Skip to main content

ضمير الجامعة ... ؟ !! - - هيثم الفضل

صحيفة الجريدة – عدد اليوم الأربعاء 13/4/2016
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
ضمير الجامعة ... ؟ !! - - هيثم الفضل
دائماً ووفقاً لإستراتيجية حكومتنا التي خبرناها عبر كثير من التجارب السابقة ، فإن الشائعات و الأنباء التي لا تؤول لمصدر واضح تتحول بين ليلة و ضحاها إلى حقيقة مؤكدة و خبر مثبت لا يقبل الجدال ، ما يدور الآن من أحداث و مواجهات بين طلاب و أساتذة جامعة الخرطوم و قوات مكافحة الشغب جراء الأنباء المتعلقة بنقل مباني الجامعة و تحويلها إلى مؤسسة أثرية و سياحية ، يمكن حسمه لصالح عودة الهدوء إلى الجامعة العريقة ، إذا ما تم نفي ما تناثر من أخبار عبر وسائل النشر الإلكتروني و بعض الصحف بخصوص نقلها أو بيع بعض مساحاتها ، و بما أن الحكومة ممثلة في جهات الإختصاص المعنية ما زالت تتبنى إستراتيجية ( الطناش ) و ناطقها الإعلامي لا ينبس ببنت شفة ليبيِّن الحقيقة التي نرجو أن تكون نافية للخبر ، فإن الخسائر المادية و المعنوية ستظل تترى بلا توقف على خلفية تداعيات ما يجري الآن من مواجهات بين الطلاب و القوات الأمنية ، و للحقيقية إذا كان أمر التعديلات أو المقترحات أو حتى القرارات المتعلقة بأمر مباني جامعة الخرطوم صحيحاً لا يمكن أن يتوقع عاقل أن يمر الأمر في ذلك مرور الكرام ، و لن يتوقف الإستهجان و الإعتراض عند حد الطلاب بل سيسري من جهات عديدة بعضها أكاديمي و الآخر عبارة عن منظمات و جمعيات و مؤسسات يقودها و يؤمها كثر من الذين تخرجوا من هذه الجامعة العريقة ، و في نفس الإطار يجب على القائمين على هذا الأمر إن كان صحيحاً أن لا يستبعدوا معارضة شعبية عامة لا يدخل ضمن تصنيفها المعنيين بجامعة الخرطوم من طلاب و أساتذة و خريجين ، لأن جامعة الخرطوم في حقيقة الأمر ببعدها الشكلي و الضمني و الجغرافي تمثل مركزاً تاريخياً أساسياً لحركة التعليم العالي بالبلاد ، و هي في نفس الوقت محور التفاعلات السياسية عبر التاريخ بأدوات يعرفها الجميع ، أهمها التظاهر الطلابي الذي دائماً ما كان قادراً على إستمالة الشعب في ثورات و إنتفاضات مضت ، فضلاً عن العصيان المدني الذي نفذه أساتذة الجامعة في كثير من المحكات و الأزمات السياسية التي ألمت بالبلاد ، و للحقيقة فإن لجامعة الخرطوم بطلابها و أساتذتها و إدارتها مكانة خاصة في أوساط محركي التفاعل السياسي بالبلد ، إنطلاقاً من الفكرة السائدة بأنها متوَّجة في قمة المؤسسات المعرفية و الأكاديمية على مستوى السودان و القارة ، و أيضاً إنطلاقاً من فكرة أن منتسبيها من طلاب و أساتذة هم على الدوام صفوة السودان أكاديمياً و ثقافياً و فكرياً و سياسياً ، و بذلك لن يكون أمر تعديل جغرافيتها أو محتوياتها الشكلية من مباني و غيره سهل الفهم و الإستيعاب لعامة الناس ، ناهيك عن من يعتبرونها محوراً أساسياً للتاريخ السياسي و الفكري و الثقافي للبلاد ، فضلاً عن من يزودون عنها فقط بحكم عاطفة الإنتماء ، خرَّجت جامعة الخرطوم الكثيرين من عظماء هذا الوطن الذين أثروا بفاعليتهم و قدرتهم على التأثير الإيجابي ساحات السودان و القارة الأفريقية بل و العالم أجمع ، و أسهموا في سطوع إسم و سمعة الجامعة دولياً بالقدر الذي جعلها قبلةً مفتخرة لطلاب العلم من شتى أنحاء العالم ، يا هؤلاء إنما تستمد الجامعات عراقتها و مكانتها من قِدم تاريخ تأسيسها و الذي غالباً يرتبط بمبانيها و تجهيزاتها ، التي يجب أن يتم تحديثها بما لا يؤثر في سمتها التاريخية و هويتها الثقافية و الوطنية .. لا تفرِّطوا في آخر ما تبقى من الصروح التي كانت تسمى (وطنية) و كفانا ما آل إليه أمر مشروع الجزيرة و فندق السودان الكبير و سودانير و البحرية السودانية و القائمة تطول.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe