المفكر محمد شحرور : ما يجري في السودان من حكم على إمرأة بالردة أمر مخجل بحق المسلمين
ما يجري في السودان من حكم على إمرأة بالردة ومعاقبتها هو أمر مخجل بحق المسلمين.
إن مفهوم الردة هو اختراع فقهي لتصفية المعارضة السياسية بهذه التهمة. فالردة تاريخياً لها نوعان: الأولى سياسية: وهي ذات بعد جماعي، وإذا قرأنا التاريخ نرى أن قبيلة ما أعلنت الردة، أي أنها نزعت وﻻء الطاعة للدولة المركزية، ولاعلاقة لذلك بالأمور العقائدية، والحدث جماعي، فلم يذكر التاريخ إطلاقاً أسماء أفراد أعلنوا الردة. لذا فهذا المعنى السياسي الذي يمكن أن يكون فيه قتل وقتال، كأن تعلن مدينة اﻻسكندرية عدم دفع الضرائب للدولة المركزية في القاهرة، وأن تبقى ضرائبها ضمن اﻻسكندرية فقط. هذه هي الردة السياسية. أما الردة الثانية: عقائدية أي للأفراد، فمثلاً صلح الحديبية نص على أن من يرتد عن محمد (ص) إلى قريش، فإن قريشاً لن ترده إليه ثانية، وبالتالي ارتد بعض الأشخاص كأفراد، وبعد فتح مكة لم يسأل النبي (ص) عنهم إطلاقاً.
ما يجري في السودان من حكم على إمرأة بالردة ومعاقبتها هو أمر مخجل بحق المسلمين.
إن مفهوم الردة هو اختراع فقهي لتصفية المعارضة السياسية بهذه التهمة. فالردة تاريخياً لها نوعان: الأولى سياسية: وهي ذات بعد جماعي، وإذا قرأنا التاريخ نرى أن قبيلة ما أعلنت الردة، أي أنها نزعت وﻻء الطاعة للدولة المركزية، ولاعلاقة لذلك بالأمور العقائدية، والحدث جماعي، فلم يذكر التاريخ إطلاقاً أسماء أفراد أعلنوا الردة. لذا فهذا المعنى السياسي الذي يمكن أن يكون فيه قتل وقتال، كأن تعلن مدينة اﻻسكندرية عدم دفع الضرائب للدولة المركزية في القاهرة، وأن تبقى ضرائبها ضمن اﻻسكندرية فقط. هذه هي الردة السياسية. أما الردة الثانية: عقائدية أي للأفراد، فمثلاً صلح الحديبية نص على أن من يرتد عن محمد (ص) إلى قريش، فإن قريشاً لن ترده إليه ثانية، وبالتالي ارتد بعض الأشخاص كأفراد، وبعد فتح مكة لم يسأل النبي (ص) عنهم إطلاقاً.
والفقهاء هم من اخترع مفهوم ردة اﻷفراد، وشملوا به نكران المعلوم من الدين
بالضرورة مثل نكران الصلاة، علماً أن الله تعالى يقول {وَقُلِ الْحَقُّ
مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} و {إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ
ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ
لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} فبأقصى الحالات العقاب عند الله وليس عندنا.
وبالتالي فإن مفهوم الردة التي تطبقه حكومة السودان اﻵن هو ردة فردية، ﻻ تحمل أي طابع سياسي وإنما طابع خيار شخصي بحت. ومن ناحية أخرى فإن زواج مؤمنة بكتابي ﻻ غبار عليه وﻻ يعتبر ردة إطلاقاً، وﻻ يعتبر زنا، ومنع زواج المؤمنة من كتابي هو اجتهاد شخصي من الصحابة وﻻ يوجد عليه أي دليل فقهي، ومن باب التعصب للدولة الجديدة الناشئة.
والسودان في دستورها نجد أنها موافقة على المواثيق الدولية ومنها إعلان حقوق الإنسان، ومع ذلك في قانونها حكم الردة. لنرى الالتباس بين الشريعة والقانون في معظم البلاد العربية. وهذا الحكم بالجلد والإعدام ﻻ علاقة له ﻻ بالتنزيل الحكيم وﻻ بالإنسانية. وعندما تمارس عصابات هذا العمل، نقول أنه عمل عصابة، بينما عندما تمارسه الدولة فتلك الطامة الكبرى.
علماُ أن عقوبة المرتد وشتم اﻹله وعقوق الوالدين هي القتل في شريعة موسى. هذه الشريعة تركها اليهود والنصارى، وتبنيناها نحن. وبهذا يكون فقهاؤنا يهوداً أكثر من اليهود أنفسهم.
وبالتالي فإن مفهوم الردة التي تطبقه حكومة السودان اﻵن هو ردة فردية، ﻻ تحمل أي طابع سياسي وإنما طابع خيار شخصي بحت. ومن ناحية أخرى فإن زواج مؤمنة بكتابي ﻻ غبار عليه وﻻ يعتبر ردة إطلاقاً، وﻻ يعتبر زنا، ومنع زواج المؤمنة من كتابي هو اجتهاد شخصي من الصحابة وﻻ يوجد عليه أي دليل فقهي، ومن باب التعصب للدولة الجديدة الناشئة.
والسودان في دستورها نجد أنها موافقة على المواثيق الدولية ومنها إعلان حقوق الإنسان، ومع ذلك في قانونها حكم الردة. لنرى الالتباس بين الشريعة والقانون في معظم البلاد العربية. وهذا الحكم بالجلد والإعدام ﻻ علاقة له ﻻ بالتنزيل الحكيم وﻻ بالإنسانية. وعندما تمارس عصابات هذا العمل، نقول أنه عمل عصابة، بينما عندما تمارسه الدولة فتلك الطامة الكبرى.
علماُ أن عقوبة المرتد وشتم اﻹله وعقوق الوالدين هي القتل في شريعة موسى. هذه الشريعة تركها اليهود والنصارى، وتبنيناها نحن. وبهذا يكون فقهاؤنا يهوداً أكثر من اليهود أنفسهم.
Comments
Post a Comment