Skip to main content

عبد الباري عطوان, ---------السيد مسعود البارزاني،لم يَستقلْ طَوعًا، وإنّما جَرى إجباره على الاستقالة من قِبل برلمانٍ مُنتخب

نتيجة بحث الصور عن صور عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان,
السيد مسعود البارزاني، رئيس إقليم كُردستان العِراق لم يَستقلْ طَوعًا، وإنّما جَرى إجباره على الاستقالة من قِبل برلمانٍ مُنتخب في اقتراعٍ نَزيه، وبَعد أن أدرك استحالة استمراره بعد الخطايا والأخطاء الكَبيرة التي ارتكبها في حق شَعبه، نتيجةَ قراراتهِ ومَواقِفه العنيدة التي قدّمت الشّخصي على العام، واجتهاداته السياسيّة غير المَدروسة.
جَبهة الرّفض ضِد السيد البارزاني كانت تَنمو وتَزداد قوّةً، داخل حِزبه، والأحزاب الكُرديّة الأُخرى، وجاء إصرارهُ على إجراء الاستفتاء، ورَفض كُل النّصائح والتوسّلات من أقرب أصدقائه بالتأجيل، الضّربة القاضية التي وَضعت نُقطة النهاية لحُكمه، وربّما لحياتِه السياسيّة أيضًا.
السيد البارزاني لم يُدرك أمرًا أساسيًّا غابَ عن ذِهنه، وكُل حِساباته وهو أن العراق تغيّر، ولم يَعُد ذلك البَلد الضّعيف الذي لم يُحرّك ساكنًا لكُل تجاوزاته الدستوريّة، وانهارت قوّاته أمام البِشمرغة في كركوك وسنجار، مِثلما انهارت قَبلها أمام “الدولة الإسلاميّة” (داعش) في مناطقٍ عديدةٍ في شمال العراق ووسطه، عراق اليوم باتَ أكثر قوّةً، وتُوجد فيه قوى عسكريّة لا يُمكن التّقليل من شَأنها، ويَنتمي إلى مِحورٍ إقليميٍّ جديد يَفرض نَفسه على المِنطقة بأسرها، حَسَم الأمور لصالِحه في سورية، وها هو يَحسمها لصالِحه أيضًا في شمال العراق.
***
بعد الاستفتاء كان من الصّعب قِيامَ أيِّ تنسيقٍ أو تعاونٍ بين السيد البارزاني وحُكومة بغداد الاتحاديّة، ولا نُبالغ إذا قُلنا أنّه قدّم “الهديّة” التي لم تَكن تَحلُم بها هذهِ الحُكومة، وكل دُول الجِوار الأُخرى، مثل إيران وتركيا، ونحن نتحدّث هُنا عن “الاستفتاء” الذي جاءَ في الوقت الخطأ وللأسباب الخطأ، وأدّى إلى النّتائج الخَطأ “بارازانيًّا”، وليس عراقيًّا أو تركيًّا او إيرانيًّا.
لعلّ السيد البارزاني استوعبَ الدّروس المُستخلصةَ من هذهِ الكارثة، التي دمّرت أربعين عامًا من إرثه السّياسي، وإرث أُسرته، اتفقنا معه أو اختلفنا، وأبرز هذهِ الدّروس هو اعتماده على الولايات المتحدة الأمريكيّة والغَرب، ورِهانه على تدخّلها لإنقاذه، ونَسي أن أمريكا لا تُريد العَرب والأكراد إلا عُملاء، وأوراق تَرمي بِها إلى سلّة القاذورات عندما تَنتهي حاجتها مِنهم.
أمريكا التي قَدّم لها الرئيس البارزاني خدماتٍ جليلةٍ، ومن بَينها التآمر على حُكومة بغداد، وتغيير النّظام فيها بعد احتلال العراق، وقتل مليون من أبنائه، إلى جانب مِئات الآلاف من شُهداء الحِصار، أمريكا كانت أول من تخلّى عنه، ورحّبت باستقالته، وباتت تَبحث عن البَديل.
اعتقد السيد البارزاني مُخطئًا أن حظّه مع أمريكا وإسرائيل سَيكون أفضل من حظ والده، مِثلما اعتقد أن تَسهيله للعُدوان على بغداد والمُشاركة فيه، وتوفير الغِطاء له، سيُشكّل حصانةً أبديّةً له، وحمايةً أمريكيّةً مفتوحة النّهايات لأُسرته ونِظامه، وها هي “تُغيّره” بطريقةٍ مُهينةٍ جدًّا، لم تَخطر بباله مُطلقًا.
لا نتّفق معه في قَوله أن قوّات البِشمرغة التّابعة للسليمانيّة وخُصومه الطالبانيين قد ارتكبت “خيانة” عندما لم تُقاتل القوّات العراقيّة في كركوك، ونُؤكّد أن هؤلاء كانوا أكثر وطنيّةً وعقلانيّةً وحكمةً من قوّاته التي قاتلتها، فالقوّات التي أرادهم ان يُقاتلونها هي قوّات عراقيّة، تُمثّل حُكومةً اتحاديّةً، وَضع هو نَفسه دُستورها وقَوانينها، وأقسم على القرآن أن يَحترمها، ونَقَضَ العَهد وخانَ الأمانة.
السيد البارزاني تساءل عن عَدمِ دَعم الولايات المتحدة لقوّاته، وعدم تصدّيها بالتّالي للقوّات العراقيّة الزّاحفة إلى كركوك، ومن حقّه أن يَسأل هذا السّؤال، وأن يَطرحه بشكلٍ غاضب، ولكن أليس من حقّنا أن نَسأله عن عدم تَوجيهه السّؤال نَفسه إلى حَليفه الإسرائيلي الذي اختفى من المَشهد تمامًا، وتَخلّى عنه في اللّحظات الحَرِجة، بعدما كانت أعلامه تُرفرِف في سَماء أربيل يوم الاستفتاء، ويَرقص رِجال مُوسادها على أنغام مهرجانات الاحتفال في الميادين العامّة؟
لا نُريد أن يَستمر السيد البارزاني في مُسلسل الأخطاء، واللّجوء إلى التّصعيد، فمَا قاله عن استمرارهِ في البَقاء كأحد أعضاء ميليشيا البِشمرغة، والعَودة إلى الجِبال “فأل” مُرعب، ويُؤكّد أن الرّجل لا يُريد قراءة المَشهد الكُردستاني قراءةً جيّدةً وصحيحة، ويَستخلص الدّروس جيّدًا، ويُسلّم بأنّ الزّمن تَغيّر، والمُعادلة السياسيّة في العراق وجِواره تغيّرت أيضًا، وما كان يَصْلُح قبل أربعين عامًا، لم يَعُد صالحًا اليوم.
***
خِتامًا نقول بأنّ هذا ليسَ وقت الشّماتة، ونَربأ بالأشقاء العِراقيين، وخُصوم البارزاني خاصّةً، أن لا يتشفوّا بالرّجل في لحظةِ ضَعفه هذه، لأنّنا نَعتبر الأكراد، وأينما كانوا أُخوةً وأحبّة، والأقرب لنا كعَرب، فما يَجمعنا أضعاف ما يُفرّقنا، تَجمعنا العقيدة، والإرث الحَضاري، وروابط الجِوار، والتّاريخ المُشترك، وإذا جَرى تَفريقنا، وبَثْ الشّقاق بيننا، فهَو المُستعمر وفِتنَتُه الطائفيّة والعِرقيّة والسياسيّة، وهذا لا يَعني مُطلقًا أنّنا لا نَعترف ونُسلّم بأنّهم، أي الأشقاء الأكراد، تعرّضوا لمَظالم هي من بين الأضخم في المِنطقة، ودَفعوا أثمانًا غالية من أرواحهم ودِمائهم عندما تَصدّوا لها بشجاعةٍ ورجولة، كما أن الحُكومة الاتحاديّة الفاسدة ارتكبت الكَثير من الأخطاء بحقّهم، ويَجب أن تُصلحها وتُصلح نَفسها أيضًا.
نتمنّى على الأشقاء الأكراد الذين، والله، نُحبّهم، أن يُدركوا جيّدًا أن إسرائيل لن تُحارب عنهم، ولا تَكن لهم أي من الوِد، وتَستخدمهم كأداةٍ ضِد إخوانهم العَرب والأتراك والإيرانيين، والشيء نَفسه يَنطبق على أمريكا، ونَقول لهم تعالوا إلى كلمة سواء لنَفتح صفحةً جديدةً، لنُقاتل جميعًا أصحاب الفِتنة هؤلاء، ونَتعايش على أُسس الكَرامة والمُساواة والمَحبّة المُتبادلة، ونَبني صُروحًا ديمقراطيّةً، تَقودنا جميعًا إلى حَقن الدّماء، والرّخاء والتقدّم، والأوطان القويّة، فكُلّنا نَحتاج تقرير المَصير، والكرامة، والعزّة، والسيادة الوطنيّة، وتَحرير بُلداننا مِن المُستعمر الأجنبي، الذي ما زالَ جاثمًا على صُدورنا بشكلٍ مُباشر أو غيرِ مُباشر.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe