Skip to main content

العنصرية وإعادة اكتشاف حضارات النوبة القديمة – للكاتب تيموثي كيندال ترجمة سعد عثمان


العنصرية وإعادة اكتشاف حضارات النوبة القديمة – للكاتب تيموثي كيندال
ترجمة سعد عثمان
في 1820 كان العالم الغربي سعيداً لسماع خبر إعادة اكتشاف آثار النوبة القديمة – أو “كوش”، كما كانت تسمى في الكتاب المقدس. الأثار في السودان والتي تبعد مئات الأميال من جنوب مصر، قد تم ذكرها من بعض الرحالة البريطانيين و الفرنسيين والأمريكيين، و تبعاً لوصفها الغامض وما جلبوه من رسوم توضيحية للمعابد وساحات الاهرمات قد أثار إعجاب العلماء في ذلك الوقت وأيقظ الاهتمام بهذه المملكة الأفريقية.
الوثائق اليونانية تحدثت عن ممنون (Memnon) ، ملك النوبي الأسطوري الذي قاتل في حرب طروادة. كما تحدثت ايضاً عن النوبة، وانهم كانوا “أطول الناس و اوسمهم على وجه الأرض”، وعن اعتقادهم الديني العظيم بحيث أن الآلهة كانت تفضل قربانهم عن جميع الناس الآخرين. كانوا يعرفون أيضا أن ملوك النوبة قد غزوا مصر وحكموها لمدة ستين عاما، و انهم يحسبو على أنهم الأسرة الفرعونية الخامسة والعشرون في مصر. و لكن الإغريق لم يدعوا هؤلاء الناس ب”النوبيين” أو “الكوشيين”، كما نفعل اليوم. دعوهم الإثيوبيين (“Aithiopes “)، والتي تعني في اليونانية “الافراد ذوي الوجه المحروق.” كانوا يعلمون جيدا أن النوبيين كانوا سود البشرة، كما هو حال لون بشرة السودانيين في نفس المناطق اليوم.
خلال 1840 قاد عالم المصريات الألماني الشهير كارل ريتشارد لبسيوس Karl Richard) Lepsius) (1810-1884) رحلة استكشافية لرصد الآثار في مصر والسودان بأمر من ملك بروسيا. لدى عودته، أكد بثقة أن هذا المصطلح اليوناني “الإثيوبيين”، عند الإشارة إلى الشعوب المتحضرة القديمة لكوش، لا ينطبق على “الزنوج”، ولكن كان يستخدم لوصف ذوي البشرة الحمراء الذين أرتبطوا ارتباطا وثيقا بالمصريين، والذين “ينتمون إلى عرق قوقازي “. مرة أخرى، في عام 1852، عندما زار الدبلوماسي الأميركي بايارد تايلور (1825-1878) السودان و عند معاينته لمنحوتات معابد الآلهة ورسومات الحكام الذين يرتدون كل ما هو فاخر، ورغم وجود السمات الأفريقية في لونهم و اشكالهم بشكل واضح، إلا أنه وجد من غير المعقول أن يتمكن ذوي البشرة السوداء الافارقة من إنشاء هذه الحضارة القديمة. وبدلا من ذلك، أكد مرددا ما قاله بسيوس، ان هذه الحضارة قد تم إنشاؤها من قبل المصريين أو عن طريق المهاجرين من الهند أو الجزيرة العربية، أو، كما قال “من قبل فرع من العناصر البشرية التي ننتمي إليها.” [وهو يقصد الجنس الأبيض].
بسيوس وتايلور فشلوا في الاعتراف بحقيقة أن اليونانيين أنفسهم لم يخلطوا ابداً “الاثيوبيين” مع المصريين، و انهم استخدموا دائما مصطلح “الإثيوبي” للاشارة الي شعوب كوش ووسط أفريقيا. هذه الآراء العنصرية والتشوهات “العلمية” بين الباحثين الغربيين من القرن التاسع عشر، و بالرغم من انها لم تكن عالمية، و لكن لسوء الحظ شكلت المواقف لمدة قرن كامل آخر مما أدى الى تأخير و خلق عدم الانضباط العلمي في الدراسات النوبية والحضارة الأفريقية بشكل عام.
كان شمال السودان منطقة نائية و لم يستطيع علماء الآثار من الوصول اليه، استمر هذا حتى سيطر البريطانيون على البلاد في عام 1898 و اصبح الوصول اليه متاحاً خاصة مع اكتمال خط السكة الحديد بين القاهرة و الخرطوم. أجريت الحفريات الرئيسية الأولى من قبل عالم المصريات الشهير جورج ريزنر (1867-1942) (George A. Reisner)، الذي كان فريقه العلمي مدعوماً من جامعة هارفارد ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، وقام بالتنقيب الأثري أولاً في كرمة في عام 1913 ثم معابد جبل البركل ما بين 1916-1920 وجميع الأهرامات الملكية لدولة كوش ما بين 1917-1924. وضع ريزنر – بمفرده تقريبا- أسس التاريخ النوبي، ورصد تاريخه من العصر البرونزي إلى فجر العصر المسيحي في النوبة. كما انه قام بفك رموز أسماء وتواريخ معظم الملوك الكوشيين في القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الثالث قبل الميلاد. لقد كان إنجازا عظيماً، لا مثيل له تقريبا في تاريخ علم الآثار.
و بالرغم من استنباطات ريزنر لا تزال تمثل لنا رؤية مذهلة وصحة أساسية، لكن ما زلنا نشعر بالخيبة على عدم قدرته اكتشاف وقبول أن الآثار التي نقّب فيها قد بناها رجال سود حقيقيين. صاغ ريزنر نظرية، باستخدام أدلة خادعة تماما، أن مؤسسي الأسرة الفرعونية الخامسة و العشرين أو “الاثيوبيين” لم يكونوا من السودانيين السود بل كانوا فرع من العنصر البشري (المصري- الليبي) “Egypto-Libyan” (والتي كانت تعني “ذوي البشرة البيضاء”) وينتمون للاسرة الحاكمة الثانية و العشرين. والاسرة الخامسة و العشرين، و التي كانت تسمى “الإثيوبية” من قبل اليونانيين لأن ملامحهم كانت ببساطة تدل على اصلهم “الزنجي” او السكان ذوي البشرة الداكنة، وهؤلاء الإثيوبيون، كما ذكر ريزنر ، ” لم يعرفوا التجارة أو أي صناعة جديرة بالذكر.” ومثل تايلور وبسيوس، الذين كانوا يعتقدون تماما أن صبغة الجلد الداكنة كانت تحد من القدرة الفكرية والابداعية للانسان، عزى ريزنر التراجع الحضاري الواضح لمرحلة نبتة في الحضارة الكوشية (حوالي 660-300 قبل الميلاد) إلى “التأثير المُعطّل” الناتج من التزاوج العرقي – حثبما صوره- بين نخبة من ذوي البشرة الفاتحة والبشرة الداكنة الهوي بولوي Hoi poloi [Hoi poloi :الكثرة الموجودين أسفل قائمة العناصر البشرية على الأرض]. وأوضح أن النهضة الحضارية المروية (300 قبل الميلاد)، كانت مجرد نتيجة لتدفقات جديدة للمصريين القدماء. و ذكر ان الحضارات النوبية ليست متقدمة كما هي الحضارة المصرية، بسبب أن السكان كانوا من عرق مختلط، وبحكم علاقتهم بالعنصر المصري المتفوق، تفوق النوبة بفارق كبير عن “السكان الخاملين من الأجناس السوداء الأخرى في افريقيا. ”
هكذا كان ريزنر في أسوأ احواله. هذه التفسيرات العنصرية التي قليت بلا حرج، ونشرت على نطاق واسع في المجلات العلمية في ذلك الوقت وقُبلت باعتبارها الإنجيل من قبل الصحافة الشعبية، واليوم ما زالت تسيء وتحرج كل واحد منا. و من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن هذه العنصرية والتي كانت متفشية آنذاك، كيف أثرت على الانضباط العلمي للدراسات النوبية في أمريكا. ريزنر، إلى حد كبير نتاج عصره، ويبدو أن لديه رغبة لاشعورية للاعتقاد بأن الملوك الكوشيين كانوا “بيض اللون” (أو “الرجال البيض” في البشرة الداكنة، أو الرجال ذوي البشرة الداكنة أصحاب “النفوس البيضاء”) من أجل جعل حضارتهم تستحق الدراسة أكثر، هذا لنفسه، وايضاً مقبولة لعلماء عصره وللجمهور الزائر للمتحف – وربما حتى إلى أيجاد الدعم المالي له في متحف الفنون الجميلة [ببوسطن]. و حتى بعد الحكم على الحضارة النوبية بحضارة “البيض” أو “السود”، فانها لم تلقى الكثير من الاهتمام الشعبي في ذلك الوقت. لو كانت مجرد فرع من “الحضارة البيضاء” المصرية في وسط أفريقيا، حسب نظرية ريزنر، فان الحكم عليها قد جاء في وقت متأخر، وانها غير اساسية، و “مهمشة” (هذا بنظرعلماء المصريات غير المحايدين ( (Egyptocentered وعلماء اوربا غير المحايدين (Eurocentered) في ذلك الوقت). ولو كانت “حضارة سوداء”، فانها سوف تكون في أذهان معاصريه غير ذي صلة تماما بالأهمية التاريخية. في كلتا الحالتين، لا تتوفر مناطق جذب كمجال لدراسة المصريات من علماء ذلك الجيل، وتقريبا لا شيء يدعو الى متابعتها. و تقريبا كانت الكتب المعاصرة في تاريخ الحضارة المصرية قد تجاهلت ذلك تماماً.
حتى وقت متأخر من اربعينيات و خمسينيات القرن العشرين، ظلت الهوية العرقية للنوبيين إشكالية للعلماء “البيض”. على سبيل المثال، عندما عثر على عظام الملوك الكوشيين، المستخرجة من حفريات ريزنر، والتي أرسلت للتحليل إلى المتخصصين في متحف بيبودي في جامعة هارفارد، تم تحديدها على أنها تنتمي إلى “انسان الحضارة المصرية”. في هذه الحالة، علماء دراسة العظام، مثل بسيوس، تايلور وريزنر، كانت رغبتهم الواضحة في الأدعاء بانها تنتمي ل “عنصرهم البشري[الأبيض].” ولكن عندما قام كيث سيلي وجورج ستيندروف علماء المصريات في جامعة شيكاغو ، والذين لم يكونوا مشتركين مع ريزنر في “نظرية الأصل الليبي”، بنشر أعمالهم عن تاريخ مصر في عام 1942، عندما حكمت مصر حتى الشرق، ظهر تحيزهم الواضح ضد الاسرة الفرعونية الخامسة و العشرين [المكونة من ملوك النوبة] في هاتين الجملتين:
“في مكان الفرعون المصري الأصلي أو الغزاة الليبيين، احتل عرش مصر ملك زنجي من اثيوبيا! ولكن لم يدم سلطانه لفترة طويلة.”
اليوم، وبعد سبعة وخمسين عاما على صدور هذا الكتاب، يعترف الآن على أن ملوك الاسرة الخامسة و الثلاثين “الزنج” قد قاموا بنهضة مهمة للفن والحضارة المصرية، وأنهم وضعوا أسس الاهتمام العلمي بالتقاليد و اللغة المصرية القديمة، وقد اطلق عليهم “علماء المصريات الأوائل.” و تمددت الإمبراطورية في عهدهم بشكل كبير، لم يتحقق ابداً من أي وقت مضى في العصور القديمة على طول وادي النيل. و الغى ملوكهم الحكم بالإعدام على السجناء. كما انهم غفروا لأعدائهم وسمحوا لهم بالاحتفاظ بوظائفهم. وأنهم أعطوا بالفعل الحق العام في تنفيذ الكتابة المنقوشة في المعابد لأشخاص آخرين غير أنفسهم. و لم تسمع هذه الخصائص بين ملوك مصر القديمة الأخرىن او ملوك الشرق الأدنى، ويمكننا أن نفترض أن هذه فعلاً هي مميزات الملوك النوبيين. و كان علماء المصريات في النصف الأول من القرن العشرين، يعدون هذه الحقبة “الزنجية” بأنها الفترة التي تميزت بأدنى مستوى للحضارة المصرية والتي أضمحل عندها كل التاريخ المصري.
عندما ارسلت المواد المكتشفة في حفريات ريزنر في السودان إلى متحف بوسطن في عام 1924، ذهب معظمها إلى التخزين ونسيت جمعيها إلا قليلاً. و في أواخر 1970 تم إعادة اكتشافها من قبل القيمين على المتحف، والذين بسعادة بالغة أشاروا الى أنها تعتبر واحدة من أهم و أثمن كنوز المتحف، وبعدها استخدمت في العديد من المعارض الداخلية و الدولية ، كما تم أخيرا عرضها في معرض دائم خاص بالحضارة النوبية.
“العنصرية البيضاء” في الأوساط العلمية اختفت تقريباً مع قيام حركة الحقوق المدنية في سيتنات القرن العشرين، ولكن تم استبدالها ب”العنصرية السوداء” الجديدة، و التي دعمها العديد من الأمريكيين من أصل أفريقي كاستجابة متأخرة ل”العنصرية البيضاء”، حدث هذا حتى قبل إعادة تعريف الحضارة الكوشية. هذا أنتج ما يسمى بالأفرقة غير المحايدة Afrocentrism))، والتي فسرت التاريخ الأفريقي القديم ممزوج بالغضب لتجربة السود في العصر الحديث، والتي افتخرت بمصر بوصفها حضارة “أفريقيا السوداء”، واعتبرتها أصل الحضارة الأوروبية. ويا للسخرية، مثل العنصرية من ايام ريزنر، هذا الاتجاه انتقص من أهمية كوش، لأن دعاتها قللوا من الاختلافات العرقية والحضارية بينها وبين مصر واعطوا أهمية مركزية لإنجازات الحضارة المصرية.
في التسعينيات أصبح مستقبل دراسات الحضارة النوبية في أمريكا يبدو أكثر إشراقا من أي وقت مضى. الفن والحضارة الكوشية “السوداء”، والتي عموماً في أيام سابقة لم تمثل مركز اهتمام بالنسبة للأميركيين، اصبحت الآن مثيرة للاهتمام جدا بالنسبة لهم. ومن المأمول في الألفية الجديدة أن جميع الأميركيين سوف يأتون لفهم – ما لم يفهمه رايزنر ومعاصريه، من جهة، ولا الأفرقة غير المحايدة الحديثة، من جهة أخرى – تلك الدراسات و التي لا يمكن تحقيقها بشكل نزيه ما لم نتمكن من مفارقة وتجاوز التحيزات الخاصة بنا. في مرحلة ما سنقوم جميعا بحاجة إلى الاعتراف بأن “العنصر البشري التي ننتمي إليه” – وهنا استخدم عبارة بايارد تايلور – ليس أسود ولا أبيض، ولكن ببساطة يمثل الإنسان، بكل قدراته الإبداعية الاستثنائية وكل إخفاقاته الأزلية.

Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe