#شيركو بيكه سي
ه سي شاعر الأنفال:
ولد شيركو بيكه سي في مدينة السالمية العراقية عام 1940 صدرت له ثمانية عشر مجموعة شعرية كانت أولاها في العام 1968 ، كتب مسرحيتين شعريتين ، كما اهتم بالترجمة فترجم رواية ( العجوز و البحر ) لتولستوي نقلا عن اللغة العربية إلى الكردية ، أسس حركة ( روانكة ) الشعرية في العام 1970 و التي ضمت عدد كبير من الشعراء و الروائيين الأكراد،يعتبر رائد الشعر الكردي الحداثي و أشهر من برع في قصيدة النثر الكردية ، تنوع إنتاجه ما بين النصوص القصيرة جدا ً و الطويلة و القصة الشعرية و المسرحية الشعرية و كذلك الرواية الشعرية ، اتسم أسلوبه بالليونة مع اهتمامه بالتراث الكردي الشعري و الأسطوري ، تأثرت كتاباته بالسياسة و التاريخ و الحكايات و الملاحم الغنائية حيث تمكن من ابتكار نسقا ً شعريا ً خاصا ً جمع ما بين الحكاية و التاريخ و الحوار الدرامي و الذاكرة الشعبية و الغنائية ، لغته الشعرية غارقة في التساؤلات و الانطلاق و التحليق في دهاليز الروح كما يطغي الحزن و بعض من القسوة على كلماته و لغته الشعرية حيث يعتبر شعره تجسيدا ً لما تعرض له الأكراد في العراق من تنكيل و قتل جماعي .
كتب شيركو بيكه سي واصفا ً الشاعر بلغته الشعرية المميزة قائلا ً :
الشاعر يشبه حصاناً أسود وحيد
عرفه خصلة نار
وصهيل مبلل بالأنكسار
يجري في دوران دائم
الشاعر يشبه حصاناً أسود وحيد
عرفه خصلة نار
وصهيل مبلل بالأنكسار
يجري في دوران دائم
شيركو بيكه سي استطاع أن يخلق جوا ً شعريا ً كرديا ً خاصا ً قادم من حلمه بوحدة الأرض و الوطن ففي قصيدة-حلبجة تذهب إلى بغداد يقول :
ستذهب حلبجة إلى بغداد قريباً
عن طريق غزلان سهول "شيروانه"
حاملة معها سلة من الغيوم البيضاء
وخمسة آلاف فراشة
تنهض دجلة بوجل…
تنهض بكامل هيبتها… وتحتضنها
ثم تضع طاقية الجواهري على رأسها
بعدها ……
تقترب يمامتان من النجف
يغمر حنجرتيهما الهديل
ليحطا على كتفيها
ستذهب حلبجة إلى بغداد قريباً
عن طريق غزلان سهول "شيروانه"
حاملة معها سلة من الغيوم البيضاء
وخمسة آلاف فراشة
تنهض دجلة بوجل…
تنهض بكامل هيبتها… وتحتضنها
ثم تضع طاقية الجواهري على رأسها
بعدها ……
تقترب يمامتان من النجف
يغمر حنجرتيهما الهديل
ليحطا على كتفيها
لغة شيركو الشعرية مميزة بفراشاتها المنطلقة حول تخوم وطن روحه و من تنور الخبز الحمص في حلمه الطفولي النزق فنرى في أبياته ألفاظ غاية في البراءة و الرقة كما نرى ألفاظ حادة كحد السكين القاتل فنسمعه ينشد شعره كرنة العندليب :
نريد أن نوزع حبك كالخبز
نريد أن نحمل حبك كالطفل على الكتف
نريد أن نجعل حبك باقات كباقات الورد
نريد أن تقرأ حبك كالشعر
هاهم يحشون آذانهم بأقطان الظلام يبصقون في جبين الخبز والأطفال
و يفقأون عيون الزهور
و في موضع أخر يقول :
يا وطن الرماد والزهور
أنت أهمنا جميعاً وجميعنا أنت
أنت عضلات تلك السواعد التي تضم إليها
نداءات المصائر
أنت إلهام فرهاد
حين يبغي اجتياز بوادي التأريخ
أمام حد القوس وتحت وابل التيزاب
فوق أشواك الهلاك
نريد أن نوزع حبك كالخبز
نريد أن نحمل حبك كالطفل على الكتف
نريد أن نجعل حبك باقات كباقات الورد
نريد أن تقرأ حبك كالشعر
هاهم يحشون آذانهم بأقطان الظلام يبصقون في جبين الخبز والأطفال
و يفقأون عيون الزهور
و في موضع أخر يقول :
يا وطن الرماد والزهور
أنت أهمنا جميعاً وجميعنا أنت
أنت عضلات تلك السواعد التي تضم إليها
نداءات المصائر
أنت إلهام فرهاد
حين يبغي اجتياز بوادي التأريخ
أمام حد القوس وتحت وابل التيزاب
فوق أشواك الهلاك
و حين يهدر شعره كموج البحر :
تذكر وصفح أوراق الأمواج في كتاب بحر رأسك
فهذا الرحيل رحيل الجبال
ووجه سماء طائر
نهر
ينقل جميع عناوينكم في دهاليز نظراته
يأخذها ..يأخذها ..
ويرميها في مهب الإعصار"
تذكر وصفح أوراق الأمواج في كتاب بحر رأسك
فهذا الرحيل رحيل الجبال
ووجه سماء طائر
نهر
ينقل جميع عناوينكم في دهاليز نظراته
يأخذها ..يأخذها ..
ويرميها في مهب الإعصار"
و حين يداهم الشتاء ( السالمية ) بثلوجه البيضاء :
الثلوج تتساقط
حباتها فراشات ذابلة
فوق لحي وشوارب كثة للشباب
وظل الزعيم يتتبع خطى وأثار الحوافر
الثعلب هز رأسه ..وأهتز الذيل خائفاً
وهنا
أنشق صدر الجليد
فتراجع الثعلب وسارت القافلة
دنا الظل ..دوي ..اثنان ..ثلاثة
وزلزل يعزف ضجيجاً
انهيار ثلوج من بعيد
حتى أن السماء
دست غيوم القطن في أذنها
الثلوج تتساقط
حباتها فراشات ذابلة
فوق لحي وشوارب كثة للشباب
وظل الزعيم يتتبع خطى وأثار الحوافر
الثعلب هز رأسه ..وأهتز الذيل خائفاً
وهنا
أنشق صدر الجليد
فتراجع الثعلب وسارت القافلة
دنا الظل ..دوي ..اثنان ..ثلاثة
وزلزل يعزف ضجيجاً
انهيار ثلوج من بعيد
حتى أن السماء
دست غيوم القطن في أذنها
حرر شيركو بيكه سي أبياته من الوزن و القافية في نصه الشعري الروائي الطويل ( مضيق الفراشات ) و الذي اتبع فيه أسلوباً خاصاً يمزج بين الشعر و الرواية حيث يحكي النص عن ثورة الإنسان الكردي على مر العصور و يعد تأريخا ً لتلك الثورات التي احتلت ذاكرته و ذاكرة كل كردي :
لا تقرأني كثيراً
لأنك ستصاب بالعمى من كثرة الدخان في تأريخي
لا تقرأني كثيراً
لأنك ستصاب بالعمى من كثرة الدخان في تأريخي
الرماد أصله كرد
لماذا ؟
الله هو الوحيد الذي في أستطاعته أن يجيب
لماذا ؟
الله هو الوحيد الذي في أستطاعته أن يجيب
في ربيع العام 1988 حدثت الواقعة الأكثر إيلاما ً في تاريخ أكراد العراق واقعة الأنفال ، و التي عبر عنها شيركو بيكه سي في قصيدته الطويلة ( مقبرة القناديل ) و التي أطلق عليها أيضا ( الأنفال) بلغة قاسية تخدش سطور شيركو الرقيقة و روح القارئ الرومانسي ، تحكي (مقبرة القناديل ) عن المقابر الجماعية و جنازات الدفن و العودة من الموت و الخروج من السجن و الاعتقال و أعمار الموتى التي تطير كالفراشات في سماء الحزن و الشجن و حكايات الناجين من الموت ، استعمل شيركو بيكه سي اللغات المحكية على لسان النساء المسنات اللائى شاهدن المجازر و مات أقاربهن كما كان سائدا ً في الأدب الشفهي الكردي القديم مع دمجها ببعض لحظات الفرح التي سبقت تلك المجازر :
ليلة ، في البصرة
قرب تمثال "السياب"
في احتفال التاج والنجمات ورقص البيريهات وسكر الأسلحة
أثثوا صالة من مرج من صبايا الجبال
الصالة مضيئة
والصبايا معتمات
تدخل النجمات لاصطفاء الصبايا الحزينات
على طالة ناعسة
سكينة وسلة من الأجاص
ليلة ، في البصرة
قرب تمثال "السياب"
في احتفال التاج والنجمات ورقص البيريهات وسكر الأسلحة
أثثوا صالة من مرج من صبايا الجبال
الصالة مضيئة
والصبايا معتمات
تدخل النجمات لاصطفاء الصبايا الحزينات
على طالة ناعسة
سكينة وسلة من الأجاص
يظل شيركو بيكه سي السامي فوق حزنه المتسامي بلغته .
Comments
Post a Comment