Skip to main content

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة الإعتراف بالفشل ... ؟ !! - - هيثم الفضل

صحيفة الجريدة – عدد اليوم الأربعاء 20/4/2016
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
الإعتراف بالفشل ... ؟ !! - - هيثم الفضل

لا يحتاج الحكم على أداء وزير أو مدير عام أو أيي قيادي في مؤسسة ذات أهمية و تأثير حيوي على مجريات الأمور ، إلى كثير وقت ، طالما بانت أوجه الفشل أو عدم القدرة على التغيير للأفضل ، و المتمعن في حال أداء وزاراتنا جميعها يتبيّن لديه الفشل الجسيم الذي طالما أضر بالبلاد و العباد ، و للحقيقة فأن المصيبة ليست في الوقوع بالخطأ ، لأن المصيبة الحقيقية و القاصمة للظهر هي الإستمرار و المواصلة في إنتاج الخطأ ، دون التوقف أو حتى التأمل في ما يجري حولك من تداعيات سالبة ، و نحن في السودان تجاوزنا رذيلة الإستمرار في الخطأ و إستمراء الفشل ، لنصل لمرتبة أدنى و هي عدم الإعتراف أصلاً بأننا نفشل أو واقعين في مغبة الخطأ ، لو كان أمر الفشل في إدارة الأمور مؤطراً بمصالح شخصية أو أسرية أو حتى جهوية لكن الأمر أخف وطأة ، لكن فشل وزاراتنا و مؤسساتنا الكبرى في أداء أبسط مهامها و إلتزاماتها تجاه الأمة هو في الحقيقة خطأ ( وطني ) و السكوت عنه و مجاراته للمجاملة أو المزايدة السياسية أو التكتيك الإستراتيجي المتعلق بمسلمات ما آل إليه حال تقسيم الحكم و النفوذ و السلطة و الثروة ما هو إلا ( خيانة عظمى ) للوطن و الأمة ، فالمؤسسات الإقتصادية و على رأسها وزارة المالية و البنك المركزي ، تنبني خطاباتها التي توردها في إعلان الميزانية على مجموعة توجهات و حزم برامجية غالباً ما يشوبها ( الإبداع الإنشائي ) الذي يلهب مشاعر الناس بأن هناك إرادة حقيقية للتحسين و التغيير إلى الأفضل ، ليكتشف المواطن بعد مضي عهد المهرجانات و إنحسار أبواق المنابر الإلهائية أن الطريق لم يزل مسدوداً أمام تطلعاته المتواضعه و آماله المشروعه في الحصول على أبسط متطلبات الحياة و أقل ضرورياتها ، فقد فشل البنك المركزي و في صحبته وزارة المالية في السيطرة على سعر الصرف الأجنبي ، بمستوىً يجعله مادة للتندر و يصوِّره أمراً أقرب للمهزله ، فالآن أسعار العملات الصعبة في السوق الأسود هي التي تتحكم في مصير البلاد و العباد و المسئولين الإقتصاديين شأنهم شأننا نحن عامة الناس مغلوبين على أمرهم و على ما يبدو ليسوا على دراية بما هم فاعلون ، و ليس لديهم أدنى خطة لتلافي الإنهيار العظيم ، فإن إستمر الحال على ماهو عليه الآن لامناص من إنهيار عظيم يفضي إلى شلل إنتاجي و إداري و سياسي سيقود البلاد لا محالة إلى درك عظيم ، كل ذلك لأننا نأمل من وزراءنا و قادتنا الإداريين و حتى السياسيين أكثر مما أعطاهم رب العالمين من علم و مواهب و إمكانيات ، متى يقوم رئيس الجمهورية أو البرلمان بإعفاء وزير لسوء أدائه و عدم مقدرته على التغيير للأفضل ، أو حتى النجاح على إبقاء الحال على ما هو عليه ، إلى متى يظل تولي الوزارات و المناصب و الخروج منها أسبابه فقط مجريات اللعبة السياسية و ليس الأداء و الكفاءة ، و متى ينبري وزير أو صاحب منصب و نفوذ ليعترف بأخطائة الإدارية و الفنية و يستقيل كما يحدث في البلدان المحترمة ، تجدر الإشارة أن هناك وزارات أخرى لا حسيب ولا رقيب على أوجه قصورها الأدائي ، فالخراب و التدني و الفشل يبدو على مشتتاً في أركان الوطن ، الصحة ، و التعليم ، و الأمن ، و الدواء ، و الغلاء ، و ... ألخ ، ألم يحن الأوان للأعتراف بالفشل و إعطاء الفرصة لأصحاب الكفاءة علهم يفلحون في (إنقاذ) ما تبقى من إشراقات الوطن.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...