«عدو عدوي صديقي»، مقولة ربما تنطبق على الحالة التي وصلت إليها العلاقات العربية الإسرائيلية في الوقت الراهن.
تقرير نشرته صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية الشهيرة تحت عنوان «إسرائيل والعالم العربي..عدو عدوي»، ألمح إلى أن العلاقات الإسرائيلية العربية باتت تشهد نوعًا من الدفء؛ خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر، وتوقيع الاتفاق النووي مع إيران من جانب أمريكا.
أغلق السيسي الحدود المصرية مع قطاع غزة، بشكل أفزع الفلسطينيين وحماس. وحتى يكتمل المشهد، هناك الآن شائعات بأن «بنيامين نتنياهو»، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيزور قريبًا السيسي في مصر.
وذكرت «الإيكونوميست» أن علاقات إسرائيل الأكثر دفئًا مع مصر هي علامة على وجود تقارب أوسع مع العالم العربي. ربما يكون نتنياهو يبالغ حينما يقول إن القادة العرب يرون الآن الدولة اليهودية كحليف، ولكن أولوياتهم، مثل مواجهة إيران ومكافحة الإرهاب الإسلامي، تتخطى ذلك على نحو متزايد. وقد ترك هذا التحول الفلسطينيين، الذين كان مصيرهم يومًا ما على أجندة العرب، يشعرون بالهجر.
بحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فقد ساعد شعور مختلف من الخيانة في إحداث تقارب بين الإسرائيليين والعرب. فحرص الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من الشرق الأوسط، وتعامله مع إيران؛ مما أدى إلى توقيع الاتفاق النووي العام الماضي، أدى إلى قلق إسرائيل والدول العربية على حد سواء.
ويخشى الجانبان من أن إيران ستغش في الصفقة، وستستخدم المنافع الاقتصادية لدعم الوكلاء، وإثارة الفوضى في العراق وسوريا واليمن؛ لذلك، بهدوء، بدأت إسرائيل ودول الخليج في التعاون بشأن الأمن.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن التعاون مع مصر والأردن، اللتين وقعتا مع إسرائيل معاهدات سلام، بات أفضل من السابق. في أبريل (نيسان) تحدث نائب رئيس الجيش الإسرائيلي عن مستوى «غير مسبوق» من تقاسم المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.
وقد سمح للطائرات الإسرائيلية بدون طيار بإطلاق النار على المسلحين في سيناء، حيث يعاني الجيش المصري من هجمات لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). منذ توليه السلطة في عام 2014، لم يغلق السيسي فقط الحدود المصرية مع قطاع غزة، وإنما قام أيضًا بغمر أنفاق التهريب بالمياه؛ من أجل وقف تدفق الأسلحة.
ومع ذلك، فإن التقرير ذكر أن مصر، وأملًا في إعادة تأسيس نفوذها في المنطقة، تحاول إحياء محادثات السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ تحقيقًا لهذه الغاية، أرسل السيسي وزير خارجيته إلى إسرائيل يوم 10 يوليو (تموز)، في أول زيارة من نوعها منذ ما يقرب من عقد من الزمان. وقد أشاد نتنياهو بالزيارة، فيما قال دبلوماسي إسرائيلي كبير إن هناك القليل من الأمل الفعلي لتجديد محادثات جادة.
كما رحبت السلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية تحت عين إسرائيل، رحبت أيضًا بجهود مصر. فيما التزمت حماس، الصمت.
ونقل التقرير عن «إلياس زنانيري» من منظمة التحرير الفلسطينية، قوله «تريد إسرائيل تطبيع السياسية والعلاقات مع الدول العربية، وتحقيق ذلك دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».
ساهم ذلك- بحسب التقرير- في وجود إحساس عام بعدم الارتياح في صفوف الفلسطينيين. مسؤولون في أجزاء أخرى من العالم العربي يتحدثون أكثر حول التدخل الإيراني، والحروب في سوريا والعراق واليمن، والمشاكل الاقتصادية والسياسية الداخلية الخاصة بها. ويبدو أن هذه القضايا باتت أكثر إلحاحًا لشعوبهم.
«محمود عباس»، الرئيس الفلسطيني، لا يزال يجوب العواصم العربية كما لا يزال يتلقى الدعم من الزعماء الأجانب. لكن الفلسطينيين يدركون أن وضعهم تقلص. في استطلاع حديث للرأي قال 78٪ منهم أن قضيتهم لم تعد أولوية عربية قصوى، واتهم 59٪ منهم الدول العربية بالتحالف مع إسرائيل ضد إيران. ناهيك عن انخفاض حجم المساعدات التي تتدفق من الدول العربية للسلطة الفلسطينية بحوالي 50% في السنوات الأخيرة. وقد انخفضت أيضا الأموال من الغرب.
فضلًا عما ذكره التقرير من أن الرأي العام في بعض الدول العربية قد خفف العداء تجاه الدولة اليهودية.
منظمة الاقتراع الإسرائيلية كانت قد أفادت أن 18٪ فقط من السعوديين يرون إسرائيل تهديدًا رئيسًا لبلادهم. لكن القضية الفلسطينية لا تزال تثير العاطفة.
واختتم التقرير بقوله «ما يثير حقًا العواطف العربية هو مشاهد قتل الإسرائيليين للفلسطينيين. وقد خلف العنف خلال العام الماضي العشرات من القتلى الإسرائيليين وأكثر من 200 قتيل فلسطيني. معظم الفلسطينيين، وفقًا لاستطلاعات الرأي، يدعمون العودة إلى الانتفاضة المسلحة. وفي حين يتوجه انتباه العالم العربي إلى مكان آخر، وتشهد أمريكا خضم سباق الرئاسة، وتوقفت فيه مفاوضات حل الدولتين، فإن الفلسطينيين قد لا يرون أية وسيلة أخرى دون الانتفاضة لجذب انتباه العالم».
تقرير نشرته صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية الشهيرة تحت عنوان «إسرائيل والعالم العربي..عدو عدوي»، ألمح إلى أن العلاقات الإسرائيلية العربية باتت تشهد نوعًا من الدفء؛ خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر، وتوقيع الاتفاق النووي مع إيران من جانب أمريكا.
انقلاب في العلاقات
استهل التقرير بقوله «كان سفير مصر لدى إسرائيل في تل أبيب لأقل من شهر قبل أن يُستدعى إلى القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012. حكومته، آنذاك بقيادة محمد مرسي، أبدت غضبها على قصف إسرائيل لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. كما استدعى مرسي سفير إسرائيل في القاهرة. وكانت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة قد تعرضت للاقتحام من قبل متظاهرين في عام 2011».وتساءل التقرير بقوله: ما الفرق الذي أحدثته سنوات قليلة؟
وأجاب التقرير أن الرئيس المصري الحالي «عبد الفتاح السيسي»، الذي أطاح بمرسي في انقلاب عسكري عام 2013، كان قد أرسل في فبراير (شباط)، سفيرًا جديدًا لإسرائيل للمرة الأولى منذ عام 2012.أغلق السيسي الحدود المصرية مع قطاع غزة، بشكل أفزع الفلسطينيين وحماس. وحتى يكتمل المشهد، هناك الآن شائعات بأن «بنيامين نتنياهو»، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سيزور قريبًا السيسي في مصر.
وذكرت «الإيكونوميست» أن علاقات إسرائيل الأكثر دفئًا مع مصر هي علامة على وجود تقارب أوسع مع العالم العربي. ربما يكون نتنياهو يبالغ حينما يقول إن القادة العرب يرون الآن الدولة اليهودية كحليف، ولكن أولوياتهم، مثل مواجهة إيران ومكافحة الإرهاب الإسلامي، تتخطى ذلك على نحو متزايد. وقد ترك هذا التحول الفلسطينيين، الذين كان مصيرهم يومًا ما على أجندة العرب، يشعرون بالهجر.
بحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فقد ساعد شعور مختلف من الخيانة في إحداث تقارب بين الإسرائيليين والعرب. فحرص الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من الشرق الأوسط، وتعامله مع إيران؛ مما أدى إلى توقيع الاتفاق النووي العام الماضي، أدى إلى قلق إسرائيل والدول العربية على حد سواء.
ويخشى الجانبان من أن إيران ستغش في الصفقة، وستستخدم المنافع الاقتصادية لدعم الوكلاء، وإثارة الفوضى في العراق وسوريا واليمن؛ لذلك، بهدوء، بدأت إسرائيل ودول الخليج في التعاون بشأن الأمن.
«لدينا نفس الفهم للمنطقة»
التقرير نقل ما كانت قد ذكرته «تسيبي ليفني»، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث قالت «لدينا نفس الفهم للمنطقة».ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن التعاون مع مصر والأردن، اللتين وقعتا مع إسرائيل معاهدات سلام، بات أفضل من السابق. في أبريل (نيسان) تحدث نائب رئيس الجيش الإسرائيلي عن مستوى «غير مسبوق» من تقاسم المعلومات الاستخباراتية بين البلدين.
وقد سمح للطائرات الإسرائيلية بدون طيار بإطلاق النار على المسلحين في سيناء، حيث يعاني الجيش المصري من هجمات لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). منذ توليه السلطة في عام 2014، لم يغلق السيسي فقط الحدود المصرية مع قطاع غزة، وإنما قام أيضًا بغمر أنفاق التهريب بالمياه؛ من أجل وقف تدفق الأسلحة.
ومع ذلك، فإن التقرير ذكر أن مصر، وأملًا في إعادة تأسيس نفوذها في المنطقة، تحاول إحياء محادثات السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ تحقيقًا لهذه الغاية، أرسل السيسي وزير خارجيته إلى إسرائيل يوم 10 يوليو (تموز)، في أول زيارة من نوعها منذ ما يقرب من عقد من الزمان. وقد أشاد نتنياهو بالزيارة، فيما قال دبلوماسي إسرائيلي كبير إن هناك القليل من الأمل الفعلي لتجديد محادثات جادة.
كما رحبت السلطة الفلسطينية التي تسيطر على الضفة الغربية تحت عين إسرائيل، رحبت أيضًا بجهود مصر. فيما التزمت حماس، الصمت.
التطبيع
لكن بعض الفلسطينيين يشعرون بالقلق من أن الدول العربية تسمح لإسرائيل بالانقلاب على مبادرة السلام العربية، التي تدعو إلى الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة، والموافقة على «تسوية عادلة» للاجئين الفلسطينيين في مقابل الاعتراف بإسرائيل.ونقل التقرير عن «إلياس زنانيري» من منظمة التحرير الفلسطينية، قوله «تريد إسرائيل تطبيع السياسية والعلاقات مع الدول العربية، وتحقيق ذلك دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».
ساهم ذلك- بحسب التقرير- في وجود إحساس عام بعدم الارتياح في صفوف الفلسطينيين. مسؤولون في أجزاء أخرى من العالم العربي يتحدثون أكثر حول التدخل الإيراني، والحروب في سوريا والعراق واليمن، والمشاكل الاقتصادية والسياسية الداخلية الخاصة بها. ويبدو أن هذه القضايا باتت أكثر إلحاحًا لشعوبهم.
«محمود عباس»، الرئيس الفلسطيني، لا يزال يجوب العواصم العربية كما لا يزال يتلقى الدعم من الزعماء الأجانب. لكن الفلسطينيين يدركون أن وضعهم تقلص. في استطلاع حديث للرأي قال 78٪ منهم أن قضيتهم لم تعد أولوية عربية قصوى، واتهم 59٪ منهم الدول العربية بالتحالف مع إسرائيل ضد إيران. ناهيك عن انخفاض حجم المساعدات التي تتدفق من الدول العربية للسلطة الفلسطينية بحوالي 50% في السنوات الأخيرة. وقد انخفضت أيضا الأموال من الغرب.
فضلًا عما ذكره التقرير من أن الرأي العام في بعض الدول العربية قد خفف العداء تجاه الدولة اليهودية.
منظمة الاقتراع الإسرائيلية كانت قد أفادت أن 18٪ فقط من السعوديين يرون إسرائيل تهديدًا رئيسًا لبلادهم. لكن القضية الفلسطينية لا تزال تثير العاطفة.
واختتم التقرير بقوله «ما يثير حقًا العواطف العربية هو مشاهد قتل الإسرائيليين للفلسطينيين. وقد خلف العنف خلال العام الماضي العشرات من القتلى الإسرائيليين وأكثر من 200 قتيل فلسطيني. معظم الفلسطينيين، وفقًا لاستطلاعات الرأي، يدعمون العودة إلى الانتفاضة المسلحة. وفي حين يتوجه انتباه العالم العربي إلى مكان آخر، وتشهد أمريكا خضم سباق الرئاسة، وتوقفت فيه مفاوضات حل الدولتين، فإن الفلسطينيين قد لا يرون أية وسيلة أخرى دون الانتفاضة لجذب انتباه العالم».
Comments
Post a Comment