قصة قصيرة
دَعِ الوَاقعَ جَانِبا ً
تأليف : نصرالدين متوكل نصرالدين
جاذبتُها أَطْرَاف الكلام وليتها لم تسكت، أجابتني برقة طاغية: إسمي الصبر بلغتكم. غمزت وجفنها ضاحكاً ينثر أَريج الورد، أهدابها الغزيرة ترسل إشارات غامضة، نحيلة مع خفة دم شجية، تتورد شعيراتها تحت بشرتها القمحية فينساب ماء الشفق يُلون خديها، عنقها المستقيم تناطح به غابات البان التي تحف المدينة والتضاريس الإستوائية تزمجر، الأمطار تهطل بلا تعب فتحيل الرطوبة الخانقة إلى فراغ وتحرك كوامن النشوة في النفوس. تقف شامخة، عطرها أَخَّاذ، تتحدث بلجهْةٍ دافئة تبعث الأمان في الأجساد المتهالكة من البرودة المفزعة، أحكمت قبضتها على المكان بثغرها البنفسج وحُبيبات الطل تسيل من غمازتيها، اِبْتِسامتها تغزو العصور الوسطى فتنفحها إكْسِيراَ. حظ ٌعجيب يتقمص كرسيها العالي الذي تستريح فيه من وخز العيون الهائمة، ترسم جلستها خلف المنضدة لوحة شهية وهي تقف أمام الشباك الزجاجي الذى يتكئ على جبال خضراء يغازلها الضباب.
اِنْتظرتُ حتى تحرك الصف المتناسق على مهل، المكان يلفه صمت هامس وموسيقى خاطفة دقاتها تستعمر القلوب فتصيبها بالرعشة، السقف المستعار يرُش رائحة الصندل والمكان تعطر بهما. وقفت تتأملني في لحظة أضاءت فيها الشارة الحمراء قرب المكان، فتوقفت حركة السير وسارت وحدها تسأل بلهجتها: سِمِك مانو؟، فضَحِكتُ وضَحِكَتْ وتأرجح المكان من لُيُونَتها، أجبتها بلهجتي: إسمّي (عامر)، سألتها بلهجتها: سَمِش مانو؟، فنظرت إليَّ باِسْتَغْرَاب وأجابتني بلهجتي وشرحت: إسمّي: (تِجِي)، فاِتَّفقنا أن تكون المخاطبة بلغتي، لأن لغتها لا أتقنها بالمعنى الذي يُتيح لي حوار مع جهنمية باسقة، ففرحتْ وخرجت من مكمنها وأحضرت لي كرسياً وعصيراَ، ورجعت أَدْرَاجها تواصل عملها والصف المتناسق تغمره غيرة خجولة.
أتت أخرى اِسْتَلَمت منها المكان والعمل، وواصلت في تسجيل البيانات للراغبين في شرائح الاِتِصالات التي تقدمها شركتهم بالوكالة. والصف يتحرك بتناسقه ودهشته، جلست (تِجِي) بالقرب مني فتعرفت على دولتي، وأخبرتني بأنها زارتها في رحلة عابرة، ولكنها تعلمت لغتي في معهد خاص لتساعدها في عملها، وفي وعدٍ صامت وفرحة خفية أشارت بأصابعها إلى الرقم سته.
الساعة تميل الى السادسة مساءً ، سحابة قدرية تتوسط قلب الفضاء، تزخ القطرات ندية، تحول بين الشمس والقمر، وصبية قمحية تناجي الشمس وهي شاردة وقت المغارب إلى راحتها، فاِتْكأَ القمر فرحاً على ضوء الغروب يغازل في وجهها الشروق. تزينت على فطرتها، تنورتها الحمراء تفضح عيون الطبيعة، يحيط بقدمها خلخالٌ ماجنٌ ثرثار، تقود عربتها المكشوفة بثبات، تلاعب نسمة طائشة ضفائرها فتبعثرها على وجهي، وهي تنثني شعرت بأن المدينة كلها تميل فنأخذ شَهْقَاتنا ونضحك، حملتني على راحة حديثها وأَزاحَت عني رهق الغربة، غطتني بنظرات عينيها وندى الأشجار يزغرد. دخلنا إلى طريق خافت الإضاءة يموج بتعرجات طلوعا ًونزولآ، تحس بأنك في أعلى الهضبة فترى المدينة متبرجة ًتتلألأ في ثوب عُرسِها، تاه بصري في البنايات المبللة بالمطر، وفرقعات ألعاب نارية تشع من أحد الملاهي والهواء يحمل إلينا رائحة البارود، أخبرتني بتلك البناية الشاهقة التي تركض نحونا في اِسْتَحْياء ورغبة: بأنها أكبر مركز للتسوق بالمدينة يُسمى(دِمْبِل سِيتِي سنتر) وشاحت بوجهها نحو السماء فاِسْتنْشقنا عبق الفضاء، وتغمرك الفصول الأربعة فالجو صحو والرفيق مَحْشُو بالجمال. اِنْزوَيْنا إلى مقعدين متجاورين في مقهى على حافة الهضبة، اِرْتَشفنا المساء، تناثرت منها خصلات دافقة على فنجاني وهي تقدمه، فدلقت سُكرا ًعليه واِنْتشتِ الأشياء من حولنا، سألتها بفضول: عن تاريخ ميلادها ؟، ببسمة ماكرة ولهجة لا أعرفها قالت: (آند زَاتِن ثِمِن إمْست).
ذهنها متقد، يُلجِمك منطقها في تفسير الأشياء، عبرنا معا ًفي حوار الحضارات، وساحت بي في مملكة أكسوم التي ترجع حسب الأساطير والأحاجي إلى عهد ملكة سبأ، وَقَفت عند التداخل التاريخي والديني بيني وبينها، فسألتها عن معنى إسم دولتها؟، قالت: تُسمى بلاد الوجوه المحروقة، وقد ذكرها هوميروس في الإلياذة والأوديسة، ومدينتها تكنى بالزهرة الجديدة، سَرَحتُ وتمنيتُ الليل يطول وحديثها لاينتهي، والنادل يأتي جيئة ًوذهابا محملاً بالقهوة واللبن متأملاً فينا بإعجابٍ مريب، ونحن كملكين متوجين اِحْتَوينا المكان، ترقص الحميمية بيننا والحاضرون يصفقون بصفاء، قلتُ لها بفرحة وبلهجتها: (أنتِي بِتَام كُونجُو نو)، حدَّقت بإسهاب صوب السماء المُكْفَهِرُّة، هزت رأسها بغرور وأجابت: أعرف أَني جميلة والأجمل ذاك الشيء الأزرق الذي يلمع فهو يربط بيننا واِسْتَرْسَلت: نحن لاندري بأننا من بذرة واحدة، فرقتنا خطيئتنا الأولى والحروب منذ عهد أجدادنا هابيل وقابيل، الطمع يمشي بيننا، نصنع الحواجز وقسمتنا الأماكن لكن الأمشاج هي هي، هل نحن أتينا في زمن اللامعقول؟!، لماذا نشعر بغربة ساكنة فينا؟، مشكلتنا ليست أنا وأنت بل مفاهيم بالية بلا قيمة تقود وجهة بوصلتنا الخاطئة، علينا أن ندرك بأن تلك البذرة باقية فينا وشيء ما يشدني نحوك يؤيد مقصدي، فتذوب الأمكنة وتحرق المسافات لأننا نحن من بنيناها واِتَّبعْناها، لماذا نفتقد قَيِم الإندماج؟، وكلُّ هذه الأسْوجة تقطع أوصالنا!، وتجد من يطلقون عليهم سادة يشتلون فكرة الاِنشطار، والبذرة تنقسم وتنقسم حتى تلاشت إلى حدود ودول تخدم صُناعها، والحـياة التي نعيشها ليست طريقنا، فُرضت علينا وحُررت بقيود الواقع، الطريق اِتِجاهه واحد نحن من نسلكه ونحن من نغيره، وأنت تعرف متى نتحرر من قيودنا.
تَعِبَتْ من الكلام والسحب دانية منا بقطرات خفيفة، غابت أفكاري معها وأصابت أناملي حمى ورَجفة، قلتُ لها: هذا هو الواقع، شرد نظرها قليلا ًوأجابتني عيونها المضطربة بدلالٍ فاضح: لا يَضِير أن تأخذني في طريقك، واِسْتَلْقَت على مقعدها بإهمال، نفثت من سيجارتها دخاناً به آهات متقطعة: ليتنا عدنا إلى بذرتنا الأولى، لغتنا الأولى، نترك الواقع ولانتشبث به والحياة الأبدية في انْتظارنا، قالتها بوعي وإدراك ثمَّ ارْتَبكَتْ وصاحت: لا تجعل الواقع يسيطر علينا، ننتصر ونسلك طريق نَشْأتنا الأولى.
هَزِيم الرعد صَمَّ آذان المساء، اليقظة هرولت إلى السكون، ودهمة من الليل سقطت على المكان فتزين بالظلام الحالك مع بعض الشمعات الصغيرة التي ترسل إضاءات حالمة، عطرها طَرَّقَ النافذة وتسلل، دُهِشت حبات المطر واِرْتوت، بقينا وحيدين تطوقنا الأمشاج، وعشقٌ كالبرق يسري في الأَوْصال، المُزْن تنزف نداها الأخير، والمدينة تسترق السمع قلت لها بأسى وحسرة: طائرتي تغادر الرابعة فجراَ، صمتت وغاصت نظراتها في فنجانها، تفادت ذبحة فرحتي وذهولي بها، اِعتصرت ألمها فسكبته في تنهيدة قالتها بصوتٍ مشروق: دعِ الوَاقِعَ جَانِباً.
دَعِ الوَاقعَ جَانِبا ً
تأليف : نصرالدين متوكل نصرالدين
جاذبتُها أَطْرَاف الكلام وليتها لم تسكت، أجابتني برقة طاغية: إسمي الصبر بلغتكم. غمزت وجفنها ضاحكاً ينثر أَريج الورد، أهدابها الغزيرة ترسل إشارات غامضة، نحيلة مع خفة دم شجية، تتورد شعيراتها تحت بشرتها القمحية فينساب ماء الشفق يُلون خديها، عنقها المستقيم تناطح به غابات البان التي تحف المدينة والتضاريس الإستوائية تزمجر، الأمطار تهطل بلا تعب فتحيل الرطوبة الخانقة إلى فراغ وتحرك كوامن النشوة في النفوس. تقف شامخة، عطرها أَخَّاذ، تتحدث بلجهْةٍ دافئة تبعث الأمان في الأجساد المتهالكة من البرودة المفزعة، أحكمت قبضتها على المكان بثغرها البنفسج وحُبيبات الطل تسيل من غمازتيها، اِبْتِسامتها تغزو العصور الوسطى فتنفحها إكْسِيراَ. حظ ٌعجيب يتقمص كرسيها العالي الذي تستريح فيه من وخز العيون الهائمة، ترسم جلستها خلف المنضدة لوحة شهية وهي تقف أمام الشباك الزجاجي الذى يتكئ على جبال خضراء يغازلها الضباب.
اِنْتظرتُ حتى تحرك الصف المتناسق على مهل، المكان يلفه صمت هامس وموسيقى خاطفة دقاتها تستعمر القلوب فتصيبها بالرعشة، السقف المستعار يرُش رائحة الصندل والمكان تعطر بهما. وقفت تتأملني في لحظة أضاءت فيها الشارة الحمراء قرب المكان، فتوقفت حركة السير وسارت وحدها تسأل بلهجتها: سِمِك مانو؟، فضَحِكتُ وضَحِكَتْ وتأرجح المكان من لُيُونَتها، أجبتها بلهجتي: إسمّي (عامر)، سألتها بلهجتها: سَمِش مانو؟، فنظرت إليَّ باِسْتَغْرَاب وأجابتني بلهجتي وشرحت: إسمّي: (تِجِي)، فاِتَّفقنا أن تكون المخاطبة بلغتي، لأن لغتها لا أتقنها بالمعنى الذي يُتيح لي حوار مع جهنمية باسقة، ففرحتْ وخرجت من مكمنها وأحضرت لي كرسياً وعصيراَ، ورجعت أَدْرَاجها تواصل عملها والصف المتناسق تغمره غيرة خجولة.
أتت أخرى اِسْتَلَمت منها المكان والعمل، وواصلت في تسجيل البيانات للراغبين في شرائح الاِتِصالات التي تقدمها شركتهم بالوكالة. والصف يتحرك بتناسقه ودهشته، جلست (تِجِي) بالقرب مني فتعرفت على دولتي، وأخبرتني بأنها زارتها في رحلة عابرة، ولكنها تعلمت لغتي في معهد خاص لتساعدها في عملها، وفي وعدٍ صامت وفرحة خفية أشارت بأصابعها إلى الرقم سته.
الساعة تميل الى السادسة مساءً ، سحابة قدرية تتوسط قلب الفضاء، تزخ القطرات ندية، تحول بين الشمس والقمر، وصبية قمحية تناجي الشمس وهي شاردة وقت المغارب إلى راحتها، فاِتْكأَ القمر فرحاً على ضوء الغروب يغازل في وجهها الشروق. تزينت على فطرتها، تنورتها الحمراء تفضح عيون الطبيعة، يحيط بقدمها خلخالٌ ماجنٌ ثرثار، تقود عربتها المكشوفة بثبات، تلاعب نسمة طائشة ضفائرها فتبعثرها على وجهي، وهي تنثني شعرت بأن المدينة كلها تميل فنأخذ شَهْقَاتنا ونضحك، حملتني على راحة حديثها وأَزاحَت عني رهق الغربة، غطتني بنظرات عينيها وندى الأشجار يزغرد. دخلنا إلى طريق خافت الإضاءة يموج بتعرجات طلوعا ًونزولآ، تحس بأنك في أعلى الهضبة فترى المدينة متبرجة ًتتلألأ في ثوب عُرسِها، تاه بصري في البنايات المبللة بالمطر، وفرقعات ألعاب نارية تشع من أحد الملاهي والهواء يحمل إلينا رائحة البارود، أخبرتني بتلك البناية الشاهقة التي تركض نحونا في اِسْتَحْياء ورغبة: بأنها أكبر مركز للتسوق بالمدينة يُسمى(دِمْبِل سِيتِي سنتر) وشاحت بوجهها نحو السماء فاِسْتنْشقنا عبق الفضاء، وتغمرك الفصول الأربعة فالجو صحو والرفيق مَحْشُو بالجمال. اِنْزوَيْنا إلى مقعدين متجاورين في مقهى على حافة الهضبة، اِرْتَشفنا المساء، تناثرت منها خصلات دافقة على فنجاني وهي تقدمه، فدلقت سُكرا ًعليه واِنْتشتِ الأشياء من حولنا، سألتها بفضول: عن تاريخ ميلادها ؟، ببسمة ماكرة ولهجة لا أعرفها قالت: (آند زَاتِن ثِمِن إمْست).
ذهنها متقد، يُلجِمك منطقها في تفسير الأشياء، عبرنا معا ًفي حوار الحضارات، وساحت بي في مملكة أكسوم التي ترجع حسب الأساطير والأحاجي إلى عهد ملكة سبأ، وَقَفت عند التداخل التاريخي والديني بيني وبينها، فسألتها عن معنى إسم دولتها؟، قالت: تُسمى بلاد الوجوه المحروقة، وقد ذكرها هوميروس في الإلياذة والأوديسة، ومدينتها تكنى بالزهرة الجديدة، سَرَحتُ وتمنيتُ الليل يطول وحديثها لاينتهي، والنادل يأتي جيئة ًوذهابا محملاً بالقهوة واللبن متأملاً فينا بإعجابٍ مريب، ونحن كملكين متوجين اِحْتَوينا المكان، ترقص الحميمية بيننا والحاضرون يصفقون بصفاء، قلتُ لها بفرحة وبلهجتها: (أنتِي بِتَام كُونجُو نو)، حدَّقت بإسهاب صوب السماء المُكْفَهِرُّة، هزت رأسها بغرور وأجابت: أعرف أَني جميلة والأجمل ذاك الشيء الأزرق الذي يلمع فهو يربط بيننا واِسْتَرْسَلت: نحن لاندري بأننا من بذرة واحدة، فرقتنا خطيئتنا الأولى والحروب منذ عهد أجدادنا هابيل وقابيل، الطمع يمشي بيننا، نصنع الحواجز وقسمتنا الأماكن لكن الأمشاج هي هي، هل نحن أتينا في زمن اللامعقول؟!، لماذا نشعر بغربة ساكنة فينا؟، مشكلتنا ليست أنا وأنت بل مفاهيم بالية بلا قيمة تقود وجهة بوصلتنا الخاطئة، علينا أن ندرك بأن تلك البذرة باقية فينا وشيء ما يشدني نحوك يؤيد مقصدي، فتذوب الأمكنة وتحرق المسافات لأننا نحن من بنيناها واِتَّبعْناها، لماذا نفتقد قَيِم الإندماج؟، وكلُّ هذه الأسْوجة تقطع أوصالنا!، وتجد من يطلقون عليهم سادة يشتلون فكرة الاِنشطار، والبذرة تنقسم وتنقسم حتى تلاشت إلى حدود ودول تخدم صُناعها، والحـياة التي نعيشها ليست طريقنا، فُرضت علينا وحُررت بقيود الواقع، الطريق اِتِجاهه واحد نحن من نسلكه ونحن من نغيره، وأنت تعرف متى نتحرر من قيودنا.
تَعِبَتْ من الكلام والسحب دانية منا بقطرات خفيفة، غابت أفكاري معها وأصابت أناملي حمى ورَجفة، قلتُ لها: هذا هو الواقع، شرد نظرها قليلا ًوأجابتني عيونها المضطربة بدلالٍ فاضح: لا يَضِير أن تأخذني في طريقك، واِسْتَلْقَت على مقعدها بإهمال، نفثت من سيجارتها دخاناً به آهات متقطعة: ليتنا عدنا إلى بذرتنا الأولى، لغتنا الأولى، نترك الواقع ولانتشبث به والحياة الأبدية في انْتظارنا، قالتها بوعي وإدراك ثمَّ ارْتَبكَتْ وصاحت: لا تجعل الواقع يسيطر علينا، ننتصر ونسلك طريق نَشْأتنا الأولى.
هَزِيم الرعد صَمَّ آذان المساء، اليقظة هرولت إلى السكون، ودهمة من الليل سقطت على المكان فتزين بالظلام الحالك مع بعض الشمعات الصغيرة التي ترسل إضاءات حالمة، عطرها طَرَّقَ النافذة وتسلل، دُهِشت حبات المطر واِرْتوت، بقينا وحيدين تطوقنا الأمشاج، وعشقٌ كالبرق يسري في الأَوْصال، المُزْن تنزف نداها الأخير، والمدينة تسترق السمع قلت لها بأسى وحسرة: طائرتي تغادر الرابعة فجراَ، صمتت وغاصت نظراتها في فنجانها، تفادت ذبحة فرحتي وذهولي بها، اِعتصرت ألمها فسكبته في تنهيدة قالتها بصوتٍ مشروق: دعِ الوَاقِعَ جَانِباً.
Comments
Post a Comment