كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الثلاثاء 24
مايو/أيار، عن وجود اتصالات دبلوماسية تقودها مصر لعقد لقاء ثلاثي يجمع
محمود عباس وعبد الفتاح السيسي مع بنيامين نتنياهو.
وقالت مصادر فلسطينية للصحيفة إن جميع الأطراف أبدت رغبتها
في عقد اللقاء، وهو ما أجمع عليه سياسيون مصريون مؤكدين أن اجتماع نتانياهو
وعباس بهدف تحقيق تقدم في العملية السلمية يعتبر أمرا معقولا.وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله: "لا شك في أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول، بالحديث عن اللقاء الثلاثي، تشتيت وإبعاد فكرة المؤتمر الفرنسي والمبادرة الفرنسية".
وصرح رامي الحمد الله، خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أنه لا يستطيع أن يؤكد أن هناك لقاء ثلاثيا سيجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف الوزير الفلسطيني قائلا: "في شهر يونيو/حزيران القادم، سيكون هناك مؤتمر دولي لوزراء خارجية أكثر من 20 دولة؛ وفي الصيف المقبل، سيكون مؤتمر دولي للسلام ضمن مرجعيات جديدة".
وشدد الحمد الله التزام السلطة الفلسطينية الكامل والمطلق بقرارات الشرعية الدولية وبكافة الاتفاقيات الموقعة.
فالس يؤكد انعقاد مؤتمر باريس
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الثلاثاء، أن المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط المزمع عقده في سياق المبادرة الفرنسية سيجري في الثالث من شهر يونيو/حزيران المقبل في العاصمة الفرنسية باريس بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقال فالس، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية من القدس: "إن الإسرائيليين يعلمون أنه يجب التحاور بأي ثمن مع الدول العربية بما في ذلك مصر والأردن والسعودية".
كما شدد رئيس الوزراء الفرنسي، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفلسطيني، على أن أمن الفرنسيين والأوروبيين واستقرارهم يتوقف على السلام في المنطقة والسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
القيادة الفلسطينية ترفض اللقاءات الثنائية
إلى ذلك، أفاد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد المجدلاني، بأن القيادة الفلسطينية ترفض عقد أية لقاءات ثنائية مع الجانب الإسرائيلي مجددا، مضيفا أن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، يحاول توظيف دعوة القيادة المصرية بشأن استئناف العملية السلمية من أجل إفشال المبادرة الفرنسية ومنع أي رعاية دولية لعمليات سياسية مقبلة.
وفي تصريح لإذاعة صوت فلسطين، استبعد المجدلاني أن تمارس مصر ضغوطا على القيادة الفلسطينية لقبول عقد لقاءات ثنائية مع إسرائيل.
الخارجية الفلسطينية: دعوة نتنياهو للقاء ثلاثي "ساتر دخاني"
وتعليقا على رفض بنيامين نتنياهو للمبادرة الفرنسية ودعوته لإدارة مفاوضات مباشرة حول القضايا الصعبة، قالت الخارجية الفرنسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول تبرير وتغطية موقفه السلبي من المبادرة عبر اقتراح عقد لقاء مع محمود عباس، مشيرة إلى أن نتنياهو يكرر الأسلوب نفسه بشأن اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية.
وأكدت الوزارة أن نتنياهو لم يأت بجديد في تصريحاته، ولجأ إلى تكرار مواقفه القديمة المسؤولة عن إفشال جميع أشكال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعى لكسب المزيد من الوقت لصالح خططه ومشاريعه الاستيطانية.
وبينت أن نتنياهو يحاول الاختباء وراء ساتر من الدخان لتجميل رفضه للمبادرة الفرنسية والجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية سلام ومفاوضات ذات معنى، مشددة في السياق على أن إسرائيل تواصل مواقفها الرافضة لتوسيع المشاركة الدولية في عملية السلام.
جدير بالذكر أن مصر تلقت اتصالات مكثفة من الجانب الأمريكي لبحث مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للوساطة بين طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكد مسؤول مصري كبير أن إسرائيل تتجاهل المبادرة الفرنسية الرامية لحل القضية الفلسطينية وتتجه إلى القاهرة لحل الأزمة مع الفلسطينيين على حساب المبادرة الفرنسية.
تجدر الإشارة إلى أن مديرة إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أفيفا راز شيختار، قد وصلت مساء الاثنين 23 مايو/أيار، إلى مطار القاهرة الدولي، على رأس وفد إسرائيلي.
وتأتي زيارة أفيفا راز شيختار للقاهرة بالتزامن مع قضيتين بازرتين في علاقات مصر بإسرائيل، أولهما بحث قوة حفظ السلام الموجودة في محافظة شمال سيناء، وحديث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مؤخراً، بخصوص أهمية دعم إسرائيل للسلام.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كانت قد كشفت، في 7 أبريل/نيسان، عن وجود مباحثات تجري على "مستوى رفيع" بين واشنطن والقاهرة وتل أبيب، بشأن قوات حفظ السلام الدولية بمحافظة شمال سيناء، نافية ما تردد من تقارير إعلامية حول إغلاق موقعين للقوات في تلك المنطقة.
وقد سبق لشيختار أن زارت القاهرة، في 19 مايو/أيار 2014، حيث أشارت التقارير الصادرة إلى أن الطرفين تباحثا في القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة تأمين الحدود، ولم يصدر حينها بيان رسمي حول الزيارة.
المصدر: وكالات
Comments
Post a Comment