#عالم مابعد الحقيقة - طلال محمود
نشر جويل سايمون _المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين بمنظمة صحافيون بلا حدود _كتاباً بعنوان (الرقابة الجديدة _في قلب المعركة العالمية لحرية الإعلام )اوضح فيه أننا نعيش في عصر شاعت فيه ثقافة الانتخابات ووسائط التواصل الاجتماعي كمصادر معتمدة لاستقاء الأخبار والمعلومات في جميع انحاء العالم _واتسع نطاق حريات التعبير الخاصة لدرجة أغرقت فيها شبكة الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي ادمغتنا بمعلومات عشوائية على رأس كل دقيقة وكسر من الثانية مواكبة لعالم سريع الإيقاع _ واي شخص لديه حساب تويتراو صفحة على الفيسبوك أو غيرها من وسائط التواصل الاجتماعي يُخيّل إليه ويعتقد بسهولة أنه بإمكانه أن يصبح صحافياً طالما ما باستطاعته رص الحروف وصك العبارات والجُمل اللغوية برغم افتقاده لأدنى متطلبات المعايير المهنية __رغم أن مؤسس ومالك فيسبوك وواتسب اوضح أكثر من مرة (مارك لوكزبيرج ) أنها ليست مصادر رسمية لاستقاء الأخبار والمعلومات وأن وظيفتها هي التواصل الاجتماعي البحت فقط لأغير !?? ولكن للأسف كما يقول (جويل سايمون ) المدير التنفيذي لمنظمة صحافيون بلا حدود في عالم مابعد الحقيقة الذي نعايشه الان _أن وسائط التواصل الاجتماعي_ أصبحت دائرة مغلقة بإحكام نقطة النهاية هي نفسها نقطة البداية _والمُرسل هو ذاته المُستقبل _جرّب بنفسك وارسل رسالة إلى شخص خارج الحدود أو داخلها أو ضعها خُلسّة في قروب واتساب واكتب عليها وذيّلها بعبارة منقوووول أو أنسبها لصحيفة أو وكالة أنباء أو محطة تلفزيونية عالمية زائعة الصيت والشهُرة تأكد بأنها ستسري كسرعة النار في الهشيم على الشبكة العنكبوتية وربما يضيف إليها البعض بعض الحواشي والنكهات الإضافية لترتد وتصل إليك بعد أن تأخذ دورتها كاملة في نهاية الأمر والمطاف مرة أخرى ___المعلومات المغلوطة أو الشائعات المُختلقّة أو المُحوّرة تكتسب قوة وصلابة مع مرور الوقت والزمن رغم هشاشة الحيثيات وضبابية الملابسات _ وكثرة التداول والتكرار واعتيادية الترّديد يضخمها بأكبر من حجمها الطبيعي حتى تصبح اقوى من الحقائق بل قادرة على هزيمة الحقائق الموضوعية المُجرّدة في لحظات الاصطدام والمواجهة بعد عملية الشحن والتحشيد الانفعالي وفق نظرية( الانحياز التأكيدي) لانطباعات مُسبقة وكذلك قولبة وتنميط الرأي العام بالانحياز والاصطفاف لنصُرة ودعم موقف ووجهة نظر محددة __المعلومات الناقصة أو غير المتماسكة الضبابية والمجهولة المصادر والتي بها ثغرات تُمثّل خطورة أكبر من الشائعات لأنها تمزج الحقيقة بالكذب بل إنها من الممكن أن تعطي الشائعة زخم وقوة دفع وانتشار إضافي _وتزيد من رواجها ولا يجدي بعد ذلك _تصويب أو توضيح أو حتى حكم قضائي قانوني بالبراءة بعد أن اعتبرها قُضاة المجتمع من الحقائق الدامغة والمسلمات التي لا تقبل الشك بل وحتى الجدل وفتح النقاش حولها ومراجعتها للتحري والاستيثاق من صحتها في محكمة الرأي العام وأصبحت بمثابة الوصمة الاجتماعية في عالم ما بعد الحقيقة مع تحياتي @طلال محمود
نقل من فيس بوك حساب طلال محمود
Comments
Post a Comment