ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺛﺔ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺨﺮ
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻓﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﺨﺮ ﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺷﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺠﻮﻡ ﻫﻮﻟﻴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ.
ﺗﺨﺼﺼﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ : ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ -
ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ - ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ Principles of
Development Theory
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﺭﺳﺖ ﺑﻬﺎ :
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺭﻭﻣﺎ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺇﺩﻭﺍﺭﺩﻭ ﻣﻮﻧﺪﻳﻼﻧﻲ
– ﻣﻮﺯﺍﻧﺒﻴﻖ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺮﺍﺭﺍﻱ ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺎ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ
ﻭﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻳﻠﺰ ﺳﻮﺍﻧﺰﻱ - ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ – ﻣﺮﻛﺰ ﻏﺰﺓ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺇﺩﻣﻮﻧﺘﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺮﺗﺎ ﺑﻜﻨﺪﺍ - ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ - ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ - ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ - ﻣﺮﻛﺰ
ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﺎ - ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﻫﻲ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻨﻴﺖ
ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺎﺕ ﻋﻦ
ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ، ﺣﻜﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻭﻧﺸﺮﺕ
ﻛﺘﺎﺑﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻃﺒﻌﺘﻪ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺃﻓﺮﺍﺡ ﺁﺳﻴﺎ " ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻮﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ " ، ﺣﻮﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ .
ﻭﺻﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺗﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ/ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ : ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ " ، ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ
" ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ " ، ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﻣﻮﺳﻮﻋﻲ ﻛﺒﻴﺮ، ﺻﺪﺭ
ﻋﻦ "ﺩﺍﺭ ﺭﺍﺗﻠﺞ " ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻭﻟﻨﺪﻥ ﻭﺳﻴﺪﻧﻲ .
ﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻃﺒﻌﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ
ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺑﺎﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺴﻜﻴﺔ، ﻣﺮﻳﺎﻡ ﺟﻮﺯﻑ ﺃﻭﻣﺎﺭﺍ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ
" ﺍﻟﻨﺴﻮﻗﺮﺍﻁ " ، ﻭﻟﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻓﺮﻋﻲ ﺷﺎﺭﺡ ﻫﻮ " ﺗﺄﻧﻴﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،
ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ : ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻮﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ."
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .
ﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺃﻳﻀﺎ، ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ."
ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ - ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ) ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﺳﻴﻨﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1994 ﻡ .
ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺭﺣﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻄﻠﻊ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻓﺪ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻣﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﻧﺎﺳﺎ ﻣﺜﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﺣﺪﻯ
ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ؟
ﻭﺗﺠﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻉ ﺭﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺑﻘﻴﺖ ﺗﻬﻔﻮ ﻭﻣﺎ ﺑﺮﺣﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﺎ.
ﻭﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺑﺎﻛﺮﺍ .
ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺫﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺮﻫﺖ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ، ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻷﻣﻲ ﺇﻧﻨﻲ
ﻟﻦ ﺃﻗﺘﻨﻲ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻼﺑﺲ ﻗﻂ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮﻋﺪﻧﻲ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻠﻴﺪ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻧﺤﻮﻱ، ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺣﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺟﻮﺏ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻏﺎﻝ، ﻭﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻱ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ " ﺟﻮﺟﻮ " ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑـ ": ﺍﻟﺮﻭﻙ
ﺳﺎﻙ " Rock sack ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﺣﻠﻢ ﺑﺎﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ
ﺑﺎﻛﺮﺍ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻃﻼﻟﺔ ﻭﺟﻪ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ،
ﻣﻀﻴﺌﺎ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻓﻀﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ
ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺟﻮﺭﺝ ﺃﻣﺎﺩﻭ ﻗﺪ ﻣﻸﺕ ﺟﻮﺍﻧﺤﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﻞ، ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺧﺎﻝ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ، ﺭﺣﺖ ﺃُﻣﻨِّﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ـ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮﺓ ـ
ﺑﺎﻹﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺣﺮﺏِ ﺗﺤﺮﻳﺮٍ .
ﻓﺮﻛﻀﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ، ﻭﺯﺭﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﺮَّﺭﺓ، ﻭﺍﻧﺨﺮﻃﺖ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻏﺐ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻣﻦ ﻣﻮﺯﺍﻣﺒﻴﻖ
ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ، ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻧﻴﻜﺎﺭﺍﻏﻮﺍ،
ﻧﺸﺪﺍﻧﺎ ﻟﺤﻠﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﺮﺍﻟﻴﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ـ ﻭﻭﻳﻠﺰ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﺇﻳﺮﻟﻨﺪﺍ
ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻗﻞّ ﻗﺴﺎﻭﺓ.
ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻒ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻣﺮﺍﺗﻊ ﻟﻄﻔﻮﻟﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻔﻮﺕ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻭﻗﺎﺿﻴﺎ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﻣﻄﺎﺭ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ، ﻭﻗﺪ ﺳﻠّﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻴّﻦ ﻓﻲ ﺭﺗﺐ ﺗﺘﺪﺭّﺝ ﺗﻨﺎﺯﻟﻴﺎ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻳُﺮﻗَّﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ
ﻓﺄﻋﻠﻰ، ﺟﺰﺍﺀً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻟـ ":ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ "
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻘّﻞ ﻣﻨﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ
ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺗﻪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﻮﺕ ﺗﺰﻭﺭ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﺘﻨﻘﻼ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺗﻪ .
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻛﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
ﻭﻟﻌﻞّ ﻣﻌﺎﺻﺮﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ، ﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻣﺘﻨﻘّﻼ ﺑﻴﻦ
ﺭﺑﻮﻉ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻣﻴﻞ ﻣﺮﺑّﻊ، ﺑﻘﻴﺖ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺗﺨﻠﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻳُﺮْﺳَﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ .
ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺘﺮﺿﺎ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ،
ﻓﻴﻄﺒّﻘﻪ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﻣﻮﻇّﻔﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﻓﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﻓﺨﺮ ﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻭﺷﻬﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺠﻮﻡ ﻫﻮﻟﻴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ.
ﺗﺨﺼﺼﻬﺎ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ : ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - ﻋﻠﻢ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ -
ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ - ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ Principles of
Development Theory
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﻰ ﺩﺭﺳﺖ ﺑﻬﺎ :
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺭﻭﻣﺎ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺇﺩﻭﺍﺭﺩﻭ ﻣﻮﻧﺪﻳﻼﻧﻲ
– ﻣﻮﺯﺍﻧﺒﻴﻖ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺮﺍﺭﺍﻱ ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ - ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻨﺎﺑﺎ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ
ﻭﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻭﻳﻠﺰ ﺳﻮﺍﻧﺰﻱ - ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻦ – ﻣﺮﻛﺰ ﻏﺰﺓ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
– ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺇﺩﻣﻮﻧﺘﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺮﺗﺎ ﺑﻜﻨﺪﺍ - ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ - ﺍﻹﺗﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ ﻭﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ - ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻔﻴﺪﺭﺍﻟﻴﺔ - ﻣﺮﻛﺰ
ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﺎ - ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﻫﻲ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻨﻴﺖ
ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺎﺕ ﻋﻦ
ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻷﺳﻔﺎﺭ، ﺣﻜﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻭﻧﺸﺮﺕ
ﻛﺘﺎﺑﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﻃﺒﻌﺘﻪ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺃﻓﺮﺍﺡ ﺁﺳﻴﺎ " ، ﻭﻛﺎﻥ
ﺛﻤﺮﺓ ﺟﻮﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ .
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ " ، ﺣﻮﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ .
ﻭﺻﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺗﻨﻮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ/ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ : ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ " ، ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ
" ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ " ، ﻭﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﻣﻮﺳﻮﻋﻲ ﻛﺒﻴﺮ، ﺻﺪﺭ
ﻋﻦ "ﺩﺍﺭ ﺭﺍﺗﻠﺞ " ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻭﻟﻨﺪﻥ ﻭﺳﻴﺪﻧﻲ .
ﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻃﺒﻌﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ
ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺿﻌﺘﻪ ﺑﺎﻹﺷﺘﺮﺍﻙ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻨﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺴﻜﻴﺔ، ﻣﺮﻳﺎﻡ ﺟﻮﺯﻑ ﺃﻭﻣﺎﺭﺍ، ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ
" ﺍﻟﻨﺴﻮﻗﺮﺍﻁ " ، ﻭﻟﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻓﺮﻋﻲ ﺷﺎﺭﺡ ﻫﻮ " ﺗﺄﻧﻴﺚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،
ﻭﺇﻓﻘﺎﺭ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ : ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻮﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ."
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ .
ﻳﺼﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺃﻳﻀﺎ، ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ."
ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ - ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ) ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﺳﻴﻨﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1994 ﻡ .
ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺭﺣﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻄﻠﻊ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻭﻓﺪ ﻧﺴﺎﺋﻲ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻣﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﻧﺎﺳﺎ ﻣﺜﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺇﺣﺪﻯ
ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ؟
ﻭﺗﺠﻴﺐ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ :
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻉ ﺭﻭﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺑﻘﻴﺖ ﺗﻬﻔﻮ ﻭﻣﺎ ﺑﺮﺣﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺮﺓ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻌﺎ.
ﻭﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﻣﺘﻰ ﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺑﺎﻛﺮﺍ .
ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺫﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺮﻫﺖ ﺧﺰﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ، ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻷﻣﻲ ﺇﻧﻨﻲ
ﻟﻦ ﺃﻗﺘﻨﻲ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻼﺑﺲ ﻗﻂ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻮﻋﺪﻧﻲ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻠﻴﺪ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻲ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻧﺤﻮﻱ، ﻭﺃﻧﺎ
ﺃﺣﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺟﻮﺏ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺩﻏﺎﻝ، ﻭﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻱ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺃﻣﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ " ﺟﻮﺟﻮ " ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑـ ": ﺍﻟﺮﻭﻙ
ﺳﺎﻙ " Rock sack ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﺣﻠﻢ ﺑﺎﻹﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ
ﺑﺎﻛﺮﺍ .
ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻭﺇﻃﻼﻟﺔ ﻭﺟﻪ ﺟﻴﻔﺎﺭﺍ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ،
ﻣﻀﻴﺌﺎ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻓﻀﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ
ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺟﻮﺭﺝ ﺃﻣﺎﺩﻭ ﻗﺪ ﻣﻸﺕ ﺟﻮﺍﻧﺤﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﻞ، ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺧﺎﻝ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺌﺎﻡ، ﺭﺣﺖ ﺃُﻣﻨِّﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ـ ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮﺓ ـ
ﺑﺎﻹﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺣﺮﺏِ ﺗﺤﺮﻳﺮٍ .
ﻓﺮﻛﻀﺖ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ، ﻭﺯﺭﺕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﺮَّﺭﺓ، ﻭﺍﻧﺨﺮﻃﺖ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻏﺐ ﺃﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻣﻦ ﻣﻮﺯﺍﻣﺒﻴﻖ
ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺯﻳﻤﺒﺎﺑﻮﻱ، ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻧﻴﻜﺎﺭﺍﻏﻮﺍ،
ﻧﺸﺪﺍﻧﺎ ﻟﺤﻠﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺸﺖ ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ﻭﻛﻨﺪﺍ ﻭﺍﻹﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﺮﺍﻟﻴﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ـ ﻭﻭﻳﻠﺰ ﻭﺇﻧﺠﻠﺘﺮﺍ ﻭﺇﻳﺮﻟﻨﺪﺍ
ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻣﺼﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺭﺑﻤﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻗﻞّ ﻗﺴﺎﻭﺓ.
ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻒ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻣﺮﺍﺗﻊ ﻟﻄﻔﻮﻟﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻔﻮﺕ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﻭﻗﺎﺿﻴﺎ ﻭﺿﺎﺑﻂ ﻣﻄﺎﺭ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻦ، ﻭﻗﺪ ﺳﻠّﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻴّﻦ ﻓﻲ ﺭﺗﺐ ﺗﺘﺪﺭّﺝ ﺗﻨﺎﺯﻟﻴﺎ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﻳُﺮﻗَّﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ
ﻓﺄﻋﻠﻰ، ﺟﺰﺍﺀً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻟـ ":ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ "
ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻘّﻞ ﻣﻨﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ، ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺳﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ
ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺗﻪ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﻮﺕ ﺗﺰﻭﺭ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﺘﻨﻘﻼ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺮﻙ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺗﻪ .
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻗﻞّ ﻣﻦ ﺗﻨﻮﻳﻌﺔ ﺑﺎﻛﺮﺓ ﻋﻠﻰ
ﺩﻣﻘﺮﻃﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
ﻭﻟﻌﻞّ ﻣﻌﺎﺻﺮﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ، ﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ، ﻣﺘﻨﻘّﻼ ﺑﻴﻦ
ﺭﺑﻮﻉ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻣﻴﻞ ﻣﺮﺑّﻊ، ﺑﻘﻴﺖ ﺗﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺗﺨﻠﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻳُﺮْﺳَﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ .
ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺘﺮﺿﺎ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺜّﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ،
ﻓﻴﻄﺒّﻘﻪ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺳﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ، ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﻣﻮﻇّﻔﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
Comments
Post a Comment