المرأة هناك أصبحت أساس الأدب
مبدعات روسيات يدهشن العالم
تجاوزت المرأة في روسيا الاتحادية بالوقت الحاضر، مكانة الرجل وزاحمته في الشعر، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حقيقة الأدب الروسي. فالنساء الروسيات كن دائماً جزءاً من الأدب الروسي، كبطلات، وكموضوع، لكن الوضع الآن تغير، فالمرأة أصبحت أساس الأدب الروسي.ومع العلم بأن الشعر النسوي الروسي لم يعرف أسماء شعرية كبيرة فقط، وإنما حاكمن الرجال وعالمهم من خلال اليوميات التي كتبتها النساء أمثال: ناديا مانديلشتايم، وبيربيروفا، وانتهاء بالنساء المعاصرات اللواتي جعلن من الرجال كقطعة من الجليد الذي تلاشى تحت لهب شعرهن وكلماتهن. لكن هذا لا يعني تقسيم الأدب الروسي حسب الجنس، وإنما وفق المعايير الميتافيزيقية، والإنسانية، والجمالية، ووفق المعايير الأدبية العامة.
وهناك جانب آخر فإن الأدب الروسي الذي كان يكتب من قبل الرجال ظل يتحدث دائماً عن القضايا المصيرية، والأسئلة التاريخية،
ولم ينتبه لحياة الانسان الفرد. النساء وحدهن يتناولن المصائر الفردية، وتمتاز باختلاف واضح عن كتابات الرجال، من حيث ان المرأة تحتضن العالم ككل وكأنه دراما حادة.
نجمات في الأفق
صحيح أن الأدب الروسي، لا سيما في القرن التاسع عشر، لم يشهد كاتبات وشاعرات بمستوى الكتاب الروس الكبار الذين نعرفهم، ولا شاعرات كبيرات مثل بوشكين وليرمانتوف ودوستويفسكي... ولكن منذ بداية القرن العشرين بدأ إشراق شمس أكبر شاعرتين في الشعر الروسي على الإطلاق، وهما آنا أخماتافا ومارينا سفيتايفا.. وبطلات ثوريات أمثال ألكساندرا كولنتاي، وناديا كروبسكايا، ورائدات فضاء، وسينمائيات رائعات أمثال لاريسا شيبتكو، وممثلاث عظيمات، ومقاتلات شرسات ضد النازية، ويكفي أن الأجيال الروسية، والسوفييتية سابقاً، ظلت تنشد اغنية كاتيوشا، وهي عن المقاتلة كاتيا التي ناضلت ضد النازيين الألمان، وأصبحت بطلة وطنية، حتى أن اسمها أطلق على نوع من الأسلحة والصواريخ!!!
لينــورا
لينــورا غـوراليـغ.. متعددة المواهب، كاتبة وشاعرة، وناشرة، وصحافية، وفنانة، ومترجمة! عن الموهبة وأسرارها لا تعرف شيئاً. لكن ما تعرفه فقط الأشياء التي تحب عملها، ولديها الكثير مما تحب إنجازه. وتعتقد أن أفضل الكتابات في الفترة الأخيرة هي تلك التي تلتقط عالم المترو تحت الأرض. تقول لينورا:
يولد ضعيف البنية. ويعد الرياضة شيئاً سخيفاً
يذهب الى معهد الفيزياء حاملاً الدكتوراه
تلهمه الكتب الأدبية..؛
يذهب الى بيلغراد كجندي في فرقة المشاة..؛
وفي احتفالات النصر كان يعرج
ورغم ذلك يغني ويتنفس براحة.
يانا
يانا تاكارييفا لقد انتظر والداها صبياً بفارغ الصبر، حتى إنهما اختارا له اسماً، لكنها خيبت أملهما، فلقد ولدت هي لكنهما أصرا على الصبي، ومن هنا فقد كانت لديها دمية اسمها الغني وليس الغنية، وليـس فـي ذلك ما يثـير الدهشـة!.
من أجواء قصائدها نقتطف: لقـد ذقـتُ جميـع النعـم والهـدايا..؛
أيتهـا الشـمس.. لـك العافيــة..؛
وليـكن حليبا دمـك
معي تمضي كلبـة تمخر المياه..؛
أما الشيـاه
فتعدابها الأغصـان
وهـداياك من الورد!!
كسينيا
كسينيا مارينينكوفـا ولدتُ في الإنترنت قبل خمس سنوات، وفيها تعلمت المشي والحركة، أستيقظ كل صباح بمزاج جيد، هكذا قالت كسينيا مارينينكوفـا عن نفسها. تحصيلها العلمي في مجال الاقتصاد!!، عملت في مهن مختلفة: خبيرة في شؤون السوق، محاسبة، بائعة، مدافعة عن الحيوانات، مهووسة بالصحافة، وموسيقى الروك،. تعيش من أجل ان تشكر بعض الناس، وليس لديها ما تملكـه كما تقول:
عندمـا كـان لـي صـوت..؛
نمـتُ عـلى الأرض العـارية
وغفـوت على البحــر
فأصبح صـوتي أغنيـة.
آللا
آللا كريلوفا ولدت في موسكو العام 1967، أنهت دراستها، وتنقلت بين وظائف متعددة. نشرت شعرها لأول مرة في العام 1991، واصدرت أربعة كتب.
تقول في قـصيدة بدون عنـوان:
الحياة ليست أكثر صلابة من قشر بيضة الدجاجة..؛
حركة صغيرة وتنكسر القشرة
بينما كان لها أن تتألق كأغنية احتفالية..؛
بدون بداية أو نهـاية..؛
لكننا نولد وسط صرخات المخاض والدمـاء
لنصلب على المقاعد والكراسي اللعينة الغامضة
بينما بالكاد تعيش الأمهات،
وبينما كان يمكن للأغنية أن تكون
عن الحـب الوفـي.
أن تكـون عـالمنا.
Comments
Post a Comment