تسقط الثمار لا شجرتها
عرفته منذ سنين عدة كونه واحداً من أجمل المختصين بمجال
الموارد البشرية، وأكثرهم تدفقاً في الحديث، وأغزرهم معلومة، دائم
الابتسام، هيناً ليناً مع إخوانه، لا أذكر إطلاقاً أنه دخل في مشادة أو
فلتت منه كلمة مزعجة تجاه أحد مهما احتدّ النقاش في كثير من الأحيان،
افتقدناه منذ شهور عديدة في ذلك الاجتماع الرسمي الأسبوعي، الذي يجمعنا
لظروف عمله خارج الدولة، ولم نَعُد نراه إلا نادراً كلما عاد في إجازة
قصيرة، كنتُ أهم بركوب الطائرة عائداً لأرض الوطن، وإذا برسالة صادمة تصلني
واسمه يتصدر قافلة الشهداء في تفجير قندهار الآثم !
عرفته أخاً صادقاً وشخصاً محباً لإفادة الآخرين، ومتطوعاً دؤوباً لأي لجنة أو فريق عمل يتم تشكيله، من أجل خدمة مؤسسات الدولة وتطوير إجراءاتها، وعرفه الناس كاتباً جميلاً في «صحيفة البيان»، ينثر علومه ومعارفه وتجارب السنين الطويلة، التي يحملها في عالم المؤسسات، وفي أروقة الحياة، كان ممن يصدق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر»، كان خيّراً وللخير يسعى.
أذكر في آخر لقاء جمعنا قبل شهرين تقريباً كنتُ أسأله إن كان الوضع ما زال غير آمن للأعمال الإغاثية والإنسانية، التي تقوم بها دولتنا الحبيبة هناك في أفغانستان وهو أحد المشاركين بفعالية بها، فردّ عليّ بابتسامته التي لا تخبو: «البلد في حال صعبة، لكن لو ما رحنا نحن من راح يروح؟ الأعمار بيد الله، ونحن في خدمة بلادنا وشيوخنا ورايحين نساعد الناس».
رحم الله «بو عبدالله» محمد علي زينل البستكي وإخوانه الأطهار الذين استشهدوا وهم يزرعون الخير ويبذرون الأمل ويأخذون بأيدي اليتامى والأرامل والفقراء، غدر بهم بائعو الظلام وتجار الدم ومغتالو الأحلام، تركوا وطنهم ودِعة العيش بين أهلهم رغبة منهم وتطوعاً، لكي يعيدوا الأمل لأولئك البؤساء في قرى أفغانستان ومُدُنها التي دمرها لوردات الحرب وشياطين المليشيات وعصابات الموت، التي تحمل رايات إسلام هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، ذهبوا هناك لكيلا تذبل نظرة طفل يحلم أن يكون كبقية أطفال الدنيا.
وحتى لا تبقى رعشة الخوف تلك كل ليلة في أوصال البسطاء الذين أحال الأشقياء حياتهم كابوساً نهاره بؤس وفقر وليله ذعر ورعب، ليس هناك أسوأ من حمقى وجهلة وُضعت في أيديهم أسلحة وحُشيت جماجمهم الفارغة بأفكار سوداء وفتاوى شيطانية من شياطين الأنس، فلم يعودوا يرون الناس أمامهم سوى أهداف يجب اقتناصها، الله سبحانه يهب الحياة للبشر وهم يسارعون دون توقف لنزع هبة الله باسم الله!
لم يذهبوا إلا لنشر الخير ولم يتركوا أبناءهم وأهلهم ومنازلهم ووطنهم إلا حباً في أن يرسموا بسمة على شفاه البائسين يساعدوا على أن يشرق نور صباحات الأمل على هذه الأراضي، التي قتلت كل جميل فيها صراعات قوى الشر، في ذاك اليوم الكئيب كانوا يضعون حجر الأساس لدار خليفة بن زايد للأيتام، وتم توقيع اتفاقية منح دراسية على نفقة الإمارات ووضع حجر الأساس لمعهد التعليم الفني المهني بتمويل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
وأنفق بعضهم سنوات من عمره، وهو يحمل المساعدات الإغاثية بين جبال أفغانستان الوعرة لم يُخِفهم رصاصات العصابات، ولم تردّهم المسالك الملغّمة، كان عملهم لله، ولخير الإنسانية، نحسبهم كذلك، ولا نزكّي على الله أحداً حتى غدر بهم الجبناء ممن تتنزّه حتى سباع البريّة ووحوشها من صنيعه الخسيس!
قَدَرُ إمارات الخير أن تحمل راية مساعدة الناس المحتاجين، وقدرها أن تروي دماء أبنائها الأطهار سهول تلك البلدان المنكوبة وجبالها، لا يثنيهم عن مد يد العون لسانُ صعلوك أو بندقية مأجورة، نحسبهم بإذن الله ممن قال فيهم رب العزة: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
هم يعرفون أن «قوى الشر التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي الجبان تتمنى ألا يشق قطار البناء والتنمية والخير طريقه في أفغانستان، ولا يسرها أن ترى الفرح والابتسامة والحياة المشرقة في وجوه الشعب الأفغاني».
كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لذا لن يتوقف أبناء زايد ولن يثنيهم عن تقديم الخير أحد كما يؤكد ذلك بوخالد بقوله: «نحن عازمون على نشر الأمل والتفاؤل والخير أينما تواجدنا، هو نهجنا الثابت وإيماننا الراسخ الذي لن نحيد عنه أبداً»،
لن نتوقف ولن تخبو هِمّة إمارات الخير وقيادتها عن دورها الريادي في المساعدات الإغاثية والإنسانية، نحن لا نفعل ذلك من أجل بهرجة إعلامية أو طمعاً في جائزة ساذجة، نفعل ذلك لأنّه من واجبنا، الذي حتّمه ديننا السمح ولأنه من إرث زايد، طيّب الله ثراه، الذي أوصانا به، ولأن قيادتنا تؤمن بأن من حق بؤساء العالم أن يجدوا طريقاً آمناً لهم في الحياة، وأن الطفل لا يجوز أن يكون أقصى حُلُمه أن يبقى حياً بأي شكل فقط.
ولأنها تؤمن بأن الظلام لا يُهزم بمثل مشعل النور، وأن سواد الجهل لا يزيحه سوى ضياء العلم، وأن الشر مهما طغى وأزبد وأرعد لا يستطيع الانتصار في الأخير على الخير، لن نتوقف لأن ذلك قدرنا، وكما قال نابليون بونابرت ذات مرة: «إنّ الأمم العظيمة قد تفنى لكن لا تُخَوَّف» !
عرفته أخاً صادقاً وشخصاً محباً لإفادة الآخرين، ومتطوعاً دؤوباً لأي لجنة أو فريق عمل يتم تشكيله، من أجل خدمة مؤسسات الدولة وتطوير إجراءاتها، وعرفه الناس كاتباً جميلاً في «صحيفة البيان»، ينثر علومه ومعارفه وتجارب السنين الطويلة، التي يحملها في عالم المؤسسات، وفي أروقة الحياة، كان ممن يصدق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر»، كان خيّراً وللخير يسعى.
أذكر في آخر لقاء جمعنا قبل شهرين تقريباً كنتُ أسأله إن كان الوضع ما زال غير آمن للأعمال الإغاثية والإنسانية، التي تقوم بها دولتنا الحبيبة هناك في أفغانستان وهو أحد المشاركين بفعالية بها، فردّ عليّ بابتسامته التي لا تخبو: «البلد في حال صعبة، لكن لو ما رحنا نحن من راح يروح؟ الأعمار بيد الله، ونحن في خدمة بلادنا وشيوخنا ورايحين نساعد الناس».
رحم الله «بو عبدالله» محمد علي زينل البستكي وإخوانه الأطهار الذين استشهدوا وهم يزرعون الخير ويبذرون الأمل ويأخذون بأيدي اليتامى والأرامل والفقراء، غدر بهم بائعو الظلام وتجار الدم ومغتالو الأحلام، تركوا وطنهم ودِعة العيش بين أهلهم رغبة منهم وتطوعاً، لكي يعيدوا الأمل لأولئك البؤساء في قرى أفغانستان ومُدُنها التي دمرها لوردات الحرب وشياطين المليشيات وعصابات الموت، التي تحمل رايات إسلام هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف، ذهبوا هناك لكيلا تذبل نظرة طفل يحلم أن يكون كبقية أطفال الدنيا.
وحتى لا تبقى رعشة الخوف تلك كل ليلة في أوصال البسطاء الذين أحال الأشقياء حياتهم كابوساً نهاره بؤس وفقر وليله ذعر ورعب، ليس هناك أسوأ من حمقى وجهلة وُضعت في أيديهم أسلحة وحُشيت جماجمهم الفارغة بأفكار سوداء وفتاوى شيطانية من شياطين الأنس، فلم يعودوا يرون الناس أمامهم سوى أهداف يجب اقتناصها، الله سبحانه يهب الحياة للبشر وهم يسارعون دون توقف لنزع هبة الله باسم الله!
لم يذهبوا إلا لنشر الخير ولم يتركوا أبناءهم وأهلهم ومنازلهم ووطنهم إلا حباً في أن يرسموا بسمة على شفاه البائسين يساعدوا على أن يشرق نور صباحات الأمل على هذه الأراضي، التي قتلت كل جميل فيها صراعات قوى الشر، في ذاك اليوم الكئيب كانوا يضعون حجر الأساس لدار خليفة بن زايد للأيتام، وتم توقيع اتفاقية منح دراسية على نفقة الإمارات ووضع حجر الأساس لمعهد التعليم الفني المهني بتمويل مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
وأنفق بعضهم سنوات من عمره، وهو يحمل المساعدات الإغاثية بين جبال أفغانستان الوعرة لم يُخِفهم رصاصات العصابات، ولم تردّهم المسالك الملغّمة، كان عملهم لله، ولخير الإنسانية، نحسبهم كذلك، ولا نزكّي على الله أحداً حتى غدر بهم الجبناء ممن تتنزّه حتى سباع البريّة ووحوشها من صنيعه الخسيس!
قَدَرُ إمارات الخير أن تحمل راية مساعدة الناس المحتاجين، وقدرها أن تروي دماء أبنائها الأطهار سهول تلك البلدان المنكوبة وجبالها، لا يثنيهم عن مد يد العون لسانُ صعلوك أو بندقية مأجورة، نحسبهم بإذن الله ممن قال فيهم رب العزة: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
هم يعرفون أن «قوى الشر التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي الجبان تتمنى ألا يشق قطار البناء والتنمية والخير طريقه في أفغانستان، ولا يسرها أن ترى الفرح والابتسامة والحياة المشرقة في وجوه الشعب الأفغاني».
كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لذا لن يتوقف أبناء زايد ولن يثنيهم عن تقديم الخير أحد كما يؤكد ذلك بوخالد بقوله: «نحن عازمون على نشر الأمل والتفاؤل والخير أينما تواجدنا، هو نهجنا الثابت وإيماننا الراسخ الذي لن نحيد عنه أبداً»،
لن نتوقف ولن تخبو هِمّة إمارات الخير وقيادتها عن دورها الريادي في المساعدات الإغاثية والإنسانية، نحن لا نفعل ذلك من أجل بهرجة إعلامية أو طمعاً في جائزة ساذجة، نفعل ذلك لأنّه من واجبنا، الذي حتّمه ديننا السمح ولأنه من إرث زايد، طيّب الله ثراه، الذي أوصانا به، ولأن قيادتنا تؤمن بأن من حق بؤساء العالم أن يجدوا طريقاً آمناً لهم في الحياة، وأن الطفل لا يجوز أن يكون أقصى حُلُمه أن يبقى حياً بأي شكل فقط.
ولأنها تؤمن بأن الظلام لا يُهزم بمثل مشعل النور، وأن سواد الجهل لا يزيحه سوى ضياء العلم، وأن الشر مهما طغى وأزبد وأرعد لا يستطيع الانتصار في الأخير على الخير، لن نتوقف لأن ذلك قدرنا، وكما قال نابليون بونابرت ذات مرة: «إنّ الأمم العظيمة قد تفنى لكن لا تُخَوَّف» !
Comments
Post a Comment