Skip to main content

يؤاف شاحام --ماذا تقصدون عندما تقولون "الصهاينة"؟-----

ماذا تقصدون عندما تقولون "الصهاينة"؟

سمعتُ الكثير جدا من المرات جملة "نحن نعارض الصهاينة، وليس اليهود". ولكن أكثر من ذلك سمعتُ جملة "يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله"، ومن المُستحسن أن نفحص العلاقة بين الرؤيتين

14 نوفمبر 2015, 09:25110
ماذا تقصدون عندما تقولون "الصهاينة"؟
ماذا تقصدون عندما تقولون "الصهاينة"؟
في كل موجة عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين تغرق مواقع التواصل الاجتماعي بالكراهية والدعوات للقتل، الطرد والانتقام. وكوني يهوديا إسرائيليا أتحدث العربية، فإنّ الطريق إلى الحوار ستكون أصعب بضعفين في هذه الأوقات. كل تغريدة في تويتر، وكل جملة في فيس بوك تستجيب بزخات من الشتائم وتمنّي الموت، الموت للصهاينة، الموت لليهود، والتوعّد بطرد اليهود من فلسطين، حتى آخر واحد منّا.

ينقل الكثيرون مرارا وتكرارا الحديث الذي يقول: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر‎ :‎يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله". أولئك الذين يأملون تحقق هذا الكلام هم معادون للسامية لا أكثر ولا أقل، حيث إنهم يتمنون ببساطة القضاء على اليهود - دون أية علاقة بالقضية الفلسطينية.
ولكن في كل مرة أفتح فيها حسابي على الفيس بوك، ليست الشتائم فقط هي ما ينتظر في الرسائل الواردة، وإنما أيضا الكثير من الفضول، لدى الفلسطينيين الذين يبحثون عن الحوار، ويرغبون بسماع صوت الأشخاص الذين اعتادوا على كرههم. يرغبون بالاستماع إلى ما يعتقده الإسرائيليون حول الفلسطينيين وما هو الحلّ الممكن، حيث إنّه لا أحد - سوى المهوسين وغير المنطقيين - يعتقد أنّ إسرائيل ستزول من الوجود.
ويوضح لي آخرون، وهم قلّة، أنّ هناك فرق بين الصهاينة واليهود. "نحن نعارض الصهاينة وليس اليهود". أولئك هم من يثيرون اهتمامي أكثر، ولكن ماذا يقصدون؟
أدرك هرتسل - في أوروبا التي احتضنت اليهود في يد ورفضتهم في اليد الأخرى - أنّ الحل الوحيد يكمن في رؤية اليهودية كشعب وقومية، وليس كمجرّد طائفة دينية
كيف تطوّرت الصهيونية من داخل اليهودية؟ يعلم الكثيرون بالتأكيد أنّ تيودور هرتسل، الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر، هو أبو الحركة الصهيونية. ولكن يعلم القليل أنّ هرتسل، رغم مظهره اليهودي الواضح، لم يكن يهوديا متديّنا أبدا. عاش هرتسل في ذروة فترة التحرّر، والتي أصبحت حقوق الإنسان فيها والسعي إلى المساواة ذات قيمة مركزية في المجتمع الأوروبي، وآمن بأنّ المساواة في الحقوق هي الحلّ لمشكلة اليهود.
تيودور هرتسل
تيودور هرتسل
ولكن القرن التاسع عشر الذي عاش فيه هرتسل كان قرنا نمت فيه الأيديولوجية القومية. لقد تخلّت الشعوب الأوروبية عن الإمبراطورية العظيمة التي هيمنت على القارة على مدى مئات السنين، وسعت إلى إعادة صياغة خارطة الحدود بحسب طموحاتها القومية. وفي خضمّ هذه اليقظة القومية، صعدت معاداة السامية في العديد من البلدان وازدهرت. شعر الكثير من اليهود أنّهم لا يجدون مكانهم.
لقد صاغت البيئة التي عاش فيها هرتسل رؤيته. من جهة، كان يتوق لأن يكون أوروبيّا وشعر بالانتماء إلى الثقافية الكلاسيكية. ومن جهة أخرى، فقد صُدم من معاداة السامية الأوروبية التي سعت إلى طرد اليهود من أوروبا. أدّت معاداة السامية ضد اليهود بالكثيرين إلى الانغلاق داخل مجتمعاتهم، والتنكّر للعالم الخارجي، وأدت بالكثيرين غيرهم إلى التخلي عن يهوديّتهم ذات آلاف السنين.
وانطلاقا من هذه الضائقة، أدرك هرتسل - في أوروبا التي احتضنت اليهود في يد ورفضتهم في اليد الأخرى - أنّ الحل الوحيد يكمن في رؤية اليهودية كشعب وقومية، وليس كمجرّد طائفة دينية. كما وأدرك أنّ اليهود سيكونون زرعًا غريبا في أوروبا، بغضّ النظر عن الدرجة التي سيحاولون فيها الاندماج. وبناء على ذلك، يتطلّب وجود وطن قومي لليهود.
إنّ رؤية هرتسل هذه، هي أساس الفكرة الصهيونية. الإدراك الذي تبلور هو أنّ الشعب اليهودي هو شعب ككل الشعوب. ويستحقّ هذا الشعب، المطارد والمهزوم والمعزول على مدى آلاف السنين في كل مكان وصل إليه في العالم تقريبًا، وطنا خاصا به. وليس هناك مكان أفضل من البلاد التي يتوق إليها اليهود على جميع الأجيال، وهي أرض إسرائيل، التي تُسمّى أيضًا صهيون.
الملك فيصل بن حسين
الملك فيصل بن حسين
هذه هي النقطة الأساسية في الصهيونية، والمفهوم الأساسي لها. لم يلتفت هرتسل إلى السكان العرب الفلسطينيين. اعتبر مؤسسو الصهيونية إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي هدفًا أعلى. كان هناك من اعتقد من بينهم أنّ السكان العرب لن يشكّلوا عقبة. وكان من حاول التحاور مع قياداتهم، مثل حاييم وايزمان الذي وقّع باسم الحركة الصهيونية على اتفاق مع الأمير فيصل، نجل الشريف حسين بن علي وشقيقه الملك عبد الله، مؤسس المملكة الهاشمية.
ولكن كان هناك زعماء مثل زئيف جابوتنسكي ممّن أدركوا أنّ العرب لن يتخلّوا عن طموحهم بطرد اليهود، حتى يدركوا أنّ الوجود اليهودي في البلاد هو حقيقة قائمة لا يمكن تغييرها.
وإذا كان الأمر كذلك، فما هو قصد الذين يقولون إنهم لا يكرهون اليهود، وإنما الصهاينة فقط؟ لقد اعترف جميع زعماء إسرائيل في الأجيال الأخيرة بالطموح القومي للشعب الفلسطيني. ويوافق رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية، إذا كانت الأخيرة ستعيش بجانب دولة إسرائيل وتعترف بها باعتبارها وطنا شرعيًّا للشعب اليهودي. من يصرّح أنّه يكره الصهيونية، فإنّه يسلب الحقّ الشرعي للشعب اليهودي بأن تكون هناك دولة خاصة به ويرسله مجددا إلى التشتّت بين جمع الشعوب، ليختفي بين صفحات كتب التاريخ.


Comments

Popular posts from this blog

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on

Mona Farouk reveals scenes of "scandalous video"Egyptian actress Mona Farouk appeared on Monday in a video clip to discuss the details of the case she is currently facing. She recorded the first video and audio statements about the scandalous video that she brings together with Khaled Youssef.Farouk detonated several surprises, on the sidelines of her summons to the Egyptian prosecution, that Khalid Youssef was a friend of her father years ago, when she was a young age, and then collected a love relationship with him when she grew up, and married him in secret with the knowledge of her parents and her father and brother because his social status was not allowed to declare marriage .Muna Farouk revealed that the video was filmed in a drunken state. She and her colleague Shima al-Hajj said that on the same day the video was filmed, she was at odds with Shima, and Khaled Yusuf repaired them and then drank alcohol.She confirmed that Youssef was the one who filmed the clips whil

الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي)-----------Khalid Babiker

• الجنس شعور فوضوي يتحكم في الذات والعقل . وله قوة ذاتية لا تتصالح إلا مع نفسها . هكذا قال أنصار المحلل الحلقة 20 هنادي المطلقة والمحلل (ماذا قال كتاب العرب في هنادي) أول طريق عبره الإنسان هو طريق الذكر . بعدها شهق وصرخ . تمرغ في الزيت المقدس . وجرب نشوة الأرغوس . عاجلا أم آجلا سيبحث عن هذا الطريق ( كالأسماك تعود إلى أرض ميلادها لتبيض وتموت ) . وسيعبره . سيعبره بحثا عن الديمومة . وسيشهق وسيضحك . لقد جاء إليه غريبا . سيظل بين جدرانه الدافئة غريبا . وحالما يدفع تلك الكائنات الحية الصغيرة المضطربة في الهاوية الملعونة سيخرج فقيرا مدحورا يشعر بخيانة ما ( ..... ) . لن ينسى الإنسان أبدا طريق الذكر الذي عبره في البدء . سيتذكره ليس بالذاكرة وإنما بالذكر . سيعود إليه بعد البلوغ أكثر شوقا وتولعا . ولن يدخل فيه بجميع بدنه كما فعل في تلك السنوات التي مضت وإنما سيدخل برأسه . بعد ذلك سيندفع غير مبال بالخطر والفضيحة والقانون والدين . الله هناك خلف الأشياء الصغيرة . خلف كل شهقة . كل صرخة مندفعا في الظلام كالثور في قاعة المسلخ . الله لا يوجد في الأشياء الكبيرة . في الشرانق . في المح . ينشق فمه . تن

Trusting Liar (#5) Leave a reply

Trusting Liar (#5) Leave a reply Gertruida is the first to recover.  “Klasie… ?” “Ag drop the pretence, Gertruida. You all call me ‘Liar’ behind my back, so why stop now? Might as well be on the same page, yes?” Liar’s face is flushed with anger; the muscles in his thin neck prominently bulging. “That diamond belongs to me. Hand it over.” “What are you doing? Put away the gun…” “No! This…,” Liar sweeps his one hand towards the horizon, “…is my place.  Mine!   I earned it! And you…you have no right to be here!” “Listen, Liar, we’re not the enemy. Whoever is looking for you with the aeroplane and the chopper….well, it isn’t us. In fact, we were worried about you and that’s why we followed you. We’re here to help, man!” Vetfaan’s voice is pleading as he takes a step closer to the distraught man. “Now, put down the gun and let’s chat about all this.” Liar hesitates, taken aback after clearly being convinced that the group  had hostile intentions. “I…I’m not sure I believe