أحلام الفقراء في بلد غني؟!
د.شاكر كريم عبد
نامي جياع الشعب نامي...حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي...من يقظة، فمن المنام
نامي على زيف الوعود...يُذاق في عسل الكلام..
العراقيون أغنياء بعددهم وبحضارتهم وتاريخهم وقيمهم أغنياء بما مخزون تحت أرضهم وفوقها من خيرات وموارد طبيعية لاتحصى ولاتعد وهم بذات الوقت فقراء بسبب خلافاتهم السياسية ونهب ثرواتهم من سياسيين يتحكمون بها ويصادرون حقوقهم، رغم انه لايوجد في الوطن العربي ولا في الكثير من دول العالم ارض كأرضهم في تنوعها الجغرافي حيث الجبال الشامخة والسهول المنبسطة والمساحات الزراعية الكبيرة إضافة الى وجود انهار كبيرة وبحيرات وسدود واهوار فيها من الثروة السمكية الهائلة وثروة حيوانية متنوعة ولهذا فان الفقر الذي يعاني منه الشعب العراقي اليوم ليس فقرا طبيعيا وإنما بسبب الإرادة الوطنية الصادقة لمن يتحكمون بشؤون البلاد والعباد التي جعلتنا من افقر شعوب العالم ومن أغناها بعدد الأحزاب وانشغال الناس بالسياسة التي مزقت البلد وفرقت الشعب وأبعدته عن الاهتمام بخيراته وثرواته المنهوبة والضائعة التي لم يحسن الاستفادة منها في مجالات الحياة المتعددة وهذا ما جعلنا فقراء بإرادتنا . فالشعوب التي تمتلك الحد الأدنى من الوعي ترفض الفقر وتأبى ان تعيش بين المقابر وتحت الجسور وفي عشوائيات وان تعيش على التسول واستجداء المساعدات من هذه الدولة او تلك مثلما جاءت نتائج مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق خيبة أمل وفشل كبير تتحمله الحكومة العراقية بشكل أساسي. وفود عراقية مختلفة تمثل جهات سياسية، وأحزابا، ومحافظات، وأخرى حكومية شاركت في المؤتمر، وبالتالي عكست للدول المانحة والمستثمرين عدم وجود رؤية عراقية موحدة للمرحلة القادمة دون ان نجد معالجات سياسية واقتصادية حقيقية وكل المعالجات كانت بأساليب فوقية وشكلية يشوبها الفساد المالي والإداري وإتاحة الفرصة لسراق المال العام ولتجار الدم ليزدادوا غنى و ازدياد أرصدتهم وعائلاتهم في البنوك العالمية جعل الكثيرين منهم منافسين لأثرياء العالم بمشاريع الاستثمارات والعقارات في الدول الخليجية والأوربية ودول الجوار وترك الفقراء ينحدرون من حالة فقر الى حالة فقر فاحش خاصة بعد ان اتسع نزوح مواطني مدن كبيرة دمرها داعش الإرهاب ودواعش السياسة ومدن الأرياف الذين هجروا قراهم ومزارعهم نتيجة شحة المياه وجاءوا الى المدن ليشاركوا اهلها بنعمة الكهرباء المتقطعة وشرب المياه الصالحة وايجاد فرص العمل في القطاع الخاص او البيع على الأرصفة او في تقاطعات الطرق والساحات لمسح زجاج السيارات المتوقفة او التفتيش في مكبات النفايات إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما في غياب العدالة، الذي يتجلى في محاباة البعض، وظلم آخرين. ولعل التحدي الأهم في القرن الحادي والعشرين هو الاعتراف بوجود علاقة بين الفقر والظلم والتركيز في المقابل على التفاوت في توزيع الثروات باعتباره المشكلة التي يجب معالجتها والتي من بينها عدم تكافؤ الفرص، ووجود تفاوت في الفرص المتاحة للأفراد لتحقيق النجاح بسبب غياب الدعم الحكومي والضمان الاجتماعي وعدم الاهتمام بشؤون الناس وتوفير حياة حرة كريمة لهم ليس منة من احد وانما من ثرواتهم الطبيعية وخيرات الوطن بعد ان أصبح الوطن ساحة لعرض غرائب الدنيا وعجائبها ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم، ومشرحة لتوضيح سبب الموت المجهول ، والمؤلم أكثر هو ضياع هيبة الدولة وسيادتها في داخل المجتمع وفي المحافل الدولية وعندما نسال انفسنا : لماذا بلدنا غني ونحن فقراء ؟ كاننا نسمع جوابا من داخلنا يقول : انه ضعف الادارة وعدم وجود المسؤول النزيه وانه الفساد الذي ينخر جسد البلاد . ونوم الشعب على زيف الوعود.ولك الله ياشعب وحماك الله ياوطن..
نامي جياع الشعب نامي...حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي...من يقظة، فمن المنام
نامي على زيف الوعود...يُذاق في عسل الكلام..
العراقيون أغنياء بعددهم وبحضارتهم وتاريخهم وقيمهم أغنياء بما مخزون تحت أرضهم وفوقها من خيرات وموارد طبيعية لاتحصى ولاتعد وهم بذات الوقت فقراء بسبب خلافاتهم السياسية ونهب ثرواتهم من سياسيين يتحكمون بها ويصادرون حقوقهم، رغم انه لايوجد في الوطن العربي ولا في الكثير من دول العالم ارض كأرضهم في تنوعها الجغرافي حيث الجبال الشامخة والسهول المنبسطة والمساحات الزراعية الكبيرة إضافة الى وجود انهار كبيرة وبحيرات وسدود واهوار فيها من الثروة السمكية الهائلة وثروة حيوانية متنوعة ولهذا فان الفقر الذي يعاني منه الشعب العراقي اليوم ليس فقرا طبيعيا وإنما بسبب الإرادة الوطنية الصادقة لمن يتحكمون بشؤون البلاد والعباد التي جعلتنا من افقر شعوب العالم ومن أغناها بعدد الأحزاب وانشغال الناس بالسياسة التي مزقت البلد وفرقت الشعب وأبعدته عن الاهتمام بخيراته وثرواته المنهوبة والضائعة التي لم يحسن الاستفادة منها في مجالات الحياة المتعددة وهذا ما جعلنا فقراء بإرادتنا . فالشعوب التي تمتلك الحد الأدنى من الوعي ترفض الفقر وتأبى ان تعيش بين المقابر وتحت الجسور وفي عشوائيات وان تعيش على التسول واستجداء المساعدات من هذه الدولة او تلك مثلما جاءت نتائج مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق خيبة أمل وفشل كبير تتحمله الحكومة العراقية بشكل أساسي. وفود عراقية مختلفة تمثل جهات سياسية، وأحزابا، ومحافظات، وأخرى حكومية شاركت في المؤتمر، وبالتالي عكست للدول المانحة والمستثمرين عدم وجود رؤية عراقية موحدة للمرحلة القادمة دون ان نجد معالجات سياسية واقتصادية حقيقية وكل المعالجات كانت بأساليب فوقية وشكلية يشوبها الفساد المالي والإداري وإتاحة الفرصة لسراق المال العام ولتجار الدم ليزدادوا غنى و ازدياد أرصدتهم وعائلاتهم في البنوك العالمية جعل الكثيرين منهم منافسين لأثرياء العالم بمشاريع الاستثمارات والعقارات في الدول الخليجية والأوربية ودول الجوار وترك الفقراء ينحدرون من حالة فقر الى حالة فقر فاحش خاصة بعد ان اتسع نزوح مواطني مدن كبيرة دمرها داعش الإرهاب ودواعش السياسة ومدن الأرياف الذين هجروا قراهم ومزارعهم نتيجة شحة المياه وجاءوا الى المدن ليشاركوا اهلها بنعمة الكهرباء المتقطعة وشرب المياه الصالحة وايجاد فرص العمل في القطاع الخاص او البيع على الأرصفة او في تقاطعات الطرق والساحات لمسح زجاج السيارات المتوقفة او التفتيش في مكبات النفايات إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما في غياب العدالة، الذي يتجلى في محاباة البعض، وظلم آخرين. ولعل التحدي الأهم في القرن الحادي والعشرين هو الاعتراف بوجود علاقة بين الفقر والظلم والتركيز في المقابل على التفاوت في توزيع الثروات باعتباره المشكلة التي يجب معالجتها والتي من بينها عدم تكافؤ الفرص، ووجود تفاوت في الفرص المتاحة للأفراد لتحقيق النجاح بسبب غياب الدعم الحكومي والضمان الاجتماعي وعدم الاهتمام بشؤون الناس وتوفير حياة حرة كريمة لهم ليس منة من احد وانما من ثرواتهم الطبيعية وخيرات الوطن بعد ان أصبح الوطن ساحة لعرض غرائب الدنيا وعجائبها ، ومفرغة لصواعق المنطقة والعالم، ومشرحة لتوضيح سبب الموت المجهول ، والمؤلم أكثر هو ضياع هيبة الدولة وسيادتها في داخل المجتمع وفي المحافل الدولية وعندما نسال انفسنا : لماذا بلدنا غني ونحن فقراء ؟ كاننا نسمع جوابا من داخلنا يقول : انه ضعف الادارة وعدم وجود المسؤول النزيه وانه الفساد الذي ينخر جسد البلاد . ونوم الشعب على زيف الوعود.ولك الله ياشعب وحماك الله ياوطن..
Comments
Post a Comment