Skip to main content

فتحى عبد العزيز محمد ----------- جندى مجهول

جندى مجهول ..
لا شيء هناك في أن تعرف ، لكن أن تتخيل هو كل شيء.
أناتول فرانس

ـ1ـ
يفتقدها هى بالذات وهل بادلتة وفى أى يوم كان , ومنذ أن تلبثة
حبها الأثر ذات الشعور بالفقد وهو لايدرى , أم الذى حدث بينهما من علاقة حب وغرام كان فى حقيقة الامر وعلى الاطلاق تسلية أم نوع من الاسقاط وتسجيه فراغ .., أم أضحى الآن هو نفسة مجرد رقماً منسياً فى ذاكرتها المثقلة بالكثيرين , والذين يلهثون طمعاً وراء ثرى حذائها , وعندما تكابر صراحة أمها " فايزة بنت البديرى " معلنة ذلك على الملا .. , ثم هى نفسها الم تستجيب بقناعة وبساطة متناهية , إلى أختيار أهلها المنحاز أولاً ودائماً لمصالحهم الذاتية الضيقة , وهو يغدقهم الان بأوراق البنكنوت , والهدايا التى تسبئ العقول , والوعود البراقة بالمزيد وإذا ما تمت هذه الزيجة بالذات بسلام , ونجحت فى حماية وتوسيع نفوذهم وأحتكاراتهم , وإضفاء نوع من الوجاهة والاشهارالحزبى , لاستثماراتهم وشراكاتهم الخارجية المشبوهة والقادمة الان بقوة يحسدون عليها .
فهو بالطبع " نزار " , أبن الوجيه " أبو الفتوح " إمبراطور الحديد والفولاذ , وصاحب أكبر مجموعة أستيراد وتصنيع بطول البلاد وعرضها , وينتظره مستقبل باهر أقلة ماسيرثة كابر عن كابر, من مال وجاه وضيعات .. ثم أين أنت بالله من هذا كلة ..؟اا.. , ولامصدق كلام عماتها وتخريف حبوبتك " بت الختيم النور " ,..وعندما قالوا بصوت مسموع :
ـ " بأن المهدوى دائماً فى عرفهم مقدم على الجميع .. ويكفيك فخراً ومن دونهم كلهم أن جدك شارك " المهدي الإمام " .. فى فتح الخرطوم نفسها.. واستشهد وهو ممسك بالراية فى كررى بعد ذلك , .. وأبوك مات مستبسلاً فى حوادث ودنوباوى والجزيرة أبا .. " ثم قول لى :
ـ " ماذا بالله أورثوك كل هولاء..؟اا أورثوك كما يقولون .. مهدوى للنخاع تأكل النار .. ؟؟اا" ,:
ـ " وهذه الاخيرة فى نظرهم على الاقل وحدها , أصبحت الان لاتكفى .. , شئ وأحد بالطبع لم يقولوه لك صراحة حتى الآن , ولم يتفوهو بة علنا .. , وهو أن أخوك الكبير , شارك فى " تهتدون " نفسها ورجع كما أنت ترى الان بخفي حنين , وأشياء أخرى وأخرى.. من هذا القبيل , لايجرو أحد الخوض فيها أبدا ..
يتسأل داخلة ومازال :
ـ " ثم حتى ولو حدث ما حدث .. لماذا لم يدعونى صراحةً لزواجها كسائر أهل الحي ؟اا.., والبساط كما يدعون وفى كل ذلك " أحمدي ".. , فهل هذا قدر آخر أخف من قدر, وعلى مستوى أى تخاذل كنت أنت نفسك تستكين , لروئية عدمية فلسفية كهذة ولازمت ضيق ذات اليد تتنكبك , عبر الاجيال ومنذ أن رأت عيناك الدنيا يا " نورين " , تضحيات وراء تضحيات , ولكنك مازلت فى نزال مع نفسك اللوامة , ثم مرة أخرى يتجاهلوني اليوم كبار القوم وخزنة النواب والاستزوار صراحة , ويضيفون وهم لايشعرون فرداً أوجندى آخر , لزمرة الجنود المجهولين عندهم بالوراثة , فهل كل هذا كان فى مجملة نكاية بك وتزليل لتطاولك وتطلعك السخيف , ربما لان تستظل يوماً ما بالامانات .. , وبريقها الأخاذ كما يتوهمون ؟.. , ثم حتى ولو.. ؟ وهل فى هذا كلة سبه من أى نوع ؟ , وأنت فى الأصل والمبتدأ وريث أصيل , حتى لـ " شيخ الإسلام " و " بوابة عبد القيوم " نفسها , وعد لستة جدود وبالتالى فإن عزة نفسك ومقامك العالي الرفيع , تحول دون فرض نفسك وإقحامها فى دعوة مختصرة ومحدودة كهذة , ثم تأتى قصة من قبيل نفى الآخر تشهر بك يا " نورين " , .. وأنت حقا لست ألآخر وإنما الأول والمقدم , وأنت الذى تعزل ولاتعزل فى الأصل , ولكنك فى الحالتين .. ويا لعجبى ملام :
ـ " .. بل وأنت البادئ فى ذلك .. والبادئ أظلم .. " .
هكذا تقول دائما الخالة " حكم السيد بت الماكر " , وهى خالية ذهن تماماً لما يعتلج فى القلوب والصدور .. , ثم وهى بسذاجتها تلاحقك دائماً بتقريعها ولومها السازج المستمر :
ـ "..ثم وأنت بالذات ..أخوهم وود عمهم وسرهم كمان وجارهم .. ونشأتكم واحدة والمعزة واحدة .. والراية واحدة ..
ـ " فأنت حقيقة لست غريباً .. ليوجهو .. لك دعوة وشكليات كهذة .. لتواصل قائلة :
ـ " لم أعزم ! " .. بالله عليك أخجل وقول حاجة غير كدا ؟! .." .
-2-
حتى أنـت ويا لعجبي تستعجب لانفعالها الزائد , والغير مبرر أصلاً وقضها الطرف عن أشياء وأشياء .. بل وهى تعلم كل شئ , بالطبع أرسلوها لتقوم بهذا الدور ليعنفوك .. وليضعوك غداً موضع لوم الكل , ولكن قول لى :
ـ " الان أين .. حتى حقيقة هذا اللوم نفسة .. وتلك الحساسيات التى لم تكونو تعرفوها أبداً .. أطلت فجأة وبوجها السافر .. ولكن عليك أن تعلم أنت بالذات ومنذ الآن وصاعداً بأن اليوم ليس كالأمس .. وإن الأمس بالضرورة ليس كالغد .. وأن اليوم حقيقة سنة عشرة فى الألفية .. وليس كما تتوهم سنة عشرة فى المهدية .. وهكذا دواليك ويا " مقلب القلوب " , كما أنك ومع كل ذلك أذعنت فعلاً لقولها , وحديث أمك المغلوبة على أمرها هى الاخرى , والمتزلفة دائماً لارضائهم و أصلحت من هندامك المتواضع , وتضوعت ببعض من الطيب ورفعت التكشيرة , والتقطيبة الحديدية والتى صممت الا تعرفها بعد اليوم , وأعلنت فى غمضة عين فرحة المهدوى المقدام والمضحى دائماً ووضعت الشال على كتفك .. وأصلحت عمامتك والجبة , وخرجت فزغردت عند الباب عمتك " بنت وهب " قائلة لهم :
ـ " صلاة النبي عيني باردة علية .. يا أخواتى .. ماهيبة ووقار 00 يقدل تقول الخالق الناطق خالو " أبسام ".. فارس الملازمية فى زمانه .. " .
تساميت وأنت تدخل عليهم , على كل الأوجاع ومددت يدك بيضاء من غير سوء , لتبارك لأخيها " يزيد " فى حرارة تلبثتك ذاك العصير , وهو يضع على شفتيه أبتسامة باهتة لامعنا لها , وهم يديرون كلهم أعناقهم كما الذى على رؤوسهم الطير , بالطبع لم تنتظر منة هو شخصياً وكما قال ود " كربوس " :
ـ " .. إجابة واضحة مسموعة " , فهو أصبح صراحة هكذا كما يقول الجميع , .. ومنذ أن أنضم لجموع المنشقين .. وسكن المهندسين وتنسم مولانا الشاب الطموح الوزارة الولائية , فلم يعد يتذكر أوحتى يعبأ بمكانة أحد كان , وهو فى كل ذلك يتغابى بشططه .. مقولة وتحذير مهدينا الأمام نفسة المنسية دائماً عند أمثالة " المطاميس " :
ـ " .. الدنيا جيفة وطلابها .. كلاب .. " .
بل وأمام كل ذلك تطل بين الفنية والاخرى , الجدة " ست الجيل " حكامه مدفوعة هى الاخرى وما زالت , بشمس محنة غربت على ما بها , ويوصمونها جادين باللوثة العقلية , وهى رغماً عن كل شيء توازن دائماً بين كل الأمور , وتوزنها حقيقة بمعايير العقيدة الواحدة والقربة , والجيرة اللصيقة وهم أصبحوا لا يعطون لمثل هذه الامور والأشياء يبدوا وطاحت منذ زمن ليس بالقليل , وهى بالطبع تعرف كل شيء تقريباً حتي أدق .. أدق دسائس وأسرار الحي الكبير , ومع كل ذلك تجدهم أنفسهم يستهزئون دائما, أدنى تقدير أو أعتبارا يذكر , بالضبط لا أدري الان حقيقة من أين جاءت هذه العصرية بالذات ؟ أو إلى أين هي ذاهبة ؟ , ولكننى خمنت بأنها قادمة بالطبع من الزرايب غربا , وفى طريقها لحوش الخال " تمساح أبو زينبة " , حيث تقوم النسوة هناك فى هذا الاثناء , بإعداد وتجهيز وليمة العرس الكبرى .
تحاول وأنت تراها الان وفى هذة اللحظة الاختباء الجاد , وبعيدا عن ناظريها وتفاديها والزهد حتى فى التحدث معها , فى أحاديثها الغير مجدية أومثمرة بتاتا , بل وأنت دائما ما تعترف وتقول لى بصريح العبارة , " أمقتها دائماً ومازلت , لأسباب عدة منها مثلا قناعتي الشخصية , بقسوتها الزائدة معي ومن دون سائر أقراني في الحي , و نصائحها لي دائماً المتكررة والتي لا تعد ولا تحصي ,ووضعي دائماً بمناسبة أو اُخري موضع اللوم والتقريع , حتي أرعوي وبالطبع تحت دعاوي شتي , منها مثلاً قربها اللصيق الذي تدعيه دائماً وبقوة وإنتسابها , لأجدادي " الحمرَّ " , وأنني الجدير الوحيد في نظرها برعايتها , وتوجيهاتها الصارمة لأنها تعتبرني بلا أدني شك الوريث الأول والمنتظر, لكل مناقب فرسانهم الاشاوس وبطولاتهم الخارقة للعادة , المحكية والغير محكية بل يبدو أن الذي شجعها علي ذلك كلة , صراحةً والدي طيب اللة ثراه .. , فقد كان دائماً ما يحن ويعطف عليها ويتفقدها , وهي لا أدري حقيقة كانت تشكره أم تلومه وعلى رؤوس الأشهاد عندما تقول لة :
ـ " جدّك "سنوسي أبو البشر " .. أول من كاتب المهدي سرا وأمن بدعوته .. وقاتل معه في كل عموم دار بقارة .. وكان من كبار أمراء الراية السوداء والجهادية .. وبعد ذلك من خاصية ملازميه الخليفة التعايشي .. " لتقف لبرهة زمن وتواصل حديثا قائلة بحرقة وأسف متصنع :
ـ " وطلقني فجاة ود بتوا .. " أبو كلام " .. بلا سبب وقالوا واللة أعلم .. بس عشان يرضي بت " قاضي الإسلام " خالوا , " النايرة " بت طيبة البيقولوا ليها " أم نجيم " .
ـ-3-
أما الذي بدأ لي الان صراحةً , بأنها تمكنت مني تماماً هذه المرة بالذات , وأخذت تحاصرني وهي تلومني بمرارة تحسد عليها , المرة تلو الأخري قائلة :
ـ " .. ثم أنت يا باشمهندس وبذات نفسك .. حتي الآن لم تذهب للعقد كمان ؟ " , فى الحقيقة لم تنبس لها ببنت شفه بل كنت تستغرب حتى لانفعالها ولاهتمامها الزائد والغير مبرر واللصيق بالموضوع ككل , لتواصل هى وفى أصرار عجيب حديثها :
ـ " .. الجنيات كلهم صلاة النبي .. خليتهم وأقفين حلاتهم بكفوا معاهم في الناس .. حتي أولاد " ود نوباوي "و " الصور ".. ومن فريق " الضباط " و "الأمراء " إلا أنت .. قبلك ووحدك ..؟اا, لتواصل قائلة :
ـ " .. أمشي يا ولدي .. إن شاء الله تقيف معاهم ساكت ..اا " , بل غالبت نفسك لتقول لها وبهدوء متصنع ولتضع حد لحديثها :
ـ " أنا مشيت خلاص يا حبوبه .. وباركت ليهم وده دربي أنا أسع راجع منهم .. وعملت البرضيهم وبرضيكم ولو عايزني أمشي تاني حا أمشي تاني وتالت ورابع .. وعاشر كمان ..اا " , حسبتها سترد علي أستهجانى واستفزازي المزري , الصاع صاعين لتطاولي علي حدود الإحترام واللياقة , حتى ومع أمرأة في مثل سنها وكعادتها الاولي , ولكنني وعلي غير المتوقع أصلاً , شعرت بأنها حبست لِسانها ومناكفاتها بعض الشئ وأنا أحسب بأن قلبها دائماً معي علي حجر , ولكن علي العكس وفى هذةالجزئية بالذات أحسست ولأول مرة , كما لو أن عدة دُميعات عصية طفرت من مقلتيها راثية متأثرة لحالي , وهي تحاول جاهدة بكفيها الضعيفتين مسحها متخفية وأنا أستغرب , وأستكثر عليها حتى مجرد أن تحس بآلامي ولوعتي وأن تنزف في يوم ما الدمع السخين , راثية لحالي وأستعجب أكثر لحفظها لمعاني " ميساء " دائماً داخلي , ومنذ أن كنا صغار وإرتباطي باللعب معها ليلاً ونهاراً وغيرتي الذائدة عليها , من دون أقرانها كلهم .. لا أدري كيف تمالكت نفسها لتخفي كل ذلك , ولتقول لي باقتضاب وبرباط جاش وجدية متصنعة وهي تواصل سيرها :
ـ " .. أي وأصلهم يا ولدي .. والزواج قسمة ونصيب .. والناس قالوا بالناس ومافي زول بيعيش في الدنيا دي براهو.. ولاّ داير تعيش براك مقطوع من شجرة زي كده .. ولاّ شنو كمان .. ؟اا " , كنت أتساءل حقيقة داخلي وهي تغادرني بخطواتها الوئيدة مبتعدة :
ـ " هل أنا في حوجة صراحة إلي كومة من النصائح الساخنة .. لأذهب مغاضب لحفل عرس ليس لي فيه ناقة ولا جمل ؟.. وليس لي فيه مكاناً أبداً لفرحة بعد اليوم ..اا .
ـ5ـ
ذاك المساء الذي أذكرة , كان أمامي صيوان الحفل ذو الأجنحة الهفهافة , يكاد يطير حرفياً من الفرحة الطاغية , والفوانيس الرشيقة تتدلى لتشعل كعناقيد من شموع ليلة العمر المنتظرة , والتي أعد لها وكما يبدو بتصور مسبق , وحشدت لها في ذلك إمكانيات غير مسبوقة , لتكون لفترة طويلة حديث كل المجتمع .. , بل هاهي الأنوار الصغيرة الناعمة المترادفة فى كل مكان , مرتصة كحبيبات عقد منظوم مزركشة بالألوان الزاهية .., ترسم بقوة إعلانات إشهار الفرحة الغير محدودة .., ثم تلك الأبهة والدهشة ووقع اللحظة الحلم , وتطوف وتبسم محياها النضر بين الفنية والأخرى والمغني يصدح :
ـ " .. يا رمال حلتنا هوى .. ده كان بيرسم يا حليلوا .. ويا حليلوا " .. ثم تبسمها وتلفتها الذي لا معني له وهو يصدح هذة المرة :
ـ " زولاً روح .. والله روح .. واللة روح لبلداً ماهى .. هيلوا .. " .
وهكذا أعلنوها بالطنبور أخر الحفل , وتفرق الكل وهم بدورهم قبيلة راقصة حتى الصباح , وهى تنظر اليك وأنت تبخل عليها حتى بكلمة " مبروك " , التى أدخرتها كثيراً .. ثم نفسك أنت بالذات , وبعد كل الذى حدث لاتطاوعك أبدا , وفى كل ذلك وربما إمساكك عن البوح هو عزائك الوحيد الان , ولتعيش وكما يقولون وللتخمة وقائع حفل زفافها , الماثل وسذاجة وسخف أن تمسك نفسك عمن تحب وتحشوها صبراً لاتطيقة , وتموت بعدها أبد الدهر كمدا وتباريح الشوق والهيام , ولكن طبيعة النفس عندما تنكسر قول لى وهل من السهل أصلاحها فى كمالها وبهائها الأول .. وأخيها الصغير يكمل ما بدأ بة الكبار ويعلنها على الملا وبذات روح الجفاء :
ـ " العايز يجينا .. حبابوا عشرة .. والماداير يجينا خلى الرهيفة تنقد " .. والخالة " بنت وهب " وهى تحلفك الان :
ـ " سألتك بنبي الله .. ومهدي الله تمشى ساكت .. وما تخت ليك سكينة فى ضراعك .. وتجيب الغلط للكبار .. " ..
هذة الليلة بالذات قررت فى دخيلة نفسك , أن تسموا فوق الاوجاع والجراح وتثبت وتتباهى أمامهم , بعدم الاكتراث فلم تكن مميز بأكثر مما كنت تلك الليلة , وهى وصويحباتها أعترفن بذلك وأكثر بل كنت نجم الحفل , وأكثر من العريس نفسة.. والحقد يأكل قلوبهم وأنت تتواصل مع كل من تواصل معك من معارفك وخلصائك .. , واخيراً جداً .. نطقت بكلمات حارقات تفرضها الضرورة .. وتهوى لتهنئ العريس.. والاحجبة يحسبونها سكين فى ضراعك ..وأنت تضرب بكل المحازير عرض الحائط وأخوان العروس أصبحوا مشفقين حقيقة .. وأنت تحتضنة بمنكبيك العريضين وتقول له :
ـ " .. مبروك عليك " , والتى جأت متاخرة وبعد لأي ومخاض عسير وهو خالي ذهن تماماً , وكالأطرش فى الزفة يرد عليك :
ـ " .. عقبالك " .. , بل هى فى صمت مشفقة تتجاهلني الان تماما ليمر كل شىء بسلام .. بالضبط كما تجاهلت أمها " فايزة بنت البديرى " طلب أمى وحرصها .. عندما قالت لها فى زمن ماض غير بعيد وهى تحسب " البساط أحمدي " , وتشكو لها حالة شقفى ببنتها التى تلبستنى فجأة كهاجس لايفتر , وهى ممسكة برابطة الدم والجيرة .. , وهى بنت عمى فى الحسبة والتى لم تكن لها فى هذا الزمن الرمادي المادي , سواء سراب بقيع ليس الا يحسبه حقيقة الظمآن ماء تصدح قائلة :
ـ " نورين " خلاص كبر وأتخرج من الجامعة .. ويومين حيتوظف مهندس قدر الدنيا.. وعايزين نعرس ليهوا..؟ " , يومها لم تنبس لها ببنت شفه كما قالت الخالة " بنت وهب " , بل كانت تصرخ داخلها وما من مجيب :
ـ " نورين " حايضيع من أيدى يا بنات أمى ؟اا, " بنت البديرى " تجاهلتها وأدارت الحديث برمته الى منحى آخر مختلف , وسدت دى بى طينة .. ودى بى عجينة " , وكموت الفجاءة قتلت حلمي وحلمها وأجهضت عنوة الأمل الوحيد داخلنا الاثنين , ويبدو أنها رجحت بعد ذلك كفة الوجاهة والمال , وتنكرت لكل رابطة تجمعنا .. وهكذا الأيام نداولها .. .
ـ6ـ
ذاك العصير كنت أجلس القرفصاء وحيداً بالقرب من دكان " على برقو" , ممسك بسيجارة ولعتها للتو .. أنفس فيها , وأنا أستعرض بجدية ذكرى أمنيات وخيبات لن تأتى أو تتكرر أبدا , .. وأنا أملى عيني حقيقة من التغيير الواضح الذى أنتظم , كظاهرة كل حيشان الحي إلا حوشنا .. وحوش الخالة " ست الجيل حكامه " , وهى تشتكى بلوت زواجها وطلاقها المزمن , والمدبر ككيد من أول وأخر زوج لها لارضاء ضرتها , بت شيخ الاسلام " البديرى " والذى تدعيه دائماً ولعقود من الزمان الماضي والقادم , والذى ما زال يحز داخل نفسها ألم وحسرة , بل لا أدرى .. هل تذكرتها فى تلك اللحظة بالذات , لأجدها فجاءة بقربى ؟ ولتنفض يدها على ما يبدوا من جاه كل هذا العصير , من طعام وأعطايات كل المحسنين بجامع " مرفعين الفقراء " , ولتتحين الفرصة تماماً للانفراد بى لتقول ماحسبته أهم اهتماماتي , وعندما وأتتها فعلا الفرصة وجدتها تنتحي بى جانباً لتقول لى هامسة وحتى لايسمعها أحد كان ..
ـ " الليلة رحول " ميساء " , ثم أغرورقت عيناها بالدموع , ولم يحرك ذلك فى ساكناً فقد كنت أعلم ذلك سلفاً .. , أما الذى أدهشني حقيقة أهتمامها الزائد وحشر أنفها فى الموضوع ككل , دون سائر الناس حتى ..دون أمى نفسها , .. صمتت لبرهة زمن لتهمس لى متحسرة , وكأنها تذكرني بشئ ما ضاع منى .. أو التبس على ..
ـ .. " ميساء " .. يانورين .. ؟؟ا .
ثم أجهشت بعدها فى بكاء مر .. لتلتفت لى بعد فترة حسبتها دهراً لتقول لى هامسة وبحسرة وإصرار عجيبيين و مواصلة سيرها وبكائها وحتى لايسمعها أحداً كان ..
ـ " ميساء " بنت فايزة بنت النايرة .. بنت طيبة ( أم نجيم ) فى المهدية .. " يا "نورين .. " .. .
تمت ,,,
فتحى عبد العزيز محمد
نيويورك ـ منهاتن ـ سنترال بارك
5/1/2014م

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...