Skip to main content

النتائج المأساوية المقبلة لحرب أمريكا على «الدولة الإسلامية»

النتائج المأساوية المقبلة لحرب أمريكا على «الدولة الإسلامية»

رأي القدس

May 26, 2016
تكشف الأخبار المتواترة من العالم العربي وجود شكل من الإدارة المركزيّة العالية التي تنسّق بين المعارك التي تدور ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (وشقيقاته القريبات منه كطالبان و«القاعدة»)، واذا كان الشكل الأبرز لهذه الحرب هو المعارك العسكرية الدائرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن، فإن أشكالا أخرى مرتبطة بها يتم تنسيقها وتدور في الوقت نفسه، بينها المفاوضات السياسية المعقّدة في اليمن وسوريا وليبيا بين الأطراف المتصارعة، وهناك طبعاً الحروب الرقميّة التي تطارد التنظيم وأنصاره في العالم (والتي يردّ عليها التنظيم بطرق مختلفة كان آخرها هجومه الذي أعلن أمس على كومبيوترات ادارة الإحصاء الإيرانية)، ناهيك عن الهجمات الإعلامية التي كانت إحدى أدوات انتشار التنظيم وإعطائه ماركته السوقيّة Brand التي غدت، للأسف، من أكبر «الماركات» انتشارا، مثلها مثل أسماء «غوغل» و»أبّل» وأصبح زعيمها، أبو بكر البغدادي، والناطق باسمها العدناني، بشهرة شخصيّات مثل فلاديمير بوتين وباراك أوباما وبشار الأسد وبنيامين نتنياهو وعبد الله أوجلان!
أهم ما يميّز إدارة الحرب هذه هو الدور الأمريكي المركزي فيها، والذي ينسّق ويضبط حركة الأدوار الأخرى، بما فيها أدوار حلفائه الكبار في أوروبا كألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، فرغم محاولات كل من هذه الدول تطوير أجنداتها الخاصة التي تدافع فيها عن مصالحها وعلاقاتها وتموضعاتها التاريخية مع البلدان التي ارتفعت فيها أسهم التنظيم المتطرّف (كما هو شأن إيطاليا مع ليبيا وفرنسا مع سوريا ولبنان وأمريكا نفسها مع العراق وأفغانستان)، فإن واشنطن استطاعت كبح هذه الأجندات لصالح أجندة البيت الأبيض ولتتواءم مع السياسة الخارجية لفريق أوباما ـ كيري، التي تحاول أن تحقّق «انتصارات» ونتائج مهمّة قبل أفول نجم هذا الفريق مع انتخاب رئيس جديد لأمريكا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
مركزيّة الإدارة تعطيها قوّة وقراراً في توزيع المهمات والوظائف، بل إن روسيا نفسها، التي تتصارع مع الأمريكيين للسيطرة على مقدّرات الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وغيرها من مواقع استراتيجية في العالم، أبدت رغبتها في الاشتراك في تقسيم العمل هذا، وهو ما أعلنته قبل أسبوع حين دعت الولايات المتحدة الأمريكية لتنسيق ضرباتهما في سوريا.
الباب الأول في هذه الحرب يذكّر بالشعار سيئ الصيت «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» حيث على الجميع خفض أصواتهم ومطالبهم للانخراط في حرب، تراها واشنطن، الحرب الأكثر أهمّية حاليّاً، والأعلى قيمة من أي شيء آخر.
الحرب هذه، لو أنها كانت الوصفة الحقيقية الناجعة لإنهاء تنظيم «الدولة»، لا تجيب على سؤال: لماذا لم تستطع الحربان السابقتان في العراق وأفغانستان على إنهاء التطرّف، وبالأحرى، لماذا ساهمتا في خلق تطرّف أكبر وأكثر انتشاراً؟
الضحيّة الأولى لهذا الانخراط الجماعيّ في أجندة واشنطن هي الشعوب التي تمرّ هذه الخطّة فوق بلدانها وبشرها، والتي عليها هي أيضاً خفض أصواتها لتعلو أصوات الطائرات القاصفة وتحرّكات قوات التدخّل الخاصة ورجال الاستخبارات، المتحالفين، في العراق مع قوّات «الحشد الشعبي»، التي لا تختلف في جوهرها عن تنظيم «الدولة»، وفي سوريا مع قوات «سوريا الديمقراطية»، التي تربطها علاقة تبعيّة بحزب العمال الكردستاني في تركيّا، الذي ينفّذ في تركيّا عمليّات انتحاريّة لا تختلف في شدة ضررها وانتظامها في تعريف الإرهاب عن عمليات تنظيم «الدولة».
إضافة الى عدد الضحايا المدنيين الكبير المتوقع من اقتحام الفلوجة والرقة والموصل وغيرها، فإن هذه الحرب ستعني، التحالف الموضوعي مع بشار الأسد في سوريا، وهو المسؤول عن الكارثة الكبرى التي جاءت بالتنظيم، ومع الحكومة الطائفية في العراق، كما سيعطي رخصة مطوّلة لأجهزة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأمنية في الاستمرار بحملات القمع ضد معارضيه، وهو أمر سمّته منظمة «العفو الدولية» في بيان لها أمس، بـ«التواطؤ مع القمع»، واتهمت أغلب الدول الغربية بالمشاركة فيه.
إضافة إلى كلّ ذلك فإن مزاج الإدارة الأمريكية الحاليّ في تحقيق إنجازات كبرى والتسرّع في محاولة إغلاق ملفّات لا يمكن إغلاقها سيؤدي إلى نتائج قد لا تتوقعها، وهي على ضوء الحسابات السياسية الخاطئة، ستزيد الأخطار الكبيرة التي تحيق بالمنطقة من حيث حسبانها أنّها في صدد حلّها.
النهاية الحربيّة لإدارة نال رئيسها جائزة نوبل للسلام ستكشف أخطاءها الاستراتيجية، وعلى عكس ما تتمنى، قد تكون سبب خسارة الديمقراطيين انتخابات الرئاسة المقبلة وستتحف العالم، مع دونالد ترامب، بإدارة أكثر دراميّة… وجنوناً.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe