"إينالجيك".. شيخ المؤرخين الأتراك بلا منازع
بوفاته فقد العالم رجلا كرس حياته للعلم وتقصي حقائق التاريخ، وحاز على تقدير جميع الباحثين والمؤرخين في أرجاء المعمورة.
توفي شيخ المؤرخين الأتراك، الأستاذ
خليل إينالجيك، مساء أمس الاثنين، عن عمر ناهز 100 عام، في أحد مستشفيات
العاصمة التركية أنقرة، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، اكسبته شهرة عالمية في
الأوساط الأكاديمية. ( Ahmet Sel - وكالة الأناضول )
أنقرة/ زهرة أيدن/ الأناضول
توفي
شيخ المؤرخين الأتراك، الأستاذ خليل إينالجيك، مساء أمس الاثنين، عن عمر
ناهز 100 عام، في أحد مستشفيات العاصمة التركية أنقرة، بعد مسيرة حافلة
بالعطاء، اكسبته شهرة عالمية في الأوساط الأكاديمية، وجعلته واحدا من أبرز
ألفي عالم في مجال العلوم الاجتماعية، على مستوى العالم.
ولد
إينالجيك في 7 سبتمبر/ أيلول 1916 بمدينة إسطنبول، وتلقى تعليمه الأساسي
في مدرسة "أنقرة غازي"، وتعليمه الثانوي في مدرسة "نجاتي بي" بمدينة
باليكسير التي كانت حينها واحدة من أفضل المدارس عالميا، وفي 1940 أنهى
تعليمه الجامعي في كلية التاريخ واللغات بجامعة أنقرة.
حصل
على درجة الدكتوراه من خلال رسالته الشهيرة "التنظيمات (فترة إصلاح)
والقضية البلغارية" التي تعد من أبرز الأعمال في مجال التاريخ الاجتماعي
الاقتصادي في تركيا.
توالت بعد ذلك
الدرجات العلمية التي نالها خلال مسيرته العلمية، ففي عام 1942 حصل على
درجة مدرس مساعد، ودرجة أستاذ مساعد في 1943، من خلال رسالته "
الأمبراطورية العثمانية و خانية (إمارة) القرم من فيينا إلى التراجع
الكبير".
ودأبت مراكز التاريخ والأدب في
العالم على الاستفادة من خبرات وعلوم إينالجيك، ففي عام 1972 بدأ العمل في
جامعة شيكاغو الأمريكية في وظيفة "أستاذ متميز"، واستمر بها 15 عاما، كما
عمل في جامعات دولية أخرى مثل هارفرد وبرنستون، وفي عام 1992 انتقل إلى
جامعة بيلكنت التركية، وأسس بها معهد التاريخ للدراسات العليا.
وتحظى
مؤلفات إينالجيك حول التاريخ التركي ولاسيما المتعلقة بالعهد العثماني،
باهتمام كبير من قبل الباحثين، من مختلف أرجاء العالم. و يعد كتابه
"الأمبراطورية العثمانية : العصر الكلاسيكي 1300- 1600" الذي طُبع في
بريطانيا عام 1973 ولقي اهتماما غير مسبوق على مستوى العالم، وترجم إلى
لغات عديدة، وصار مرجعا أساسيا في الكثير من المراكز البحثية والجامعات،
يعد أبرز ما يثبت نبوغه العلمي.
نال
إينالجيك عشرات الجوائز خلال مسيرته العلمية، من أبرزها الدكتوراه الفخرية
من جامعة بوغاز إيجي التركية عام 1986، وميدالية التميز، من وزارة الخارجية
التركية عام 1991، كذلك جائزة معهد الدراسات التركية بجامعة اسطنبول التي
تسلمها من رئيس الجمهورية حينها سليمان دميرال عام 1998، فضلا عن جائزة
المركز الأول بمعرض الكتاب العالمي نظير دراسة حول الحضارة العثمانية قام
بها بعد دعوة من وزارة الثقافة التركية.
وفي
2001 نال الدكتوراة الفخرية من جامعة صوفيا البلغارية، فضلا عن وسام
الاستحقاق من رئيس بلغاريا فرنك مدل عام 2002، ونال الجائزة الكبرى في مجال
الثقافة والفن، المقدمة من رئاسة الجمهورية التركية، عام 2005. كما حصل
على جائزة الشرف من البرلمان، عام 2008.
ويجيد إينالجيك التحدث بــ 6 لغات غير التركية من بينها العربية.
وعقب
انتشار خبر وفاته، أمس الإثنين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في
رسالة، "فقد العالم رجلا كرس حياته للعلم وتقصي الحقائق وتأريخ الحوادث
التركية والعالمية، وترك لنا ميراثا لا مثيل له من الأعمال الفريدة
الموضوعية.
وأضاف أردوغان في رسالته
"سنبقى دائما نذكر إينالجيك نحن وطلابه في كل العالم بكل خير"، وتمنى
للفقيد الرحمة، ولأسرته الصبر والسلوان .
من
جانبه، نشر بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي رسالة عزاء عن الفقيد قال
فيها " فقدت تركيا قامة كبيرة، سنتذكر إينالجيك عالما تميز بدقته العلمية
وموضوعيته، وحاز تقدير جميع الباحثين والمؤرخين في العالم".
Comments
Post a Comment