الممرَّاتُ التي تَعبُرينَ منها: قصيدة للشاعر السوداني أنس مصطفى
وقالت أما يكفيهِ أنّيَ بقلبهِ..؟*
ابن عربي.
في قلبِ كُلِّ عَتمَةْ،أنظرُ صوبَ الممرَّاتِ التي تَعبُرينَ منها..
الممرَّاتِ التي أتتْ بكِ لمرَّةْ،
لمرَّةٍ يتيمةْ..
بأُغنياتكِ العَاليَةْ،
وحُلمكِ المديدْ،
وقتَها
كانتْ الحياةُ في الممرّ،
كانَ العُمْرُ في الجِوَارْ..
..
بعدَ كُلِّ هذا الوقتْ،
لم أتعلَّمْ نِسيَانَكْ..
لم أتعلَّمْ الحقولَ أبداً..
وظَلَلْتِ تخَفِقينَ في المدَىْ،
كرايةٍ مغروسةٍ في الأبديَّةْ..
ظللتِ سَاطِعَةً هُناكْ،
كالأنَاشِيجِ البعيدَةْ..
في ممرَّاتِ المشفَى الجَامِعيّ،
في مُصَادفاتِ شارعِ القَصرْ،
وفي محطَّاتِ القريةِ النَّائيةْ..
..
وها أنذا ألتفِتُ نَحوكْ،
مُتعَبَاً بالسَّنواتِ والأمَلْ..
لعلَّ ضوءاً يلوحُ هُناكْ..
لعلَّ الكلمةَ تَخفِقْ..
أنظرُ صوبَ الجهاتِ التي خصَّتكِ بالشُّرودْ،
بالأنجمِ الذَّاهلةْ..
تَعلَمينْ..؟
لا زلتُ متَّئِداً رَغْمَ كلِّ شيءْ..
لا يزَالُ الطَّريقُ عَارِيَاً..
etanina@hotmail.com محاضر بجامعة الخرطوم صدر له: نِثار حول أبيض، (ديوان شعر)، 2006 سُهدُ الرُّعاة، (ديوان شعر)، 2012 صباحات قرويَّة، (ديوان شعر)، 2015
Comments
Post a Comment