كشفت صحيفة “لا ريبابليكا” الإيطالية واسعة الانتشار أن الملف الخاص بمقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني
والمكون من 2000 صفحة باللغة العربية الذي سلمه الوفد المصري للإيطاليين
كان يحتوي فقط على 30 ورقة مكتوبة باللغة العامية المصرية، لدرجة أن
المترجمين العرب في الجلسة لم يستطيعوا فهم المكتوب فيها.
ونشر
الصحفي بالتلفزيون الألماني “وليد الشيخ” صورة لإحدى صفحات الملف الذي
تسلمه الجانب الإيطالي، ليتضح أنها صفحة مكتوبة بخط اليد وبخط يصعب قراءته.
وأضافت الصحيفة أنه عندما سأل
الجانب المصري عن تفريغ كاميرات محطة المترو، اتضح أن هناك كاميرا واحدة
فقط هي التي تعمل من بين 56 كاميرا موجودة وفقا لما قاله الوفد المصري الذي
قال إنه لم يقم بتفريغ الكاميرا الوحيدة التي تعمل حتى الآن، رغم مرور
شهرين على الواقعة، وأنه بصدد إرسال الأخيرة إلى ألمانيا للقيام بذلك
التفريغ.
لماذا غضب الإيطاليون؟
قال
الناشط السياسي المصري وائل غنيم : إن السبب الأساسي الذي جعل الجانب
الإيطالي يصعد من لهجته مع الحكومة المصرية هو متعلقات ريجيني الشخصية التي
ادعت وزارة الداخلية المصرية أنها وجدتها داخل بيت أفراد الأشخاص الذين
قتلتهم الشرطة بزعم تورطهم في قتل ريجيني، حيث توصل الجانب الإيطالي إلى
عدم وجود أي دليل على وجود علاقة بين العصابة المزعومة وريجيني، وبالتالي
اقتنع الجانب الإيطالي بمعرفة الأمن المصري بقتلة ريجيني وأنه يتستر عليهم،
وأصبح لديهم اقتناع كبير بتورط جهاز أمني مصري في تعذيب ريجيني وقتله”.
وعلق المذيع “باسم يوسف” على ما حدث للوفد المصري في روما قائلا “شغل
الفهلوة والتلات ورقات اللي بينفع هنا ما ينفعش برة وده دليل ان الأجهزة
الأمنية والسياسية بتاعة البلد طلعت من التاريخ وبقت برة نطاق الحضارة من
زمان. اللي حصل ده ممكن يتلخص في لسان حال الجانب الايطالي: “امشي ياض العب
بعيد بلاش تهريج”. ده منظرنا برة دلوقتي. رخصتنا منك لله“.
ووصفت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية السيسي بأنه “خائف للغاية من شرطته أكثر من اهتمامه بسحب السفير الإيطالي” في إشارة لتورط أجهزة أمنية في القضية ورغبة السيسي في التستر عليها لدرجة المغامرة بالعلاقات مع إيطاليا.
كما انتقد المذيع عمرو أديب تعامل الدولة المصرية مع الأزمة، قائلا: “مصر خسرت الكثير أمام العالم بعد هذه الأزمة“، مستنكرا رفض مصر تقديم أرقام هواتف محمولة للجانب الإيطالي؛ بحجة احترام الدستور المصري، متابعا: “كل
أرقامنا الهاتفية على المشاع، والدولة المصرية لا تتعاون مع إيطاليا
أبدًا، إنت عايز تقولي إنك متقدرش تسلم أرقام تليفوناتنا؟ ده إحنا مكالمتنا
على البحرى، دستور مين؟ روحوا لعبد الرحيم علي يجيبلكم المكالمات، مفيش حد
فينا مصدّق الكلام ده، إنتوا بتعملوا فينا كده ليه؟ إحنا غلطانين يا
جماعة، إحنا اتغلبنا، إحنا معملناش شغلنا صح” وتابع “احنا افتكرنا إن الجانب الإيطالي هيزهق ويمل.. واحنا لم نقم بعملنا بالشكل المطلوب“.
واختتم أديب حديثه قائلا “ريجيني هيفضل في رقبتنا، الحكاية ما دخلتش على الطاليان، وبصراحة ما دخلتش عليّا أن كمان، ولو في حد مصدّق اللي بيتقال يبقى أنا كذاب“.
Comments
Post a Comment