Skip to main content

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل-------تصريحات الإستهلال و الإستسهال .. !!

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل
تصريحات الإستهلال و الإستسهال .. !!
 يستميت المسئولون الصِحيِّون بولاية النيل الأبيض في إيصال معلومة مفادها أن ما أصاب أهلنا في حضر وقرى الولاية من وباء هو ليس كوليرا بل إسهالات مائية ، وقد حقَّق الله أمنياتهم في هذا المنحى فتداولت أغلب وسائل الإعلام ما (إجتهدوا) و( جدوا ) في إنفاذه و نشره ، لكن يا هؤلاء ما الفرق بين أن يكون ما يجري من فناء لإنسان النيل الأبيض إسهالاً مائياً أم كوليرا ؟ ، ذلك لا معنى له غير إنتماء إدارة صحة النيل الأبيض إلى مشجعي الإعتداد بالإتجاهات (الشكلية) للقضايا وترك المضامين المخبأة تعيس فساداً في البلاد والعباد ، فالأهم لإدارة الولاية على ما يبدو أن لا يلطِّخ ثوب النيل الأبيض (عار) تفشي وباء الكوليرا وكأن ذلك يُشين سمعة الولاية وربما سمعتهم الشخصية ، ثم بعد ذلك ينظرون في أمر المرضى الذين يموتون بالمئات وربما الآلاف لأن الإحصائيات كالعادة مفقودة أو غير مُعلنة ، إن الإعلان والتصريح عبر الوسائل الإعلامية المختلفة في حال وقوع الكوارث بأشكالها المختلفة ومن ضمنها الصحية أياً كان مسماها ، يظل في واقع الأمر واجباً من الباب الإنساني والقانوني والعملي المتعلِّق بإدارة الأزمة ، فليتهم إهتموا بالإقبال على تصريحات وتنويرات إعلامية تفيد الإحصائيات الحقيقية لما يحدث في النيل الأبيض وتفيد أيضاً المضامين التثقيفية التي يحتاجها المواطن كسبل الوقاية من الإصابة وطرق الإسعافات الأولية وعناوين الجهات التي يمكن إبلاغها إذا ما تم إكتشاف حالات جديدة ، إلى متى يوحي إلينا المسئولين والنافذين في هذا العهد السياسي والإداري الغريب في أطواره وإتجاهاته أن قيمة الإنسان السوداني ستظل بخسة الثمن وآخر ما يمكن أن يُنظر إليه في قائمة الإهتمامات ، الحمد لله نفيدكم بأننا قد سلَّمنا و آمَّنا بأن ما يقتل الناس في النيل الأبيض ويبيدهم كل يوم وساعة ليس وباء الكوليرا ولنسمَّيه كما تشاءون أو كما (تشتهون) بدءاً بإسهال مائي أو توعك فجائي و نهايةً بإنفلات إمعائي فالأسماء كثيرة ولتختاروا ما يحفظ ماء وجوهكم أمام اللهو ملائكته والناس الذين غُلبوا على أمرهم بالقدر الذي جعل مواطني الولاية يستنجدون عبر وسائط التواصل الإلكتروني بالمغتربين من أبناء قراهم لتوفير الأدوية والمعينات ، أمر الوباء المشكوك في أمره بالنيل الأبيض بدأت إرهاصاته منذ ما يقارب الستة أشهر ولا تفاعل لحكومة الولاية بالموضوع يتناسب وحجم خطورة الأمر ، في الوقت الذي أنفقت فيه الولاية قبل عام ما يقارب الـ50 ملياراً على الدورة المدرسية الطلابية التي لا ننكر أهميتها وضرورة قيامها ، إلا أن شكل ومضمون إستراتيجية إقامتها في الولاية كان فيه نوعاً من المبالغة والإستنزاف للمال العام بقدر ملاحظ ومثبت عبر ما تداولته وسائل الإعلام حينها ، كيف كان هذا ؟ وتعجز الولاية عبر ماليتها وإستراتيجياتها المتعلَّقة بالطواريء عن إيجاد حل ناجع لمشكلة أقل ما يمكن أن توصف به أنها تودي بالناس للموت المحتوم ، أن ما يحدث في النيل الأبيض يستحق أن يتحوَّل من ولائي إلى مركزي طالما كان أمره يتعلَّق بالسلامة العامة وتعريض الأنفس للتهلكة ، فضلاً عن إمكانية إنتشاره ليعم المناطق المحيطة والمتاخمة لا قدر الله ، وعلى جهات أخرى ليست ذات علاقة بالقطاع الصحي أن تستنهض همتها في إستقصاء منابع ومصادر هذا الوباء في البيئة المحيطة بالقرى والحواضر التي إنتشر فيها هذا الداء من باب أن لا دخان من غير نار .

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe