عن السودان القديم، أو ذاكرة ليست للغبار:
الفريق أول ركن بحري. فتحي أحمد علي، عليه الرضوان
القائد العام لقوات الشعب المسلحة..
-----------------------------------------------
"إن يكُ للعدلِ في الأرضِ وجود
فليكن دمُنا هو المقياس"..
(الصادق الرضي)
...
أعتقد، بظن وسيم، أن أجيالا وأجيالا نهضت، وناهضة، تزال
تستحق، وبشدة، أن تعرف على وجه التحديد: عن الحتة التي التي كان يقف فيها السودان، عندما جاء "الحبرتجية" هؤلاء ل(إنقاذنا!)؟ وأن يعلموا عن سيرة أبناء وبنات السودان، الذين أفنوا العمر والحيوان من "أجلنا" في الوطن الكريم..
ناهيك، عن ذكيات السير العاطرات، من عساكر السودان العظام، كالفريق أول ركن فتحي احمد علي، أول وآخر ضابط بحري يتبوأ منصب "القائد العام" لقوات الشعب الباسلة، عن كفاءة وإستحقاق وتحت ظلال راية حكم ديمقراطية في عقابيل إنتفاضة شعبية..
يستحقون أن يعلموا حقا عن شظف حميم وكبد أنيق وحياة سكرية وإصطراع بما يليق بذلك السودان، بي خيرو وشرو، وفي السياق الزمني والتطور الإجتماعي والفضاء السياسي الحاكم.. عن بند يسمى "التنمية" في الميزانية.. ودعم السلع الأساسية وضبط السوق والتسعيرة.. عن نظام الرعاية الصحية الأولية.. في الشفخانات والمراكز الصحية و"الإستباليات".. عن الصحة المدرسية ودفتر العيادة -كسرة لازمة: لمن الدكتور يكتب "ملاريا" والروشتة ام كلوركين ديك" بدوك كتلميذ حقنة اولى وقتي "في اللحظة ديك والتو" والسستتر ولا التمرجي يفتفت ليك قريبة فروت بالسكر تاكلا وتمش البيت وباقي المستهبلين يرجعو بالكراس للمدرسة-
في الخدمة المدنية، أو ما تبقى منها بعد "مايو".. الترقيات والتنقلات والإعارات والإنتداب والإجازات والبديل النقدي والحوافز المستحقة، عن معنى التجرد والنزاهة في صورة (الموظف العام).. عن تلفزيون سودان وإذاعة أم درمان..
عن حياة إجتماعية، تجملها الطبقة الوسطى: حمالة القيم وصانعة الثقافة.. عن رأسمال وطني ذو تلقيد راسخ في الخير والتنمية.. عن جموع عاملة واعية ومستعدة.. عن شارع رحيم بلم ويربي.. وبيوت كريمة من طين وآجر أخضر وزبالة خريف، تحضن وتلم وتهدهد.. وعن جار وجارة.. برائحة تياب الأمهات المطمئنة ونكهة العشرة النقاء.. وعن نزوع ليبرالي آيل للرشاقة والحياة: بارتيهات ورحلات وسينمات وترفيه ومعارض كتاب وفن وأمسيات وحفلات.. وموضة ورقصات.. مجتمع تريان وحتى عندما تضربه (كارثة) بيئية كالجفاف والتصحر يتداعى له العالم مرددا أيقونات "Sudan Call":
We are the world
We are the children
سودان فيهو عنت كان صحيح.. تقيف صف للعيش.. لكن عيشة جد هي.. لا فيها برومات بوستايوم لا محاليل.. معلومة الصفة والوزن.. توست او مدور او كوكتيل.. زي بقرة بني إسرائيل ديك.. عيشة لو فلقوك بيها.. كل يوم يسألوك بقيت كيف؟ تقول أخير أمبارح..!
مدارس فيها مشاكل.. لكن بتربيك على السودان وبتنور وعيك.. وبتديك الكتب، فرادي او بالإشتراك ومعهن جزء من كراسات الدبل والصغار (24 ورقة) او الهندسة والرسم البياني، ومن رابعة ابتدائي المحبرة العامة في مكتب الوكيل، والله الله على الثانويات، والعجب داخلياتها والمتوسطة ويا لها من مرحلة.. نشاط لا صفي ومنافسات قومية، لا قبيلة ولا عرق ولا جهات.. مجتمع كان يشد أمانيه والخطاوي نحو التحديث وطلب العافية.. وليس ادل من ان الإنقلاب (قطع مسار التطور السياسي الحقيقي للتجربة السياسية السودانية وهي تتأهب بعد لعقد "المؤتمر القومي الدستوري" في 1989 بمظان جماع سياسي هو الأبرز منذ ثورة إكتوبر 1964.. ياخ حتى مجارمة ورباطة السودان، كانوا جزءا -رغم شناعة مبدأ الإجرام- جزءا لا يعدم الحميمية مع النسيج الإجتماعي المكون، وأنظر كيف رثى أديبنا د. علي المك، الراحل الواثق صباح الخير، ذات الشخصية التي كان يود سينمائينا حسين شريف معالجته فيلميا، لولا المنون.. وعن أساطير جمال دقلش.. او على مستوى البادية أشعارا خالدات تخلد مشاوير مضوي "أسد البطانة" في مسار تجربة الشعراء والهمباتة.. في فلوات وربوع..
وبالتأكيد المعلومات متوفرة عن المشاريع الزراعية والسكة حديد والنقل النهري ولاينز وإيرويس ولكن.. عود لذي بدء.. شرطة وقف على رأسها قامات كالفريق اول شرطة ابراهيم احمد عبد الكريم-رحمه الله- اعلامي وكاتب وموثق ومثقف.. أكيد ما كان في عهدها بموت طفل مدرسة، رغم كثافة المظاهرات، هنا وهناك، وجيش كان يعاني الأمرين في جبهات القتال "يستشهدون ولا يهزمون"، ومعلومة وحشة الكفاح المسلح، وقسوتها على أبناء الوطن والرحم الواحد، على طرفي النزاع، لكنو كان بنزل مع الناس حين البأس والضراء كالسيول والأمطار في 88.. "قوات (الشعب) تتلاحم مع شعب (القوات)"..
وعن الرياضة، بأساطينها والأقطاب من الراسمال الوطني والوجهاء بإستقلالية وديمقراطية وأهلية، فلا عجب أن تبقى لحظات خالدة في التاريخ إسمها هلال 86/87 ومريخ كأس دبي وقيل مانديلا وموردة تهد قلاع الزمالك المصري ب"قووووون من السنتر"، حليل ود إبليس وشباب العباسية والتاج والنيل وفايز نصر الدين ذات نفسو كمان..!
الله يرحم فتحي أحمد علي، إبن البلاد البار
وياريت ان ينبري احد او ناس ما.. لسيرته الناصعة
الضاجة بالأوسمة والأنواطة ولترحاله نظاميا فريدا في الجيش السوداني، ومناضلا وطنيا سامق البذل في تجربة القيادة الشرعية والتجمع الوطني الديمقراطي، وفتح خزانة الأسرار والذكريات.. عل الشباب يع، من أي الجهات والحتات تم إنقاذنا.. والعياذ بالله!!
الفريق أول ركن بحري. فتحي أحمد علي، عليه الرضوان
القائد العام لقوات الشعب المسلحة..
-----------------------------------------------
"إن يكُ للعدلِ في الأرضِ وجود
فليكن دمُنا هو المقياس"..
(الصادق الرضي)
...
أعتقد، بظن وسيم، أن أجيالا وأجيالا نهضت، وناهضة، تزال
تستحق، وبشدة، أن تعرف على وجه التحديد: عن الحتة التي التي كان يقف فيها السودان، عندما جاء "الحبرتجية" هؤلاء ل(إنقاذنا!)؟ وأن يعلموا عن سيرة أبناء وبنات السودان، الذين أفنوا العمر والحيوان من "أجلنا" في الوطن الكريم..
ناهيك، عن ذكيات السير العاطرات، من عساكر السودان العظام، كالفريق أول ركن فتحي احمد علي، أول وآخر ضابط بحري يتبوأ منصب "القائد العام" لقوات الشعب الباسلة، عن كفاءة وإستحقاق وتحت ظلال راية حكم ديمقراطية في عقابيل إنتفاضة شعبية..
يستحقون أن يعلموا حقا عن شظف حميم وكبد أنيق وحياة سكرية وإصطراع بما يليق بذلك السودان، بي خيرو وشرو، وفي السياق الزمني والتطور الإجتماعي والفضاء السياسي الحاكم.. عن بند يسمى "التنمية" في الميزانية.. ودعم السلع الأساسية وضبط السوق والتسعيرة.. عن نظام الرعاية الصحية الأولية.. في الشفخانات والمراكز الصحية و"الإستباليات".. عن الصحة المدرسية ودفتر العيادة -كسرة لازمة: لمن الدكتور يكتب "ملاريا" والروشتة ام كلوركين ديك" بدوك كتلميذ حقنة اولى وقتي "في اللحظة ديك والتو" والسستتر ولا التمرجي يفتفت ليك قريبة فروت بالسكر تاكلا وتمش البيت وباقي المستهبلين يرجعو بالكراس للمدرسة-
في الخدمة المدنية، أو ما تبقى منها بعد "مايو".. الترقيات والتنقلات والإعارات والإنتداب والإجازات والبديل النقدي والحوافز المستحقة، عن معنى التجرد والنزاهة في صورة (الموظف العام).. عن تلفزيون سودان وإذاعة أم درمان..
عن حياة إجتماعية، تجملها الطبقة الوسطى: حمالة القيم وصانعة الثقافة.. عن رأسمال وطني ذو تلقيد راسخ في الخير والتنمية.. عن جموع عاملة واعية ومستعدة.. عن شارع رحيم بلم ويربي.. وبيوت كريمة من طين وآجر أخضر وزبالة خريف، تحضن وتلم وتهدهد.. وعن جار وجارة.. برائحة تياب الأمهات المطمئنة ونكهة العشرة النقاء.. وعن نزوع ليبرالي آيل للرشاقة والحياة: بارتيهات ورحلات وسينمات وترفيه ومعارض كتاب وفن وأمسيات وحفلات.. وموضة ورقصات.. مجتمع تريان وحتى عندما تضربه (كارثة) بيئية كالجفاف والتصحر يتداعى له العالم مرددا أيقونات "Sudan Call":
We are the world
We are the children
سودان فيهو عنت كان صحيح.. تقيف صف للعيش.. لكن عيشة جد هي.. لا فيها برومات بوستايوم لا محاليل.. معلومة الصفة والوزن.. توست او مدور او كوكتيل.. زي بقرة بني إسرائيل ديك.. عيشة لو فلقوك بيها.. كل يوم يسألوك بقيت كيف؟ تقول أخير أمبارح..!
مدارس فيها مشاكل.. لكن بتربيك على السودان وبتنور وعيك.. وبتديك الكتب، فرادي او بالإشتراك ومعهن جزء من كراسات الدبل والصغار (24 ورقة) او الهندسة والرسم البياني، ومن رابعة ابتدائي المحبرة العامة في مكتب الوكيل، والله الله على الثانويات، والعجب داخلياتها والمتوسطة ويا لها من مرحلة.. نشاط لا صفي ومنافسات قومية، لا قبيلة ولا عرق ولا جهات.. مجتمع كان يشد أمانيه والخطاوي نحو التحديث وطلب العافية.. وليس ادل من ان الإنقلاب (قطع مسار التطور السياسي الحقيقي للتجربة السياسية السودانية وهي تتأهب بعد لعقد "المؤتمر القومي الدستوري" في 1989 بمظان جماع سياسي هو الأبرز منذ ثورة إكتوبر 1964.. ياخ حتى مجارمة ورباطة السودان، كانوا جزءا -رغم شناعة مبدأ الإجرام- جزءا لا يعدم الحميمية مع النسيج الإجتماعي المكون، وأنظر كيف رثى أديبنا د. علي المك، الراحل الواثق صباح الخير، ذات الشخصية التي كان يود سينمائينا حسين شريف معالجته فيلميا، لولا المنون.. وعن أساطير جمال دقلش.. او على مستوى البادية أشعارا خالدات تخلد مشاوير مضوي "أسد البطانة" في مسار تجربة الشعراء والهمباتة.. في فلوات وربوع..
وبالتأكيد المعلومات متوفرة عن المشاريع الزراعية والسكة حديد والنقل النهري ولاينز وإيرويس ولكن.. عود لذي بدء.. شرطة وقف على رأسها قامات كالفريق اول شرطة ابراهيم احمد عبد الكريم-رحمه الله- اعلامي وكاتب وموثق ومثقف.. أكيد ما كان في عهدها بموت طفل مدرسة، رغم كثافة المظاهرات، هنا وهناك، وجيش كان يعاني الأمرين في جبهات القتال "يستشهدون ولا يهزمون"، ومعلومة وحشة الكفاح المسلح، وقسوتها على أبناء الوطن والرحم الواحد، على طرفي النزاع، لكنو كان بنزل مع الناس حين البأس والضراء كالسيول والأمطار في 88.. "قوات (الشعب) تتلاحم مع شعب (القوات)"..
وعن الرياضة، بأساطينها والأقطاب من الراسمال الوطني والوجهاء بإستقلالية وديمقراطية وأهلية، فلا عجب أن تبقى لحظات خالدة في التاريخ إسمها هلال 86/87 ومريخ كأس دبي وقيل مانديلا وموردة تهد قلاع الزمالك المصري ب"قووووون من السنتر"، حليل ود إبليس وشباب العباسية والتاج والنيل وفايز نصر الدين ذات نفسو كمان..!
الله يرحم فتحي أحمد علي، إبن البلاد البار
وياريت ان ينبري احد او ناس ما.. لسيرته الناصعة
الضاجة بالأوسمة والأنواطة ولترحاله نظاميا فريدا في الجيش السوداني، ومناضلا وطنيا سامق البذل في تجربة القيادة الشرعية والتجمع الوطني الديمقراطي، وفتح خزانة الأسرار والذكريات.. عل الشباب يع، من أي الجهات والحتات تم إنقاذنا.. والعياذ بالله!!
وعليه؛ فقد تم إنقاذنا إلى ما توصفه الأبيات التالية:
"خفّ بنا إلى حقيقتنا وعلّمنا الطريق لنعبدك
بطريقة الخصيان في هذي البلاد
مضاربةٌ لأجل العيش
مثل بقية الأغنام،
بيعٌ للضمائر
_كي تقى_ إمرأةً
أخذتها من أبيها شر إعسارٍ
مساومةٌ
لكي تجد الطريدة والفراشْ،
إن الطفولةُ لم تَعُدْ تَشْفع
لأطفال الشوارع، والنساء كبرنّ
في بحر العنوسة والأسى والإنتظار،
والبابُ مغلق في وجوه القادمين من
الضيوف،
وكسرةُ الخُبز البسيط كسيحةٌ
لا تُشبع الولدان
ما بال الجيوش الباقية؟
ماذا تبقى من خرابٍ أسودٍ
ماذا تبقى من دمار؟
إن الصبايا في الطريق العام
يطرحنّ البُضاعة للذي يُطعم
ويُسقي مسغبة..
والبيتُ مفتوحٌ لمن سيعولُ
أرملةٌ وأحياناً حريرة..
لم يعد شئٌ هناك
إذا ذهبت إلى هناك
ولم يعد شئٌ هنا..
الكُلُ يمضي كي يعود إلى الهلاك
والصبحُ ملهاةٌٌ
وبالليل الجحيم"..
(عثمان بشرى)
بطريقة الخصيان في هذي البلاد
مضاربةٌ لأجل العيش
مثل بقية الأغنام،
بيعٌ للضمائر
_كي تقى_ إمرأةً
أخذتها من أبيها شر إعسارٍ
مساومةٌ
لكي تجد الطريدة والفراشْ،
إن الطفولةُ لم تَعُدْ تَشْفع
لأطفال الشوارع، والنساء كبرنّ
في بحر العنوسة والأسى والإنتظار،
والبابُ مغلق في وجوه القادمين من
الضيوف،
وكسرةُ الخُبز البسيط كسيحةٌ
لا تُشبع الولدان
ما بال الجيوش الباقية؟
ماذا تبقى من خرابٍ أسودٍ
ماذا تبقى من دمار؟
إن الصبايا في الطريق العام
يطرحنّ البُضاعة للذي يُطعم
ويُسقي مسغبة..
والبيتُ مفتوحٌ لمن سيعولُ
أرملةٌ وأحياناً حريرة..
لم يعد شئٌ هناك
إذا ذهبت إلى هناك
ولم يعد شئٌ هنا..
الكُلُ يمضي كي يعود إلى الهلاك
والصبحُ ملهاةٌٌ
وبالليل الجحيم"..
(عثمان بشرى)
Comments
Post a Comment