Skip to main content

الحب المستحيل: العرب واليهوديات، اليهود والعربيات

الحب المستحيل: العرب واليهوديات، اليهود والعربياتالحب المستحيل صورة توضيحية (thinkstock)

الواقع الجنوني والمستحيل للحياة في إسرائيل يستدعي قصصًا رومانسية عابرة للهوية الدينية والقومية. فإذا كان الشباب العرب والفتيات اليهوديات يخفون قصص حبّهم في الماضي، فيمكننا اليوم أن نجدهم في برامج التلفزيون

20 يونيو 2014, 12:38 2
تستدعي الحياة المختلطة لليهود والعرب في دولة إسرائيل الكثير من اللقاءات غير الاعتيادية وغير المتوقعة. إذ، ينشئ نسيج الحياة المشتركة، التي يعيش فيها العرب واليهوديات، اليهود والعربيات سويّة، ويعملون ويقضون أوقاتًا معًا؛ حالة تكون فيها علاقة الحب بين شريكين من كلا الطرفين ظاهرة طبيعية وضرورية. وتشيع الظاهرة بشكل خاصّ في المدن المختلطة حيث فرص الاحتكاك بين الشعبين مرتفعة بشكل خاصّ.
ولكن، تعمل الجهات المحافظة من كلا الطرفين بكلّ ما في وسعها من أجل إحباط علاقات الحبّ بين زوجين من العرب واليهود، وخصوصًا بين الفتيات اليهوديات والرجال العرب. وفقًا للتقديرات، فهناك عشرات الأزواج المختلطين الذين يعيشون في إسرائيل. إنهم يعيشون معًا ويبقون في ظلّ جميع الاضطرابات السياسية التي تمرّ بها المنطقة، ويحاولون أن يثبتوا بأنّ الحبّ أقوى من كلّ شيء. ولكن في معظم الحالات، فإنّ الآراء المسبقة التي تحيط بهم تمنعهم من إظهار حبّهم إظهارًا صريحًا.

إبراهيم من لواء جفعاتي

فمثال على ذلك، هو إبراهيم، شاب من أحد الأحياء العربية في القدس والذي لا يمكن الكشف عن اسمه كاملا. فقد درس في مدرسة يهودية، تحدّث العبرية بطلاقة، عمل مع شبّان يهود وتعرّف أيضًا إلى الكثير من الفتيات الإسرائيليات. ولقد تدرّب في صالة رياضية في حيّ يهودي في القدس قرب مكان سكنه، وتعرّف هناك على كيرن (اسم مستعار)، وهي فتاة من أصل يهودي تعيش في نفس الحيّ.
أحبّ إبراهيم وكيرن بعضهما بعضًا سريعًا. وحقيقة أنّها فتاة يهودية، وأنّه شابّ عربي، لم تزعج أيّا منهما. ولكن، كانت المسألة أكثر تعقيدًا بالنسبة لعائلتيهما؛ فقد فضّل والدا إبراهيم أن يرتبط فقط مع فتيات عربيات من حيّه، حيث يمكنه الزواج منهنّ وفق الشريعة الإسلامية.
بالمقابل، أراد والدا كيرن أن تتعرف على شاب يهودي فقط. وكان لدى إبراهيم حلّ؛ حين التقى مع أسرة كيرن فقد عرض نفسه ببساطة باعتباره "آفي" - وهو اسم إسرائيلي، ولإضافة المصداقية قال إنّه خدم في الجيش الإسرائيلي في لواء "جفعاتي". "أنا آفي من جفعاتي"، هكذا قدّم نفسه.

درويش وريتا

ومن المعروف أنّ الشاعر الوطني الفلسطيني محمود درويش أيضًا كانت لديه علاقة رومانسية مع امرأة يهودية، والتي تخلّدتْ في قصيدته التي تبدأ بـ "بين ريتا وعيوني.. بندقية". وظلّ السؤال إذا ما كانت "ريتا" نفسها هي امرأة حقيقية دون جواب لفترة طويلة.
محمود درويش (AFP)
محمود درويش (AFP)
وفي الواقع فإنّ "ريتا" في القصيدة هي لها حياة خاصّة بها، بعضها حقيقي وبعضها خيالي، ولكن لا شك أن هناك شيء حقيقي في القصة. حين سُئل محمود درويش عن ذلك، أجاب: "إذا كان يريحك أن أعترف بأن هذه المرأة موجودة، فهي موجودة أو كانت موجودة. تلك كانت قصة حقيقية محفورة عميقًا في جسدي…".
إنّ شرح درويش لعلاقته مع المرأة اليهودية يفسّر شيئًا عن العلاقة بين الصراع العربي اليهودي، الذي كان يجري على مستوى الأمة، وبين علاقة اليهودية والعربي في الغرفة الخاصة المغلقة: "في الغرفة كنا متحررين من الأسماء، ومن الهويّات القوميّة ومن الفوارق، ولكن تحت الشرفة هناك حرب بين الشعبين" (الكرمل، ع ‏52‏، ‏1997‏. ص ‏220‏).
هكذا الأمر أيضًا بالنسبة لإبراهيم وكيرن؛ لم تكن هناك حاجة للهويّة القوميّة، الدينية أو أي هوية اجتماعية أخرى في العلاقة بينهما، ولكن في الخارج كان على إبراهيم أن يغلّف نفسه بهوية مستعارة، من أجل الإعلان عن حبّهما.

الشرعية العامة

ولكن إذا كان الأزواج المختلطون في الماضي مضطرين للاختباء في الظلام، ففي أيامنا صعد بعض هؤلاء الأزواج إلى خشبة المسرح، وقدّموا تعبيرًا علنيّا عن علاقتهم بشكل ينشئ شرعية متنامية للعلاقات بين شريكين من كلا الطرفين. في برنامج الرياليتي الشعبي "السباق نحو المليون"، الذي فاز بنسب مشاهدة عالية بشكل خاصّ عند الإسرائيليين، تألّق زوجان من قوميتين مختلفتين من المتسابقين: فراس حليحل وشيرا دهان.
ولكن مع ظهور فراس وشيرا المشترك فورًا، سُمعت صرخة ضدّهما. طالب احتجاج في شبكة الفيس بوك بمقاطعة البرنامج الذي يعرض زوجين من قوميتين مختلفتين باعتباره أمرًا شرعيّا: "شعبنا ليس غبيّا ونحن لسنا مستعدّين للانجرار إلى الأماكن المنخفضة التي يجذبوننا إليها"، هكذا كُتب في الاحتجاج.
فراس حليحل وشيرا دهان (علاقات عامة عدي أورني)
فراس حليحل وشيرا دهان (علاقات عامة عدي أورني)
تمسكت الشبكة التي تبثّ البرنامج الشعبي برأيها، وأعلنت أنّ "السباق نحو المليون" يفخر بكونه برنامجًا يستهدف الإسرائيليين حول العالم، وعلى هذا النحو فهو يمثّل سكان إسرائيل، على أنواعهم". واصل فراس وشيرا التمسّك بحبّهما، بل وانتقلا للعيش معًا في مدينة تل أبيب.
وتنتشر ظاهرة الأزواج المختلطين أيضًا في أوساط المشاهير الإسرائيليين. فعلى سبيل المثال، أحبّت الممثّلة والمبدعة دانا مودان خلال تصوير أحد المسلسلات الممثّل قيس ناشف، وحوّل الاثنان الحبّ على الشاشة إلى حبّ حقيقي. أيضًا الممثّل العربي القدير يوسف سويد متزوّج للمخرجة اليهودية ياعيل رونن، ولديهما طفل. لدى سويد رأي سلبي شديد تجاه العرب الذين يحاولون انتحال شخصية يهودي من أجل كسب الفتيات: "إخوتي المنتحلين، أنا أحثّكم، حافظوا على الطابع العربي"، هذا ما كتبه سويد لموقع "والاه" الإسرائيلي، وأكمل: "ارفعوه عاليًا واحملوه بفخر".
ثمة مثال  آخر وهو الممثّل الراحل جوليانو مار خميس، والذي هو بنفسه ثمرة مختلطة كهذه؛ لحبّ صليبا خميس العربي من الناصرة وأورنا مار اليهودية. بل إنّ مار خميس قد دفع ثمنًا باهظا بسبب أصله المختلط وقُتل من قبل مسلّحين فلسطينيين في مدينة جنين، حيث أدار هناك المسرح المحلّي.
مقارنةً بمار خميس الذي كانت أصوله المختلطة معروفة، فإنّ الكاتبة الإسرائيلية كارين أرد، التي وُلدت لأم عربية وأب يهودي، أخفت أصولها وخجلت منها. "حين كان الناس يسألونني عن أصولي كنت أغيّر الموضوع. لم أتحدّث عن طفولتي إطلاقًا. لم يعرف أحدٌ والديّ"، قالت أرد.
ولكن رغم الحرج، كشفت أرد عن سرّها، بشكل قد يشجّع الأزواج المختلطين من اليهود والعرب للكشف عن هويّتهم، وهويّة أبنائهم ثمرة حبّهم. لا يعتبر الأزواج المختلطون في إسرائيل اليوم ظاهرة منتشرة، ولكنهم يتزايدون ويحتلّون المكانة التي تليق بهم في المجتمَع الإسرائيلي.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe