Skip to main content

لماذا لا يستطيع النظام المصري حلّ مشكلة الإرهاب؟ --------رأي القدس

لماذا لا يستطيع النظام المصري حلّ مشكلة الإرهاب؟

رأي القدس

May 27, 2017
استهدف ثمانية مسلحين ميكروباصا وسيارتين يجمع بينها أنها تحمل أقباطاً قادمين من مناطق مختلفة وتضم أطفالاً وعمالاً كانوا في صدد رحلة عودة أو ذهاب من كنيسة ودير وقرية ووصل عدد القتلى، حسب آخر الأرقام، إلى 35 قتيلاً، ولم يتوان المسلّحون طبعاً عن قتل الأطفال بل وألقوا بعد عمليتهم الإجرامية، حسب الرواية، منشورات فيها «صوماً مقبولاً وذنباً مغفورا»، في حال تجمع بين التوحّش والاستهتار بالحياة البشرية.
يتابع هذا الهجوم مسلسل عمليات كان آخرها ما حصل في التاسع من الشهر الماضي في «أحد السعف» (أو الشعانين) حين استهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» كنيستين كبيرتين للأقباط في مدينتي طنطا والإسكندرية وقتل وقتها 46 شخصاً وأصاب 124 بجروح، وقبله وقع انفجار كبير في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة في نهاية السنة الماضية قتل خلاله 26 شخصاً وأصيب 31 آخرون.
في الشهر الماضي، وبعد التفجيرين الخطيرين، تعالت أصوات التنديد العربية والعالمية وكان أكثرها أهمّية، في حسبان السلطات المصرية، تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ثقته في قدرة الرئيس المصري «على التعامل مع الأمر بشكل مناسب».
من جهته، دعا الرئيس المصري يومها مجلس الدفاع الوطني للانعقاد وأعلن حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة شهور، وهو ما يعني أن النظام اتّبع ما اعتاد على فعله والتأكيد عليه كلما حصل حادث إرهابي: إذا لم تنفع الإجراءات الأمنية والعسكرية فعلينا أن نقوم بمزيد من… الإجراءات الأمنية والعسكرية، ولكن النتيجة المحتومة كانت ما حصل أمس: عمليّة إرهابيّة جديدة نفّذها أصحابها ببرودة دم وبقدرة على السخرية من القتلى.
أحد مسؤولي الأحزاب المصرية، وضع الأصبع على الجرح أمس حين قال: «الطوارئ ليست الحل والسلطة تلجأ لها كغطاء لفشل السياسات بل يتجه نصلها الرئيسي للمعارضة المدنية التي لا ترفع سلاحا ولا تحمل قنابل»، مشيراً بذلك إلى الحملة الأمنية الأخيرة التي طالت الشباب في مختلف محافظات مصر.
المشكلة في النظام المصري الحاليّ أنه لا يملك، نتيجة الطبيعة العسكرية والأمنية المؤسس عليها، والملابسات المعروفة التي جاء فيها رئيسه إلى الحكم، حلولاً أخرى لأن نظاماً ينهي أول تجربة حكم مدني ديمقراطي في مصر يعرف أن وقف استهداف الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والناشطين السياسيين والمجتمعين والصحافيين والكتاب والمثقفين والحقوقيين ومنتقدي الفساد، وهي كلّها أركان عودة الأسس الديمقراطية والمدنية للمجتمع، يعني الحكم على نفسه بالزوال.
وعلى عكس ما يفترضه المنطق، فإن هناك أسباباً لدى النظام للتغاضي عن انكسار هيبته بهذه الأعمال الإرهابية الفظيعة، ومن المؤكد وجود جهات وازنة داخله تجد في اشتداد هذه العمليات وتزايدها فرصة لتشديد قبضتها الثقيلة على المجتمع ومراكمة أموال فسادها وتبرير استبدادها وطغيانها.
 تغيير النظام المصري لنهجه الأمنيّ يشبه، لدى الجهات الحاكمة، إعلاناً فاضحاً أن الاستيلاء العسكري على السلطة كان خطيئة سياسية، وأن الطريق الوحيد للخروج منها هو عودة مصر إلى سكّة الديمقراطية.
بمعنى أنه لحلّ مشكلة الإرهاب على النظام أن يحل نفسه. ولكن السيسي قادر طبعا على «التعامل مع الأمر بشكل مناسب»، وإن لم تكونوا مصدّقين فاسألوا ترامب.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe