في ذكرى إغتياله:
نص من الرسالة التي كتبتها السيّدة "وداد النصر" أرملة فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي (1937-1987) الشهيد الذي ما زال حيّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي ناجي..
نص من الرسالة التي كتبتها السيّدة "وداد النصر" أرملة فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي (1937-1987) الشهيد الذي ما زال حيّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي ناجي..
" أنت تعلم أننى لا أحسن الكتابة. لكننى أريدُ أن أتحدث اليكَ. ماذا أفعل ؟ أينبغى للإنسان أن يكون نابغة لكى يستطيع أن يبكى فوق الورق ؟
ناجى .. أتتذكر ؟ كنت ترسم لوحة ذات مرة، ووقفت على رأسك. رأيتك ترتكب خطأ إملائيا فى الحوار!! فقلت لك:
غلط، وأنت ببساطتك المعهودة رحت تشطبه وتعيد كتابته من جديد، أتتذكر ؟
لم يكن يهمك “ سيبويه” كان كل همّك أن تنقل الجُرح بحرارته وصدقه. كان حلواً كل ما ترسمه وتكتبه، حتى الغلط الإملائي كان أجمل من الصح !
كان عنوانا للبراءة الجميلة.
حنظلة الآن بين إخوته ينقل الحجارة، يسعف الجرحى، يصلى على الشهداء ويمارس الرجم حسب الأصول كما علمته، اطمئن .. الثورة بألف خير.
أخذت الأولاد، صباح العيد، إلى (بروك وود) لنعيّد عليك، مع أنك كنت تكره الأعياد والمعايدة، ودائما كنت تقول لى وللأولاد لا عيد إلا فى فلسطين، عيدنا عودتنا إلى وطننا.
كانت الأشجار كئيبة، وكانت السماء، وكانت أعماقنا،
سألتُ نفسى والدموع تُغشى الشاهدة أمامى:
مالنا نروح ونأتى إلى هنا ؟
صدقنى يا ناجى، فى كل مرة، اتخيل بما يشبه اليقين أنك أنتَ الذى توصلنا، وأنك أنت الذى تعود بنا، أكثر من مرة كنت أتوقع أن اراك تخرج من وراء شجرة لتقول لنا باستغراب:
“ماذا تفعلون هنا؟ هيا لنعود إلى البيت".
آه لو يشعر الذى قتلك كم أنت حي!
لو كان يشعر بذلك لمات من الغيظ.
لو كان يشعر .. لكنه لا يشعر.
أيكون قتلك لو كان يشعر ؟
ناجي لحظة واحدة كأننى أسمع رنين جرس الباب،
لحظة واحدة سأنزل لأفتح .. اظن أنك قد أتيت!"
ناجى .. أتتذكر ؟ كنت ترسم لوحة ذات مرة، ووقفت على رأسك. رأيتك ترتكب خطأ إملائيا فى الحوار!! فقلت لك:
غلط، وأنت ببساطتك المعهودة رحت تشطبه وتعيد كتابته من جديد، أتتذكر ؟
لم يكن يهمك “ سيبويه” كان كل همّك أن تنقل الجُرح بحرارته وصدقه. كان حلواً كل ما ترسمه وتكتبه، حتى الغلط الإملائي كان أجمل من الصح !
كان عنوانا للبراءة الجميلة.
حنظلة الآن بين إخوته ينقل الحجارة، يسعف الجرحى، يصلى على الشهداء ويمارس الرجم حسب الأصول كما علمته، اطمئن .. الثورة بألف خير.
أخذت الأولاد، صباح العيد، إلى (بروك وود) لنعيّد عليك، مع أنك كنت تكره الأعياد والمعايدة، ودائما كنت تقول لى وللأولاد لا عيد إلا فى فلسطين، عيدنا عودتنا إلى وطننا.
كانت الأشجار كئيبة، وكانت السماء، وكانت أعماقنا،
سألتُ نفسى والدموع تُغشى الشاهدة أمامى:
مالنا نروح ونأتى إلى هنا ؟
صدقنى يا ناجى، فى كل مرة، اتخيل بما يشبه اليقين أنك أنتَ الذى توصلنا، وأنك أنت الذى تعود بنا، أكثر من مرة كنت أتوقع أن اراك تخرج من وراء شجرة لتقول لنا باستغراب:
“ماذا تفعلون هنا؟ هيا لنعود إلى البيت".
آه لو يشعر الذى قتلك كم أنت حي!
لو كان يشعر بذلك لمات من الغيظ.
لو كان يشعر .. لكنه لا يشعر.
أيكون قتلك لو كان يشعر ؟
ناجي لحظة واحدة كأننى أسمع رنين جرس الباب،
لحظة واحدة سأنزل لأفتح .. اظن أنك قد أتيت!"
من الفيس بوك حساب
Comments
Post a Comment