Skip to main content

اسئلة الواقع العربي المرتبك ------ حاتم بابكر عوض الكريم

اسئلة الواقع العربي المرتبك
حاتم بابكر عوض الكريم
ممجلس الجامعة العربية - صورة أرشيفية
\
قراءة الحالة العربية الراهنة مربكة مقلقة في ظل تنامي غير مسبوق للعنف السياسي وهيمنة دول الجوار العربي على تطورت الاوضاع السياسية في العراق المتاثر الى ابعد الحدود بالدور الايراني الذي اوجده الاحتلال الامريكي في عاصفة الصحراء .اما سوريا فيظهر فيها الدور التركي والايراني معا وهما المصدر الاول للعنف فتركيا تعتبر المعبر الرئيس للارهاب في سوريا بل الداعم الرئيس لعدم الاستقرار الذي استدعى التدخل الايراني... فاذ تابعنا تطور (جماعة انصار الله في اليمن) وانتقالها في سنوات قلائل من حركة دعوية الى حركة مسلحة استطاعت اخطاف الدولة اليمنية نعرف اننا امام انهيار للثوابت والمفاهيم التقليدية للتفكير السياسي والقواعد الامنية الاستراتيجية وهنا لاشك تتضارب الاسئلة وتختلطت النظرات والمفاهيم والافكار حسب زوايا النظر... رغم ذلك فلا بد من الاجابة على كافة الاسئلة الجديدة فلا مهرب من التعاطي الجدي مع كل الاسئلة التي صارت تطرح نفسها بجدية والحاح رغم ذلك لابد من اتباع منهج محدد يتحرك من زاوية نظر تسمح بالنظر الكلي المترابط المنسجم للمعطيات بهدف البحث عن الاجابات التي تعتبر المدخل للخروج من النفق وتجاوز حالة الانسداد فالطبيعي تناول الاسئلة المهمة فالاكثر اهمية فالملحة فالاكثر الحاحا فالعاجلة جدا التي لاتقبل التاجيل فوفقا لهذا للترتيب نجد ان الاسئلة تشكل فيضانا من القضايا السياسية والفكرية والمنهجية والادارية والتنظيمية بعضها نتائج الظروف الراهنة المعروفة المحددة المؤجلة اسئلتها او مسكوت عنها او متواطىء على عدم نبشها ولاخيار لنا اذا اردنا فهم طبيعة الاسئلة المربكة للواقع العربي من الولوج بحسم الى عمقها فكان لابد من النظر اليها في اطار معين اما منظور التفكير الجديد لعالم ما بعد الحرب الباردة او في اطار النظر للتحول الديمقراطي (المعاق) في البلدان العربية بعد ثورات الربيع العربي التي افرغتها الطبقات المسيطره والقوى والقوى الدولية ذات المصلحة والجماعات الايدلوجية الدينية – فاخرجوها جميعا من غاياتها واهدافها ومراميها المتصل بالسخط الشعبي العام والتطلع للاصلاح واعادة البناء والتحول الديمقراطي. ووجدت من الضري المسك باطار الاسئلة النظري فاكتشفت ان القضايا اعقد من زواية النظر التقليدية العادية في الاسئلة المتوالدة سرطانيا فهي دائرية مركبة لاتقف عند حد معين وهي جملة من الاسئلة التي تطل براسها ضاغته مزعجة مقلقة مربكة بل تحمل في طياتها درجات عميقة من الحزن و السخرية المؤلمة والكميديا السوداء بل حركة الاحداث في مظهر من مظاهرها هازئة من العقل العربي الذي ظل مبعدا مهزوما ذلك لان مسالة التدخل الاجنبي عملت كارادة منتصرة في صياغة الدول العربية بما يخدم المحتل والشريك والسمسار فكل تلك القوى المتطفلة صار لها القدح المعلى في مصير المجتمعات والبلدان العربية ومقدمة بخطوات متسارعة على تشكيل التفكير السياسي الجديد و رسم ملامح التحول الديمقراطي في الانظمة والاحزاب لصالح الرجعية والتخلف والجمود ومن ثم الحركة القومية العربية التي ظلت طوال العقود الماضية من عمرها تتوق للوحدة والتقدم والنماء والسلام وتعيقها مشاريع التدخل الاجنبي والاطماع الخاجية المتحالفة مع الدوائر الجامدة ( الرجعية ) في الامة و لهذا دون شك تاخر التفكير السياسي والتنظيمي الجديدين و وبرزت مناهضة التحول الديمقراطي .
التفكير السياسي الجديد:
اذا تحدثنا بصراحة ووضح عن فشل المشاريع السياسية في البلدان العربية و تعثر المشروع القومي العربي فاننا مطالبون بالحديث عن تفكير سياسي جديد ذلك لان المشروع القومي الذي استقر ايدولوجيا في اربعينات القرن العشرين على فكرة الترابط بين الوحدة والحرية والاشتراكية وتحول الى انظمة في مصر الناصرية وسوريا والعراق...الخ فظهرت فجوات هائلة وفراغات غير محدودة صارت سمة هذا المشروع بعد ان تعرض الى امتحانات عسيرة وتصدعات افقية وراسية وتفكك طبيعي وممنهج. ففشل في اي اتجاه للوحدة وتعمقت المحاور وبرزت الاتجهات الفكرية المتحركة تطرفا نحو اليمين واليسار وزاد التباعد بين الاقطار العربية وبرزت في المجتمعات المذهبيات والاثنيات التي تباعد بين الاكثرية والاقليات الاثنية والدينية مع الخلاف المعقد المركب حول دور الاسلام في الحياة السياسية وتطورت نظريات القطرية بدوعي الخصوصيات الجغرافية والدينية ونتيجة لكل ذلك وغيره من الموضوعات التي لانناقشها هنا لاسباب تتعلق بالموضوع تتفككت التطلعات المتحركة كاشواق للوحدة الى وحدات فسيفسائية مما جعل دور الدين يتحول الى دور طائفي او مذهبي او اترتدي(رجعي) فالجهود النبيلة في ظل الازمة الفكرية والاحتقان المنهجي تحولت الى عنصر سلبي حين يسود التشويش على الهوية القومية...
الواقع الموضوعي يقول ثمة حوجة ملحه الى تفكير عربي جديد يتعاطي بمنظور ديمقراطي مع اسئلة الواقع بعيدا عن الاجابات المكبسلة والقوالب المركب تركيبا ابداعي سخيف لتشكيل ضفوف من الاتباع شرزمة من الحوارين الطيعيين الذين ينظرون الاشارة دون تفكير . فالخلاص يبدا من طرح الاسئلة الصحيحة واستبعاد الاسئلة المفخخة ولن يكون ذلك الا في مناخ ديمقراطي يدعم داينميكية المشاركة الواسعة حتى تخرج اجابات جديد تترعرع على العقلانية وتفعيل المنطق هنا تتاتي ضرورة معالجة القصور في تطور السلوك الديمقراطي في الممارسة التنظيمة فالتحول الديمقراطي تبرز دواعي توالده وراعايته دخل التنظيمات قبل الدول والمجتمعات كل ثانية فقد بلغت الحاجه اليه حد الضرورة القصوى التي ياتي بعدها الخطر الهالك.
لانتوقع بروز تفكير سياسي جديد دون تحول ديمقراطي في المنظومات السياسية فالديمقراطية هي روح وحياة الاحزاب السياسية وهي اسمى مبادىء بناء الاحزاب ولن يكون ذلك الا عبر الحوار الفكري مما يحدث تراكم كمي في الاراء والمفاهيم والنظرات تفضي الى تراكم نوعي فالعقليات القائمة هي ولاشك تحمج نحو الاستبداد في غياب المناخ الديمقراطي الذي يسمح بالحوار ونماء الافكار. فالاسئلة اللتي تطرحها الاوضاع الراهنة تحتاج ثورة من التفكير الجديد والممارسة الجديدة التي ملامحها غير واضحة حتى الان.
مشكلة مسار البناء:
ان جوهر المشكلات التي تواجهها الامة والمشروع القومي هي عدم المواكبة في الواقع العملي الذي يبرز كقصور في مشكلات الساعة المحددة فالدول الكبرى تعقد اتفاق اطاري في لوزان مع ايران والمملكة العربية السعودية تحاول لجم توحش (ا نصار الله) بتحالف عربي ---- ولم تنفع التوازنات الاقتصادية في اقناع الغرب في عدم عقد صفقة لاتدعم الامن وتزيد وتائر سباق التسلح كما لم تستطيع الجيوش العربية من لجم انفلات المليشيات التي اخطفت الدولة. فمجال البناء الراسي والافقي تتمثل فيه كافة الاسئلة المربكة فالعراق في العام 1980 ا كمل مفاعله النووي ولان عجز الرؤية الكلية قائم اخفق في الحماية و التامين فقبل ساعات من التشغيل تعرض لضربة جوية اسرئيلية وجدت لاشك دعم واسناد امريكي وعربي. ثم كان مجال الفضاء الذي دخل فيه العرب ككتلة مجتمعية وهو ومجال تتكثف فيه الاسئلة لان في النشاط الفضائي تلتقي فيه العلوم والتكنولوجيا مع التربية مع الاتصالات فكان العام 1985م هو العام الذي اطلقت فيه الامة العربية –كما قيل- عصر الفضاء وانجزت اضخم مشروعاتها التكنولوجية المشتركة في تاريخها الحديث القمر الصناعي العربي(عربسات) الاول والثاني وامتد الامر الى( نايل سات و....).لقد اثيرت ضجة حول هذا الانجاز العربي الضخم فقد هلل له الكل ولكي نكون منصفين فقد اقترح فكرته وزراء الاعلام العرب بعد (نكسة) هزيمة 1967 ولم تنشا"المؤسسة العربية للاتصالات الا بعد مور عشر سنوات من فكرة القمر ولم يطلق القمر نفسه الا بعد عشر سنوات اخرى من قيام المؤسسة فالحق يقال ان الحديث الذي دار عن القمر في الصحف والاذاعات العربية حديث خيالي عن البرامج التلفزيونية فالقمر لم يكن الامحطة نقل وتقوية لاتغير واقع السكون ما لم يصاحبها تطور في البرامج والتخطيط والبنيات الاساسية فتاخر عصر البث الفضائي عشر سنوات اخرى فكان الفراغ الذي استفاد منه الاخر الذي تهمه مصالح ولايابئه بعجزنا وهواجسنا وخرافتنا.......
فالسؤال الذي يطرح نقسه الان اين نحن من العصر في مجال التكنولوجيا العلوم والمعلومات هل حدث تراكم لعمل قومي في هذه المجالات لاشك ان الخطط والبرامج تطرح على مستوى الجامعة العربية او على مستوى مجلس التعاون الخليجي او الاتحاد المغاربي( سابقا) و تكامل وادي النيل(سابقا) او حتي جبهة الصمود والتصدي (سابقا) فالجميع كانوا متحمسين لاقامة شبكة او شبكات فضائية فلهم تقديراتهم المحترمة انها سوف تحقق اهداف استراتيجية في مجالات العلوم والاتصالات والتنمية والارتقاء وغيرها من المجالات الثقافية والعسكرية والصناعية وروابط الجيوش والانظمة. فماذا حدث عندما تحولت تلك البرامج الى واقع ولانه لم يكن التطور التكنولوجي يصاحبة تنامي جدي في العلوم الانسانية التي تحتاجها الفصائيات التي صورت للانسان العادي انها لوحدها سوف تدخله العصر من اوسع الابواب فقد حسبوا ان الالات وحدها سوف تصنع برامج( تتنزل عليهم من الفضاء) لهذا ولدت الفضائيات خاوية تعمل في مجال التسلية والالهاء وتفريغ الشحن وتبشر بعصر الامركة والعولمة ورويدا رويد مع الجيل الثاني الفضائيات العربية اخذت تعمل في صياغة العقل وتصنع الاحداث ذلك لان المخطط والمبرمج والرسالة كلها اجنبية امام بعض الوظائف التنفيذية عربية.
يتضح انه لاتوجد مشكلة بين الانسان العربي والعصر ولكن افقر عن عمد اوقف تطوره عن عمد بحجج واهيه على راسها انعدام المال والامكانيات والافق النفعي الربحي لهذا تتجاوز ايران الدول العربية مجتمعه تبني برنامج نووي رغم ارادة الدول الكبرى ثم تتفاوض مع الدول الكبرى تصل لما تريد واكثر بفضل المعرفة بما تريد وكيف تريد وكيف تمول ماتريد بعيدا عن جدل القرون الوسطى الذي لم يغير ابدا ملامح الواقع. فمشكلة تخلف مسار البناء العربي ماساة لها عدة وجوه بشعه بعضها مانشاهده من ارتداد معرفي وثقافي وقصور غير محدود في نواح مختلفة بعضها اختزالا:
- التخطيط العلمي القائم على الدراسات والبرامج
- فهم التطور في مجال علمي تكنولوجي يحتاج تطور وارتقاء في المفاهيم والمعارف في مجالات اخرى
- تنفيذ البرامج لايتم بشكل احدي بل في ترابط وتماسك مع الاهداف
- تطويع التكنولوجيا لخدمة الاهداف القومية اي اسيراد التكنولوجيا الاجنبية لا الثقافة الاجنبية
- توظيف التكنولوجيا في التنمية البشرية والارتقاء الاجتماعي والتربوي والثقافي
الحق يقال ان الصراعات السياسية البينية قد اغتالت عن عمد فرص ارتقاء المنطقة وتوظيفها لخير الانسان والارض والمستقبل
لماذا نحن متاخرون:
ينسب البعض التاخر الذي تشهد المنطقة العربية في كافة المجالات لصعو الهيمنة الاوربية التي قضت على المدنيات التقليدية فالسؤال لماذا حدث تحللت الدولة العثمانية- مثلا-؟ لماذا حقق الغرب الغلبة العسكرية والسياسية والعلمية؟ لايكفي ان ندعي ان الغلبة الغربية غيرت موازين القوى داخليا هنا لابد من الاعتراف بان جذر ثقافة الفساد لعبدورا رئيا في تطاير الدولة العثمانية اشلاء في مطلع القرن العشرين لم تنخر غلبة الغرب جدار الدولة العثمانية بقدر ما هدمها مشاريع "التريك" وطمس الهويات وتدمير التطلعات المشروعة للاقليات من كرد وعرب وارمن... فقدت المنطقةة مشروعها ورؤيتها لهذا لم تتخلق توازنات جديدة عقلية وسياسية واقتصادية منذ انهيار الدولة العثمانية رغم ان المشروع القومي كانت بارقة امل بل حافز مقاوم للتحلل في مشروعات توظيف المنطقة واستثمارها لمصلحة الغرب وقاد حاول المشروع القومي محاولات عديد لاعادة تكوين عناصر الامة ولحمتها وتشكيل نفسها كمدنية فاعلة تعبر عن حضارة عربية راسخة متجددة اي المشروع القومي العربي كان يحاول ان يخلق من العرب ذات فاعلة فهل تحقق ذلك؟ لماذا تراجع وتجمد وتكلس لا اقول هزم او استسلم؟
لايمكن اعتبار المبادرات الفوقية (النائبة) عن الشعوب والجماهير اخفاق يخص المشروع القومي اقصد تحديدا محاولة محمد علي باشا حاكم مصر على بناء ارضية للصناعة والوحدة في منتصف القرن التاسع عشر فلم تصمد لانها لم تخرج من القواعد من احلام وتطلعات واماني الشعوب فقد تهاوت بضغط التدخل الاجنبي كما حدث لاحقا للتجربة الناصرية او البعثية في سوريا والعراق لانها قامت جميعا من احلام ا(الطلائع – النخب – الصفوة) وبقيت حركات عسكرية بيروقراطية فوقية عاجزة عن تعبئة الطاقات العربية فقد حرمت تلك التجارب نفسها من من جذور رفد عميقة فكرية وسياسية ولم تستوعب الديمقراطية ولم تستلهم تعدد الرؤى والمفاهيم رغم ذلك نستطيع ان نقول ان المشروع القومي قد بعث جدلية دايناميكية فاعلة في المجتمعات العربية وبلورت داخل كل قطر مفاهيم وراكمت تاريخ وعلى صعيد الامة في شكلها الجمعي نظامامن التوازنات والمطامح والامال حقق مستويات ما من النهضة اعطى طاقة فعل لقوى التحرر والتفير في كافة ارجاء المنطقة العربية او الملتفة حولها في افريقا واسيا رغم ترهل النظام العربي الرسمي( الجامعة العربية).
حركة الضباط الاحرار في مصر (1952) صاغت برنامج وطني ذو ملامح قومية التف حوله الشارع العربي وعمل على تسويق المشروع القومي ولم يبق النظام الناصري لتماسك ونضج مشروعه القومي بل لقوة مصر السياسية والعسكرية لهذا عاش العرب عقود على امال الحرية والوحدة والاشتراكية فتم استدعاء صورة صلاح الدين الايوبي من غياهب التاريخ فحاولوا تكرار وحدة سريا ومصر في عهد ناصر ودعم ثورة اليمن فكانت صدمات مركبة من الفشل. الحقيقة التي لابد ان نصرح بها بكل وضوح صراحة ان المشروع القومي استند بشكل اساسي الى العمل السياسي والتصق الى حد بعيد بقيم القومية والحرية ومناهضة الامبريالية بل استمد من تلك القيم اكثر مشروعيته وظهرت فيه هواجس من المبادرات العقلية والايدلوجية والفكرية لهذا لم يقبل من الفكر والايدولوجية الا مايدعم مركزه السياسي ولم يقم من التنمية الا مايدعم مركزه الاجتماعي ويحفظه له قاعدة الولاء التقليدية او الجديدة فكانت الدعاية(البروبقندا) الحزبية نظامه الفكري وتمحورت تلك الدعاية حول شخصية القائد وصار الانقلاب هو الوسيلة الاسياسية للمشروع وبناء اسس الوحدة والحرية والاستراكية لهذا لم تكن صدفة حادثة الانفصال السوري(1961) وهلاك عشر الف من الجيش المصري في حرب اليمن وتضاعفت الاخطاء في هزيمة (1967) وتراجع زخم المشروع من خلال صراعات حول الزعامة بين مختلف فئات الحركة القومية واصبح كل قائد جديد يطمح الى ان يكون زعيما اول ومركز استقطاب عربي واصبحت سياسات النظام(او الانظمة) الثقافية منها والاقتصادية مرتبطة جميعا بهذا الصراع بين الزعامات وخاضع له وتلك كانت ابشع تفسحات المشروع القومي وفكانت ازمة المنطقة العربية ازمة مفتوحة حيث انهارت التوازنات الاجتماعية والاقليمية والدولية وانفحت المواجهة بين كافة الكتل الفكرية والسياسية والدينية والطائفية والمذهبية على مصرعيها من اجل محاصصات الثروة والسلطة والمواقع والوظائف ... فقد اختفت اسئلة القدم والتحرر والتمدن والتحضر والتطور والارتقاء والمواكبة وبرز التخلف وآلياته للسقوط والاخفاق وتبعاته، وظهر حديث متواري خجول عن المراجعة والنقد الذاتي واعادة النظر في المفاهيم والتنظيمات والافكار وتقويم الاكطار العام وفحص السلوك السياسي والاداء الحزبي واعادة تحليل الواقع وفهمه فهما جديدا يكاد النقد يكاد يشمل كل فكر المشروع القومي المعضلة الرئيسة ان تلك المناقشات تنطلق من مشاعر الشك والحيرة وينتهي بالجموح والانتهازية وتكرار الخطا افقيا وراسيا كميا ونوعيا هنا يفقد النقد مشروعيته وصلاحيته وعقلانيته ويحرك دوائر لامتناهية من الشك العميق يفضي الى تعطيل العقل والممارسة ولايقود الى اطر معرفية جديدة للمبادءة والمبادرة ذلك لان الازمة كلية ليس جزئية.
مخرج المازق القومي:
لاتوجد ازمة ليس لها حل او افاق مسدودة لاسبيل الى فتحها فالقضية تقوم على موقف الشعوب وتطلعاتها هنا تاتي اهمية الوعي والتنوير والقدرة على المقاومة وقبل ذلك وبعده الى فهم اللحظة التاريخية فهما عقلانيا موضوعيا وابتداع وسائل العمل الكفيلة بتغيير ثقافة الفساد السائدة فالواقع يؤكد ان هناك قوي تغيير ايجابي رغم انها مازالت محبوسة في افق الازمة ومحاصرة بمواقف دفاعية عن نظريات تجاوزها الزمن وحراك الواقع بافاقه وتناقضاته فالمشروع القومي رغم اهميته التاريخية فهو الابعد عن التعبير عن القوى الجديدة التي انجبها الواقع ولايملك لاجابة او الرد لاسئلة الظروف الطارئة المحلية والعالمية فالمجتمعات صار لها صوت اقوى نتيجة الوعي بضخامة التحدي فلم يعد عاقل يؤمن برهن قضية الوحدة بنجاح الانقلابات العسكرية لتنظيمات(الضباط الاحرار) فقد اصبحت الديمقراطية والحريات الاساسية مطلبا شعبيا يعبر عن قيمة الانسان ودره ومكانته ومكانة الفرد شرط استقلال الدولة هنا لابد للمشروع من اعادة متنه وديباجته وتعميقها بالتلاحم الفكري والمادي بالكشف عن المنابع الثقافية والروحية التي تدعم اعادة البناء والاستفادة من عيوب واخفاقات التجارب السابقة والتعامل معها كتاريخ هذ على صعيد الفكراما على صعيد الممارسة فالمسالة تبدو في غاية الاهمية. فكلنا يعلم ان قوى التغيير في كل قطر بينها من التناقضات الخلافات ماهو معلوم وغير معلوم وينطبق الامر على صعيد المنطقة العربية ككل،كانت في اغلب الاحيان ولا تزال بين بعضها علاقات تصادمية استنزفت الجزء الاكبر من طاقتها وافسحت المجال لانقضاض اعدائها عليها كلها دون تميز. والحق اقول انه لامر مفارق ان تلجا القوى الرجعية الى اكثر ماينطوي عله الفكر القومي من اسباب القوة اعني التعاون لتحقيق نقيضه اعني المصالح الخاصة بينما تلجا قوى المشروع القومي الى مايؤدي الى هلاكه اعني النزاع الذي جعل كثير من القوى المنضوية تحت لواء المشروع القومي لاتميز التمييز الدقيق بين العدو الحقيقي والوهمي الامر الذي ترتب عليه اصطفافها بعضها تجاه بعض من مواقع معارضه لم يكن ليجوز لها الوقوف فيها وقد ادى ذلك الى تعمق القوي الخارجية وحلفائها من الداخل. المشروع القومي يحتاج لوقفة تامل جماعية تعالج بالتحليل النقدي مسار التاريخ الماضي تفسيرا جديدا يستصحب معه الادوات والوقائع المعرفية ابتكار اسلوب عمل شعبي تعبوي حبهوي جماهيري تنظيمي تدريبي تاهيل شامل

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil...

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن...

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m ...