من التحييز ضد التحييز]؟ لماذا تتحول عملية قراءة النص لإعادة كتابة النص بوعي او دونه؟ وماذا عن احكامنا الفنية والجمالية للنص، هل تصلح للأجيال القادمة؟ ام انهم ايضا بحاجة لقراءة [إعادة كتابة] تخصهم؟ وبالتالي تأويل مُختلف على ضوء تجاربهم و مخاوفهم! ان كانت الإجابة بنعم لسوء الحظ، هل يعني هذا يا عزيزتي ان [فاوست] للعظيم دائماً غوته، اول فتنة أدبية لك، فاوست الذي عقد اتفاقًا مع الشيطان شخصياً من أجل المعرفة المطلقة والتمتع بالملذات الدنيوية، و وهب روحه في المقابل، قد يصير نبياً للقراء الجدد؟!
دائما ما أجدني في وضع حرج من سلوك البعض تجاه الأدب. مثلاً، لماذا الإصرار على تأويل النصوص باستصحاب تجاربنا و مخاوفنا في الحياة؟! ألا يمكننا الوقوف على مسافة مقدرة بعيداً عن النص اثناء القراء لضمان تأويلا محايد [رغم ان الحياد نوع من التحييز ضد التحييز]؟ لماذا تتحول عملية قراءة النص لإعادة كتابة النص بوعي او دونه؟ وماذا عن احكامنا الفنية والجمالية للنص، هل تصلح للأجيال القادمة؟ ام انهم ايضا بحاجة لقراءة [إعادة كتابة] تخصهم؟ وبالتالي تأويل مُختلف على ضوء تجاربهم و مخاوفهم! ان كانت الإجابة بنعم لسوء الحظ، هل يعني هذا يا عزيزتي ان [فاوست] للعظيم دائماً غوته، اول فتنة أدبية لك، فاوست الذي عقد اتفاقًا مع الشيطان شخصياً من أجل المعرفة المطلقة والتمتع بالملذات الدنيوية، و وهب روحه في المقابل، قد يصير نبياً للقراء الجدد؟!
Comments
Post a Comment