مستشار عباس: إسرائيل تقوم بحملة علاقات عامة لخلق انطباع عن علاقة وهمية مع الدول العربية
قلّل مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الاستراتيجية الدكتور حسام زملط من شأن تصريحات أدلى بها عدد من المسؤولين الإسرائيليين أخيراً عن وجود علاقة سرية دافئة لإسرائيل مع عدد من الدول العربية. وقال لـ»الحياة» أنه لو كان لدى إسرائيل مثل هذه العلاقة السرية لأخفتها، مرجحاً أن يكون الهدف من وراء هذه التصريحات هو «حملة علاقات عامة تهدف إلى تغيير التصور عن سياسة العالم العربي ومواقفه من القضية الفلسطينية».وأوضح: «تسعى إسرائيل من وراء حملة العلاقات العامة هذه إلى خلق انطباع لدى الجمهور العربي بأن العلاقة بين إسرائيل والعالم العربي ممكنة جداً من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر وهمي». وقال إن في العالم العربي شخصيات تساعد إسرائيل على خلق هذا الانطباع، لكنها قلة.
وأكد أن «العلاقة العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، مع القضية الفلسطينية تتعدى متغيرات السياسة لأنها تقوم على روابط أبعد بكثير من الاعتبارات السياسية كروابط الدم والتاريخ والجغرافيا والمصير». وتابع: «هذا ظهر دائماً في كل مفترق شهدته القضية الفلسطينية، وآخرها في مؤتمر باريس قبل أسابيع قليلة عندما رفضت المملكة العربية السعودية الاقتراحات والضغوط التي حاولت تغيير بعض بنود مبادرة السلام العربية». وأضاف: «الرئيس عباس يقوم بزيارة دول الخليج العربي قبل أي تحرك سياسي، وهو عائد من جولة شملت السعودية وقطر».
وقال زملط إن إسرائيل تسعى إلى استغلال التناقضات بين دول المنطقة لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، مضيفاً أن «اليونان وقبرص تعرضتا إلى عملية خداع كبيرة حين وطدتا علاقتهما مع إسرائيل اعتقاداً منهما أن هذه العلاقة ستبعد إسرائيل عن تركيا، لتفاجئنا أخيراً بتعزيز العلاقات التركية - الإسرائيلية، وبتوسط إسرائيل بين تركيا وروسيا».
وأكد أن العرب لا يراهنون على إسرائيل، خصوصاً في هذه المرحلة التي تسيطر فيها حكومة يمينية بقيادة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه أفيغدور ليبرمان. وأضاف أن إسرائيل تحاول تطبيع علاقاتها مع العرب من دون إنهاء الاحتلال، وهو أمر لا يمكن تحقيقه، فـ «العرب، خصوصاً دول الخليج العربي، يقدمون دعماً مالياً وسياسياً مهماً للفلسطينيين، ومن دون هذا الدعم، ستكون مقدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة المشروع الصهيوني أقل».
Comments
Post a Comment