ايران في امتحان مطلوبات النظام ومطلوبات الشعب------ حاتم بابكر عوض الكريم
لاول مرة تتعرض السلطة الحاكمة في ايران لامتحان جدي يلمس وجودها كنظام سياسي جاء في اعقاب ثورة الشعب الايرانية على نظام ملكي - نظام الشاه محمد رضا بهلوي- فهل تكرر الثورة على خلفاء الشاه؟ انطلقت الثورة الايرانية على النظام الامريكي المتحالف مع الولايات المتحدة فالثورة التي شاركت فيها كل الفئات الشعبية ولعب اليسار فيها دور محوريا انطلقت في اكتوبر 1977م وفي العام 1978م اتخذت شكل مقاومة مدنية واسعة تظاهرات واضرابات وتحت ضغط الجماهير غادر الشاه ايران في 19/ يناير/1979م. ولما كان اليسار ( تودا وخلق) عاجز عن تحقيق ضمانات للراسمالية الوطنية وعاجزه عن تقديم برنامج ديمقراطي متوازن سقط نظام الشاه في ايدي القوي اليمينة التي تضاعفت قدرتها بعودة اية الله الخميني في الاول من فبرائر1979م انهار نظام الشاه في 11 يوم من عودة الخميني واقل من شهر من خروج محمد رضا بهلوي. فالثورة في بدايتها قادها تحالف اللبرالين واليسار من اكتوبر1977 حتى يناير1979م وعجزت الهتافية ان تفتح افاق الاحتجات الى تحول مقبول من العالم مما اعطى فرصة للجماعات الدينية تخطف الحدث وتوظفه لانتاج الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ما اشبه اليوم بالبارحة:
الثورة الشعبية التي تجتاح الشارع الايراني اليوم لاتختلف في اسبابها الجوهرية عن الثورة على نظام الشاه في عام1979م فالقاسم المشترك هو تبديد الموارد وثروات الدولة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي في اوجه لاتتصل بمصالح الشعب الايراني، فالشاه وطغمته الحاكمه فقد وظفوا الثروة لمصلحتهم وشراء ولاء الغرب الامريكي والاروبي وتجاهل مصالح الشعب الحيوية، اما نظام الثورة الاسلامية فقد نشط كافة لاتجاهات الدينية فهو في الاساس ايقظ الشيعة في الشرق الاوسط وكرد فعل لذلك تبلور التيار السلفي الجهادي وتمدد التنظيم العالمي للاخوان، كما تورطت الثورة الايرانية في الحرب الايرانية- العراقية الايرانية التي حصدت منها السلطة الحاكمة في طهران ما حصدت استبدال الجيش الايراني بجيش عقائدي تصوره للعالم ان ايران مركز اعادة البشرية للهدي الرباني. فشاه ايران لتحقيق طموحات طبقته الحاكمة استخدم سياسة التقشف وهذا ما تفعله القيادة الراهنة. الشاه لم يستوعب الحركة السياسية الايرانية وتجاهلها والان القيادة الايرانية تعتقد انها مازالت في مرحلة الثورة التي بعدت الشقة وبرز اشوق للتغيير والتجديد لم تستوعب اشارتها الحقيقة في النظام السياسي الايراني نفسه حيث ظهر تيار التجديد الذي واجهته المؤسسة الحاكمة التقليدية بالقمع والترهيب ناهيك عن الظر خارج النظام. فالنظام الايراني يستمد حيويته من معركته المتوهمة مع الغرب ومع العالم الاسلامي السني . لم يستوعب النظام الايراني ان الشعب لم يعد قادر على احتمال حروبه الهلامية التي تخص الشعب وتاكل موارده وثروته وتحكم عليه بالفقر الابدبي بسبب طموحات الحكام الامبراطورية.
الاصلاح ام الثورة
ربما تستطيع السلطة الايرانية تصفية الاحتجاج على مستوى الشارع في ايام او اسابيع او حتى شهور لكنها لاتستطيع ان تكبت الرغبة الشعبية في التغير اذا اخذنا في الاعتبار التحول الاقتصادي الذي ظهر على رجال الدين الذين تحولوا الى ذات طبقة الشاه المترفة التي تطالب الشعب بالتقشف من اجل مصالحها. فالتناقض الاجتماعي الذي ولد الاحتجاجات عميق لدرجة انه سيظل خطر وجودي على النظام وفكره وايدلوجيته لاسيما ان مستجدات دولية عديدة تقطع الطريق امام طموحات السلطة الحاكمة الامبراطورية.فالوقائع العنيدة تضع النظام اما خياران احلاهما مر على الطبقة الحاكمة
* التغير الذاتي والمتمدرج والانفتاح على القوي الوطنية والديمقراطية واللبرالية واليسارية- خارج النظام والخروج من الشكل الثيوقراطي للدولة. هذا الاتجاه بداته طهران بتهيب وتردد وفي نطاق محدود في اطار النظام. هذا يحتاج الى تحسين الاوضاع الاقتصادية.
* اذا عجزت الجمهورية الاسلامية من التحرك من خانة الثورة و الانتقال الى الى مطلوبات الدول وصصمم الاتجاه المحافظ فيها لاستكمال معاركة النووية وفي العراق وسوريا ولبنان واليمن واهدار الاموال في استقطاب احلام الثورة في الخليج والجزيرة العربية فانه من المؤكد فان اوضاع الشعب سوف تتدهور ولن يجد مناص غير الثورة فاذا لم يكن اليوم فغدا
على العالم الحر دعم الشعب الايراني في كلا الاتجاهين تهذين النظام الايراني للاندماج في المجتمع الدولي واحداث اصلاحات جدية في ملفات الحريات وحقوق الانسان والديمقراطية وارساء قيم السلام في الخليج. في ذات الوقت دعم الشعب الايراني في مسار الديمقراطية والعيش الكريم بتسهيل اسقاط النظام القمىء
امدرمان
حاتم بابكر عوض الكريم
13/ ديسمبر/2017م
Comments
Post a Comment