عملية الخرطوم Khartoum Process واعلان إذ برلين: هل من علاقة مباشره او غير مباشره؟ بقلم الاستاذ: محمد عثمان ابوشوك
عملية الخرطوم Khartoum Process واعلان إذ برلين: هل من علاقة مباشره او غير مباشره؟
بقلم الاستاذ: محمد عثمان ابوشوك
خرجت علينا الصحف بتصريحات رسميه تنفى وجود خطه او اتفاق سرى بين حكومة الإسلاميين والاتحاد الأوروبي لبناء معسكرات سريه للاجئين في بلادنا.. هذه المرة صدق اسلاميو بلادنا: فهذا الامر لم يكن سريا الا على جماهير شعبنا.. ولكي تستبين حقائق الموضوع بأكملها، استعرض هنا ملابساته كاملة..
• بدأ الامر، في الأيام الأخيرة، بتقرير عرضه برنامج Monitor وهو برنامج الخبارى تابع لقناة ARD الألمانية، يوم14 ابريل 2016.. كشفت القناة الألمانية في تقريرها هذا امتلاكها لوثائق صادرة عن مؤسسات رسميه في الاتحاد الأوروبي تفيد بوجود خطط للتعاون مع دول إفريقية للقضاء تدفق اللاجئين الأفارقه الى أوروبا ومن هذه الدول السودان واثيوبيا وارتريا والصومال.. وحسب التقرير فان السودان يحتل موقعا مهما في هذه الخطط لأنه دولة العبور لمعظم اللاجئين الافارقه من ارتريا واثيوبيا والصومال وافريقيا الوسطى.. وفي 13 مايو 2016 كررت مجلة دير شبيقل الألمانية حيثيات الامر مضيفة تفاصيل جديده عن هذه الخطط ومن ضمنها التعاون الأمني مع هذه البلدان وتمويل وتنظيم عمليات تدريب للقوى الأمنية وحرس الحدود، وتزويد هذه البلدان بأجهزة عالية التقنية لمراقبة حدودها.. وقالت المجلة أن هذه الخطط تقضى بتقديم محفزات للدول التي تقبل التعاون مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، بتقديم حوافز لهذه الدول أهمها تسهيل الحصول على الفيزا لدبلوماسييها لدخول دول الاتحاد الأوروبي، وخصت السودان بتقديم حافز إضافي وهو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. وضمن تقرير المجلة أوردت معلومات من تقارير رسميه اعترف بها وزير التعاون الدولي للاقتصاد والتمني، تفيد بوجود خطه لبناء معسكرين لإيواء اللاجئين بمساعدة الحكومة الألمانية..
• واقع الامر أن ما كشفته القناة الألمانية ودير اشبيقل ليس بالأمر السري تماما الا في تفاصيله.. فخطط الاتحاد الأوروبي لمقاومة تدفق اللاجئين الافارقه بدأت قبل ذلك بحوالي العشرة أعوام وكان ذلك ضمن مشروع أطلق عليه وقتها Global Approach on Migration وفى إطار هذا المشروع عقدت 25 دوله أوروبية وإفريقية مؤتمرا في الرباط بالمملكة المغربية سنة 2006 خرج بقرارات أطلق عليها عملية الرباط.. إلا أن عملية الرباط لم تؤد الى نتائج ملموسه، خاصة بعد سقوط نظام القذافي ووقوع ليبيا في أيدي عصابات متناحرة وعدم وجود أي سلطة رسميه في ليبيا منذ ذلك الحين..
• في أواخر نوفمبر 2014 عقد ممثلو الدول الثمانية وعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إضافة الى ممثلين عن الاتحاد ومنظمة الوحدة الأفريقية، بحضور ممثلين عن السودان وكينيا واثيوبيا والصومال وجنوب السودان وتونس ومصر وارتريا إضافة الى سويسرا والنرويج، اجتماعا لمناقشة قضية اللجوء وتهريب اللاجئين وصدر عن هذا الاجتماع ما يعرف بإعلان المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم اقرت فيه الدول المجتمعة ما سمته مبادرة الاتحاد الأوروبي والقرن الأفريقي لخارطة طريق الهجرة (عملية الخرطوم).. تتضمن خارطة الطريق هذه عشرة نقاط يهمنا منها النقاط من 8 الى 10..
• النقطة الثامنة تقول: تشجيع تنمية مستدامه في اقطار المصدر (مصدر اللاجئين) والترانزيت لمواجهة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية..
• النقطة التاسعة: تطوير نظام إقليمي لعودة اللاجئين بما فيها العودة الطوعية وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية ضمن الاحترام الكامل لحقوق الانسان وبنفس الوقت تقوية إمكانيات هذه البلدان في هذه الجوانب..
• النقطة العاشرة: حيثما كان مناسبا وعلى أساس طوعي وبطلب من أي من الدول الموقعة على هذا الإعلان في منطقة القرن الأفريقي، المساعدة على بناء وادارة مراكز استقبال للاجئين لتقديم منافذ للتقدم بطلبات للجوء إذا كانت هناك حوجه لها حسب القانون الدولي
وتحسين خدمات هذه المراكز وامنها وللقيام بمسح لتدفقات اللاجئين وتوعية اللاجئين..
يتضح من هذه المعلومات، أن سلطة الاسلامويين قد وقعت ووافقت على خطة طريق طرحها الاتحاد الأوروبي منذ أواخر 2014 واسماها عملية الخرطوم لمحاصرة تدفق اللاجئين الافارقه على أوروبا، بكل ما تتضمنه هذه الخطة من وسائل اقتصاديه وامنيه بما في ذلك بناء معسكرات للاجئين وادارتها امنيا..
المدافعون عن حقوق الانسان في أوروبا يقولون إن عملية الخرطوم تثير خجلهم واستغرابهم: تثير خجلهم لأنها تقوم أساسا على التعاون بين الاتحاد الأوروبي الذي تمثل حقوق الانسان جزءا من بنيته الأخلاقية والقانونية، ودول إفريقية تحكمها عصابات دكتاتوريه معادية لحقوق الانسان..
وتثير استغرابهم لان سجل هذه الدول الأفريقية فيما يتعلق بالفساد المالي والإداري في أجهزتها الأمنية معروف، فهل يعقل ان تقوم هذه الأجهزة المشاركة فعليا في التجارة بالبشر، أن تقوم بإيقاف وسد أحد منافذ رزقها..
يلاحظ أن كل التقارير الصحفية التي كشفت عن عملية الخرطوم قد صدرت من أجهزة اعلام المانيه، لأن رأس الرمح الأوروبي في عملية الخرطوم هي المانيا نظرا للتدفق الهائل للاجئين على أراضيها..
ويلاحظ أن المانيا هي رأس الرمح في محاولات خلق استقرار موهوم في بلادنا بالسعي للجمع بين بعض الأحزاب والحركات السياسية والحاملة للسلاح والنظام الاسلاموى.. ويبدو واضحا أن المانيا وورائها كل أوروبا تخشى من حدوث انفجار شعبي في السودان غير مضمون العواقب بالنسبة لها فهي تخشى نتائج التجربة الليبية عليها فيما إذا سقط النظام الحاكم في الخرطوم، وعليه فقد اختارت المانيا وخلفها أوروبا أن تحاول صنع نظام يجمع بين الاسلامويين وبعض الأحزاب السودانية والحركات المسلحة بما يضمن استقرارا نسبيا يمكن أوروبا من تنفيذ عملية الخرطوم بأسرع ما يمكن..
حرص النظام على نفى وجود أي خطط سريه لإقامة معسكرات، حرص مفهوم تماما، فهو لا يريد فضح شركائه الاوربيين أكثر مما هو واقع الآن.. فالنظام أيضا حريص على استمرار جهود حلفائه الأوروبيين لإيجاد مخرج مناسب له من مأزقه التاريخي..
__________________
#الهدف
بقلم الاستاذ: محمد عثمان ابوشوك
خرجت علينا الصحف بتصريحات رسميه تنفى وجود خطه او اتفاق سرى بين حكومة الإسلاميين والاتحاد الأوروبي لبناء معسكرات سريه للاجئين في بلادنا.. هذه المرة صدق اسلاميو بلادنا: فهذا الامر لم يكن سريا الا على جماهير شعبنا.. ولكي تستبين حقائق الموضوع بأكملها، استعرض هنا ملابساته كاملة..
• بدأ الامر، في الأيام الأخيرة، بتقرير عرضه برنامج Monitor وهو برنامج الخبارى تابع لقناة ARD الألمانية، يوم14 ابريل 2016.. كشفت القناة الألمانية في تقريرها هذا امتلاكها لوثائق صادرة عن مؤسسات رسميه في الاتحاد الأوروبي تفيد بوجود خطط للتعاون مع دول إفريقية للقضاء تدفق اللاجئين الأفارقه الى أوروبا ومن هذه الدول السودان واثيوبيا وارتريا والصومال.. وحسب التقرير فان السودان يحتل موقعا مهما في هذه الخطط لأنه دولة العبور لمعظم اللاجئين الافارقه من ارتريا واثيوبيا والصومال وافريقيا الوسطى.. وفي 13 مايو 2016 كررت مجلة دير شبيقل الألمانية حيثيات الامر مضيفة تفاصيل جديده عن هذه الخطط ومن ضمنها التعاون الأمني مع هذه البلدان وتمويل وتنظيم عمليات تدريب للقوى الأمنية وحرس الحدود، وتزويد هذه البلدان بأجهزة عالية التقنية لمراقبة حدودها.. وقالت المجلة أن هذه الخطط تقضى بتقديم محفزات للدول التي تقبل التعاون مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، بتقديم حوافز لهذه الدول أهمها تسهيل الحصول على الفيزا لدبلوماسييها لدخول دول الاتحاد الأوروبي، وخصت السودان بتقديم حافز إضافي وهو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. وضمن تقرير المجلة أوردت معلومات من تقارير رسميه اعترف بها وزير التعاون الدولي للاقتصاد والتمني، تفيد بوجود خطه لبناء معسكرين لإيواء اللاجئين بمساعدة الحكومة الألمانية..
• واقع الامر أن ما كشفته القناة الألمانية ودير اشبيقل ليس بالأمر السري تماما الا في تفاصيله.. فخطط الاتحاد الأوروبي لمقاومة تدفق اللاجئين الافارقه بدأت قبل ذلك بحوالي العشرة أعوام وكان ذلك ضمن مشروع أطلق عليه وقتها Global Approach on Migration وفى إطار هذا المشروع عقدت 25 دوله أوروبية وإفريقية مؤتمرا في الرباط بالمملكة المغربية سنة 2006 خرج بقرارات أطلق عليها عملية الرباط.. إلا أن عملية الرباط لم تؤد الى نتائج ملموسه، خاصة بعد سقوط نظام القذافي ووقوع ليبيا في أيدي عصابات متناحرة وعدم وجود أي سلطة رسميه في ليبيا منذ ذلك الحين..
• في أواخر نوفمبر 2014 عقد ممثلو الدول الثمانية وعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إضافة الى ممثلين عن الاتحاد ومنظمة الوحدة الأفريقية، بحضور ممثلين عن السودان وكينيا واثيوبيا والصومال وجنوب السودان وتونس ومصر وارتريا إضافة الى سويسرا والنرويج، اجتماعا لمناقشة قضية اللجوء وتهريب اللاجئين وصدر عن هذا الاجتماع ما يعرف بإعلان المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم اقرت فيه الدول المجتمعة ما سمته مبادرة الاتحاد الأوروبي والقرن الأفريقي لخارطة طريق الهجرة (عملية الخرطوم).. تتضمن خارطة الطريق هذه عشرة نقاط يهمنا منها النقاط من 8 الى 10..
• النقطة الثامنة تقول: تشجيع تنمية مستدامه في اقطار المصدر (مصدر اللاجئين) والترانزيت لمواجهة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية..
• النقطة التاسعة: تطوير نظام إقليمي لعودة اللاجئين بما فيها العودة الطوعية وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية ضمن الاحترام الكامل لحقوق الانسان وبنفس الوقت تقوية إمكانيات هذه البلدان في هذه الجوانب..
• النقطة العاشرة: حيثما كان مناسبا وعلى أساس طوعي وبطلب من أي من الدول الموقعة على هذا الإعلان في منطقة القرن الأفريقي، المساعدة على بناء وادارة مراكز استقبال للاجئين لتقديم منافذ للتقدم بطلبات للجوء إذا كانت هناك حوجه لها حسب القانون الدولي
وتحسين خدمات هذه المراكز وامنها وللقيام بمسح لتدفقات اللاجئين وتوعية اللاجئين..
يتضح من هذه المعلومات، أن سلطة الاسلامويين قد وقعت ووافقت على خطة طريق طرحها الاتحاد الأوروبي منذ أواخر 2014 واسماها عملية الخرطوم لمحاصرة تدفق اللاجئين الافارقه على أوروبا، بكل ما تتضمنه هذه الخطة من وسائل اقتصاديه وامنيه بما في ذلك بناء معسكرات للاجئين وادارتها امنيا..
المدافعون عن حقوق الانسان في أوروبا يقولون إن عملية الخرطوم تثير خجلهم واستغرابهم: تثير خجلهم لأنها تقوم أساسا على التعاون بين الاتحاد الأوروبي الذي تمثل حقوق الانسان جزءا من بنيته الأخلاقية والقانونية، ودول إفريقية تحكمها عصابات دكتاتوريه معادية لحقوق الانسان..
وتثير استغرابهم لان سجل هذه الدول الأفريقية فيما يتعلق بالفساد المالي والإداري في أجهزتها الأمنية معروف، فهل يعقل ان تقوم هذه الأجهزة المشاركة فعليا في التجارة بالبشر، أن تقوم بإيقاف وسد أحد منافذ رزقها..
يلاحظ أن كل التقارير الصحفية التي كشفت عن عملية الخرطوم قد صدرت من أجهزة اعلام المانيه، لأن رأس الرمح الأوروبي في عملية الخرطوم هي المانيا نظرا للتدفق الهائل للاجئين على أراضيها..
ويلاحظ أن المانيا هي رأس الرمح في محاولات خلق استقرار موهوم في بلادنا بالسعي للجمع بين بعض الأحزاب والحركات السياسية والحاملة للسلاح والنظام الاسلاموى.. ويبدو واضحا أن المانيا وورائها كل أوروبا تخشى من حدوث انفجار شعبي في السودان غير مضمون العواقب بالنسبة لها فهي تخشى نتائج التجربة الليبية عليها فيما إذا سقط النظام الحاكم في الخرطوم، وعليه فقد اختارت المانيا وخلفها أوروبا أن تحاول صنع نظام يجمع بين الاسلامويين وبعض الأحزاب السودانية والحركات المسلحة بما يضمن استقرارا نسبيا يمكن أوروبا من تنفيذ عملية الخرطوم بأسرع ما يمكن..
حرص النظام على نفى وجود أي خطط سريه لإقامة معسكرات، حرص مفهوم تماما، فهو لا يريد فضح شركائه الاوربيين أكثر مما هو واقع الآن.. فالنظام أيضا حريص على استمرار جهود حلفائه الأوروبيين لإيجاد مخرج مناسب له من مأزقه التاريخي..
__________________
#الهدف
Comments
Post a Comment