تبادل الاتهامات في سباق ربع الساعة الأخير
بريطانيا وأوروبا في لحظة فارقة اليوم
ومن المتوقع أن يكون حجم الإقبال على التصويت عاملاً حاسماً في تحديد النتيجة، مع بذل مؤيدي البقاء ومعارضوه جهودهم الأخيرة لإقناع المترددين بالتصويت، وسط تصاعد وتيرة الدعوات المؤيدة لقرار الانسحاب باعتباره خطوة محورية في الطريق صوب استعادة بلادهم استقلالية قراراتها، بعيداً عن سلطة الاتحاد الأوروبي، بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها المنظمات والهيئات الدولية بشأن التداعيات السلبية لخروج دولة بثقل بريطانيا من التكتل.
وسُجل حوالي مليوني بريطاني جدد منذ ديسمبر على اللوائح الانتخابية، ما يرفع عدد الناخبين المحتملين في استفتاء اليوم إلى 46.5 مليوناً، حسب اللجنة الانتخابية التي قالت إن العدد قياسي. وسيطرح الاستفتاء سؤالاً على المصوتين للاختيار بين أن تبقى بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي أو أن تخرج منه.
وبالنسبة للكثير من البريطانيين سيكون التصويت خياراً صعباً ومحيراً، وقد يلجأ بعضهم إلى اتباع ما يمليه عليه إحساسه. أما أولئك الذين اختاروا الوقوف في صف حملة الخروج من الاتحاد البريطاني، فيعدون بأن الاستفتاء يمنحهم فرصة لاستعادة السيطرة على ما يجري في بريطانيا وداخل حدودها، بعيداً عن إملاءات بروكسل وقوانين الاتحاد.
رسالة واضحة
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة نشرت على الصفحة الأولى لصحيفة «ذي غارديان»، إن الناخبين سيوجهون «رسالة واضحة» باختيارهم البقاء في الاتحاد، مفادها أن المملكة المتحدة ليست منطوية على نفسها.
وسعى مسؤولون من المعسكرين إلى إقناع المترددين في مناظرة نظمتها الـ«بي بي سي» وحضرها حوالي ستة آلاف شخص في قاعدة للعروض في لندن. وعكست المناقشات في بعض مراحلها حدة الحملة، إذ لم يتردد المشاركون في مقاطعة بعضهم البعض وتبادل الاتهامات، متجاهلين بذلك دعوات واسعة النطاق لكلا الطرفين للتهدئة من حدة لهجتهما.
واتهم رئيس بلدية لندن العمّالي صادق خان، أنصار مغادرة الكتلة الأوروبية وزعيمهم بوريس جونسون «بالكذب» عندما يقولون إن تركيا يمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، مشيراً إلى أنها تصريحات خطيرة وعلى بوريس أن يشعر بالعار. ورد جونسون، بالتأكيد أن معسكر مؤيدي البقاء ركز طوال حملته على الخوف من العواقب الاقتصادية للخروج من الاتحاد.
وقال جونسون إنّ «هذا وقت حرج، وسيقرر الكثيرون كيف يصوتون، وآمل أن يؤمن هؤلاء ببلدنا وأن يؤمنوا بما يمكننا أن نفعله». وأضاف: «حان الوقت لعلاقة مختلفة تماماً مع أصدقائنا وشركائنا في أوروبا. حان الوقت أن نطالب بالديمقراطية، وهناك مئات الملايين من الناس في أوروبا يتفقون معنا. حان الوقت للخروج من الاتحاد الأوروبي الفاشل غير القادر على العمل».
تجمعات
وشهد يوم أمس أيضاً سلسلة تجمعات في بريطانيا والعالم تكريماً لذكرى النائبة العمالية جو كوكس، المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، التي اغتيلت بوحشية بالرصاص وطعناً بسكين في دائرتها في شمال إنجلترا.
وجرى في لندن تجمع في ساحة ترافلغار تكريماً لذكرى النائبة، التي كان يفترض أن تبلغ الثانية والأربعين من العمر أمس. كما ينظم حفل تكريم في مهرجان الموسيقى في غلاستونبيري شمال غرب إنجلترا.
وأكد زوجها برندان كوكس أنها قتلت بسبب التزامها. وقال في مقابلة مع الـ«بي.بي.سي» إنها «كانت تمارس العمل السياسي ولديها آراء قوية جداً واعتقد أنها قتلت لهذا السبب».
مستقبل كاميرون
إلى ذلك، أكد محللون أنه في حالة نجاح حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، هناك مسائل سياسية ستطرح نفسها بشكل ملح، من بينها مستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: هل سيبقى في منصبه إذا خسر الرهان بدعم حملة البقاء؟
البعض قد يفضل أن يغادر كاميرون منصبه، لكن الكثيرين يميلون إلى بقائه رئيساً للوزراء، لأنه الشخص الأمثل والأقدر على خوض مفاوضات توصف بالصعبة مع بروكسل لتحديد إجراءات ومسارات إخراج بريطانيا من الاتحاد.
وفي حالة التصويت بالخروج، لا شيء سيتغير في تلك اللحظة من الناحية الواقعية، عدا أن تبدأ الحكومة في التفكير في الاستراتيجية التي يجب انتهاجها لمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
مفاوضات الخروج
وسيكون مطلوباً من كاميرون أو أي رئيس للوزراء يخلفه في حالة مغادرته منصبه أن يبلغ رسمياً الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبمجرد أن يبلغ الاتحاد الأوروبي برغبة بريطانيا في الخروج منه، حينها يدخل الطرفان رسمياً مرحلة التفاوض التي تدوم سنتين كاملتين لبحث إجراءات الخروج القانونية، لكن وزير العدل البريطاني مايكل غوف، والوجه الأبرز في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد، يقول بأنه من المحتمل طلب تمديد مهلة السنتين، إذا وافقت دول الاتحاد على ذلك، والبالغ عددها 27 دولة.
حقائق
■ وعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بإجراء استفتاء حول مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، في حال فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2015.
■ خاضت الحكومة البريطانية مفاوضات معقدة مع الاتحاد الأوروبي، وتوصل الطرفان إلى اتفاق لتغيير عضوية بريطانيا في الاتحاد، وقد منحت وفقاً للاتفاق وضعاً خاصاً.
■ حزب الاستقلال البريطاني على رأس المطالبين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حقق نتائج جيدة في الانتخابات الأوروبية.
■ هناك خمسة وزراء يطالبون بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
■ يعتقد معسكر الخروج أن على بريطانيا الأخذ بزمام الأمور في مراقبة حدودها.
■يتقدم حملة البقاء في الاتحاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بالإضافة إلى 16 وزيراً من حكومته.
لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا
Comments
Post a Comment