Skip to main content

قصة قصيرة ---------"اشجار الزينة الباهرة" ------------- عبدالعظيم ضوالبيت



قصة قصيرة
"اشجار الزينة الباهرة"
 عبدالعظيم ضوالبيت
أقتطع السجان بآلة حادة صدئة سبابته ، بدأ شاحباً ، كان لا يرتدي سوي سرولاً قطنياً مهترئاً ، تلي آمر السجن أسماء الذين يستحقون ملابس الموتي بسبب عُريهم الفاضح ، بصوته الغليظ ، صاح آمر السجن "ان أشيائكم المتعفنة تثير أشيائهم وهو أمر يُخل بتعاليم السموات" ، كان خصيئاً مثل معظم الذين يتأتون في يناير من كل عام ، ما عاد يحتفي كعادته عند إلقاء أثمال أصدقائه المختارين بأمر آمر السجن للموت ،قميصاً قطنياً و تنورة نسائية وفردتي حذاء يصلحان لعجوزُ ثمانيني يعتمر احلاما لن تأت أبداً، كان نصيبه ، تعجب بامتعاض ، عدهما، يومان فقط منذ رحيله، رائحة صديقه البائنة في تنورة حبيبته ، ابتزت ذاكرته ، دفعته لقضم إصبع موزع اثمال الموتي، جُرح عميق احدثته مدية طباخ السجن الماهر في صدره، حبس حزنه ، تناثر برتابة ، مشهداً بئساً مكروراً ، أصوات صاخبة ، احذية مبتلة ، أجساد متعرقة متعفنة ، همهمات تعلو وتعلو ، إعتمام ، خلق فوضي عارمة،
كلمات آمر السجن المنتفخة أعادة ترتيب الأصوات الضاجة، بأوامره ، اصطف الجميع بأنحناء تافه.
 " تهافتت المدينة خبراً ان ظِلان تنازعاء ثقب مدخل ضوء ، تقافزت الظلال بشكل مُرعب إحتجاجا علي العتمة ، لوح ظل بصوت جهير - يبدو انه الزعيم - ودرءاً للفتنة ، الي ضرورة إعادة توزيع إشباح المارة ، عارض ظِل كهل مبدأ درء الفتنة، تلي ظل ماكر مكتنز ضخم الأرداف جزاءات المخالفة ، بعد هتاف داوِ ، أهداه آمر السجن قطعة ضوء ضخمة تقديراً لإستنارته ، بعد حبس الظل المتمرد منفرداً داخل قِدْر قذر"
بهذيانه وانفعالاته ، انتفخ متوهماً أن ثـَمـَّتَ " احتفالاً رسمياً مُهيباً لانتصاراته العظيمة  ، النياشين و الأنواط تتقاسمان بإنصاف بدلته الفاتنة ، صيحات حسناوات المدينة ذوات التنانير القصيرة ، المبهجات ، بأثدائهن المعلقة، حناجر الرجال الصدئين ، اصحاب الرايات الزاهية ، الاطفال المنهكون بفعل قفزاتهم الجامحة لمشاهدة حذائه اللامع، عمدة المدينة التِعب بهرقاته وأوامره الكتائبية لبائعات النهار و الليل ، الشوارع المستطيلة المُتعبة بأقدام الكادحين ، ثـُمَّتَ سحابتان ، تحاذتاء ، تهاطلتاء بفعل صلوات الصالحين، الترانيم و أصوات الأجراس ، الشبان المولوعون بساعته المُذهبة ، الرجلان الدميمان نفسهما بحناجرهم الداوية ، اصطفاف السحرة ، المهرجون ، الصبية الجائلون ، العنزتان المتناطحتان ، أشجار الزينة الباهرة ".
 بدأ حزيناً ، مُتآكلاً ، فزعاً، تلي عليه صبي حاذق تعاويذ آدم الأولي بعدما أهداه تميمته الخاصة.
عبدالعظيم ضوالبيتربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe