Skip to main content

أساطير صغيرة منصور الصويم------رسائل إلى زينب 13

*أساطير صغيرة
منصور الصويم

رسائل إلى زينب 13
انتهى الخطاط من الكتابة على ظهر الركشة، كان قد جاءنا عصر اليوم برفقة أحد الزملاء، وبعد أن شاهدنا بديع خطوطه طلبنا منه أن يكتب بخطه الجميل على ركشاتنا جميعا، الأمر لم يخلو من تضامن وتواطؤ سري بهدف مساعدة الرجل الذي بارت مهنته في السنوات الأخيرة بسبب الملصقات الجاهزة. المهم طلبت منه أن يكتب على شباك البلاستيك الخلفي للركشة اسم (زينب) موحيا له بأنها امرأة عزيزة على قلبي، ابتهج الرجل وشرع في العمل بنشاط كبير، وحين أراني النتيجة وجدته قد ابتكر لوحة كاملة من الاسم، حيث رسم قلبا على شكل جملة (أحب الناس) ووضع في جوفه اسم زينب، جاعلا أحب الناس باللون الزهري، وزينب مشكولة باللون الزرعي. تحركت يومها متباهيا في شوارع أم درمان متوقعا أن يقفز إلى مقاعد ركشتي القديمة أحد اثنين: إما زينب ست الاسم أو عاشقها الغريب.
عدت إلى غرفتي بمنزل العزاب في الموردة بعد منتصف الليل، ولأول مرة منذ أكثر من عامين تقريبا أعود وبين جناحي زجاجة عرقي، كنت قد هجرت الخمر مع هجران سارة لحبي وسفري إلى أقاصي البلاد، لكني اليوم بي حنين طيفي لاذع يدفعني لتجرع الخمر علها تغرقني في بحر من الزهر ومحيط من الخضرة. بيد أني لم أشرب كثيرا، عقلي لسبب ما قاوم فكرة الثمالة وظل يقظا يحثني على العودة إلى أوراق العاشق ومتابعة سيرته المضنية في حب زينبه المستحيلة. نحيت الزجاجة جانبا وأخرجت كومة الأوراق من تحت السرير، بدأت من حيث انتهيت، في منزل الزمان وأمها جليلة، العاهرتين النقيضتين:
"لا أعرف ما الذي حدث بالضبط، يا زينب، هجرت في خلال أيام قصيرة بيتي وعالمي بأكمله، وصرت أسكن مع الزمان وأمها في عشتهما العتمة بالحي الطرفي البعيد. أهملت عملي وصرت لا أمضي إلى الشركة إلا بعد أن تفرغ جيوبي من الجنيهات فأهرول لأخمش من الخزينة بضعة ألوفات تبقيني أسبوعا أو أسبوعين بين ناري الزمان وأمها جليلة. أقضي النهارات نائما، وفي الليل التصق بجسد الزمان المشتعل، أراجع معها المعلقات العشر، وجغرافيا الصين الهندية وتاريخ الدويلات الإسلامية في الأندلس، توشوش أذني بأوهام مستقبلها العلمي الحالم، وتسكب في جوفي خمر التمر البكري، الذي تعده جليلة الأم خصيصا لجلسات المذاكرة الجسدية الطويلة، التي ستشتعل بينا الثلاثة حتى الفجر بعد الانتهاء من مذاكرة الأوراق الضائعة في بخار الوقت الميت."
هل هي مصادفة أن يذكر عرقي التمر في أوراقه لهذا المساء حتى يذكرني بزجاجتي التي نحيتها جانبا. إذن أتناول زجاجتي مرة أخرى، وبدلا عن استخدام الكأس أمسك بها وأبدأ بتجرع خمر تغييبي مباشرة من فم الزجاجة.
**زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي)
*تكشيل – سيف لعوتة

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe