سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
الخبر الأهم .. !! - - هيثم الفضل
على هامش الأخبار التي ربما إعتبرها البعض غير هامة ، ما يفيد أن إمام مسجد الشاكرين بضاحية جبرة إستشهد الجمعة الماضية بأبيات لقصيدة تغنى بها فنان الطنبور جعفر السقيد ، معنى الأبيات ومفادها ضرورة الإيمان بالقدر والتمسك بالصبر إبان المصائب ، ثم مجموعة من الحِكم والقواعد والثوابت المُتعلِّقة بالتربية وبث الفضائل في نفوس الأبناء وسائر من كانوا بالنسبة إليك في مقام الرعية ، وكالعادة لم يسلم الرجل من قذائف المتطرفين في فهم الدين الإسلامي الحنيف والذين يُصرِّون على الدوام أن هذا الدين والعياذ بالله جامدٌ صلد لا يتزحزح ولا يتفاعل مع سائر حركة التغيير في الكون ، وهم على الدوام يتنافسون في إيصال رسالة تفيد أن الدين الإسلامي في تضاد مع الفن والثقافة والإبداع حتى لو كان المنتوج الفني والإبداعي هو دعوة صريحة للفضيلة والأخلاق والقيٍّم التي تبَّناها الإسلام وأيَّدتها سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما من ناحيتي الشخصية فإنى أرى أن الخبر الوارد أعلاه هو أهم خبر ورد في قائمة الأخبار التي تناولتها أجهزة الإعلام والصحافة الإسبوع الماضي ، لأنه عبارة عن إشارة إلى أن هناك تغييراُ سيحدث عاجلاً أم عاجلاً في أمر تغيير جوهر ومضمون الخطاب الديني ، وهو وإن إتسم بالفردية إلا أنه بمثابة إلقاء حجر في بركة راكدة ، فالخطاب الديني أياً كان مصدرة سواء أن كان على مستوى الُبرامج الدينية التي تبثها الإذاعات والفضائيات أوعلى مستوى ما تم إقراره في المناهج الأكاديمية أو خطب الجمعة أو سائر ما يقال في المنابر والمناسبات الدينية لم يبارح الكلاسيكية التي وصلت حد الرتابة ، وهو في ذات الوقت إستنفذ كل سبل الإبهار والتأثير لما شابهُ من تكرار ، فضلاً عن أنه محصور في معالجة أمور وموضوعات أصبحت في الآونة الأخيرة في متناول يد الجميع مهما قل وتضاءل مستواهم المعرفي ومقدراتهم البحثية ، على الخطباء ورجال الدين أن يعملوا على إثبات أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة الإنسانية وأنه لا يتعارض البته مع إتجاهات النفس البشرية في التعبير عن ذاتها فيما لا يتعارض مع المحرمات المنصوصة في القرآن والسنة ، وفيما يمكن أن يُطلق عليه مُخرجات إيجابية للقيِّم والأخلاقيات والمبادئ الإنسانية التي نادى بها الإسلام ومن أمثلتها الإعلاء من شأن الحرية والشجاعة والجهر بالحق والأمانة والتوادد وإحترام خصوصية الآخرين والمساواة والعدالة وغيرها من الفضائل الكثيرة التي لا يمكن حصرها والتي هي في نهاية الأمر تُعبِّر عن ما يعتبره الدين الإسلامي (الوضع الأمثل) لممارسة الفرد حياته الدنيا بما يضمن له فيها أمناً وإستقراراً وعوناً على العبادة والإستعداد للدار الآخرة بما يرُضي رب العباد تجلت قدرته وعظُم شأنه ، بدوري أشد من أذر هذا الخطيب الذي أرسل رسالة تفيد أن ليس كل شعر أو فن يُرسل هو عبارة عن هراء وخواء ولهوٌ لا يفيد ، وهو في ذات الوقت إستفاد وأفاد الحاضرين بما أراد أن يُرسل من رسائل عبر مصدر جديد وواقعي وملموس من حياتهم (العادية) يحثهم على الأمل والخير والرضاء بقضاء الله ويوصيهم في من يرعون خيراً إن كانوا من الآباء أو الأمهات تجاه أبناءهم أو لو كانوا من المسئولين والنافذين تجاه رعيتهم ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن من الشعر لحكمة ).
هيثم الفضل
المصدر:صحيفة الجريدة - عدد اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017
Comments
Post a Comment